رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - اقتباس الفصل 4 - السبت 12/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الرابع
تم النشر يوم السبت
12/10/2024
داخل منزل مصعب، كان يجلس على رأس الطاولة ويظهر على وجهه الغضب الشديد وهو يعبث بهاتفه بملل فبدأ يشعر بالفتور من الوضع حوله، لذا عاد ليشغل نفسه بأي شيء وكأنها لم تأتي معه هي وأولاده من الأساس. اقتربت منه في تلك الأثناء وهي تردد بصوت خافت
= بتشتغل هعطلك عن حاجه؟ انا عملت لك كاكاو معايا تشرب
ابتسم لها ابتسامة حزينه مرادفاً بمرار
= هاه لا ده مش شغل بدردش عادي مع واحد صاحبي على الواتساب، انا خلاص خدت ورديه واحده زي ما قلتلك وطول الوقت اهو قاعد في البيت معاكم .
هزت رأسها بهدوء زائف وجلست جانبه بصمت
بينما اغلق الهاتف مرددًا
= عاجبك الجو هنا؟ ملاحظ من ساعه ما جيتي ما بتخرجيش حتى طلبات البيت قلتلي مش عارفه المنطقه هنا فاشتري انت و خلاص، هتزهقي كده انزلي احسن وبكره تعرفي الاماكن و تتعودي.. ايه رايك يوم الجمعه ننزل كلنا ونجيب الطلبات مع بعض؟
هزت كتفها بعدم مبالاة وهي تقول بعقل مشتت
= مش عارفه انا ما اعرفش حد هنا وابتديت ازهق فعلا بس تمام بكره هتعود اكيد يبقى نروح مع بعض يوم الجمعه.. بس بلاش ناخد الولاد معانا نسيبهم في اي مكان يلعبوا فيه انا كنت بعمل كده لما اروح السوبر ماركت هناك في مصر بيشبطوا في كذا حاجه ومش هيريحوا.
أخذت نفساً حاداً قبل أن يقول بصوت أجش
= تمام ما فيش مشكله في اماكن كتير هنا كويسه ليهم وحتى عشان هم كمان ما يزهقوش.. انتم بس ادوا لنفسكم فرصه وخدوا على الاجواء هتتعودوا انا كنت ذيكم كده في الاول.. حتى لو بتفكري تشتغلي ممكن اشوفلك شغل هنا
اعترضت على اقتراحه وهي تردد بصوت محتنق
= مش حاسه نفسي قادره للموضوع ده، و الاولاد طلباتهم مش بتخلص وبنشغل معاهم ما تقلقش انا مش بشتكي وعلى رايك هنتعود مع الايام، هو انت لسه بتشوف اللي اسمها نرمين دي في الشغل .
اختلج شيء فيه بعدم رضا إلا أنه قال بضيق
=إيه اللي جاب سيرتها دلوقتي بقى، اه يا ندى بشوفها اكيد و ما تقلقيش ما ليش علاقه بيها من ساعه اخر مره وهي اصلا نفسها متجاهلاني واحسن كده.. صدقيني لو ينفع اتنقل كنت عملت كده زي ما قلت لك
ابتلعت غصة مؤلمة بحلقها بينما إنتفاضة قلبها تزيد و تتدافع وهي تتذكر الماضي
= حتى لو ينفع يا مصعب ما هو مش حل ما انت ممكن تروح هناك وتشوف غيرها زي ما قلنا، انت اللي بيديك الحلول دي كلها.. انت اللي بايديك تقربها وتبعدها؟ زي اول مره لو ما كنتش حطيت حدود من البدايه كانت من الاول بعدت عنك لكن هي كانت مستمره رغم كل محاولاتك عشان كانت واثقه انك في يوم هتستسلم ليها .
حدقـها بقوة وضيق عينـاه ثم زمجر فيها بحدة
=لا هي كان عندها امل عشان ما كنتيش موجوده جنبي علي العموم تمام يا ندى وانا بعيد عنها أهو، بس نفسي زي ما بتعاتبيني كل مره تعترفي انك كمان غلطانه عشان هي كل مره كانت بتحاول تقرب مني ببعدها و كنت بنزل جري عليكي واحاول أصلح اي حاجه بينا و اخليكي تيجي هنا لكن انتٍ كان عندك رد واحد بتاع كل مره مش هسيب والدتي لوحدها ولا البلد هنا.. يعني اهو كنت بحاول ادخلك في الموضوع من غير ما تحسي و اخليكي تساعديني من بعيد لكن انتٍ حتى ما كنتيش بتسيبي لي الفرصه دي وتقلبيها خناق، فالمفروض انا كنت اعمل ايه وسط كل ده .
نظرت له بأعين تترقرق بها العبرات متمتمه
بحزن
= فتخوني وتشوف غيري مش كده هو ده كان الحل بالنسبه لك؟ هو انت بجد بتعاتبني على حاجه انا ما كنتش عارفاها ولا فاهماها ولا عارفه اللي بيحصل معاك وانا هناك شايله مسؤوليه عيالك.. ما انت زي ما كنت تشتكي و بتعاني هناك انا كمان اشتكيت وقلت لك اللي كنت بعاني منه هناك.
تشنجـت قسمـات وجهـه قبل أن يجيبها بوجوم
= ما عشان كده كان الحل لينا نكون مع بعض
يا ندى، يا ريتك سمعتيني مره واحده حتى وجيتي هنا! على العموم خلاص قفلي على الموضوع ده احنا كل ما نفتحه كل واحد هيفضل يقول مبرراته ووجهه نظره ومش هنخلص تمام يا ستي انتٍ صح وانا كمان صح
احتقن وجه ندى وهي تقول بنبرة حادة
= انت بتاخدني على قد عقلي مثلا وبعدين ما انا جيت أهو معاك اعمل لك ايه اكثر من كده؟ فا اظن بقى لو عملتها تاني حتى وانا جنبك فالعيب بقى كده هيكون فيك انت وانك ما بتقدرش تتحكم في اي واحده قدامك ولا برغبتك .
إحمر وجه مصعب قهراً وقلبه يغور بين أضلعه بنزيف قاتل لم يعرف سببه أو ربما لم يرد الاعتراف به عندما قال مشيحة بوجهه بعيداً
= أولا انا مش باخدك على قد عقلك لو حسبناها فعلا هنلاقي كل واحد صح في وجهه نظره انتٍ كنتي عاوزه تراعي والدتك المريضة و تكوني جنبها وترديلها اللي عملته معاكي زمان وما حدش هيلومك، وانا نفس الحكايه لقيت شغل مناسب وتعبت عقبال ما وصلت للمنصب ده ومش عاوز ابعد واضيع كل شقي السنين و مستخسر الفلوس اللي بتطلعي منه.. عشان كده بقول لك الموضوع كل ما هنفتحه كل مره هنفضل على نفس الموال ده .
ليرمقـها بنظرات غضب بعينيه الحمراوتيـن مثل وجهه من كثرة الإنفعـال، و أضاف بأنفاس لاهثـة
= و آه انتٍ هنا قدامي ايوه بس برده بعيده عني لدرجه حاسس ان احنا ما فرقناش حاجه عن هناك؟ بس راضي وبقول احسن من ما فيش واكيد مع الوقت هنقرب اكتر... ومش معنى كده لو عملتها تاني هلومك لا ما تقلقيش.. من اللحظه دي هعرف اتحكم في حاجات كثير عشان ما اعملش حاجه تغضب ربنا مني تاني ولو اتحطيت قدام نقطه ضعف زي كده هحاول اقلبها بالحلال.. بس اتمنى انتٍ كمان تعملي كل اللي في ايدك عشان نصلح أخطأنا ومنكررش تاني ولا ندي الفرصه لاي حد يدخل يوقع ما بينا.. عشان احنا الاتنين ملزمين نصلح أخطاء بعض عشان البيت ما يتخربش.. مش واحد يفضل يبني والثاني يقف يتفرج عليه.
هزت رأسها بعدم بسخرية ثم تابعت بنبرة متهكمه
= تحاول تقلبها بالحلال ازاي تتجوز عليا مثلا؟ فانت مفكر كده خلاص لو رحت اتجوزت اللي غلطت معاها، لو هو ده تفكيرك فربنا هيغفر لك غلطتك بتاعه زمان لا يا مصعب الاسم واحد انت زنيت وعملت خطيئه هتتحاسب عليها.. ومش بعيد كمان اصلا تتردلك في اهل بيتك ؟!.
صمت لعدة دقائق قبل أن يقول مصعب مستنكراً بغضب
= هو ده كل اللي ركزتي فيه بكل كلامي؟ متهيا لي بقي انتٍ لو فضلتي بنفس اسلوبك ده حتى واحنا هنا؟ يبقى العيب كان فيكي من البداية اصلا.. وما تخافيش يا ندى عشان انا فعلا لو نويت اتجوز هعرفك وانتٍ حره بقى تكملي ولا ماتكمليش .
نهض يقف بكل هدوء جعلها تشعر و كأنها علي حافة هاوية جبل شاهق، تفرقت شفتيه قائلاً
ببؤس
= عارفه انتٍ ايه مشاكلك مش قادره تنسي الغلطه دي وانا مش بلومك بس ما ينفعش دلوقتي تقعدي تفكريني بيها خصوصا ان انا ندمان ومش عارفه احساسي ايه كل يوم.. و مشكلتك الثانيه انك شايفه كل اللي حصل و خراب البيت ده كله انا السبب فيه وبس .
هزت رأسها بغضب هاتفه بقهر وهي تنظر
داخل عينيه بقوه تتحداه
= وانت ما شاء الله عليك شاطر أوي في قلب الترابيزه، يعني خاين وشفتك بعيني وما رضيتش تعترف في البدايه بغلطك الا لما اعترف انا كمان أني غلطانه، انت ازاي كده؟ قادر تقلب الحقايق وتطلع نفسك الضحيه مع ان انت الجاني صحيح يعملوها و يخيلوا وفي الاخر بتقولي ما تجيبيش سيره الموضوع ده عشان ضميري بيعذبني، هو انا لو كنت مكانك تقدر تقولي كنت هتعمل كل ده و.. آآ تكمل معايا
توترت عند آخر كلمات، وكأنها تذكر حالها وحاله بألم وفعل الخيانة من الطرفين! همست بهذا السؤال وفي نفس الوقت سمعت صوتًا في ذهنها بسخرية مؤلمة يقول: ألم تكتفي بعد من دور الزوجة العفيفة؟
لكن رغم ذلك، أحيانًا تفكر: هل لو انفصلت عنه وذهبت إلى شريف وتزوجته ربما كانت ستعيش أسعد أيام حياتها الآن؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية