رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل الأخيروالخاتمة - 3 - السبت 26/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير والخاتمة
3
تم النشر يوم السبت
26/10/2024
هزت رأسها بالايجاب بصمت بينما الأخري تحركت للداخل وهي تردد بضيق شديد
= انا هدخل اشوف الاولاد عشان ما يحسوش بحاجه ولو سألوا على ابوهم نقول انه سافر..
❈-❈-❈
بعد مرور شهر، دخل مصعب إلى غرفتها بخطوات ثقيلة منذ مواجهتهما الأخيرة وإذلاله لها، كأن روحه قد انطفأت بلا عودة وملامحه كانت متعبة، وقف أمام فراشها وهي نائمة بارهاق شاعراً بذنب عظيم يتفاقم بداخله منذ ما حدث لم يستطع أبداً مواجهتها مرة أخرى وابتعد عنها كما كانت ترغب، تاركاً إياها مع والدته لعلها ترج نفسيتها وتسامحه، حيث إذ بدت ندى منعزلة عن واقعها.
عادت بطريقة ما إلى حالتها السابقة، التي لم تكن سوى مشاهد مؤلمة خاطفة من ذاكرة طفولتها. الرابط بينه وبين ندى لم يبدو وكأنه كانا معاً لفترة طويلة، حتى وإن كانا بعيدين عن بعضهما لفترة، فقد تجمعا وتعلقا ببعضهما بشدة لفترة ليست قصيرة.
ونشأت بينهما مشاعر في بيت واحد تحت رعاية لم تفرقهما قط، لكن مع مرور الزمن تطورت تلك المشاعر إلى حاجة كل منهما للآخر. ربما هو من بدأ كعادته باقتحام محيط ندى، التي بدأت تفقد صبرها في تلك العلاقة، كأنه مصمم على كسرها بعجز وحزن أغرقا أسرتهما في البداية.
إستيقظت ندى على شيئًا ما يُداعب أنفها بـ رقة ففتحت جفنيها لتظهر بنيتها الناعسة لتنتفض جالسًه وهي تراه يجلس امامها وعلى وجهه أروع إبتسامة قد تراها يومًا هتفت بـ عدم تصديق
= مصعب انت دخلت هنا ازاي والدتك فهمتني ان انت مش هتيجي هنا غير لما انا أرضي او اكون مش موجوده وسافرت مصر ...
وضع إصبعه على فاها ثم قال بصوت ناعم
وهو يجذب طبق الشوربة الذي صنعه له خصيصا
=هشش ما قدرتش امسك نفسي لما عرفت انك تعبانه، بصي انا عملتلك ايه؟ عملت لك اكل بنفسي.. ماما قالتلي ان انتٍ مش قادره تاكلي حاجه من التعب
ابتلعت ريقها بصعوبة صامته بينما إبتسم وهو يهتف بـ نبرة حانية
= فاكره الشوربه دي انتٍ اللي علمتها لي بعد خطوبتنا لما عييت وجالي دور برد انا من ساعتها مش ناسيها وكنت بعملها هنا لوحدي لما اتعب برده... كنت بحس انك موجوده معايا
بتسنديني حتي وانتٍ بعيد عني
لا يعلم بصمتها المستمر ذلك دون عتاب حتى هل يتمسك ببذور الأمل التي تنبتُ في خبايا؟ رفع وجهها بين إصبعيه ينظر إليها طويلاً جداً ثم قال برجاء أوجعها
= هو انتٍ للدرجه ما بقيتيش طايقاني! يا ندى انا مصعب حبيبك وانتٍ حبيبتي اللي ما ليش غيرها سامحيني عشان خاطري واديني فرصه اخيره... انا بقيلي شهر اهو سايبك وبالعافيه ومش قادر مش هستحمل اكتر من كده، كلمه واحده بس عايزه اسمعها منك عشان نرجع اللي فات
عاد من شروده على دفعها إياه وبحرقة كانت تقول بعبرة غلبتها
= هو انت عمال تلوم فيا على ايه؟ ما انا اللي خلاني كده مش انت برده وعمايلك، فكرك مش نفسي اعيش حياه هاديه مع الانسان اللي بحبه ولا غاويه كل يوم تعب اعصاب وشك وقرف... بس اعمل ايه نصيبي كده افضل عايشه في عذاب مع الانسان اللي قلبي اختاره
اعتدل بصعوبة جالساً بتصلب ليجذب يديها بقوة نحوه يريد إخراجها من تلك الحالة العجيبة و صوته الخشن يأمرها رغم ضياعه هو الآخر في لجة من الأحاسيس الغريبة
=انتٍ تقصديني انا صح انتٍ لسه بتحبيني ما كرهتنيش؟ انا اللي قلبك اختاره يا ندى.. لا عشان خاطري ما ترجعش تسكتي تاني ما تدينيش أمل على الفاضي
هبطت عبرتين من عينيّ ندى شاقين طريقاً طويلاً نحو ملامح وجهها الرقيقة فقالت بصوتٍ ضعيف
=هيفيد بايه وانت يعني كنت قدرت حبي هو في اكتر من انك خنتني ولسه بحبك شفت حد اهبل زيه وخايب.. يا ريتني كنت اقدر ادوس على قلبي واسيـ..
قاطعها بسرعه وهو يقترب من وجهها قبل أن يقول برزانة
=لا لا اوعي تنطقيها انا عارف اللخبطه وكل العمايل السوداء دي انا السبب فيها وعملت اخطاء صعبه وما ينفعش تعدي بسهوله لا و كمان زودتها اكتر أني بشك فيكي، وحقك تزهقي وتتعبي مني بس اعمل ايه متسرع وما ليش غيرك ...
نظرت إليه بضياع وهي تهمس باختناق
= انا بقيت ولا عارفه اسامح ولا امشي؟ وانت اللي وصلتني لكده للاسف حتى ما سبتليش فرصه اسامحك لا تشك فيا زياده، ليه وصلت علاقتنا لكده يا مصعب زمان كنت بقول فعلا بتكرهني ومش طايقين بعض ولا فاهمين بعض ولا عارفين نتعامل لكن دلوقتي بعد ما...
أمسكها من كتفيها حريصاً أن لا يضيع فرصته مستغلا تخبطها الذي يعرف انها تعيشه الأن..
فبعد اعتذاره والاعتراف بخطأه زاد بكائها وذلك جعلها تصمت حتى امسكها من رسغها يسحبها ليجلسها على أقرب اريكة موضوعة في جانب الغرفة ثم تنهد پألم يمسح بمحرمته الورقية ډموعها التي كانت تتساقط بغزارة ودون توقف وقال بأسف يكمل عنها
= كملي بعد ما ايه؟ بعد ما قربنا من بعض و اتعرفنا على بعض اكثر وحبينا بعض مش كده؟ ندى انتٍ روحي إللي ما اقدرش استغنى عنها... وطالما لسه بنحب بعض يبقى في امل نكمل وتسامحيني مش يمكن ربنا عمل كده عشان نبدأ فعلا على نظافه واي حاجه جوانا نطلعها لبعض بدل ما كنت افضل اكمل حياتي وانا شاكك فيكي ونرمين عماله تبخ سمها في ودني
خړجت منه الكلمات بصوت ضعيف وحنون جعلها ترفع رأسها إليه ليقابلها بنظرة تجمعت بها كلمات الأسف والاعتذار وأشياء أخړى لم تفهمها جيد فقالت بشعور التوتر الذي اكتنفها
= بمناسبه نرمين! لسه برده بتشوفها وقاعدين في وش بعض؟ المفروض تيجي من نفسك اصلا وتبعد عنها وتنقل طالما هي أصل البلاوي دي كلها من البدايه
أبتسم علي غيرتها وهو يجذبها إلى أحضانه بصورة جعلت قلبه يرتج داخل قفصه الصدري وأحاط خصرها وهمس في أُذنها بـ عذوبة
= مين قال لك ان انا ما عملتش كده، اخر مره كنت خلاص فعلا تعبت من اخطائي ومنها... عشان كده اول ما رحت الشغل اول حاجه عملتها دخلت على المدير وقدمت طلب نقل من ساعتها ولا شفتها ولا طايق اسمع سيرتها وهي الحمد لله ما حولتش معايا تاني لاما زهقت لاما شافت غيري... وانا عقلي وروحي معاكي انتٍ وبس!.
تنفس ووضع جبهته على جبهتها وكرر بقوة
= نيجي بعد ما ربنا يشفيكي نطلع نغير جو بسفريه انا وانتٍ ونسيب الاولاد مع ماما.... تصدقي ان احنا ما عملناش شهر عسل زمان ليه ما نعملوش دلوقتي!.
صمتت لبرهة تنظر إليه بأنفاس مبهورة وهتفت بنبرة مرتبكة
= بتتكلم كاني قلتلك ان انا سامحتك وهديك فرصه ثانيه؟ ايه حتى رايي مستخسر تسمعه وهتكرر من دماغك
احتضن كفاه وجنتيها بحنان فقال بقهر
= طب اديني بسالك هتديني فرصه يا ندى ولا ناويه تعذبيني بفراقك؟.
أسبلت أهدابها ثم قالت بهمسٍ بتشتت
= الشوربه بردت ولا لسه سخنه....
ارتجفت كل كيانها بشدة وكأن زلزالاً من المشاعر اجتاح داخلها عندما اقتربت شفتيه لتقبل جفنيها المغلقتين، وصوته المشبع بالحنان والحب يردد باهتمام
= حتى لو بردت اسخنها مخصوص عشانك! هو انا ليا غيرك ولا اعز منك برده...
دفعته من صدره بضعف عاكساً رفضها الحازم
= انت بتعمل ايه انا وافقت على الشوربه وبس انت هتسوق فيها؟!.
أنأمله تخللت شعرها ببطئ كانت ترعتش رغما عنه وكان وجهه قد أطلق له حرية التعبير عن ما يعانيه في بعدها معبراً عن عشق تعرفه يقيناً راخياً كل دروعه متنازلاً عن كل قوة نسبت اليه بيومٍ ما ببساطة فهمس لها بمداعبة
= ايه؟ بحب مراتي اللي هي انتٍ يا روحي... و مستحيل واحدة غيرك من النهارده تشيل أسمى أو حتي تدوق حضني يا ندى
صمتت وصمت ناظراً إليها بعشقٍ ينبض من كل حناياه وإقترب يلمس وجهها بشغف وهمس يتوسلها
= ما تبلي ريقي بقى بكلمه حلوه، أنا ماعنديش إستعداد أبداً أخسرك قوليلي الأول حاسه إنك أحسن دلوقتي؟
عضت على شفتيها ثم هتفت بحذر برهبة
= يعني حاسه بتعب بسيط .
عادت يديه تمشط شعرها مزيحة خصلاته للوراء وبداخله بدت بادرة أمل ضعيفة واقترب مرة أخرى ولم تزيحه عنها دافن وجهه في عنقها متمماً بخبث فوق بشرتها
= ترضي عني بس يا بيبي، وهساعدك تاخدي شاور جامد هفوقك بيه بطريقتي وهخليكي ترجعي زي الحصان
ابتعدته عنها واضطربت وهي تقول بخجل
= اتلم حتى وانت بتصالحني قليل الادب!.
راقب إياها بلهفة وكأن الحياة عادات تدب فيه عندما مازحته، ابتلعت ريقها ثم قالت بتخبط دون أن تمنح عقلها رصد ما يحدث حقيقةً
= ممم طب يعني دلوقتي بقيت تثق فيا أوي
ومش اي رساله ولا حد يقول لك كلمه تجري تصدقها عليا
انخفض وجهه نحوها مبتسماً وهو يقول دون تفكير بعاطفة جياشة
= طبعاً و ثقتي فيكي عمياء يا حبيبتي..انتٍ مش عارفة عملتي فيا أيه ولا عشقي ليكي زاد في قلبي أد ايه يا ندى كل ما بترضي عني وتسامحيني وتساعديني انتصر علي نفسي وابعد عن الحرام، رغم كل اللي بعمله مش هعمل زي زمان وكلامي الخايب واشك فيك لما تغفري ليا غلطه كبيره، عشان المفروض اكافئك والست اللي زيك تتحط في العين واحافظ عليها طول العمر عشان مش هلاقي زيك...وصدقيني أنا مش قادر أسامح نفسي لحد دلوقتي على اللي عملته معاكي..
يُقال دائماً إن العيون تكشف ما في القلوب، ولهذا كانت تكره النظر إليهم وهكذا ترددت تلك الأفكار في عقلها المشتت، ورفضت أن تهرب بعينيها، لتغرق في لحظات كانت رغم شدتها مريحة لدرجة أنها لم تشعر بها من قبل. ورغم تدفق الأدرينالين في عروقها خوفاً ورهبة كان هناك شعور آخر يسيطر عليها، شعور مريح يجتاحها.
كان يراقب بلهفة شديدة كيف تتدفق دماؤها إلى وجهها وكيف كانت روحها تقاوم بشدة لتبقى في صدرها ورغم جنون تلك اللحظة، كانت تشعر بمتعة لم تجربها من قبل ومن بين كل هذا الاضطراب، كانت عيناها تتألقان بذكريات علاقتهما.
فهل يوجد في هذا الكون الفسيح مقدار من الألم يمكن أن يطهر روحيهما من الخطايا؟ لكن الهروب من تلك المشاعر يبدو مستحيلاً، و الأكثر إيلاماً هو أنها ما زالت تنكر بشدة ما شعرت به سابقاً، لكنها الآن لم تعد قادرة على ذلك.
نعم، اعترفت أخيراً بأنها تحبه وتبادله نفس المشاعر، لذا كانت الفرصة الثانية موجودة بالتأكيد وتستحق علاقتهما ذلك، فالخطأ وارد من الطرفين وكذلك التوبة.
صحيح أن الصراحة الكامله لم تكن موجودة بينهما لكن تبقى أفكار المجتمع التي لا تستطيع تغييرها، حيث يُعطى الرجل فرصة للتوبة عن خيانته وكل أخطائه، بينما لا تُمنح المرأة نفس الفرصة.
لكن هذا لم يعد يهمها، بل كانت مصممة على الحفاظ على تلك الفرصة وتكفير ذلك الذنب وأنها كادت أن تسقط فى بئر الخيانة، ولا تعرف إلى متى ستظل تكتم هذا السر بفضل ستر ربها.
فتحت عينيها ونظرت إليه وكان هو يراقب كل ذلك بشغف. هذه المرة لم تخشَ ندى من النظر في عينيه، بل سمحت لنفسها بالتورط أكثر، محررة رغبة ملحة أن تغرق في ذلك الرجل الذي كانت تتجه نحوه بعزم، كاسرة كل تحذيراتها بأنه منطقة تلتهم كل من يقترب منها مما يؤدي إلى الضياع وبحذر وكأن شيئاً ما يجبرها على ذلك، رفعت يدها المرتعشة لتحتضن كتفيه وشدت عليه ببطء، مبتسمة له ابتسامة صادقة قبل أن تهتف قائلة
= السفريه اللي هنسافرها عشان نقضي شهر العسل اللي ما عملناهوش زمان لسه عرضها موجود......
الـنـهـايــــة.
ولنا لقاء قريب مع الحكاية التالية.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية