رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 2 - الخميس 24/10/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الثاني
تم النشر الخميس
24/10/2024
إستيقظ يمان في الصباح الباكر كعادته وأخذ حمامه الصباحي المعتاد ثم ارتدي حلته الرسميه استعدادا للعمل ليجد من يحدثه من خلفه
الخادمه فاطمه : الشنطه جاهزة يا يمان بيه زي ما حضرتك أمرت والدادة بتاعه يزيد بتجهز شنطته والفطار كمان جاهز علي السفره .
اماء لها يمان بالخروج وقبل ان تغادر حدثها
يمان :يزن بيه صحي ولا لسه
نظرت له بأدب وحاولت الإيجاز لعلمها بأبسط وأتفه ما يغير مزاجه ويقلب حاله
فاطمه : والله انا بصحيهم من ساعه يا بيه بس نايمين مش راضين يصحوا
زفر بغضب وهو ينظر إليها ويضع الملفات بالحقيبه الخاصه به
يمان :طب روحي إنتي....وخلي السواق يجهز ويآخد الشنط اللي جهزت علي العربيه ....وأنا هتصرف معاهم .
خرج يمان من الغرفه مسرعا قاصدا غرفه أخيه ولكنه غير إتجاه سيره عندما استمع أصوات الضحكات والهمسات من الأسفل فنزل الدرج بكل هيبته المعتادة ...ليجد يزن يميل الي يزيد هامسا
يزن : لا فوق كدة وحياه أمك ...أبوك نازل وأكيد الدادة فاطمه فتنت علينا وانا مش ناقص كلمتين منه علي الصبح
يزيد :مش قادر يا يزن عاوز أنام
ليتفاجئوا بصوت يبدو من لهجته الغضب خلفهم
يمان :صباح الخير
يزن :صباح النور يا كبير
جلس يمان بكل هيبه علي رأس الطاوله وشرع في تناول الطعام ثم أردف بغضب
يمان :متأخر ليه يا زفت وليه مش جاهز
يزن :سلامه نظرك يا كبير إحنا جاهزين من ساعتين ومستنينك إنت اللي متأخر مش كدة يا يزيد
يزيد وهو نائما علي طاوله الطعام مدعيا الاستيقاظ
يزيد :كدة يا يزن
صفع يمان الطاوله بيدة لينتبه الاثنين له برهبه
يمان :وحياه أمك... لابس البدله علي بيجامه النوم ونازل من غير حتي ما تغسل وشك وتقولي جاهز ...أنت بتحور عليا يلا
يزن بتلعثم :أصل يا كبير
يمان :أصل إيه يا زفت .....طبعا امبارح مانمتوش وفضلتم تلعبوا بليستيشن لوش الفجر ..ولا فاكريني مش هعرف انتوا بتعملوا ايه ...إنت هتبقي راجل إنت ...هتكبر إمتي ...انا حاسس ان يزيد بيحترمني وبينفذ كلامي عنك ......اختبأ يزيد خلف عمه من صوت ابيه الجاهور فأخذ يزن يخفف من وطأه الفزع التي انتابت الصغير الذي إنتفض من مجلسه بخوف
يزن :ما خلاص بقا يا كبير مش كل يوم الاسطوانه المشروخه دي أنا حاسس اني عايش مع مرات ابويا مش اخويا الكبير ...يا ساتر هتخلينا نطفش بعد ما نطلع من هدومنا يا شيخ ...ثم غمز له بمكر واقترب من كتفه هامسا
يعني إحنا كنا بنلعب بليستيشن وانت كنت بتصلي الفجر عند مدام ليل جماعه ...مانت كنت بتلعب بديلك معاها بردو يا كبير .
أمسك يمان كوب المياه الممتلئ بجانبه وقد قذفه بوجه هذا الوقح الذي لا يخجل من أخيه ويقلده بل ويمشي علي خطاه.. ولكنه قد فشل بالتصويب وكعادته قد هرب من أمامه حاملا الصغير وهو يردف بصخب
يزن : .يلا يا يزيد باشا نطلع ناخد شاور ونحلق دقنا ونحط شويه برفان يمكن نعجب الكبير ..تحب نحطلك روج أحمر من اللي بتحبه علشان ترضي علينا يا كبير
ظهرت شبح إبتسامه علي وجه هذا القاسي فاغمض عينه ثم ألقي الملعقه من يده بوجه أخيه ليهرع أخيه وصغيره للدرج بأقصي سرعه لهم
يمان :ابقي قابلني ان بقيت راجل ...ربع ساعه وتكونوا جاهزين ولو عاوز تشوف غضبي اتأخر علي الميتنج علشان يمين بالله أحبسكم في البيت أنتوا الاتنين لحد مايبنلكم صاحب ....
ليصيح الصغير بغضب محبب وهو يجذب إنتباه يزن بشده من بنطاله .
يزيد : يزن هو أنا مش هاجي معاك زي ما وعدتني .
إنحني له ومسد علي وجنتيه بحب صادق .
يزن :ماتخافش يا حبيبي هنروح الشركه كام ساعه وبعدين نطلع علي الفندق علشان نسافر بكرة من هناك
عانق الصغير عمه بحب
يزيد :أنا بحبك أوي يا يزن ربنا يخليك ليا
يزن :وأنا بحبك أوي يا قلب يزن ..ليقاطعهم صوت فاطمه من خلفهم تحادث يمان
فاطمه : الشنط كلها في العربيه زي حضرتك امرت يا يمان بيه ...لينظروا إليه بإستفهام ومن ثم يتحدث الصغير
يزيد :هو بابي هيجي معانا يا يزن
يزن :باين كدة يا زيزو يا حبيبي ...بس تعرف كدة احسن بردو علشان نعرف نتفسح براحتنا ...ثم قال ببحه صوت عاليه ليسمعها يمان
يزن :طبعا لازم يجي معانا طالما فيها سحالي فرنساوي ..ماهو أبوك لا بيعتق محلي ولا مستورد أصل ابوك نمس ياد بس عايش في دور مرات ابوة ماعرفش ليه
يمان :بتقول إيه يا زفت .
يزن :ولا حاجه يا كبير هنكون عندك هوا مسافه الشاور بس ..وياريت تخلي فاطمه الفتانه تعملنا شويه سندوتشات علشان مش هنلحق نفطر .
إبتسمت فاطمه بعبث بعدما غمز لها يزن واتجهت الي المطبخ لتصنع لهم بعض من السندوتشات والمقبلات حتي تسد جوع الذي لا يشبع كما تطلق عليه .
المربيه حنان : كل حاجه جاهزة يا يمان بيه شنط يزيد بيه اللي حضرتك أمرت بيها وفيها كل اللي هيحتاجه هناك
يمان :تمام تقدري تأخدي إنتي اجازة الأسبوع دة وانا هبقي اتواصل معاكي اعرفك ترجعي امتي.
حنان :تمام يا أفندم
في هذه الاثناء دخل رجل ثلاثيني مبتسما
رؤوف : إيه ده انا حماتي بتحبني بقا مش كدة ولا ايه يا كبير
تنهد يمان وأشار له بالجلوس
يمان : أقعد افطر علي الزفت التاني ما يجهز
رؤوف :والله ماصدقت نفسي لما قلت انك هتسافر بنفسك علشان تخلص الصفقه دى ....أيه يا كبير إنت مش واثق في ا
الواد يزن الفهد الصغير ولا إيه
رمقه يمان بنظرة الجمته
يمان : انت عارف ان يزن الفهد يقدر يخلص أي صفقه بصباع رجله الصغير دة تربيتي وانت عارف تربيتي عامله إزاي ....بس اللي لاحظته ان يزيد عاوز يغير جو شويه فهسيبه مع يزن يفسحه وهخلص انا الشغل مكانه
إبتسم رؤوف من جانب فمه
رؤوف :مهما تعمل انك مش مهتم بيبان عليك يا كبير دة إبنك ليه ما تعملش العكس ...تفسحه إنت ويزن هو اللي يتمم الصفقه ....لم ينظر له يمان وظل يداعب الطعام داخل طبقه وكلمه واحدة تتردد بعقله
مش إبني
ثم أردف بقله صبر
يمان :كل وانت ساكت ولا اتفضل استنانا بالعربيه علي ما نحصلك
أشار رؤوف علي فمه بالصمت ليعيد يمان نظره بطبقه ويشرع بتناول إفطارة بغير شهيه حتي أردف
يمان :مافيش أي أخبار علي اللي بلغتك تتحري عنه
رؤوف : لا والله يا كبير ... نفسي أعرف هي مين دي اللي إنت بتدور عليها من خمس سنين دي وقالب الدنيا عليها في فرنسا
يمان :ما يخصكش إنت تجاوب وانت سكت ...في أخبار ولا لا
رؤوف :لا يا كبير ما فيش .
♤♤♤♤♤♤♤♤♤
ميلا :يعني خلاص كدة يا دكتور
ربت الطبيب مصطفي علي كتفيها
مصطفي : إنتي مؤمنه يا ميليا وعارفه حالتها من البدايه شدي حيلك واستعدي لاي شئ قادم ... هاتي يوسف معايا هخليه مع ولادي النهاردة وخليكي إنتي مع والدتك .هي اكيد محتاجالك جانبها اما تفوق.
استندت علي الحائط بجانبها وقد زاغت بعينيها عنه واستدارت لتخفي حرجها الشديد منه
ميلا :شكرا يا دكتور مصطفي أنا عارفه إننا متقلين عليك بس والله غصب عني زي ما حضرتك شايف ...أنا هكلم داليدا تيجي تاخده تخليه عندها النهاردة وأنا هفضل هنل معاها ...وبالنسبه لمصاريف المستشفي ممكن بس تخليهم يصبروا عليا شويه علي ما أعرف اتصرف .
مصطفي: ولا يهمك يا حبيبتي إحنا جيران وبعدين أنتي والدك الله يرحمه كان ليه أفضال كتير عليا أولهم أنه كان السبب إني أدرس الطب وهو الحاجه الوحيدة اللي كنت بحبها وبعدين لولا والدتك هي اللي ساعدتني إني أسافر فرنسا عند جدتك روز ماكنتش هبقي الدكتور اللي ليه شنه ورنه اللي إنتي شيفاه قدامك دة يعني دة أقل واجب اعمله معاكي ...وبالنسبه للمصاريف مايهمكيش وما تقلقيش ثم نظر الي الصغير وهو يمسد علي شعره القصير ..يالله يا يوسف أنا هوديك عند داليدا علشان ميلا تكون مرتاحه .
لتجلس هي علي مناكبها أمامه وهي تمسد علي وجنتيه
ميلا :روح معاه يا حبيبي وأسمع الكلام لحد ما أجيلك
غادر الطبيب مصطفي بينما كانت ميلا عينها معلقه بالممر حيث يغادرا هو وأخيها الصغير وما إن إختفي عن مرمي نظرها الا و إنهارت بالاخير ورمت حالها علي المقعد من خلفها واضعه يدها علي فمها تكتم شهقاتها حتي لا يسمع بها أحد ومن سيسمع بها وهي أصبحت وحيدة في صراع مع زخم هذه الحياه التي لا ترحم صغيرا كان ام كبيرا..
بعد وقت ليس بقليل ذهبت الي غرفه والدتها تنتظر ان تستيقظ من غفوتها من خلف الزجاج وهي تمسد عليه براحه وتدعو ربها أن تستيقظ والدتها من هذه الغفوة ككل مرة لكي تكون السند والعون لها كما هي دائما فأخذت ترجو الممرضات لكي يسمحوا لها بالدخول اليها بالداخل الي أن سمحت لها الممرضه بالدخول للداخل وبعد دقائق من تأملها لوالدتها غفت ميلا علي المقعد أمام الفراش لتستيقظ علي سعالها فجأه فتفزع من مكانها وتتجه الي جوارها بسرعه
ميلا :إنتي كويسه يا ماما
نظرت لها إيف بوجه شاحب وعيون ناعسه تأبي الانفتاح بحزن عميق وبلهجه عربيه ركيكه
إيف: بتعيطي ليه يا حبيبتي إنتي عارفه إني بقيت كويسه بعد الجلسه وعلشان أثبتلك هقوم معاكي أهو
تمسكت بيد والدتها وأخذت تقبلها ثم تنظر اليها بوجع تحاول أن تتمالك حالها ولكن تخونها إرادتها وتتجمع الدموع بمقلتيها رغم عنها.
ميلا : ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي إنتي زي الفل وهتقوملنا بألف سلامه يا ماما إنتي هتقومي زي الحصان زي كل مرة انشاء الله
تتجمع دموع الحزن والالم في مقلتي الام من قهرتها علي حديث طفلتها التي تحاول أن يسكن ألم خوفها من القادم بدونها فماذا ستفعل هذه الصغيره التي ستتركها لتصارع مآسي الحياه بمفردها عن قريب
إيف :خلي بالك من أخوكي يا حبيبتي ..أنا عارفه ان الحمل كبير عليكي أوي بسببي.
ميلا :أرجوكي يا ماما ... أنتي كويسه ودي مجرد انتكاسة وهتعدي بإذن الله زي اللي قبلها ...
ثم حاولت تغيير موضوع المرض للتحسين من حالتها الصحيه
ميلا :وبعدين مش هتحكيلي بقه حكايه حبك الاسطوري بالاستاذ سعد العماري اللي كل ما سيرته تيجي بحس انك رجعت شباب تاني
ضغطت الام علي يد طفلتها المكلومه وسحبتها الي فمها لتقبلها وعلمت مقصدها من تغيير الموضوع ...ولكنها أيقنت حقا أن ذكري زوجها (سعد) هو المسكن الوحيد لكل أمراضها فتبسمت وأخذت تسرد لها حكايتها التي لا تمل من سردها منذ رحيله عنها منذ خمس سنوات
إيف :أبوكي دة كان أعظم راجل في الدنيا وأحسن حاجه حصلت لي في حياتي كان راجل صعيدي جدع كان متعلم ومثقف هو اللي علمني معني الحياه ...والحب ...وعلمني يعني إيه أسرة ...ويعني إيه لمه عيله ...بعد ما كنت طول عمري عايشه وحيدة ....هو معني كل حاجه جميله في حياتي ...الله يرحمه ويسامحه ...
تنهدت بأسي وهي تتذكر ما عايشه وعاناه مع عائلته
كان نفسه عزيزه أوي اتخرج بمجهودة ومارضييش يشتغل مع جدك في تجارة الفاكهه والخضار وحب يبني لنفسه كيان بعيد عنهم....و لما جدك رفض يساعده علشان يعجزه ويرجع له مكسور ويشتغل معاه تاني... والدك كان عنده إصرار علي النجاح رغم عن أنف الجميع ... اشتغل علي نفسه كتير واتعلم لغات واتمرمط في أي شغل يجيب له فلوس ... بمعني أصح عمل أي حاجه تقدر توصله لحلمه لحد ما جاتله الفرصه إنه يشتغل بشهادته ويستغل اللغات اللي اتعلمها.... في الأول اشتغل مرشد سياحي للأفواج السياحيه بالاقصر
ابتسمت ميلا بصخب وهي تقبل يدها وقالت بطريق استعراضيه
ميلا :وطبعا هنا الاستاذ سعد العماري الوسيم قابل القمر الانسه إيفلين عبد الحكيم الشمري ....روبنزيل الثمانينات
ابتسمت إيف بحنين وأكملت بشغف
إيف : فعلا ....كنت بنوته طايشه بنت عشرين سنه والدي كان مدلعني وبيبعتلي كل اللي أحتاجه علشان أفضل تحت رحمته ومحتاجاه دايما ودة فعلا كان اللي بيحصل ...والدتي بما إنها فرنسيه رفضت رفض تام تعيش في مصر وخاصه في الصعيد بس كانت بتشجعني إني ما أقطعشي صلتي بوالدي علشان عارفه إني هورث منه كتير أوي ....فكنت كل فترة أنزل مصر علشان اشوفه وأعمل سياحه في مصر بالمرة ... وهنا شوفت أبوكي ..كان هو المرشد السياحي المسؤول عن الجروب بتاعي ....اتعرفنا علي بعض وفضلنا أصدقاء علي تواصل فترة كبيره وكل ما أنزل مصر كنا بنتقابل وكان بيكون هو المسؤول عني ...اتكلمنا كتير وعرفنا تقريبا كل حاجه عن بعض وانا شجعته علي إنه يفتح بيزنس خاص بيه وفعلا مع مرور الوقت كبر دايره علاقاته وفتح شركه سياحه صغيره وبدأ يديرها بحكمه شديده بس دة ما عجبش أهله في الصعيد وكانوا بيعملوا كل حاجه توقف النجاح دة وكان كل ما يحاول يقف علي رجليه يؤذوه ولا كأنه واحد منهم لحد ما قربنا من بعض وحبيبنا بعض وقرر أننا نتجوز هنا بس ابتدت اللعنه .
توقفت عن الحديث وأخذت تسعل بكثره فقامت ميلا بإحكام الغطاء علي جسدها
ميلا :إهدي يا حبيبتي وكفايه كدة ونكمل بعدين نامي دلوقتي علشان تريحي جسمك أمائت لها والدتها ثم ربتت علي يديها وذهبت الي نوم عميق .
❈-❈-❈
في إحدي الشقق الفارههه القريبه من قصر الفهد والتي تقطن به زوجه عمه المتوفي السيده عزه المصري ...وفي غرفه ابنتها أميره الفهد كانت عزة ترتشف القهوه بينما أميره تأخذ حمامها الصباحي إستعدادا للمغادرة الي عملها في شركه الفهد .
الخادمه :الفساتين بتاعه الهانم الصغيره وصلت يا أفندم
عزة : حطيهم عندك واخرجي
خرجت أميره من الحمام وهي تجفف شعرها بمنشفه صغيره وهي تنظر للأشياء التي أحضرتها الخادمه للتو .
أميره : إيه الحاجات دي كلها يا مامي
عزة :شويه فساتين عاوزاكي تغييري فيهم علشان تلفتي نظر يمان
تأفأفت أميره إعتراضا علي خطط والدتها بالايقاع بإبن عمها الكبير وهي تعلم تمام العلم بعشقها ليزن
أميره :مامي بليز ممكن تقفلي علي الموضوع دة لأنك عارفه انه مش هيحصل وانا مش في دماغه أصلا .
أمسكتها والدتها من رسغها وأخذت تعنفها بضيق
عزة :لا هيحصل وغصب عنك ...إنتي لازم تتجوزي يمان ...وتنسي الزفت التاني اللي اسمه يزن دة خالص ..تشيليه من دماغك نهائي ...إنتي المفروض تكون مرات الكبير الآمر الناهي ...ولو إنتي كنتي شاطرة كان المفروض إن يزيد دة كان يبقي إبنك إنتي مش إبن المتخلفه التانيه اللي خلت يمان الفهد بجلاله قدره يريل عليها ويتجوزها في خلال سنه واحدة مش خايبه زيك ...أنا مش هسمح للي حصل زمان يتكرر تاني دلوقتي .
أفلتت الاخري يدها بغضب أكبر وهي تعنف والدتها علي تفكيرها المادي وعدم التفكير في راحتها ومشاعره
أميره : يعني أعمل إيه أرخص نفسي قدام إبن عمي وأرمي نفسي عليه أكتر من كدة وأقوله لو سمحت تعالي اتجوزني علشان أمي ترتاح و تضمن إن ثروتك ما تخرجش بره ....ولا أتقرب منه وأعمل معاه علاقه غير شرعيه زي ليل واللي ماشي معاهم البيه المحترم ....ولا قولي لي إنتي أعمل إيه علشان يبصلي ويرضي عني الاستاذ يمان الفهد بجلاله قدره
وضعت أميره يدها علي وجنتها التي أصبحت حمراء جراء الصفعه التي تلقتها من والدتها
عزة :الزمي أدبك وماتتعديش حدود الاحترام معايا ...إنتي فاهمه.
أخذت تعبث بالاشياء التي جلبتها الخادمه منذ قليل وقد إختارت لها فستان أسود قصير والقت به بوجهها بضيق
عزة :تلبسي الفستان دة وعاوزاكي تتحنجلي إن شالله تتنططي قرد بس تسافري مع يمان بكرة فرنسا وتعرفيلي هو مسافر ليه هو ويزن في الوقت دة بالذات وإيه الصفقه الكبيره اللي عاوز يروح يوقعها بنفسه دي ...أنتي فاهمه .
امائت لها أميره بقله حيله وأخذت الفستان وتوجهت الي الحمام بغضب لترتديه وتذهب الي الشركه مغصوبه علي أمرها
تظل عزة تجوب الغرفه ذهابا وإيابا خوفا من فكرة ذهاب يمان الي فرنسا للبحث عن الارمله السوداء لتمسك هاتفها الذي وضعته علي خاصيه الصامت لاسكاته من ضوضاء رنينه منذ الصباح :
زينب: عرفتي حاجه يا بنت المصري
عزة : لسه يا زينب لسه ...بس إنتي عرفتي منين إنه هيسافر بنفسه
زينب :أنا ليه في كل خرابه عفريت يابت المصري ما تستقليش بيا
عزة :أفهم من كدة إن ليكي عيون في الشركه
ضحكت زينب ضحكه إستفزاز لتثير سخط الاخري
زينب : أنا ليا عيون في بيتك وبيت كبيركم ...وهفضل أعد عليكم أنفاسكم لحد ما اتوكد من موت الخوجايه و بتها وأعرف لهم مكان قبر كمان يابت المصري
عزة : طب لما إنتي جامدة كدة اللي قالك إن يمان مسافر مقالكيش مسافر ليه
زينب : ما قلتلك إن وصلني إنه بيعمل شغل كبير هناك وما قالش حاجه تاني وأبن أخو جوزك دة حويط وبيره مالوش قرار .
عزة :أنا خايفه يكون وصل لاي طرف خيط يوصله ليها وساعتها نروح كلنا في داهيه
زينب : ما هو دة دورك بقه ....أنا بس عاوزاه يوصلنا ليها... وأنا عليا الباقي ....وليكي قبل ما يوصلها أكون مخلصه عليها ومتوياها ودافنه سرنا معاها الخوجايه مقصوفه الرقبه
عزة :هحاول يا زينب هروح الشركه بنفسي علشان أوصل لاي خيط يوصلنا للي في دماغ يمان .
زينب : وأنا هستني منك تليفون .
خرجت ميلا من الغرفه وهي تشعر باليأس لتجد يد صديقتها تربت علي يدها
داليدا: طنط عامله ايه دلوقت
لم تتحمل أن تتماسك أكثر من ذلك فإنهارت كل قواها والقت بحالها بين أحضان صديقتها وأخذت تشدد علي عناقها وهي تبكي بكل وجع
ميلا :مش كويسه ...ماما بتموت يا ديدا بتموت وأنا مش عارفه اعملها حاجه
داليدا :اهدي يا حبيبتي لازم تتماسكي علشانها هي وأخوكي
ميلا :مش قادرة انا خلاص مابقتش قادره أصلب طولي من اللي الدنيا بتعمله فيا ..أنا لسه صغيره علي كل اللي شيلاه لوحدي دة
داليدا :أرجوكي إهدي وكل حاجه هتتحل ...
انتفضت الصغيره من عناق صديقتها وهي تلهث عندما دق الهاتف بمنبه الأنسولين الخاص بمرض السكري المصاب به شقيقها
ميلا :فين يوسف ...ميعاد الأنسولين بتاعه
داليدا: سبته مع ماما ما تقلقيش عليه وكمان هو شاطر وبيفتكر ميعاد الانسولين علطول هو قالي وانا اديتهوله قبل ما آجي علشان تكوني مطمنه
تنهدت براحه ثم جففت دموعها
ميلا :أنا هروح اسلم الاوردر بتاع مدام ناني في المهندسين
لتوقفها داليدا بيدها وتحاول ان تمتص غضبها وألمها
داليدا : هاتيه أنا هوصلهولها بنفسي ....بس خدي تليفونك علشان بيكلموكي من الصبح من الشركه ومش عارفين يوصلولك
أمسكت الهاتف وأخذت تقلب بالسجل الوارد لتجد أكثر من ٢٠ مكالمه فائته
ميلا :ليه دا أنا واخدة النهاردة أجازة ومبلغاهم بكدة
داليدا :والله عم محمد السواق هو اللي بلغني انهم محتاجينك ضروري بكرة ولما ماعرفش يوصلك قالي ابلغك ..ولما الدكتور مصطفي جالي بيوسف عديت علي شقتك نضفتها وجيبتلك التليفون وجيت
رمقتها ميلا بنظرات شاكره لها
ميلا :ربنا مايحرمنيش منك أبدا يا حبيبتي ...
داليدا :ولا يحرمني منك يا قلب قلبي ..كلميهم وشوفيهم عاوزين منك ايه
ميلا : أكيد عاوزني علشان جروب فرنساوي كبير ...ابتلعت داليدا ريقها وهي تخبرها
داليدا :لا تقريبا عاوزينك تسافري فرنسا
ميلا :أسافر ...اكيد بيهزروا ....هما عارفين اللي أنا فيه .هو مافيش دم خالص
داليدا :إهدي يا ميلا يا قلبي ...انتي شايفه اللي إنتي فيه إنتي محتاجه كل قرش دلوقتي ... وأدام هما اللي بيدوروا عليكي كدا يبقي اكيد فيها سبوبه حلوه ..سافري إنتي وأنا أوعدك أني هاخد أجازة وأقعد جانب طنط لحد ما ترجعلها بالسلامه دة أنا لسه ماأخدتش ولا يوم من أجازتي السنويه
ميلا :مش هقدر يا داليدا هيكون بالي مشغول علي ماما ويوسف .
دالبدا :أنا عارفه والله يا قلبي بس فكري فيها كدة انتي لما تقعدي جمبهم لا هتزوديهم ولا تنقصيهم انما لما تسافري هتغيري جو وتبقي فريش وكمان هتاخدي مبلغ كويس يسد قعدت طنط في المستشفي .... وبعدين مش هتتعبي أصلي انا أررت عم محمد السواق وعرفت منه ان الاوردر هيكون لراجل أعمال كبير عامل برنامج ترفيهي لاخوة وإبنه يعني هتفسحيهم فهما مالقوش أحسن منك ماتنسيش انك كنتي قاعدة في باريس ١٥ سنه يعني لفاها كعب داير والموضوع فيه سبوبه كبيره ...فماتتغابيش وحياه أبوكي وتركبي دماغك..
ابتسمت رغما عنها بسبب صديقتها التي تتحدث بطريقه سوقيه محببه الي قلبها
ميلا :أقسم بالله إنتي مشكله
داليدا: طب أدام ضحكت يبقي قلبها مال ...هاتي بقا الفستان دة هوصله...وبعدين أروح أحضرلك الشنطه وأجيبلك الباسبور وهعدي عليكي الصبح أقعد أنا مع طنط وأنتي تسافري بالسلامه.
امتلئت مقلتيها بدموع الامتنان لهذه الصديقه الوفيه التي منذ أن عرفتها وهي تقف خلفها كالسند الحقيقي فعانقتها بحب
ميلا : ديدا ....أنا بحبك أوي أنا لو ليا أخت ما كانتش هتعمل معايا كدة
داليدا : وأنا بموت فيكي يا قلب ديدا بس عارفه لو حننتي قلب خالك عليا
نظرت لها ميلا بإستفهام
ميلا :هتعملي إيه
أغمضت عينيها وعضت علي شفتيها ببطئ وكأنها تتذوق حلوي لذيذه
داليدا : هبوسوا طبعا
ضربتها ميلا بصدرها بطريقه فكاهيه
ميلا :أه يا قليله الأدب يا منحرفه ....أنا مش عارفه انتي بتحبي فيه إيه هو مش خالي بس أنا ما بطيقوهوش
ردت لها الصفعه علي كتفيها بطريقه كوميديه هي الاخري
داليدا :في حد ما يحبش القمر ده ....دة قمر
ميلا :أهو جه
داليدا : هو مين
ميلا :القمر اللي بيطلع في عز الضهر ...خالي
لتستدير هذه البلهاء علي صوته
آدم : إزيك يا ميلا ...إيف عامله ايه ...مصطفي كلمني وقالي علي تأخر حالتها
انشرح قلب داليد العاشقه والتي ما أن استمعت إلي صوته حتي كادت أن تنسي حالها وقفت أمام هذا المتغطرس بطريقه إستعراضيه حتي تلفت الانتباه ولكن تبا لهذا الشامخ الذي لم يعطيها أي إهتمام ولم يديرها حتي الانتباه....فوقفت أمامه مزبهله الملامح فقط تتطلع الي عيونه بعشق واضح وصريح أمام الجميع .
نظرت له ميلا بضيق وعدم مبالاه من عنجهيته الفارغه
ميلا :الحمد لله يا خالو ...شكرا علي إهتمامك
آدم :مش قلتلك بلاش خالو دي أنا اللي بيني وبينك ٨ سنين ...حاولت داليدا فرض حالها علي الوضع حتي ينتبه لها
داليدا :تحب تشرب إيه يا آدم
نظر لها بإشمئزاز وتعالي وأشار إليها بسبابته بتحذير
آدم :ما تنسيش نفسك ...إسمي هنا آدم بيه ... ثم شملها بنظرة إحتقاريه من أعلاها لاسفلها ليقشعر بدنها من قسوته وتكاد أن تهطل دموعها لولا صديقتها التي تدخلت ووقفت أمامها بكل قوتها تربت علي كتفيها و تؤازرها وتقسم بنفسها انها ستأتي بحقها امام عينيها الان فقط لتنتظر وتري ... فنظرت له محذرة إياه
ميلا :إيه اللي جابك يا آدم بيه ؟؟ وايه اللي فكرك بينا ؟؟
آدم :تصدقي أنا غلطان إني فكرت فيكم بعد اللي قالهولي مصطفي في التليفون
ميلا : ما تفكرش تاني إحنا مش محتاجينلك...ودلوقتي اتفضل امشي وإعرف إن وجودك هنا غير مرحب بيه بالمرة
آدم : بتطرديني يا بنت الل .....علي العموم ماشي ...مقبوله منك علشان خاطر أمك ....اللي علشانها بردة أنا دفعت مصاريف المستشفي لشهر أدام......مش عاوز إعتراض علشان ده مش علشانك دة علشان أختي المرميه في الاوضه وراكي مش دريانه بالدنيا دي ... ومش عاوز أفكرك مش عاوز حد يعرف إنك تقربيلي من قريب ولا من بعيد ولا عاوز أشوف وشك العكر دة في أي حته تخص عيله الشمري.
وقد القي بالكارت الخاص بمحاسب الشركه بوجهها بطريقه قاسيه
آدم: ولو احتجتي فلوس ابقي كلمي المحاسب وهو هيبعتلك اللي إنتي عاوزاه .
شعرت ميلا بالإهانة من هذا الوغد الذي جعل والدتها تتنازل عن إرثها بالكامل من والدها مقابل تغيير أسماء أطفالها في البطاقه العائليه ونسبهم لعائله الشمري خوفا من العثور عليهم وأخذ الثأر منهم .
ميلا : من إمتي وإحنا بنمد إيدينا ليك ..إحنا مش عاوزين منك حاجه تقدر تسحب فلوس المستشفي حالا
آدم :إعتبريها صدقه ...بدل الشحاته اللي بتعمليها عند الناس اللي إنتي بتخيطيلهم إنتي وأمك ...
ابتلعت ميلا لعابها بعدما شعرت بالإهانة وما إن جائت لترد الا أن صديقتها قد فاض بها وقد طفح الكيل وتحولت هذه الداليدا الي شمطاء سليطه اللسان
داليدا :ما تهدي علينا يا عم البيه بدل ما إنت عمال تتني وتتفردعلينا وتبيع وتشتري فينا كدة ...هدي أعضائك بدل ما تنفجر في وشنا تزفرنا وهي مش ناقصه زفارة.
آدم :أقفلي بقك يا بيئه إنتي بدل ما أبعتلك اللي يربيكي من أول وجديد
داليدا :تصدق بقا إنك إنت اللي محتاج تربيه وجيت برجلك للي هيربيك .
وقد إستعدت بخلع نعلها وأمسكته بيدها بطريقه استعراضيه وهي تصفعه بيدها استعدا لإنقضاضها عليه
لينظر لابنه أخته بتعالي
آدم :ماشي يا ميلا ...بس إبقي إفتكري إني جيتلك وعرضت عليكي مساعدتي .
ثم رمق هذه الهره الشرسه بنظرة غاضبه مستفزة ولكنها لم تنحني أبدا أمامه وبادلته بأخري شبيهه لخاصته
آدم :أما إنتي أنا هعرف أجيبك إزاي تحت رجليا
وقفت ميلا بينهم بعدما كادت داليدا أن تهجم عليه
ميلا :خلاص يا آدم بيه انا قلت لك اللي عندي اتفضل من غير مطرود
آدم :مش عاوز أفكرك إنك ما تعرفنيش
ميلا :من غير ما تقول ...أنا فاكرة كويس
داليدا :وإحنا ما يشرفناش إننا نعرف أمثالك ...يآدم بيه
إنطلق آدم بطريقه وهو يفكر بهذه الشرسه الشعبيه الغبيه كما نعتها لتبادله النظرات المستفزة
داليدا :بص علي أدك ياللي الزمان هدك ...لولا إننا في مستشفي كنت رشيت ميه علشان أرطب السخونة المنبعثه من الجو يآدم بيه ...
وقد قالتها بطريقه إستعراضيه ثم
أغمضت عينيها بحدة عندما أختفي من مرمي نظرها ونظرت الي ميلا بنصف عين مشاكسه إياها
داليدا :هو خلاص كدة مشي ؟؟
ميلا :يارب تكوني إرتاحتي لما شوفتي القمر بتاعك
داليدا :أوف يا ميلا قمر وهيفضل قمر بس خسارة مابيشوفنيش خالص .
ميلا :لا ما تقلقيش دة أكتر واحد عارفك وبيشوفك في كوابيسه وعارف طوله لسانك وإنتي ما شاء الله أول بس ماتلمحيه بدل ما ترفعي صوتك زي البنات اللي حواليه تقومي تطلعي الدوكش الدبش اللي جواكي.
داليدا :نحن نختلف عن الآخرون ...هاتي بقا الفستان أوصله وهرجعلك الصبح انشاء الله ذي ما اتفقنا .
في شركه الفهد للسيارات
كان يزن جالسًا على مقعده في مكتبه الكبير المطل على الطريق العام يحدق في كوب القهوة الذي أمامه دون أن يرفع رأسه. كانت أفكاره متشابكة، يحاول أن يجد الكلمات المناسبة ليقول ما في قلبه. وينهي هذا الموضوع ليخرجه من خلوته طرق الباب المتواصل
أميره :ممكن ادخل
ابتسم لها إبتسامه جانبيه وهو يهم بالوقوف لاستقبالها
يزن : أميرة عيله الفهد تدخل المكان اللي هي عيزاه من غير استئذان
صافحته ثم جلست أمامه وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة وديعة، لكنها كانت تخفي خلفها توترًا وألما لم تتمكن من إخفائه تمامًا.
قالت أميرة بنبرة دافئة : يزن ...سمعت من رؤوف انكم مسافرين بكرة لفرنسا .... عاوزة اروح معاكم أغير جو لو تعرف تقنع يمان .
رفع يزن عينيه ببطء ...لم يكن يريد أن يخيب أملها... لكنه كان يعرف أن عليه أن يكون صريحًامعها لابعد حد فهي إبنه عمه ولا يستطيع أن يراها تمشي بطريق خاطئ ويتركها تتعلق بحبال الهوي الذائبه تنهد وقال بهدوء
يزن :أميرة... إحنا مش رايحين نلعب ....إحنا مش مخططين إننا نآخد حد معانا ...الرحله دي لها أهداف محددة، محتاجين نركز فيها وإنتي عارفه لولا إننا إحنا مسافرين أنا ويمان مع بعض كنا سيبنا يزيد بس إنتي عارفه يمان ما بيقدرش يسيب يزيد يوم واحد
بدا على أميرة مزيج من خيبة الأمل والدهشة لرفضه لسفرها معهم لكنها حاولت أن تبقى هادئة.
أميره : أنا عارفه يا يزن أنا بس كان أصدي إني أساعدكم وأخلي بالي من يزيد ما إنت عارف أنا بحبه أد إيه .
أدار يزن رأسه بعيدًا....وكأنه يبحث عن الكلمات في الفراغ أمامه..
يزن :أميره ...إنتي عارفه أنا ويمان بنحبك أد إيه ...إنتي أميره عيله الفهد ...ولو كان عندنا أخت ماكناش هنحبها زيك كدة ...بس صدقيني اللي في دماغك إنتي ومرات عمي ده مستحيل يتنفذ علي ارض الواقع
نظرت إليه بصمت للحظات ..ثم أومأت برأسها ببطء، وكأنها تحاول تقبل كلماته التي تقتلها ببطئ ....أنا عارفه كل اللي إنت بتقوله ... وقلته لماما كذا مرة....بس هي مصممه إني أقرب من يمان علشان أنا ماليش حد غيركم بعدها فلو جرالها حاجه أنا هبقي ماليش حد وكمان علشان يزيد ....يمان ما يجبلوش أم من بره مانعرفش أصلها من فصلها وتكون قاسيه عليه ....علشان كدة أرجوك ساعدني يزن ...ساعدني أتجوز يمان ...حتي لو ما حبنيش انا موافقه ...بس أرجوك ساعدني
ابتسم يزن بحزن علي حالها وهو يعلم تمام العلم بعشقها الدفين له لكنها تمشي خلف أهواء والدتها الماديه فأردف بهدوء يشوبه غضب
يزن : نخلص شغلنا و كل شيء في وقته يا أميرة
أميره : هو دة وقته يا يزن ...أنا هحضر شنطه هدومي و هسافر معاكم
ثم عادت لحظة من الصمت بينهم حيث تراجعت أميرة قليلاً في مقعدها.. وعيناها لا تزالان مثبتتين عليه تحاول أن تقرأ ما وراء كلماتها من وقع عليه .
خرجت من المشفي وهي تتشاجر مع ذباب وجهها بسبب هذا البغيض الذي يخرجها عن سيطرتها ويخرج أسوأ ما فيها أمامه ليخرج أمامها كالطور الهائج يجرها خلفه الي سيارته لتدفعه بعيد عنها بغضب
داليدا :سيب إيدي يا حيوان إنت
آدم :إنتي يا بت إنتي مش هتبطلي طوله لسان
داليدا :مش لما تبطل إنت قله أدب
آدم : لا دا إنتي كدة بتكتبي شهادة وفاتك
داليدا : وحياتك لاطلعك شهادتك قبل شهادتي يابن الشمري ودلوقتي أبعد من سكتي علشان مستعجله
أخذ يدور حولها وهو يداعب ذقنه وكأنه يقيمها
آدم : أوعي تكوني بأسلوبك الرخيص دة بتفكري إنك تجري رجلي ...أشكالك أنا عارفهم كويس ...وبعرف أتعامل معاهم ...تعالي نتكلم بالعربيه علشان نبقي علي راحتنا
داليدا :لا خد راحتك وإحنا هنا أصل الأشكال اللي زيي مش عربيات ...وابعد من طريقي لأحسن أصوت وألم عليكي الناس وأعملك فضيحه في قلب الشارع
آدم :من الاخر تخدي كام وتطلعي معايا
وهنا كان امتلأ الكأس لعنانه فإتجهت الي سيارته وأمرت السائق أن يفتح الحقيبه الخلفيه الخاصه بها
داليدا: إنتوا بتحطوا العدة بتاعه العربيه في الشنطه ذينا بردوا ياسطى
إبتسم لها السائق بإحترام
السائق : أيوا كلها موجوده يا هانم
فتحت الحقيبه وقد أمسكت( المفك )إحدي العدد التي يحتاجها السائق
داليدا : بقا أنا داليدا الفريده بنت الحسب والنسب يتقالها تاخدي كام في الطلعه يابن الشمري طب وديني لاخد عمرك النهاردة
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة زين، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية