رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - اقتباس الفصل 2 - الأحد 6/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الثاني
تم النشر يوم الأحد
6/10/2024
في منزل مديحة، بكت ندى كثيرة دون أن تقدر على كبت المزيد من الدموع المريرة وهي ترفع يديها بحالة الدفاع عن نفسها وهتفت مستنكرة
= هو ده ابنك المحترم اللي يوم ما هيعملها هيعملها بالحلال؟ اهو عملها زي ما كلكم توقعتوا وكنتم بتنصحوا فيا وانا زي الهبله واثقه فيه وأرجع اقول هو في كل العبر إلا الخيانه.. اتاري البيه مقضيها هناك ومش فارقه معاه اصلا.
حبس مصعب الصدمة داخله لثوانٍ، و لوهلة شعر بجنون الموقف، فهو لا يصدق أن نرمين قد فضحته أمام زوجته وأمه، مما وضعه في موقف محرج للغاية لا يحسد عليه، حيث كان يخجل من نفسه وهو يخفض رأسه
لم يكن ليخون دينه أو عائلته أو نفسه، لكنه في النهاية قام بذلك انتقامًا من عناد زوجته، ليجد نفسه في النهاية ينتقم من حالة وكان أكثر شخص لا يرغب في مواجهته هو والدته، لأنها الوحيدة التي كانت تثق به بشدة، فكيف يمكنه الدفاع عن نفسه أمامها الآن؟
أطلقت أمه مجدية أنفاسها المهتزة وذهولها يبلغ قمته لتستوعب بمنتهى الجنون ما يحدث الآن.. وسارعت تهمس له نافية بغير تصديق وهي تراه يقف مشرفا عليها بطوله لكنه يخفض رأسه من شعور المهانه والانكسار
= ادعي عليك بايه بس يا مصعب مش مخليني عارفه ادافع عنك ولا الاقيلك عذر ليه يا ابني تعمل كده؟ مين البنت المقرفه دي اللي كنت معاها في الفيديو تقربلك ايه ولا علاقتك بيها إيه ومن امتى؟ دي شكلها واحده بجحه ومش محترمه عشان تبعتلنا فيديو زي كده وما يفرقش معاها نفسها وفضيحتها اتعرفت عليها من اني داهيه .
وتاهت الكلمات على لسانها لتسأل مجدداً ذاهلة بصوتٍ مكتوم وعتاب شديدة
=عارف لو قلتلي متجوزها ان شاء الله عرفي صدقني هقطعك فيها طول العمر عشان مش على آخر زمن هتيجي تضيع سمعه العيله و تخلي واحده زي دي تشيل اسمك.. ما تنطق وترد علينا ساكت ليه
حاولت ندى الأخرى السيطرة على أعصابها، فهي التي تحملت المسؤولية بصمت رغم كل الصعوبات، لتتفاجأ به في الخارج يتسلى مع الآخرين بكل بساطة لم تكن تستحق منه ذلك، فقد طعنها بالفعل.. لكنها لم تتمالك نفسها وانفجرت بالبكاء وهي تعبر عن غضبها وسخريتها قائلة
=هيرد يقول ايه؟ ما هي خلاص اتفهمت لو كانت مراته زي ما انتٍ فاكره ما كانتش هتبعت فيديو زي ده او اخرها شويه صور! وتقول اوقع بينهم عشان يطلقها لكن دي عاوزاني انا وانتٍ نتبرى منه عشان يفضلها الجو معاه و يعكوا مع بعض..اللي بعتاه واحده شبهه يستاهلها بجد لان انت يا مصعب عاوز كده اللي ما تصونش شرفك مش بقيلك ست سنين رميني هنا وانا اللي عماله اشيل واربي واجري هنا وهناك وانت خلاص بقى التعامل بينا ذي البنك تبعتلنا الفلوس و كده الإسم بتشيل مسؤوليه.. انا تخوني بعد كل ده؟ طب ليه؟
اتسعت حدقتيه مستنكراً ما تفعله ورده فعلها كما لو كانت انها تحبه أو تهتم لامره رغم انها السبب في ذلك...
اقترب ليجذبها من ذراعيها ليجعلها تصمت فضغط بيديه الممسكتان بها أكثر ليؤلمها مِمَّا جعل مقاومتها تحتد بل وتحاول ضربه بيديها بكل قوتها وهي تبكي بجنون.. إلا أنه لم تهزه قيد أنملة واحتدت خفقاته عندما صرخ بها وهو يرمقها بنظره غاضبه
= انتٍ بالذات تخرسي خالص وكمان بتسالي ليه؟ عشان تعبت عاوز احس ان انا جنبي حد وراجل وليا حقوق وانتٍ البعيده ولا فاهمه و حتي يوم ما بنزل أجازه وأكون مفكرك هتعوضيني بتنكدي على أم اللي جابوني.. متوقعه مني ايه وزعلانه ليه اصلا ده انا ولا كنت فارق معاكي حتى المكالمات بطلتي تعبريني بيها وطول الوقت أمك ومشغوله والمسؤوليه اللي شايلاها لوحدك، ما انا قلتلك تعالي معايا بره عاوزة اعمل لك اكتر من كده إيه .
نظراته المصممة على التبرير جعلتها تحاول تحرير ذراعيها من قبضته بكل عنف قائلة باستخفاف وأنفاسها تكاد أن تنقطع
= تقوم تخوني مش كده؟ هو انت مفكر انت لوحدك اللي كنت محتاج حد جنبك يطبطب عليك وياخدك في حضنه ويقول لك استحمل ومعلش! انا كمان كنت محتاجه؟ انا كمان بيجي عليا وقت وعاوزه انفجر واشتكي لحد
كل اللي شايلاه جوايا ما بلاقيش، لكن ما رحتش عملت زيك وخنتك.
رغم ألمها النفسي و كرهها له وارتبطهم من البدايه كان زواج صالونات وليس عن حب إلا انه طعنها بألم الخيانه ولم تكن مبالية إلا بذهابه لفتاه اخرى يلهي معها، تحرك حلقها تتحدث وتلوم آثار الغبن والقهر والغضب ايضا
= لو تفتكر في الأول كنت بحاول اشتكيلك تقولي هي الساعه اللي بكلمك فيها هتقضيها في الشكوى والعيال عملوا ايه وامي اللي تعبت من خدمتها؟ فاضطريت احط جزمه في بقك واسكت.. ياما كنت بحتاجك تكون جنبي قصادي مش حتي اكلمك؟ خلي امك تقول لك الفتره اللي ابنك تعب فيها دي كانت صعبه عليا ازاي انت ما جربتش اصلا تعيش يعني ايه طفل بيتعب قدامك وانت مش عارف في ايه ولا هو عارف يشتكي؟ كنت بتتصل بينا اخر اليوم نقول لك اه الحمد لله بقى كويس بعد ما يطلع عينينا طول اليوم واحنا بنلف على الدكاتره ونعرف في ايه و محتاج ادويه ولا عمليات عشان يخف.. حتى لما وضحتلك بطريقه غير مباشره ان انا عاوزاك جنبي عشان ابنك المريض جيتلي بعد شهرين لا والله فيك الخير.. وفي الاخر انا اللي شايله القرف كله لوحدي ويا ريت عاجب، لا وكمان جي تكسرني اكتر ورايح تخوني
نظر إليها عابسًا ثم ابتسم بمرارة، فمثلها مثل الجميع يعتقد أن الغربة والعمل في الخارج سهله المنال دون تعب، بينما هو كان يعاني مثلها وأكثر. تحدث بصوت عالٍ يعكس شدة غضبه كرد على حديثها الغير منطقي
= وانتٍ كمان ما تعرفيش انا كان بيطلع عيني ازاي هناك في الشغل والمعامله الزفت اللي كنت بشوفها وانا لوحدي في الغربه وما ليش حتى ولا صديق ولا قريب، اوعي تكوني فاكره ان اول ما رحت خدوني بالاحضان وقوليلي تعالى خد مرتبك الكبير ده انا شفت معامله عمرك ما هتصدقيها ده الحيوان كانوا بيعاملوا احسن مني.. وكله كوم لما كنت بتعب لوحدي
وما الاقيش حد يجيبلي العلاج ولا ياخدني المستشفى ولما كنت بتعب زي ولادك، على الاقل انتٍ لاقيه حد قصادك يطمن ويقول لك ايه الاخبار حتى لو بالكذب لكن انا حتى دي ما كنتش بلاقيها.. ولو اتصلتي بيا كنت بحاول اطمنكم واقول لكم انا بخير وممكن اكون لسه راجع من المستشفى لوحدي عادي.. انا احتاجت هناك اعمل عمليه الزيادة علي فكرة وانتم ما عندكوش خبر!, وكان الوجع بيزيد وبسخن ومش عارف اخدم نفسي حتي ولا اتسنت على حد يوصلني المستشفى.. وكنت بقوم غصب عني اعمل واكمل شغلي عشان ما يتحسبش خصم واقصر معاكم في الفلوس، و يا ريتك كان عاجبك كل ده حتى فبلاش انتٍ كمان تعيشي الدور عشان زي ما تعبتي هنا انا تعبت هناك
لم تطعه بل استمرت دموعها تتدفق بجنون ودون اكتفاء وهي تعود تصرخ به فكانت في حالة دفاع عن نفسها عن كيانها عن كرامتها المهدورة.. وهي تهتف له باستحقار لاذعة
= هو انت بتقارن ايه بايه معلش! وبتطلع مبررات ليك على اي اساس؟ انت خاين عملت علاقه مع واحده في الحرام فاهم يعني ايه بلاش بقى مبررات ولا الكلام اللي تفضل تعيد وتزيد.. وتمام يا سيدي احنا الاتنين شفنا ايام صعبه لوحدنا بس على الاقل انا صنت غربتك مش زيك اول ما واحده شبهك شاورتلك رحت جري ويا عالم في كام واحده غيرها ودي الوحده اللي اتكشفناها بالصدفه هو حد عارفلك حاجه هناك صحيح ولا بتعمل إيه ولا بتقابل مين؟!.
تقدم مصعب المتجهم الغاضب عما تقوله واهانه وهو يمعن نظراته بشراسة
= احترمي نفسك ولمي لسانك عشان ما امدش ايدي عليكي انا ساكتلك من ساعه ما جيت على كلامك المستفز لكن والله العظيم يا ندى لو ما اتلميتي هتشوفي مني وش تاني ما شفتوش انا على آخري اصلا ومش طايق نفسي ولا طايقك وانتٍ السبب في كل القرف ده.. كان هيجرا ايه لو كنتي ضحيتي وميلتي دماغك وسبتي واحده مع امك تخدمها و جيتي و وفرتي عليا الذنب ده وعلى نفسك انتٍ كمان
اتسعت عينيها من جراءة الصريحة! رغم أنه يراها في حالة بائسة تكاد تموت جزعا الألم.. لتصيح بعدم تصديق ساخراً
= والله انت بجد؟ لا انا مش مصدقاك بصراحه ولا مصدقه بجحتك بقيت انا السبب في انك تلمس واحده بتبيع نفسها لاي كلب شـ.ـهواني تقابله! وبعدين بلاش حجج فارغه عشان برده حتى لو كنت سافرت معاك كنت هتعمل نفس العمله عارف ليه؟ عشان الوسخ هيفضل طول عمره وسخ.
احمرت عيناه وكاد أن يقترب منها بتوعيد بينما كانت مديحه تتابع الوضع بغضب شديد وصاحت بتحذير شديدة
= بس بقي انتوا الاتنين ايه وانت اتلم هتضربها قدامي؟ ما انتوا حلوين أوي في عتاب بعض لكن في الحلول ما تعرفوش.. حلو أوي الفضايح دي مش كده؟ ندي اطلعي فوق شقتك يا بنتي وخدي عيالك عشان ما يحسوش بحاجه.. وسيبي لي البيه ده شويه اتكلم معاه
رفعت ندى يدها ومسحت عبراتها بعنف وهي تردد بتحدي منفعل
= ما تتعبيش نفسك يا طنط هو اصلا مش معترف بغلطته حتى لا وكمان عاوز يضربني وهو اللي خاين! عشان نوفر على بعض بقى واللي كان المفروض اطلبه من زمان اننا لازم نتطلق.. ومعلش اديني هصلح الغلطة وبقول لك طلقني يا مصعب عشان انا مش هعيش مع واحد زيك
تجلى الغضب في ملامحه بسبب إصرارها على موقفها ورفضها الاعتراف بخطأها أيضا، خاصة وهو يتذكر كيف كان يتوسل إليها للعودة معه عندما كان في وضع مشابه لذلك، تمالك نفسه بصعوبة ثم صرخ بصوت جهوري، نافذ صبره
= تصدقي معاكي حق كان لازم فعلا اعملها من زمان، هو انتٍ واحده تتعاشري يا شيخه ده انا كنت بتحايل عليكي اوقات انك تيجي معايا وانتٍ برده متبته على القعده هنا، وبلاش بقى انتٍ كمان حجج فارغة عشان مش موضوع امك ولا حاجه انتٍ عاجبك العيشه هنا و المفروض تكوني مكان جوزك يا هانم لو بتفهمي في الاصول فعلا .
توقفت مكانها بعد ان كانت سترحل والتفتت لتنظر اليه باشمئزاز وهي تردف بعناد كرد لكرامتها
=سيبنالك انت الأصول يا بتاع نرمين يا خاين
بعلاقاتك المشبوهه.
اتسعت عينا بشراسة شاعراً بانها تسحق كرامته وهو يغلي من الغضب وهمس من بين أسنانه المطبقه
= يا بنت الـ** انا هوريكي دلوقتي الوسخ ده هيعمل فيكي ايه لو ما خفيتيش من قدامي.
كاد أن يضربها وهو يقترب منها بكل الغضب
لكن توقفت والدته بينهما وهي تصيح بصرامة
= قلت بس بقى، يلا يا ندى على فوق وانت اتنيل اقعد.. عشان حسابك لسه معايا .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية