-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 14 - 2 - الخميس 31/10/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع عشر

2

تم النشر الخميس

31/10/2024




طرقت باب المكتب بخفة وولجت داخل المكتب وهي تقف أمام رئيسها بإحترام:

-حضرتك طلبتني يا دكتور ؟

تبسم بهدوء وقال:

-أيوة يا دكتورة نور أتفضلي أقعدي حابب اتكلم معاكي.

جلست بتردد وتسألت:

-خير يا فندم ؟

آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة حنون:

-طمنيني عن صفا يا نور هي بخير ؟

تعجبت من حديثه وأجابت بهدوء:

-أيوة بخير يا فندم.

نظر لها قليلاً بتردد وتساءل:

-هي كويسة مع جوزها ؟

تعجبت من سؤاله ولكن ردت بهدوء وقالت:

-أيوة يا دكتور كويسة.

تنهد براحة وعقب:

-طيب الحمد لله.

رمقته بحيرة وتسألت:

-هو في حاجة يا دكتور ؟ يعني أسئلة حضرتك غريبة شوية؟

تنهد بسأم وأجاب:

-هقولك يا بنتي صفا تلمذتي زيها زيك وربنا يعلم إنكم في معزة بناتي وأكتر من آول يوم صفا شافت ياسين فيه وأنا لاحظت أنها أتعلقت به وأنا كنت رافض ده وخايف عليها من الوسط ده بس إلي كان مطمئن قلبي هو متجوز أصلاً وكمان هيخرج من المستشفى وتنساه بس مع الأسف مراته وطلقها وهي أتعلقت به أكتر ومع الأسف لما حالته ساءت واحتاج دكتور نفسي مكنش قدامي غير صفا مكنتش أعرف أنه هو كمان هيتعلق بيها ويتجوزه قولت هيعملها بنفس الطريقة وهي كده هتقرره بس مع الأسف حصل العكس.

حمحمت نور بإحراج وقالت:

-طيب وأيه المشكلة يا دكتور أنهم حبوا بعض ؟ حب مش حرام وثم أنهم أتجوزا علي سنة الله ورسوله أيه المشكلة ؟

غمغم بإيضاح:

-المشكلة يا بنتي في حاجة مهمة أوي أنه ممكن يكون مش بيحبها ياسين حالياً مش شخص طبيعي لأ شخص مهزوم وطبيعي أي شخص هيحسسه برجولته هيتعلق به وده إلي أتغاضت صفا عنه رغم أنها علي دراية تامة بالمرض النفسي عني فهماني يا دكتورة.

حركت رأسها ببلاهة وقالت:

-الصراحة لا وبعدين هما خلاص أتجوزوا خوف حضرتك مظنش أنه ليه داعي في الوقت الحالي أصلا.

تنهد بسأم وقال:

-مش عارف أنتِ دخلتي كلية الطب إزاي ولا اخدتي ثانوية عامة منين يظهر الأكل إلي عمالة تكليه قفل علي مخك يا دكتورة ركزي معايا شوية أنا خايف لما يخف ويرجع لطبيعته يتخلي عن صفا ويطلقها فهمتي ؟ الوسط بتاعهم حاجة وصفا حاجة تانية خالص هو دلوقتي ياسين شخص مكسور محتاج إلي يداويه لكن أول ما يسترد قوته هيطيح في الكل ويرجع لعنجهيته تاني وآول واحدة هتخسر هي صفا.

غام الحزن داخل مقلتيها وتدراكت قائلة:

-قصدك حضرتك أن ياسين ممكن يطلق صفا ؟

أومأ رأسه بإيجاب:

-أيوة يا نور مع الأسف ده إلي خايف منه وبالأخص خايف علي صفا هي مش هتتحمل ده صفا ضعيفة وهشة يمكن بتضحك ومبسوطة لكن جواها حزن كبير ومع الأسف لو خسرت ياسين هتبقي خسارة كبيرة لقلبها.

تنهدت بحزن وقالت:

-ربنا يستر بجد حضرتك قلقتني عليها.

رد بهدوء كي يخفف من حدة الحوار:

-أنتي أقرب واحدة لصفا وأنتي عارفة بجوزها وده المصيبة الأكبر أنا جوازهم في السر.

صاحت معترضة:

-لأ حضرتك عارف وأنا وأهله كمان والجوائز أساسه الإشهار وده إشهار أهو.

تبسم ساخراً وعقب:

-يا نور ركزي أنا مش بتكلم أن الزواج صح وشرعي ولا لأ إذا كان علي الجواز هو شرعي طبعاً بس المشكلة الناس محدش يعرف حاجة عن جوازها لسه ومش عارفين هيعلنوا أمتي ؟ قدر صفا بقت حامل وضع الطفل هيبقي أيه فهمتي يا نور ؟ 

أومأت بإيجاب:

-فهمت حضرتك عندك حق فعلاً بس المفروض نعمل أيه ؟

تبسم بهدوء وقال:

-المفروض نبقي جنبها دايما وفي ضهرها أنا مش هقدر أسالها عن حاجة أو أكون جنبها بس كل إلي نقدر عليه حاجة واحدة أنتي هتبقي جنبها وضهرك في ضهرها ووقت ما تحتاجي مساعدة أنا معاكم سمعاني يا دكتورة ؟

تبسمت بإمتنان وقالت:

-حاضر يا دكتور.

ابتسم بعملية وقال:

-أتفضلى قومي شوفي شغلك وبلاش التزويغ من الشغل عشان الأكل ما هو لو جنابك مزوغتيش من البداية مكنتش صفا عرفته من الأساس.

هتفت بتذمر معارضة:

-ده النصيب يا دكتور أكلي أنا  ملوش علاقة بالموضوع بعد إذن حضرتك.

غادرت بينما شرد هو بصفا وتحدث بتمني:

-يارب ظني يخيب يا بنتي.

❈-❈-❈

يجلس على مقعده الوثير وأمير يقف جواره يطالعه على الأوراق، رفع رأسه عن الأوراق وخلع عويناته الطبية وعاد بظهر إلي الخلف يرمق أمير بشرود.

تعجب الآخر وتسأل:

-في حاجة يا عمي ؟

تسأل الآخر بجدية:

-خرجت بدري النهاردة يا أمير ليه مفطرتش معانا ؟

اعتدل في وقفته وتحدث بهدوء:

-مكنتش عايز أفطر خرجت قعدت في كافيه شربت قهوة وجيت علي هنا.

أومأ الآخر بإيجاب وأشار بيده أن يجلس:

-أقعد يا أمير عايز أقعد معاك شوية.

أتجه أمير إلي المقعد وجلس بفضول وتساءل:

-خير يا عمي في أيه ؟

رمقه أحمد قليلاً يستشف أمر ما وتساءل:

-أيه رأيك في صفا دي يا أمير؟

تبسم أمير بهدوء وقال:

-بنت كويسة جداً ما شاء الله ربنا عوض ياسين بيها.

إمتعض وجه أحمد بضيق فها هو أمير هو الآخر يصطف صف تلك الدخيلة.

ضيق أمير عينيه متسائلاً بقلق:

-خير يا عمي في حاجة ولا أيه ؟

رسم إبتسامة كاذبة على وجهه وتحدث باللامبالاة:

-لأ ولا يهمك يا حبيبي مفيش يلا نكمل شغلنا.

عادوا إلي متابعة العمل، ولكن ذهن أحمد شارد في مخطط يسعى لتنفيذه لإبعاد سلوى وأمير كي يستطيع أن ينفذ مخطته.

❈-❈-❈

مساءً دلفت صفا الغرفة وهي تحمل صينينة مستديرة تحوي ما لذ وطاب من الطعام المحبب لقلبها وضعته علي الطاولة في الشرفة ونادت عليه.

إقترب منها وهو يسنتشق رائحة الطعام بتلذذ، أبتسمت بزهو وقالت:

-واضح كده من شكلك أن الريحة عجباك صح؟

إبتلع ريقه بنهم وقال:

-الريحة تجنن الصراحة هو ده أيه ؟

تبسمت بدهاء وقالت:

-أنت تدوق الأول وبعدين أقول.

ضيق عينيه بحذر وتساءل:

-الريحة حلوة أكيد طبعاً أستحالة تكون ريحة الأكل إلي أنتِ قولتي هتعمليه صح ؟

تبسمت ساخرة وعقبت بخبث:

-صح يا حبيبي ممكن بقي تقعد وهأكلك أنا بإيدي ؟

جلس علي المقعد، بينما جذبت هي شوكة ووضعت بها صباع من محشى ورق العنب ورشقت بها قطعة من الكوارع واتجهت بها تجاه فمه:

-أفتح بوقك يا حبيبي.

فتح فمه ووضعت هي الشوكة بفمه وبدأ هو بمضغ الطعام وهو يلوكه في فمه بإستمتاع، جعل إبتسامة الآخر تتسع أكثر.

تساءلت بحذر:

-أيه رأيك يا حبيبي ؟

رد بإنبهار:

-تحفة يا صفا تسلم ايدك بجد هو إلي أكلته ده محشي ورق عنب فعلاً ومعاه لحمة دايبة أوي كده نوعها أيه ؟

أمسكت إصبع من الممبار بيدها وقربتها من فمه وقالت:

-دوق دي كمان وهقولك.

اخذها منها وهو يلوكها بإستمتاع أكبر:

-تحفة يا قلبي بجد تسلم ايديك أيه دول بقي ؟

تبسمت بظفر وقالت:

-ممبار وطاجن ورق عنب بالكوارع يا حبيبي 

أتسعت عيناه بصدمة وهو يضع يد علي معدته والآخرى علي فمه.

صدمت من منظره وما كادت أن تسأله عن سبب حالته تلك، حتي قطعها طرق باب الغرفة، ذهبت تفتح الباب تفاجأت بأمير يثق أمامها مبتسماً:

-سمعت إنك عاملة ممبار وطاجن ورق عنب بالكوارع بجد ولا هزار ؟

ردت بإيجاب:

-أيوة.

صقف بحماس وقال:

-حلو أوي ممكن ادخل أكل صح.

لم ينتظر سماع ردها واتجه إلي الشرفة ملقياً السلام علي ابن خالته وبدأ يتناول الطعام بنهم شديد، تحركت خلفه تنظر له بصدمة.

بينما نظر لها هي وياسين بحالته تلك وتساءل:

-مالك يا ياسين في أيه ؟ هو الأكل سخن شوية بس خرافة.

أكمل طعامه بنهم بينما نظرت هي إلي زوجها وانفجرت ضاحكة وشاركها هو الآخر الضحك.

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة