-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 - الثلاثاء 15/10/2024


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس

الفصل الخامس

تم النشر يوم الثلاثاء 

15/10/2024 



بدأت ندى في لما ثيابها داخل الحقيبه بينما 

ضيق مصعب ما بين عينيه بقلق وهو يردد  


=ندى انتٍ بتعملي ايه عشان خاطري سيبي الشنطه انتٍ مش هتنزلي مصر ولا هتسيبي البيت، اهدي واسمعيني انتٍ فاهمه الموضوع غلط 


كم توقع لم تحتج لكثير من الجهد عندما انفجرت زوجته فيه تفضي بكل ما يؤلمها


=هو ايه اللي فاهمه الموضوع غلط انت ما انكرتش لما هي قالت انها جت البيت هنا مع انك حلفت قدام والدتك انك ما قابلتهاش غير مره واحده بس الفيديو اللي وصلنا كان باين انه في شقتها وانت اكدت الكلام! يبقى معناه إيه الكلام ده بقى؟ ما اكيد ما جتش هنا من فراغ ؟!. والموضوع ما كانش مره واحده زي ما انت قلت وفهمتنا، يا ترى مخبيه إيه تاني يا مصعب تكونش انت كده في الاصل مع اكتر من واحده والموضوع مش اول مره زي ما فهمنا.

بهتت ملامحه قليلاً قبل أن يركض بسرعه وهو يسحب منها الحقيبه مرددا بجدية ورجاء 


= انا ما كدبتش يا ندى وكل كلمه قلتها لكم صح وبعدين انا حلفت برحمه ابويا واولادي وعلى مصحف ان انا ما لمستهاش غير مره واحده! هي بتحاول توقع ما بينا بعد ما خلاص اتاكدت ان انا عمري ما هرجعلها فما تسمعلهاش ويا ريت تسمعيلي انا وتصدقيني 


مسحت دموعها بيد مرتجفة ثم قالت بصوت خرج متعثراً متحشرجاً


= تمام ايه مبرراتك بقى على كلامها وجت هنا تنيل ايه؟ واياك تكدب فعلا زي ما قلت واديك شايف من غير ما ادور وراك كل حاجه بتجيلي لحد عندي وبعرفها لوحدي وبتتكشف 


شعر مصعب باليأس فأخذ طريق المهادنة معها فمازالت زوجته مضطربة ولا تثق به من جديد حتى أنها لا تستطيع رؤية ما يراه هو... نقل نظراته نحوها ثم جذبها من يدها وهو يقول بهدوء جاد 


=انا من اول الفيديو إياه محاولتش اكدب ولا انكر لاني كنت خلاص عارف ان انا اتكشفت واي محاوله مش هتفيد غير انها تقلل مني قدامكم واعترفت بكل حاجه واحنا قلنا هنقفل علي الموضوع، اما بالنسبه لحكايه انها جيت هنا فهي فعلا جت هنا بس قبل ما تتجنني عليا وتتهميني بالباطل اسمعيني.. لما آآ كلكم كنتم ضدي وانتٍ مش راضيه تعترفي بغلطك وكنتي بتقللي مني واهنتيني حتى لو انا غلطت ما استحملتش، و ما كنتش عارف بعمل ايه و للاسف ضعفت ورحتلها تاني وجبتها هنا و قلتلها كمان أنك اول ست دخلتي البيت ده لاني جهزته ومراتي واولادي ما جوش وكل ده كان مآثر فيا وكان ملخبطني بس بعد كده فوقت على آخر لحظه وطردتها عشان كده هي اتجننت اكثر لما عرفت ان رجعتك وانتٍ سامحتيني بعد كل ده . 


تملكت الصدمة من ندى قليلاً قبل أن تقول بفظاظة ساخرة


= ضعفت تاني وطردتها ده بجد و المفروض بقى ان انا اسامحك لثاني مره حتى لو ما لمستهاش زي ما بتقول و معكش دليل اصلا ان ما فيش حاجه حصلت بينكم تاني؟ ولا ممكن تضعف ثالث معاها.. هو انت و والدتك عاوزين مني ايه بالظبط افضل طول حياتي كده اسامح واعدي انا ما عنديش طاقه لكل ده و تعبت بجد انت فاهم انت بتعمل فيا ايه أصلا ولا مستوعب ولا ايه اللي بحسه لما تروح تلمس واحده غيري؟! 


ابتلع ريقه وطيف إنكسار مرير محير يمر في عينيه الخضروايين


= والله عارف كل ده ومقدر عشان كده عديتلك كل اللي عملتيه فيا لما كنت بتحايل عليكي تيجي وخناقاتنا وكلامك لما ختنك مع انك قللت مني جامد.. بس حطيتلك 100 عذر وقلت معلش حقها تعمل كده وكويس اهو ان الأمور بدات تتصلح ما بينا يبقى انا كمان واجب عليا انسى زي ما هي غفرت ليا غلطتي عشان كده عمري ما هعملها تاني.. صدقيني الكلام ده قبل ما تيجي هنا ونتصالح و دي كانت كل مشكلتي ان انتٍ مش جنبي .


كان بذلك الوقت صوتها مجروح حزين وهي ترد دون مدارة بنبرة متحشرجة احتلتها الحسرة واللوم


= بس انا مش لاقي ليك مبرر لحد دلوقتي للي عملته معايا وقلتلك مهما يحصل مش هنسى بس بحاول اعدي عشان مش عاوزه خراب البيت، لكن ده مش معناه انك تستغل كل فرصه والثانيه تعمل اللي انتٍ عاوزه وترجع تقول ما هي بتسامحني خلاص وتصدق بقى وتسوا فيها .


هز رأسه نافياً بسرعه وارتبك وهو يقول بصوت خفيض حريص


=لا طبعا مش هفكر بالطريقه دي انا مقدر جدآ حاجه زي كده وأنك قادره تعيشي معايا و تسامحيني واديتيني فرصه تانيه، لو كنتي فاكره لما تسامحيني وتغفري ليا هتمادى فيها 

واغلط اكتر تبقي غلطانه انا ما فيش طبع الخيانه ومش كده بس انجبرت واتحطيت في المواقف دي وضعفت غصب عني لكن مستحيل اعملها تاني حتى لو مش عشانك انا خلاص ندمت وبحاول اكفر الذنب ده عشان ربنا يسامحني.. كلام والدتي اثر فيا اكتر لما قالتلي لو مفكر لما تعمل كده عشان ملكش اخوات فلا ممكن تترد فيا ولا في مراتك عشان كده اخذت قرار خلاص مهما يحصل ما ينفعش ألجأ لده او اصلح الغلط بغلط وده ما اسمهوش عند انا عملت ذنب كبير واستاهل اللي هيجرى لي بس اللي هيوجعني اكتر لو الذنب ده انتم اللي اتحملتوا مكاني .


رغم ادعائها الصمود وتفهم سؤاله لكن لم تستطيع أن تقاوم ذلك الألم العميق والحزن الذي بان من بين حروفها وهي تقول بشرود


= غيرك يتحمل الذنب ازاي؟ ويترد فيا أو في والدتك تقصد ايه ؟ 


خرج صوت مصعب متوتراً وهو يحمل الذنب والندم بين طياته 


= اقصد اي حد بيعمل حاجه وحشه أو ذنب كبير ومفكر مش هيتحاسب عليه يبقى غلطان او كان بيستغل حد ومغفل التاني فمسير الأيام تلف وكما تدين تدان! وانا يا ريتني كنت فكرت في ده قبل ما اعمل غلطه زي كده.. بس ان شاء الله ربنا يسامحني وانا مستحيل اعمل حاجه زي كده تاني وكفايه أن بحاول لحد دلوقتي اكفر عن الذنب ده.. بس اللي ما رضوش على نفسي ما رضاهوش على غيري وانا اكيد ما اقبلش انك تكوني في الوضع ده .


تقوس فمها بالحزن والذنب مثله ثم قالت بنبرة اخذتها في الإختناق


=مصعب هو انا لو كنت اللي مكانك وخنتك يا ترى كنت هتسامحني.. حتى لو كانت الغلطه تفرق و مش كبيره زي اللي أنت عملتها وعملت علاقه مع غيري في الحرام.


إبتسم مصعب بتعاطف شاعراً بالألم من أجلها وألم الذي يعيشون إياه بسبب خطيئته ثم قال بغصة مؤلمة


=إيه لازمه الكلام ده دلوقتي، ما انا قلت لك معترف ان انا غلطان وما فيش مبرر للي انا عملته والله العظيم حصل بينا مره واحده ومش هعدها تاني 


هزت رأسها باعتراض وهي تقول بإلحاح


=مصعب رد عليا انا بسالك سؤال لو كنت انا اللي مكانك كنت هتسامحني حتى لو كانت الخيانه دي بسيطه ومش كبيره زي اللي انت عملتها.. انا مش عاوزه اعاتبك بطريقه غير مباشره انا بسالك سؤال وعاوزه الرد 


أغمض عينيه بقوة وبان الألم المبرح على وجه الذي شعر أنه كبر في لحظة فمن المؤلم أنك كلما ظننت أنك أمسكت خيط تجده مجرد وهم مكون من ظلال السراب، ورغم أنه رفض الاجابه في البدايه لكنه أجاب بنبرة رجوليه 


= مفيش حاجه اسمها خيانه كبيره وبسيطه يا ندى اول حاجه الخيانه اسمها خيانه وما لهاش مسمى تاني، حتى بقى لو واحده بتكلم واحد على جوزها مجرد كلام كصداقه ولا حب! و مفكره نفسها كده في السليم بتبقى غلطانه في كل الحالات فحصل بينهم علاقه ولا ما حصلش ده غلط و ذنب كبير واسمه خيانه.. 


عبست ندى قليلاً وهي تقول بنبرة مؤلمة 


= وكنت هتسامحني عليه لو كنت عملت اي حاجه من دول.


إمتعض وهو ينظر من الأسفل نحو وجهها ثم قال متوتراً محايلاً


= خلاص يا ندى عرفت عاوزه توصلي لايه، لا يا ندى الراجل غير الست.. مفيش راجل يقدر يكمل مع واحده كانت مراته ولا خطيبته ليها ماضي حتى قديم فما بالك على ذمته وكلمت واحد ولا حصل بينها تجاوزات ولا علاقه كامله كمان.. لا هيقدر ينسى كل ما يبص في وشها ولا يلمسها بنفس الطريقه، عشان كده انا مقدر ومستوعب ان انتٍ بتعاني من اللي انا عملته وبتحاولي تنسي وتسامحي ممكن بقى تصدقيني وتحاولي تنسي الهبل اللي قالته البني ادمه دي 


تشنج جسدها بوضوح وهو ينظر لعينيها الشبيهتين بأحجار العقيق فنظرت إليه وروحها تتمزق يأسا ووجعاً ولم تشعر بنفسها وهي تهمس بتمزق


= طب هو ليه الراجل مستحيل ينسى خيانه الست مع انها ممكن تنسى وتكمل معاه وتغفرله بالذات لو هو كمان عمل كده؟ ليه مش بيدي لنفسه مبررات زيها ما هي ليها مشاعر برده وكرامه وبتحاول تسامح وتكمل عشان الاولاد والبيت ليه ما فيش راجل بيعمل كده زيها..


نفخ بضيق شديد فقال بعصبية غير مفهومة


= طبيعتنا كده يا ندى احنا الرجاله غير الستات، وعشان حاجات كتير مش بنقدر ننسي ممكن انتم عندكم قوه عننا في الحته دي! يعني مثلا لو راجل عرف العكس على طول هيروح يخونها عشان يردلها اللي عملته كأنه يعني بينتقم منها ومن كرامته. انما الست لما تعرف خيانته بتفضل برده محافظه وصاينه شرفه.. عارف هتردي وتقوليلي الاتنين عقابهم عند ربنا واحد! بس برده الموضوع صعب على الراجل 


لتومئ برأسها وكأنها تؤكد على كل كلمة خرجت منها، حين نطقت بصوت مكتوم 


= منطق غريب أو دي عقليه الرجل الشرقي عايز يعرف بنات كتير ولما يتجوز عايز واحده مغمضه وبعدها يزهق منها ويمل ويدور علي العكس بره البيت..بس اعتقد انتوا كده عشان المجتمع بيحلل ليكم الخيانه ويقدر يبص في وشكم عادي ويديكوا فرصه تانيه او ممكن ما يحاسبش اصلا راجل على خيانته.. انما الست صحيح غلطتها بفورا.. 


تململ بعدم إرتياح ثم قال بصوت مخنوق 


= ما بلاش بقى الكلام الكبير ده اللي بيودينا لحته تانيه خلينا في موضوعنا، انا عارف ان انتٍ طيبه وبنت حلال ومش هلاقي واحده زيك تصون شرفي عشان كده انا مخليكي على ذمتي وانتٍ من نوعيه الستات دي اللي مهما اعمل هتفضل برده صينه شرفي وانا متاكده و واثق فيكي.. عشان كده مهما حصل هفضل متمسك بيكي لاني مش هلاقي واحده زيك تحافظ على اسمي وعلى سمعتي وهي شايله اسمي.. 


أحست ندى بكل صفعة تخرج من كلماته متضامنة مع جراح قديمة ظنت أنها إندملت وشفيت إلى أن أتى القدر وأعادها لنقطة البداية وهو الشعور بالذنب بالخيانه...عندها فقط لم تقم أي وزن لمشاعرها أو حالتها النفسية لكن ما اغضبها والمها اكثر أن لا يوجد أبداً مكان للتعاطف مع أمثالها بالمجتمع انما الرجال يوجد تسامح بمنتهى البساطه...


فا تُعد عادات وتقاليد المجتمع والرجل الشرقي من أعقد الألغاز ورغم هذا تعتبر شيئاً ثابتاً غير قابل للتعديل.. خاصةً عندما تُشكل ماضينا و حاضرنا ولكن يبقى السؤال هل نستطيع بسهولة التغيير ومحي ذلك المرار المؤلم بما يحمله من كل كسر ونزيف بسبب تلك الأفكار؟. فما يعني بأن خيانه الرجل غير المرأة!. 


تعلم جيداً مقدار هذا الذنب والخطيئه التي تبني حائطاً سداً لتدمير العلاقة و ماضينا المروع فتلك الأفكار جاعلة إيانا عالقين في عالم مظلم ليس منه فرار... تجبرنا على الخوف دائما أكثر من نهايه الحساب بالاخره لذلك نفكر في الناس وتلك العادات اكثر من ديننا.. فربما نجد خلفها أسوأ كوابيسنا إذا ازال ستر الله علينا، لذا نظل صامتين خائفين من كشف ذلك الضياع الخفي مُظهراً أمام أعيننا مستقبل أكثر ارتياعاً وضياعاً! .........


طال صمتها المريب ولم يقاوم نفسه أن يمد كفه ويمسك ذراعها بتشدد فاقداً سيطرته و انتظام أنفاسه من ملامستها التي تشبه قطرة ماء باردة حلوة وجدها تائه في صحراء مقفرة وهو لا يريد خسارة كل ذلك النعيم بعد أن تذوقه، فقال سريعاً بتوتر


= ندى انتٍ ما بترديش عليا ليه انتٍ مصدقاني صح؟ والله ما بكدب عليكي في كلمه انا ما لمستهاش تاني طب عاوزه احلفلك بايه عشان تصدقي بس بلاش نرجع زي زمان، انا لما صدقت أمورنا بدأت تتعدل! خليكي أحسن مني جنبي مهما عملت عشان ما ضعفش للطريق ده تاني.. فهماني .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة