-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 6 -4 - السبت 19/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس

4

تم النشر يوم السبت

19/10/2024 


أغمضت عينيها بضيق بينما تغضن الألم حول ملامحها وهي تهتف بغل 


= هو انتٍ ما وراكيش حاجه غير انك تهدديني كل شويه وتفتحي الموضوع ده خلاص مش هتذلني بغلطه عملتها ابنك عمل قصادها اضعاف، انا ندمت اصلا على كل حاجه عملتها زمان زي ابنك واكتر فتاكدي عمري ما هرجع للسكه دي تاني لان ما كانش في موضوع اصلا 


لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة شامته


= طالما بتقوليها بثقه كده يبقى قفشتي حاجه على البيه اللي كنتي هتطلقي مخصوص من جوزك وتتجوزيه كلامي طلع صح مش كده؟ طلع بيلعب بيكي.. ما هي يا حبيبتي خديها قاعده ثابته في حياتك الراجل اللي بيلاقي الست سهله ورخصت نفسها معاه حتى لو في دماغه فعلا يتجوزها هيتراجع بعد كده ويقول ما هي ممكن زي ما عملت مع جوزها كده تعمل مع غيري حتى لو الحب جايب اخره معاكوا فعلا... 


شحب وجه ندى وتخبطت روحها العارية أمامها بينما أضافت الأخري بتهكم ساخراً 


= وابني بقى نفس الحكايه ما هو في النهايه راجل زي اي راجل حتى لو هو كمان خاين فمش هيعدي خيانتك بالساهل.. عشان كده فتحي عينيك ومش هقولها لك للمره الاخيره .


رمشت الدموع من عينيها وهو تقول بغل


= افتكر اللي انتٍ قلتيلي في مره ما تحاوليش تفتحي الموضوع ده مع جوزك وتذليه طالما خلاص ندم يبقى انتٍ كمان ما تفتحيش معايا الموضوع ده ممكن وهاتي بقي اخرك وقولي عاوزاني اعمل ايه ما انا خلاص بقيت ماشيه على اوامرك انتٍ وابنك وما ليش رأي وكل ده عشان عملت زيه بس عشان هو راجل عديتيها  


هزت رأسها بقله حيله ثم قالت بجدية وبنفس النبرة بتحذير


= جوزك وانتٍ ادري بيه وعارفه مفاتيحه قربي منه أكثر واهتمي بيه وحسسي انك ما لكيش غيره وخليه يثق فيكي، لو رجع يثق فيكي تاني يبقى خلاص الموضوع اتحل! وانا مش هفضل اقول لك كل حاجه انتهزي اي فرصه قدامك واعملي اللي بقول لك عليه.. وبعدين ما تتحمقيش أوي كده فكري فيها هتلاقي انتٍ اللي طالعه كسبانه وان انا بعمل كل ده عشان مصلحتك قبل مصلحه ابني


لوت فكها بإبتسامة ساخرة ثم قالت بحسرة 


= بتعملي كل ده عشان مصلحتنا كلنا و اولاد ابنك يتربوا مع ابوهم قدام عينك.. مفيش حد في الدنيا بيهمه إلا مصلحته


ستوت على قدميها أخيراً وهي تقول بجفاء


= مش فارقه مصلحه عيالك مصلحه جوزك كله هيصب عليكي، ندى انا مش عدوتك لاني لو حطيتك في دماغي وخليتك عدوتي فعلا صدقيني هتتفاجئي بواحده تانيه كنتي تعرفها السنين دي كلها وربنا يكفيك شري.. فانا كل اللي عاوزاه ما تخدعيش ابني يا روح امك والقرف بتاع زمان تنسيه زي ما هو ربنا كمان هديه.. وحاولي تعرفي بالمره جوزك ايه اللي قلب حاله كده هتكوني ساعتها حليتي الموضوع.


صمتت قليلاً تلتقط أنفاسها، وقالت بغصه مريرة وصوت يملؤه الآسي


= يووه ما قلت لك قطعت خلاص علاقتي معاه من اول ما كشفتيني وحتى لما حاول يكلمني هنا ساعه لما اتعرضت للسرقه عرفتك فانا لو في حاجه فعلا ما كنتش عرفتك الموضوع ده.. وبالنسبه لكلامك حاضر هحاول مع مصعب اقرب منه واعرف ايه اللي غير أحواله.. في اي اوامر تانيه ولا يلا نروح عشان نجيب العيال من المدرسه 


لم تمنحها أي شعور تعاطف يذكر وهي تقول بنفس نبرتها الهادئة والحازمه 


=تمام وانا مش عاوزه غير كده بس اوعى يا فالحه تجيبهله على المكشوف لا يفهم على طول ان في حاجه وكانك بتاكدي ظنونه


❈-❈-❈


نظرت ندى إلي زوجها من بعيد بتوتر مترددة وهي تفكر في كلمات حماتها ثم تمالكت نفسها واقتربت وهي تمد يدها تزيح سترته من على كتفيه ثم فكت ربطة عنقه وألقتها بعيداً وهي تقول 


= بقيلك كتير ماسك التليفون بتشتغل ولا حاجه؟ ده انت حتى ما غيرتش هدومك بتاعه الشغل .


اعتدل وأصابعه تحركت ليفك أزرار قميصه سريعاً بتتابع وهو يقول باختصار 


=مش بالظبط واحد زميلي بيسالني على شويه ملحوظات بالشغل هرد عليه واقفل دلوقتي.. بس بتسالي ليه عاوزه حاجه 


حرك كتفيه بالتتابع مع حركتها وهي تخلع عنه ثم توجه نحو أقرب أريكة ليمدد جسده هناك بنوع من الحرص الذي جعل وجهها يتجهم بعبوس لكنها رسمت ابتسامة صغيرة قائلة باهتمام 


= آه عشان عملتلك نسكافيه معايا تلحق تشربه قبل ما يبرد، مامتك كانت عامله حس في البيت مع الولاد الأيام اللي قعدتها معانا  


هز رأسه بالايجاب وهو يقول بخفه 


= اه فعلا بس انا اتبسطت اكتر انها سامحتني وانها كمان أكدت عليا في المطار كل كام شهر هتيجي تزورنا هنا.. بس كان نفسي ربنا يهديها زيك وتيجي تقيم هنا هي ما لهاش حد اصلا غير أخواتها بس انا عارفها دماغها ناشفه ومش هتقدر تبعد عنهم.


دمدمت ندى بصوت هامس بتفهم 


= هي متعلقه بهناك أوي كمان لما يكون ليها ناس من حبايبها، بيكون صعب على الواحد يسيب المكان اللي عشره مده طويله 


نظر لها مطولاً ثم قال بصوته الرجولي العميق


= افهم من كده انك مش مبسوطه هنا رغم ان بقيلنا هنا اكتر من سنه ونص تقريبا ولسه بتشتقي لهناك ؟ مع ان حبايبك هنا !. 


أطلقت زفرة طويلة ثم قالت ببساطة 


= مش بالظبط أكيد هشتاق للمكان اللي انا اتولدت واتربت فيه وليا برده كل اهلي هناك 

حتى لو كنا في محافظه تانيه بعيد عن بعض بس برده وجودهم معايا في نفس البلد كان بيحسسني بالأمان.. وبعدين ما تقلقش انا اتعودت على هنا خلاص والاولاد كمان وبقيت عارفه ان ده مكاني اللي هو جنب جوزي 


أبتسم لها ابتسامته المطمئنة وتحدث بتنهيدة قائلاً  


= طب كويس بس كان فين العقل والحكمه دي من البدايه لازم يعني نطلع عين بعض! انا كمان ما كنتش مبسوط ان انا سبت المكان اللي اتولدت واتربيت فيه و رحت لمكان ما فيش اي حد من اهلي فيه بس حاسس نفسي اني مجبر عشان أوفر عيشه كويسه بس كنت اول ما بخلص شغلي ويتقفل عليا باب واحد كنت بتعب أوي أني مش لاقي حد يهون عليا وحدتي عشان كده كان نفسي باي شكل تكوني موجوده هنا انتٍ والاولاد 


اعتدلت تواجهه فقالت بصراحه مطلقة


= الوحده حتي لو اختارناها بمزاجنا برده بتتعبنا يا مصعب، انا كمان بالنسبه لي السفر ده حاجه مستحيله وما تنفعش ويعني ايه اسيب بلدي واهلي واهم شخص والدتي اللي محتاجاني! انا عشت واتربيت معاها لما والدي اختفى من حياتنا عشان واحده تانيه طبعا ماما ما قالتليش كده بس انا فهمت مع الايام مفيش حد هيسيب اهله و مراته وبنته الا لو الموضوع كده وخلاص اعتبرته مات من حياتي.. عشان كده حسيت نفسي ان انا لازم ارد إللي هي عملته معايا زمان... ومش هنكر لما هي اختفت من حياتي حسيت خلاص الحاجه اللي فاضله ليا اختفت فهستنى ليه ومن ناحيه تانيه كنت محتاجه قربك رغم اني كنت موجوعه منك لكن قلت لنفسي خلاص عيشي حياتك .


كان الألم في عينيها الحزينتين والذي تخبئه خلف ذلك الجدار البارد ممزوجاً ببعض الندم مما جعل جزءاً غبياً من مشاعره يتعاطف معها ويتفهم ما هي فيه حقاً 


= انتٍ طيبه وبنت حلال يا ندى انا كنت فاهم من زمان انتٍ بتعملي كده ليه ومصممة على القعده هناك بس غصب عني هفكر في مصلحتي برده! وان انتٍ مراتي ومن حقي أنا.. خلاص الموضوع خلص فملوش لازمه نفتح..  

بس تعرفي انا كمان رغم اني كنت بتضايق منك أوي عشان ما بتسمعيش كلامي وبتغاظ بس كنت بصمم اني اقرب منك و محتاجلك 


حركت كفيها الناعمتين ضغطت علي وجنتيه أكثر ثم تمتمت بحلاوة سلسة


= غريبه اوي ان احنا مش طايقين بعض بس في نفس الوقت ما بنقبلش حاجه وحشه على بعض ولا قادرين نبعد عن بعض الظاهر زي ما بيقولوا القط مش بيحب الا خناقه .


اعتدلت بجلستها وجذب رأسها داخل حضنه ضمها بحنان بالغ وربت على ظهرها برفق متمتم بشرود


= تفتكري يمكن بنحب بعض بس احنا اللي ما كناش واخدين بالنا بسبب العند؟ انا فاكر اول مره شفتك كنت خلاص وصلت لسن الجواز ووالدتي بتزن عليا ولحسن حظي ما كانش في حد في العيله قريب من سني فكانت معروفه ان هاخد حد من بره العيله! وما كانش في غيرك قدامي وقتها عرفتك عن طريق صديق ليا كانت مراته صاحبتك وشفتك في قاعده واول مره شفتك اعجبت بيكي وفضلت أسأل واستفسر عن أحوالك وعايشه مع مين وكل الحاجات دي وبعدها كل حاجه جت بسرعه ولما رحت اتقدمتلك انا وماما.. وما لحقتش اتعرف عليكي اكتر لما اضطريت اسافر بعدها فاحنا ما لحقناش نتأكد من المشاعر دي بوقت كافي 


رفرف قلبها بشدة من حديثه الصادق الذي يقتحم قلبها ويخطف أنفاسها.. بل يخطفها هي كلها لعالم وردي لا يوجد به غيرهما.. فأجابت ورأسها تمرمغ على صدره بنعومة


= معاك حق سوا برضانا او غصب عننا احنا فعلا غلطنا ان احنا مديناش وقت كافي لكل الحاجات دي... مع اني بحس ان الأمور بسيطه بس احنا عقدنا حاجات كثير أوي بطريقه وحشه 


أرجع رأسه للوراء متأملها مبتلعاً غصة عملاقة في حلقه ممتزجة بالقهر، لكنه هتف مبتسماً 


= انسى خلاص اللي فات وخلينا في دلوقتي أرمي ورا ظهرك.. المهم ان احنا بنصلح دلوقتي وعدنا شوت كبير أوي بحياتنا ده احنا كنا فين وبقينا فين.. كنا تقريباً أصلا واصلين لثانيه واحده ونوصل للمحاكم نشرشح لبعض 


أخذت نفساً بارداً أخيراً ثم رسمت أجمل إبتسامة انتشاء و قالت بضحك 


= ايوه صح اعتقد لو ما كانتش حصلت شويه حاجات كده خلتنا نميل شويه زي موت والدتي وانك أخيراً اعترفت انك غلطان و اتنازلنا شويه احنا الاتنين كنا هنوصل للمرحله دي اكيد.. بس الحمد لله .


مال ليضع جبهته على جبهتها قبل أن يقول من بين أنفاسه المحترقة من قربها 


= الحمد لله فعلا.

الصفحة التالية