-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 29 - الأحد 13/10/2024


قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل التاسع والعشرون 

تم النشر يوم الأحد

13/10/2024




لقد إكتشفت هاله بعد ليلة الحفل المزعجه بيومين أنها حامل، وهذا يعنى بالنسبة لها عدد من الأشهر المليئة بالإرهاق والألم، فحملها الأول كان مزعجاً، لذا أرسلت ليان إلى والديها حتى يهتموا بها، فأبناء عمها يشغلون جديهما بما يكفى ويفيض، فقد كانت والدتهم كمن تستبق الزمن فى الإنجاب، فقد كانت لديها رغبه كبيره فى أن يكون لها أسرتها الخاصة الكبيرة وقد فعلت.


وقد رحبا ورده وعابد بليان كثيراً، فهى تضفى على وحدتهما جوا من المرح الجميل، كما أنها فكرة رائعه ليعود رسلان، لذا أرسل له عابد خبراً كاذباً بمرض ليان، وهذا سيجعله يعود راكضاً، وهذا ما حدث بالفعل، وللحظ كانت سيا وليان مقربتان، فأسعد سيا وجود ليان، لذا أصبحت تأتى لزيارتهم يومياً. 


❈-❈-❈


لقد كانت زيارة أُسيد إلى منزل رينا ضرباً من الجنون المطلق، فحين أصبح هناك بالفعل، لم يجد ما يقوله، أو يبرر تواجده هناك، وقد قدمته رينا على أنه صديق لها، وقد أزعجه هذا كثيراً، ولكن بماذا كانت ستجيبهم حين سألوها من هذا؟ وأحس أُسيد أن لا أحد يصدقها، نظراً لفخامة ثيابه، ولكنه بالفعل إستمتع بصحبة أسرة رينا البسيطه، وأحب التواجد بينهم، فهم عائله كبيره مرحه، محبه للحياة، والبشر، ورأى أن لديهم من الكرم ما ليس لدى عائلته الثريه، وقد أحس بتغيير كبير، حيث هدأ غضبه المكتوم، وأعادت إليه إشراقة وجهه، وبدى بوضوح الإرتياح على وجوه موظفيه؛ لعودته إلى شخصيته القديمه، 

كان مساعده يعمل كحامى له بأمر من رسلان، منذ بدأ أُسيد يتصرف بغرابه؛ بسبب شجاره مع والدته، فأصبح مساعده يُطلع رسلان عن كل شىء يفعله أُسيد بالعمل؛ ليتمكن رسلان من ردعه من أى كارثة محتمله، وحين أخبره مساعد أُسيد، بأن أُسيد أتى اليوم سعيداً، يطير فوق السحاب، يمطر الجميع بالبسمات، والتحيات، أتى رسلان راكضاً، وعقله يضج بالتساؤلات عما حدث لصديقه بين ليلة وضحاها، هل أصبح يعاقر الخمر؛ لينسى حزنه، أم ماذا حل به؟ ليصبح سعيداً حد الطيران هكذا!


أخطره مساعده بوجود ضيف يرغب بلقائه، وحين سأله عن هويته، وأخبره أن هذا الضيف هو رسلان،  أمره سريعاً بإدخاله، فأسرع المساعد إلى الخارج تصحبه نظرات أُسيد المرتابه، منذ متى يستأذن رسلان، ومنذ متى يعتبره مساعده ضيفاً، لقد تغاضى عن إرسال مساعده لمعلومات عنه لرسلان، فقط لكى لا يظل رسلان بقلق لأجله، فلا ذنب له أنه كان منزعجاً من حياته، وعائلته.


دخل رسلان ينظر إليه بإرتياب لم يستطع إخفاؤه، وإبتسم بطريقة رسميه حين أشار له بالجلوس.


- مساءك سعيد سيد أُسيد.


رفع حاجبه: بلا مزاح، لما أتيت الآن؟


كان يريد إخباره بأنه أتى ليطمئن عليه، ليرى سر تغيره هكذا! لكنه خشى أن يثور ،ويعود إلى حالته السابقه، وقد يصب سخطه على مساعده المسكين، لذا فكر قليلاً عن سبب يقنعه به، فتذكر أمر ليان، ولكن قبل أن يتفوه بكلمه وجد أُسيد يبتسم بمكر، ويتابع ساخراً.


- كل هذا لكى  تتذكر سبب قدومك؟


إنه يعلم، هذا واضح من طريقة حديثه، هذا ما فكر به رسلان، لكنه سيتظاهر بأنه لم يكتشف ذلك، فإسترخى بكرسيه، وتنهد بتعب.


- إنها ليان، وصلنى خبر من والدتى أن ليان لديها حمى طفيفه، لذا سأغادر فى الصباح


تريث للحظه، ثم خاطر بالمتابعة بهدوء، وحذر: هل لديك رغبة بأن تأتى معى؟ العمة نجمه ستسعد لرؤيتك.


لم يثور، بل أومأ زاوياً جانب فمه بسخريه: نعم، والسيد سلمان سيلقى بى من النافذه! لأننى أحزنت محبوبته، لا أعلم يا رجل هل ينسى أننى إبنهما، ويغار  عليها منى! بحق السماء إنها أمى!


تنهد رسلان بإرتياح حين لاحظ أن رسلان قد عاد إلى طبيعته، فإبتسم بسعاده: أباك هذا ممتعٌ حقاً، لازال العشق بينهما كما الأمس، ويغار عليها حتى منك.


- نعم، وهى تزيد الطين بلة بإحتضانها لى، وتقبيلها لى بإستمرار أمامه، وأحيانا أشعر أنه سيحرقنى حياً إذا ما نفذ صبره.


قهقه بمرح إفتقده منذ مال أُسيد إلى الحزن: هذا صحيح، ولكن أتعلم؟ لها ألف حق، أن تظل تحتضنك وتقبلك، أنت تغيب كثيراً، وهى تحبك، وتشتاق إليك.


بدى على وجهه الضيق، وعلق ساخراً: لديها فيروز.


نظر له معاتباً: أنتما إبنيها معا، وليست فيروز وحدها.


تنهد بضيق: نعم، ولكن يمكن أن يلعب خطيب فيروز، السيد عزيز المبجل، دور الإبن.


رفع حاجبه: لقد إنتهت خطبتهما قبل عودتنا، أم تراك نسيت ما حدث فى الحفل؟


- لا شأن لى، لم أرى به خيراً منذ البداية، ولكن فيروز من أصرت عليه.


- غريب، تخيلت أنك ترحب به فى العائله.


إحتدت نبرته بغضب: بل أمقت تواجده بها!


- ولكنك فعلت الكثير؛ لتصلح بينه وبين فيروز، حين حدث خلاف سابقاً بينهما، وكادا أن يفترقا.


تنهد بسخط: لأننى لم أتحمل رؤية حزن فيروز، وألمها.


- قد يكون جيداً لها.


ضاقت عيناه: هل تقصد حزنها، أم إبتعاده؟


رفع إصبعيه يوح بهما بالهواء: الإثنان، حزنها قد يكون جيداً لها، سيجعلها تفهم أن الحياة ليست ورديه، كما أن تركها لهذا العزيز قد يجعلها تصادف رجلاً حقيقياً، يجعلها تفهم مسار الحياة جيداً.


أوما مؤكداً: نعم، فذاك الشاب عزيز لا يناسبها مطلقاً، وأبى كان يدرك ذلك، لذا كان يبتدع الأسباب لإطالة فترة خطبتهما، علها تفيق، أو أن تفهم أن الأحمق الذى تظنه هو الرجل المناسب لها، لا يريدها.


قضب جبينه متعجباً: هل هناك آخر غير عزيز؟!


أومأ بوجه بدى متقززاً من الذكرى: علمت ذلك ليلة الحفل، حين سمعتهما يتشاجران أثناء هجومه عليها.


إتسعت عيناه بدهشه، ومن ثم شرد للحظه، فضاقت عينا أُسيد، وهتف بذهول، وهو يضرب سطح مكتبه براحتيه بحده.


- أكنت تعلم؟!


أشاح بوجهه عنه، فتراجع أُسيد فى كرسيه، ينظر له بصدمه؛ لإخفاءه الأمر عنه.


- ومتى كنت تنوى إخبارى؟!


تأفف بضجر: هناك أشياء لا يجوز قولها يا صديقى، لقد لاحظت أفعالها منذ زمن، ولكنها بمثابة أخت أخرى لى، وأنت تعى هذا، لذا كان الصمت أفضل من البوح بالأمر، فتتمادى به، وقد ظننتها نسيت هذه الأفكار حين أرادات الموافقة على عزيز هذا، ولكن تصرفاتها ظلت على حالها، فكان الأفضل الإبتعاد عن سبيلها نهائى، وقد ظهرت أنت بفكرة العمل بعيداً عن أعمال العائله، فكرت بأن أضرب عصفورين بحجر واحد، أثبت وجودى فهذه فرصه جيده لنثبت أننا نستطيع أن ننجح بعيداً عن نجاح أبوينا، ، وأبتعد عن سبيل فيروز علها تتعقل، وتدرك أن كل ما بعقلها مجرد حماقة لا أكثر، لذا أتيت معك هنا لأنشئ عملاً، وأغلق فاهك هذا.


إستوعب كل ما قاله رسلان ببطء، ثم أومأ بهدوء: ولكن على ما يبدو أن ذلك لم يكن رادعاً قوياً لأفكارها تلك، هربك زاد الأمر سوءاً، وأرى أن الأفضل هو المواجهه.


- أتظن ذلك؟!


- نعم، ومن يدرى، علها تتعقل، وتغير رأيها بأوهامها نحوك، وباللون الوردى.


قهقه رسلان بمرح، فقضب الآخر جبينه بإنزعاج، لكن رسلان لم يبالى، بل ضاقت عيناه نحوه.


- ألن تخبرنى كيف عدت من غربتك؟


- أى غربه؟! لم أبرح مكانى!


نظرات رسلان أوضحت له مقصده، فتنهد أُسيد بإنزعاج؛ لأن رسلان لن يتركه حتى يفهم كل ما حدث معه، لذا أزعن مستجيباً لتساؤله، وأفضى له بكل شىء، فتنهد رسلان بإرتياح، وهتف بسعاده.


- وأخيراً عدت كما كنت، لدى تلك الفتاة تأثير السحر عليك.


- أتعلم، لقد إضطربت حد الخوف، حين وجدت نفسى وحيداً بينهم، وهناك نظرات عدائية موجهة إلى بتحذير صريح، وتمنيت لو أخذتك معى، لكن كل شىء تم فجأة.


لوح بيده بلا مبالاه: لا يهم، المهم أنك أصبحت بخير، سأراك بالصباح؛ لنغادر سويا.


- حسنا.


❈-❈-❈


بالصباح كانا بسبيلهما إلى العودة، وقد قرر رسلان أن يذهب برفقة أُسيد إلى منزله، حتى لو حدثت أى مشادة كلاميه بينه وبين فيروز، أو والدته، يكون رسلان درعاً مانعاً لثورة أُسيد، لكنهما تفاجئا بخلو القصر سوى من الخدم، وحين سألا الخدم علما بأن الجميع بمنزل عابد، فهتف أُسيد بإقرار.


- يبدو أننى سآتى معك لزيارة العائله.


لكن القلق تسلل إلى قلب رسلان، وساورته الظنون بخصوص مرض ليان، فقد ظن حالاتها قد ساءت، لذا حث أُسيد على الإسراع، وظل مرتعباً حتى وصلا إلى قصر والده، ورأى بذهول ليان تركض نحوه صارخة بإسمه، فإلتقفها يتأملها، حيث وجدها بخير تماماً، فلم يستطع أن يمسك لسانه حين هتف متفاجئاً.


- ألستِ مريضه؟!


- ماذااا؟!


وكزه أُسيد ليصمت، ثم إلتقفها منه، وإبتسم لها معاتباً: ألم تشتاقى إلي؟ فقط رسلان؟


نسيت ما كان يتحدث به رسلان، وإبتسمت بسعاده، وهى تضم رأسه بقوتها الضعيفه إليها، وهى تقهقه بمرح ، وقد أرجأ رسلان الأمر حين فكر، بأنه تم خداعه ليعيد أُسيد إلى هنا، ، ولكنه حين كاد يدخل القصر، سمع صوت سيا تصرخ بإسم ليان، فتوقف ينتظر خروجها، وقد تجمدت للحظه حين رأته، وبدى السخط على ملامحها جلياً، ولكن قبل أن يعلق أى منهما على رؤية الآخر، صدع صوت أُسيد الذى تقدم حاملاً ليان، يسأل سيا عن العائله، فتفاجئا بها تخبرهما بأنهم جميعاً ذهبوا لزيارة هاله، فتعجبا إثنانيهما، فأوضحت لهما أنهم ذهبوا لمباركة حملها الجديد، فزوى رسلان جانب فمه ساخراً.


- وهل سنظل هنا حتى تحمصنا الشمس، مؤكد سيعودوا بالمساء، ولكن ألم يجدوا أعقل منكِ لرعاية ليان.


قبل أن تجيبه بحدة، ظهرت بوضوح بعينيها، نهرته ليان بغضب: كف عن هذا! سيا صديقتى، ولن أسمح لأحد بإزعاجها، ولو كنت أنت.


رفع حاجبه: هل تعملان أنتِ ووالدتك حاميان لها، أم ماذا؟!


تملمت ليان، فأنزلها أُسيد على الأرض، وما إن فعل حتى أسرعت بركل رسلان فى ساقه، فتأوه بسخط، ونظر إلى سيا بغضب.


- جلستِ معها يوماً واحداً، فحولتها إلى مصارعه، يا إلاهى أنتِ وباء!


صرخت فى وجهه بغضب: وأنت لعنه!


فتدخل أُسيد بضيق: وأنتما صرعتما رأسى، هيا رسلان لنذهب إلى هاله، نبارك لها، ونرى البقية.


وافقه الآخر، لكن ليان أصرت على الذهاب معهما، ولم يستطع أى منهم إثناؤها عن رغبتها تلك، فأزعن رسلان مجبراً، وقد صعد إلى غرفته ليلقى بحقيبته بها، ثم يغتسل سريعاً ويغير ثيابه، ثم عاد سريعاً، وتوجهوا جميعاً إلى منزل هاله، وقد تلقيا إستقبالاً حاراً، وقد كانت سعادة نجمه هائله حين رأت أُسيد، وقد رحب بها بمنتهى الحب كعادته، بينما لاحظت هاله سخط سيا، فسألتها لو كان السبب رسلان، فضحكت بلا مرح.


- بالطبع هو! ومن سواه يعكر صفو الحياة؟!


فحذرتها هاله: كفِ عن إزعاجه، وإلا ستندمين!


لوحت بيدها فى الهواء بلا مبالاه: أنتِ كأمى، تعطينه أكثر من قدره.


تنهدت بيأس: حقا.


فأجابتها بثقة بلهاء: نعم يا عزيزتى، فنباحه أسوأ من عضه.


إتسعت عينا هاله بفزع حين أطل رسلان خلف سيا، ومن ملامح وجهه يبدو أنه سمع تعليقها الأخير، فهتفت هاله بقلق.


- يا إلاهى! إصمتى!


لكنها بمنتهى الغباء لم تنتبه لتغير نبرة صوت هاله، ولا ملامحها، بل إستمرت بحديثها الساخر.


- أنتِ بلهاء! تخافين دوماً من لا شىء!


حركت هاله رأسها نافيه، وهى تومىء لها إلى الخلف، فقضبت سيا جبينها بعدم فهم، وسألتها متعجبه.


- ماذا حدث لرأسك؟!


فصفعت هاله جبينها بيأس: يا إلاهى! أنتِ ميؤس منكِ!


- هذا صحيح.


أجفلت سيا لصوته المفاجىء الذى صدع من خلفها مباشرةً، فإستدارت سريعاً، لتجد عبناه تطل عليها 

بحدة شرسه أفقدتها النطق.


❈-❈-❈


بعيدا عن  هذا العالم، وصولاً إلى مضارب الغجر، حيث تلك المرأة الحقود.


لقد كان شيخ الغجر الذى إنتقم من عابد عن طريق ورده رجل مقيت، لكنه كان بالأخير أباً لفتاة وحيده، كانت ترفض بشده أمر زواجه من أخرى بمثل عمرها، وحين تم سجنه رغم فداحة فعلته، لكنها وجدته لا يستحق هذه المذلة بهذا العمر، وكنَتْ الحقد تجاه ليث وورده؛ لأنها ترى أنهما السبب، فلولا ليث ما إنكشفت فعلة أباها، ولولا ورده ما إهتم ليث بهذا، تلك كانت أفكارها وحدها، فقد كان والدها يحمل الطمع، والشر بنفسه تجاه الجميع، ولكنه كان أخبث من أن ينكشف أمره، وقد قررت أن تجعل زوجها ينتقم لأجلها من ليث وورده، لكنه لم يوافقها الرأى، ولم يحبذه من الأساس، خاصة انه ليس بأحمق، فقد رأى بعينا زوجته غراماً لليث كبقية نساء وفتيات القبيلة آن ذاك، وإكنانها الحقد لورده مثلهن، ومحاولاتها التقرب من ليث، وقد تحمل الكثير من أجل صغاره، لكنه ما لبث أن إستنشق هواء الإرتياح، حتى أتت له بفكرة الإنتقام هذه، فأوقفها عند حدها، فلم يعد أباها الوضيع يهدده، ولا ليث هنا لتغرم به، وتلاحقه، فنفثت حقدها بقلب إبنها، ووضعت كل أفكارها السوداء برأسه حتى شب على كرهه لليث وورده وكل من يمتد لهم بأى صله، وهو حتى لا يعلم وصفهما حتى، وأصبح هدفه بالحياة الإنتقام لجده الذى توفى بعد سجنه بأيام، فقد كان مريضاً يحتاج الرعاية، ولم يهتم لأمره أحد، وحين أحس ذاك الثرى بدنو أجل الشيخ ألقاه ف البرية، وبعد وفاته دفنوه حيث هو، وحين أتت إبنته تسأل عنه، أخبروها بأنه مات، ودفن، ولا داعى أن تعلم بموقعه، وبعد إلحاح مزعج منها، وبعض القطع النقديه لأحد الحراس، أخبرها بمكانه، وما حدث معه، فزادت نار حقدها على ليث وورده أكثر فأكثر، وها هى تضع خطة لضرب ليث وورده ضربة مؤلمة تدمرهما معاً، خاصه وأنها علمت بعد التقصى وملاحقة أخبار ليث، أنه أصبح ذو هيبة كبيرة، كما إتضح أن ورده لازالت على قيد الحياة، وقد تزوجها، وينعمان بالسعادة، مما زادها سخطاً عليهما.


❈-❈-❈


فى البهو الواسع، ركضت سيا صارخة بلا سبب إلى حيث يقف عابد وورده، تختبأ بينهما كطفلة أذنبت، وتخشى عقاب والدتها، فتختبأ بجديها، فرفع عابد حاجبيه مندهشاً من تصرفها، وقد إلتفتت الرؤوس إليها متعجبين، بينما خرج رسلان من الغرفة، ينظر نحوها بإنزعاج، وتبعته هاله ببطأ، تربت على كتفه مع نظرة إستعطاف، جعلته يتأفف بضيق، ويهمس بسخط.


- لم أفعل شىء، لقد رأيتِ بنفسكِ، حين إستدارت، ووجدتنى أمامها، ركضت تصرخ كالبلهاء!


أومأت له بضيق: أعلم، لكن أرجو منك ألا توبخها أمام الجميع.


قضب جبينه بغضب: من تظنيننى، هاله؟!


لم تجيبه، فإزداد سخطه، وغادر متوجهاً إلى الحديقة، وقد رآه الجميع، وأساءوا الظن به، فتقدمت هاله ببطء، وأوضحت للجميع أن رسلان برىء من أى ظن، ووبخت سيا بشده؛ لأنها تتمادى معه بلا سبب، ونظراتهم نحوها جعلتها تنكس رأسها بخزى، وتلحق برسلان، حيث وجدته يقف مستنداً على السور الخشبى لمساحة كبيرة، يركض بها حصان يلمع جسده فى وهج ضوء الشمس، وقد إقترب من رسلان، فمد رسلان يده إليه؛ ليأكل منها، وهو يمسد رقبة الحصان بيده الأخرى، فإقتربت منه سيا بحذر، ولكن رسلان أحس بها، وكذلك الحصان الذى رفع رأسه ينظر نحوها، فإستدار رسلان، وما إن رآها حتى تنهد بضيق، وتمتم بإنزعاج.


- إرحلى، فأنا مرهق، ولا أريد مزيد من الشجار بلا داعى.


قضمت شفتها السفليه بإرتباك، ثم تمتمت بخزى: لم آتى للشجار، أتيت لأعتذر.


تنهد بضيق: ولما منذ البدايه تبدأين إزعاجى؟!


نسيت بلحظة فعلتها، وإعترضت بعناد: أنت من تفعل!


رفع حاجبه متحدياً: أحقا؟



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة