رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 8 - 3 - الخميس 24/10/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الثامن
3
تم النشر الخميس
24/10/2024
في منزل يمان بالصعيد
كان رؤوف ويزن جالسين في إحدى الزوايا يتحدثان بطريقة ساخرة وكوميدية عن ما يحدث بين يمان وميلا. الجو كان مشحونًا، لكنهما قررا أن يخففا من ثقل الموقف ببعض المزاح.
قال رؤوف وهو يبتسم بمكر
رؤوف : شفت اللي حصل يا سيدي والله الحكاية دي بقت زي الأفلام بالظبط الواحد مش مصدق لحد دلوقت اللي بيحصل ده...بقا المرشدة السياحيه اللي يمان كان هيموت عليها تبقي بنت سعد الله يجحمه ..وأمها تبقي الخوجايه الفرنساويه اللي أخوك دايخ عليها من سنين ..عجبت لك يا زمن .!!
ضحك يزن وهو يضرب كفا بكف
يزن : آه،والله عندك حق ... واللي مش قادر أصدقه إنها كانت في القاهرة جنبنا ومغيره أسمها ..لا وكمان قاعده في عابدين ... إللي مش قادر أصدقه بقا إزاي واحدة زي إيف دي تسيب باريس وتتخلي عن ورثها اللي بملايين وترضي تخلي بنتها تغير إسمها وتغير جامعتها وتقعد بيها في منطقه شعبيه زي دي ؟ الحكاية مش داخلة دماغي خالص."
نظر رؤوف إليه بنظرة استغراب مزيفة وسأله بجدية ساخرة
رؤوف : طبعا علشان تحميها وتحمي نفسها ...إنت فاكر إن أخوك كان هيسيبهم في حالهم لو عرفلهم طريق ...تبقي غلبان وماتعرفش أخوك
يزن بحيره : وجهت نظر برده
رؤوف :السؤال هنا بقا يا أستاذ يزن اللي بيطرح نفسه .هل إنت ناوي توافق علي جوازك منها بجد
ابتسم يزن وقال
يزن : بص، هو موضوع الجواز ده شكله يمان حسمه خلاص لصالحه ..إنتي ما شفتوش كان بيسبلها الصبح إزاي وهو بيقولها فكري في العرض اللي قولتهولك...أقطع دراعي ان ماكان عرض عليها الجواز .
رؤوف :طق ..أنا مش متفائل... البت مش سهله و مصدراله الوش الخشب .
.يزن : والله لما تصدره مغلق الخشب كله، يمان خلاص حطها في دماغه و مش هيسيبها تروح لغيره أبداً، حتى لو جوازي منها ده كان الحل الوحيد لوقف المشاكل بين العيلتين.
ضحك رؤوف وقال
رؤوف : عارف ياخويا ، يمان من النوع اللي مش بيسيب حاجة بتاعته، مهما حصل. وميلا دي... واضح إن أخوك حب وطب و الموضوع بقى شخصي قوي بالنسباله"
هز يزن رأسه موافقًا، وقال بجدية أكبر
يزن : أيوة بالظبط ،بس سيبك أنت عرف بردو هموت وأشوف رد فعل مدام ليل لما تعرف إن يمان هيتجوز .
رؤوف :ياختااااي دي هتبقي مجزرة
ابتسم الاثنان بوقاحه ، بينما كانت نظراتهما تخفي مشاعر أعمق من السخرية، إدراكًا أن الأمور بين يمان وميلا ليست مجرد صراع عائلي، بل حب معقد وتحديات شخصية تتجاوز أي مزاح.
❈-❈-❈
في المندره الشرقيه للنجع، اجتمع كبار عائلتي العماريه والفهد ، حيث تُعقد الجلسات العرفية لحل قضايا النجع. كان الجو مشحونًا بالتوتر والحذر، لكن الجميع كانوا يعرفون أن هذه الجلسة قد تكون الفرصة الأخيرة لتصفية القلوب وإنهاء مسألة الثأر التي أرهقت العائلتين لسنوات.
جلس الحاج عزمي في صدر المجلس، يتحدث بحكمة وتجربة طويلة، وألقى بفكرة النسب بين العائلتين كحل لإنهاء الصراع
كانت الأجواء مشحونة خاصة مع وجود يمان الفهد الذي كان جالسًا في زاوية المندره ، يبدو عليه الارهاق ووجهه متجهم منذ بدء الجلسة. لم يشارك في الحديث قط ،وعقله كان متعبا ومشغولًا بكلمات ميلا عن الشبه الكبير بين يزيد ووالدها. كان هذا الأمر يأخذ من تفكيره حيزا ليس بصغيرا ، مما جعله بعيدًا تمامًا عن مجريات النقاش.
وسط هذا التوتر، قرر الحاج عزمي، بصفته الأكبر والأكثر حكمة، أن يقترح حلاً يضمن تهدئة الأوضاع ومنع استمرار الخلاف بين العائلتين. قال بصوت جهوري مفعم بالوقار
عزمي : النسب هو اللي هيقرب القلوب ويطفّي نار الطار اللي قايده بينا من خمس سنين ، قالها بثقة وهو يدير نظره في عيون الحضور.حيث لاقت كلماته استحسانًا واسعًا، وبدأت الابتسامات تظهر على وجوه الجميع.فأكمل
عزمي : الحل دة أنا متوكد ان هو اللي هيضمن إنهاء الطار وتهدئة الأمور بين العائلتين وعشان كده، أنا بتقدملك يا شيخ يحيي بطلب إيد كريمتكم حفيدتك لولدنا يزن ...أنا شايف إن هو الشخص الأنسب للارتباط بيها . وهو زي مانتم عارفين راجل محترم وبيتمتع بالقبول عند الكل في العيله..وهيعاهدكم قدامي وقدام ربنا إنه هيحافظ علي بتكم ويصونها بعنيه لأنها هتبقي عرضه وشرفه أول ما تتنقل لعصمته.
تفاجأ الجميع بالاقتراح، خاصةً أن الأنظار كانت في البداية تتجه نحو يمان، ولكن نظرا لرفضه القاطع قبل ذلك وتوتره وابتعاده عن الحديث جعلا الحاج عزمي يوقن إصراره علي موقفه ويقوم بترشيح أخيه يزن بدلاً منه.
يزن كان على عكس يمان تماما كان أكثر هدوءًا واستعدادًا للتفاهم. لم يظهر اعتراضًا على الاقتراح، بل بدا موافقًا وصامتًا، وكأن الأمر لم يكن مفاجئًا له...ولكنه فقط تفاجئ من رد فعل أخيه الهادئه والتي بدت كالهدوء الذي يسبق العاصفه .
أما يمان، فرغم صمته، كان يغلي من الداخل. لم يستطع استيعاب ما يحدث، وأدرك أنه في اللحظة التي كان منشغلاً فيها بأفكاره حول يزيد وميلا، تحولت الأمور في اتجاه آخر. رأى خطبة ميلا تُعقد أمامه على يزن، وهو عاجز عن التعبير عن مشاعره المختلطة.
وهكذا، انتهت الجلسة بخطبة يزن الفهد وميلا، وسط موافقة الجميع، باستثناء يمان الذي بقي جالسًا في مكانه، محاولًا استيعاب خسارته العاطفية والصراع الداخلي الذي يعيش فيه.
عزمي : إيه رأيك في اللي قلته يا حاج يحيي .
يحيي:مافيش قول بعد قولك يا حاج عزمي كلامك زين الزين ...ويزن ولدكم رجال من ضهر رجال بعطيه حفيدتي وأنا مغمض.
كانت هذه الكلمات لها الوقع السئ ولكن على الجانب الآخر، حيث جلس آدم خال ميلا غاضبا متجهمًا، وقد رفض الفكرة بشكل قاطع وعندما رأي تطورات الوضع قال بصوت حازم
آدم : مع احترامي للحاج عزمي، أنا مش موافق .. موضوع النسب ده ممكن يفتح باب مشاكل تانية، واللي حصل قبل كده كان كفاية..أنا مش هسمح أعيده تاني زي ماعاشت فيه أختي أولاني.
تقدم إليه يحيي وكأنه يرجوه بالهدوء
يحيي: إهدي يا ولدي وأنا هتحدت معاك بالبيت .
آدم : أرجوك يا حاج يحيي إفهمني أحنا مش هنعيده تاني .وأنا مش هسيب بنت أختي مع ناس زي دول مش هيرحموها مع أول غلطه ليها
هنا وقف يزن غاضبا ليدافع عن كينونته كرجل يحترم ويصون زوجته
يزن : ليه هتتجوز سوسن يا أستاذ آدم ولا إيه
وهنا كان سيتعقد الأمر لولا أن استأذن الحاج يحيي من الجميع للتحدث مع آدم علي إنفراد لاقناعه بالأمر الذي بدا له مستحيلا
لم يمر وقت طويل في هذه النقاشات الحاده حتى تقدم الحاج ياسر العماري بفكرة مفاجئة ليحيي عامه ولادم خاصه ..وقال بصوت مليء بالحكمة والدهاء
ياسر : طيب بص يا آدم بيه عشان نضمن أمان بتنا ونكون على يقين إن عائله الفهد في ضهرها، إيه رأيك يا تتجوز بنت عم يمان.. وإحنا كيف ما بنسمع عنها إنها زينه بنته مصر .. بالطريقة دي هنضمن ولاء العائلتين لبعض، ومش هيكون فيه خطر على بتنا لأنها هتبقى محمية باسم عيلة العماريه من كل ناحية وعيلتك الكبيره من ناحيه تانيه ، والكل هيخاف يزعلها ويعملولنا ويعملولك ألف حساب لانهم هيخافوا يتعمل في بتهم زي ما يعملوا في بتنا .
كانت كلمات الحاج ياسر ذكية، إذ كانت تحمل في طياتها ضمانًا مزدوجًا، حماية ميلا وفي الوقت نفسه تعزيز الترابط بين العائلتين. بدأ الحاج يحيي يتحدث بحفاوة عن الاقتراح، لكن آدم ظل صامتًا للحظات، ينظر إلى الأرض وكأنه يفكر بعمق.
كان يعلم أن الزواج بأميرة يعني ضمان أمان ابنة أخته، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالتردد والخوف من العواقب.
أغمض عينيه بهدوء ويبدو أنه يفكر بعمق حتي يخطو الخطوة الصحيحه ولكن في الوقت ذاته ترائت أمامه صوره هذه ال دليدا وهي تبتسم له وتمسد علي وجنتيه بحنان بالغ ففتح عينه بسرعه وأردف بضعف وهو يبتلع ريقه.
آدم : موافق !!
مسد الحاج يحيي علي كتفيه بإمتنان لموافقته السريعه
يحيي : علي بركه الله يا ولدي .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة زين، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية