-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 20 - 2 - السبت 26/10/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل العشرون

2

تم النشر السبت

26/10/2024




كانت الساعة حينها تخطت الواحدة بعدَ مُنتصفِ الليلِ، جلست هي علي الأريكة الكبيرة المجاورة للشُرفة، لكن الشُرفة مُغلقة لبرودة الجو هنا قليلاً، بيدها كتابًا كببرًا وجدتهُ بأحدي الأدراج، فقررت أن تقرأ بهِ حتى عودت "مُراد"،فقد أوصلها وبعد أن أطمئن عليها، وأوصاها أن تظل بالشقة ولا تُغادرها لأي سبب، غادر لأنه لديهِ مواعيد خاصة بعملهِ...لم تعترض هو بالأساس هنا من أجل عملهِ، أتودٌ هي أن يتركَ عملهِ ويظلُ بجانبها أهي طفلة؟..... 


رفعت عينيها من فوقَ الكتابِ، تحديدًا إلي عقارب الساعة أمامها، نفخت أوداجها بضجرٍ الساعة الآن أصبحت تُشير إلي الواحدة والنِصف وهو إلي الآن لم يأتي، خُيلَ لها للحظة لقطة من فيلم عربي كانت تسمعه سابقًا، تحديدًا راجل الأعمال الذي كان يتأخر في أجتماعات العمل الخارجية لأنه يحتفلُ بأتمام صفقةٍ ما في أحدي النوادي الليلية مع الفتايات ال... تبًا تبًا تفكيرها القذر إلي أينَ أنحدر،كيفُ تُفكرُ بهُ هكذا يا لها من حمقاء،" مُراد" مُحترم لا يذهب إلي مثل هذه الأماكن الدنيئة، عليها أن تُخفف من مشاهدة الأفلام العربية والتي أصبحت أخطر من الأفلام الهندية .............


لا تُنكرُ أن قلقت عليهِ بحقٍ، أي عملٍ هذا الذي يستمر لهذا الوقت، ألهذهِ الدرجة النجاح مُهم،اليسَ يعرفون أن هناكَ شيئًا أسمهُ النوم لراحتهم فليذهب كل شئ للجحيم مقابل النوم والراحة،حمقاء تظنُ بأن العالم كله كُسالا مثلها تمامًا،وعلاقتهم بالسرير قوية مثلها والتي كانت علاقتها بالنوم أكثر قوة بعلاقتها بوالداتها شخصيًا،هل هذَا كافيًا لكي تقتنعوا بأنها تستحق جائزة الأوسكار وبجدارة كونها أكثر المخلوقات كسلاً،أكثر من الكسلان نفسهُ، تبًا دومًا ما تُدخل الأمور ببعضها البعض. 


نهضت تزفرٌ بمللٍ بعد أن أغلقت الكتاب تمامًا ووضعتهُ جانبًا، النعس يغلب عليها، تود النوم بأسرع وقت السرير يناديها بحرارة الآن، لكنها تود رؤيتهُ قبل أن تغفو، هي سعيدة جدا الآن تود أن تختم سعادتها برؤيتهِ قبل أن تخلد للنوم، ومن ناحية أخري تطمئن عليهِ...... 


دخلت للشُرفة بعد ان أرتدت شال صوفي أسود اللون علي كتفيها، تنظرُ من الشُرفة للأسفل، لكنها تراجعت بأحباط ما أن لم تجد طيفه، أو حتى سيارتهُ، حينها قررت الأستسلام للنوم.... 


ما أن أستدارت حتى شهقت بفزغٍ ما أن رأت جسد بشري فجأة ظهر أمامها من العدمِ لقف في طريقها، صرخت بفزعٍ كـ رد فعل سريع بسبب خضتها، لكنها تنفست الهواء أخيرًا ما أن أستوعبت أنه هو وليسَ أحدً أخر...... 


_"آسف خضيتك،كُنت لسه هتكلم والله ". 


قالها بينما يكتمُ ضحكة كادت تفلتُ منه علي مظهرها الآن، بوجهها الذي أحمّر سريعًا، وأنفاسها بدأت تعلو وتنخفض، وزعت نظراتها عليهِ تبتسمُ بأحراج من الموقف، ثُم حمحمت تسأله: 


_" جيت أمتا! اتأخرت كله ده ليه؟؟ ". 


_" جيت من شويه بس كنت بخلص كام حاجه تحت،أنتِ صاحية لحد دلوقتى ليه؟ ". 


ختمَ قولهٌ ينظر للساعة، الوقت متأخرة جداً، أنسحبت من زاويتهُ تبتعدُ قليلاً حتى خرجت من الشُرفة قائلة بينما تسير ناحية سريرها:


_" بصراحه خايفة أنام فالشقة لوحدي، أستنيتك، وهنام أهو". 


ختمت جملتها مُفترشة لسريرها، ورفعت الأغطية عليها، مُغلقة الأضائة الصغيرة بجانب السرير، بينما هو دخلَ للمرحاض لتبديل ثيابهُ، وخرجَ بعدها يستقلُ مكانهُ علي الأريكة...... 


قد دخلَ في سُبات عميق من شدة أرهاقهُ طوال اليوم، أخترقَ رأسهِ صوتٌ بُكاءٍ، بكاء مكتوم، تململَ بعدم راحة علي الأريكة الغير مريحة بالمرة بالأساس، حتي فتحَ عينيهِ فجأة ما أن أستوعب أن صوت البكاء هنا حولهُ وهو لا يحلم..... 


نهضَ سريعًا يجلسُ نصفِ جلسةٍ، من ثم نهض سريعًا ما أن وقعت عيناهُ عليها، تتكور بالفراش، وأصوات بُكائها عالية تحاول أن تكتم شهقاتها قدر المستطاع لكن للأسف صوتها كانَ مسموعًا...... 


هرولَ لها وقد طارَ النُعاس من عينيهِ، رفعَ عنها الأغطية ليصتدم بوجهها الباكي، سألها بهلعٍ:


_"في أي؟ أي إللي حصل؟ ". 


مسحت دموعها بأطراف أكمامها كالأطفال، تذمُ شفتيها بقوةٍ، قائلة من بينَ شهقاتها: 


_" شوفت كابوس وحش وحش أوي أوي ". 


تنهدَ براحةٍ، من ثم أقتربَ منها يربتُ علي ظهرها بحنان يطمئنها: 


_" أهدي طيب، خلاص الكابوس راح، أحكيلي شوفتي أي فزعك كده؟! ". 


ما أن تذكرت ما رأت، ذمت شفتيها بقوة أكبر وأنفجرت باكية أكثر، تقول من بين بُكائها: 


_" لا مش عايزة أفتكر، كان وحش اوى، أنا.... أنا خايفة أوي". 


_"من أي أنا جمبك أهو... ". 


تمسكت بهِ كـ من وجدَ طوق نجاتهُ، تجذبهُ لجوارها من مرفقهِ تترجاهُ قائلة:


_" خليك جمبي هنا، متنامش علي الكنبة، أنا خايفة، علشان خاطري.. ". 


اومأ لها بهدوءٍ، ينصاعُ لرغبتها، وقد بدأ النُعاس يطغوا علي ملامحه، والتعب أيضًا بادٍ بوضوح، ظل لجوارها حتى تغفو بالنوم ورُغمًا عنهُ غفي هو الآخر بجانبها، فقط ما أن شعرت بهِ يغفو بجانبها، أمتلكها شعورٍ من الأطمئنان، وسمحت لنفسها بالنوم براحة أكبر وأخيرًا تنفست بأنتظام وعادت للنوم..... 


تبقى مُرتجفًا، ‏وتائِه، وخائف، حتى يأتي وجود شخص معين، وكأنه ذراعين تُعانقك، تُصلح كل ما أفسدتهُ الأيادي الأخري المؤذية.... 


❈-❈-❈


القت نظرة مُتفحصة علي كاملُ هيئتها بالمرآه أمامها، من ثم أنفرجت شفتيها المطلية باللون الأحمر الداكن، وقد رُسمت شفتيها بذاكَ اللون الجرئ، لتزداد أبتسامتها فتنة أكثر بعد أن طغي علي هيئتها الجرأة هذه المرة بشكل ملحوظ، علي عكسها سابقًا، فـ كانت البراءة واللُطف يشعُ من كل حركة بها...... 


لكنها الآن بدت فاتنة، أنثي أكتملت بها صفات الأنوثة والنُضج، ممزوجة برائحتها العطرية من عطر الڤانليا خاصتها، وقد تنافي تمامًا مع طلتها الجريئة كليًا، أبتدًا من فستانها أسود اللون يصلُ إلي ما بعد رُكبتيها، بأكمام طويلة يتناسبُ جدًا مع قوامها...... وقد أطلقت العنان لخُصلاتها الشقراء لتنطلقُ حرة علي طول ظهرها...........


أطلقت تنهيدة راضية تماماً عن طلتها الساحرة، مع أبتسامة واثقة، أخذت حقيبتها الفضية الصغيرة بعد أن زادت من حُمرة شفاها لتجعلها أكثر ثقلاً، لا تعلم بأن لفعلتها الشنيعة تلك عواقب وخيمة..... وخيمة جدًا لن يتحملها غيرها لمَ أكترفت يداها الصغيرتين...... 


وجدتهُ ينتظرها ويظهرُ علي ملامحهِ الأمتعاض لتأخرها لوقتٍ طويل، عضت علي شفتيها بخجل، من ثم حمحت تقتربُ منهُ بأبتسامة هادئة رقيقة، كانت كفيلة لأمتصاص أي غضب منها بسبب تأخرها لأكثر من ساعة بالداخل، وتركتهُ هنا كادَ يتعفن....... 


حمحمَ يزدرد ريقهُ بتوترٍ من طلتها المفاجئة والساحرة في آنن واحد، نظرات الاعجاب بدت واضحة علي وجههِ، جعلتها تشعر بالنشوة، بالثقة بالنفس أكثر، كون أن مظهرها قد نالَ أستحسانهُ وبشدة، حتى وأن لم ينطق بعد لكن عيناه قامت بالواجب ويزيد.......


تحركت شفتيها تقولُ برقةٍ، مع القاء بعض النظرات اللطيفة، آهٍ منها عندما تتخابث تلك الفتاة: 


_"آسفة علي التأخير ". 


عيون خضراء، بوميض من الرقة، مُحاطة بأهداب سوداء كثيفة مُحددة بكُحلٍ عربي أسود ثقيل، رسمَ عيونًا بدت كـ عيون غزالة، لأول مرة يراها تضعُ كُحلاً، للحظةٍ شعرَ بالسخطِ، تلك العيون مُخصصة لهُ وحده، ملكه هو فقط من يحقُ له النظر لها والتعمق بها بكل أرياحية، تضعُ كُحلاً يُبرزها أكثر معانقًا عينيها يُحددها وكأنك تضعُ دائرة حول الأجابة الأكثر صحة ومثالية، تلك العينان هي عُرصة للوقوع فالحُب في كل مرة يحصل علي نظرة من نظراتها المُربكة دون جُهدٍ يذكر من صاحبتها


خطر...... خطر عظيم يُهدد ثباتهُ،وسيقضي علي حصونهُ المنيعة،التي حاول جاهدًا بناءها لحماية نفسهِ من فتنتها الطاغية، ظل يردد ذالكَ بداخل رأسهِ وعينيهِ لم تكفُ عن تفحصها رُغمًا عنه، وكأنما بها مغنطيسًا يجذبهُ لها بإرادة مسلوبة، وهذا ليسَ في صالحهُ ولا صالحها حتى....... 


حمحمَ يستعيد ثباتهُ، يعدلُ من بذلتهِ، متنهدًا، ومنحها أبتسامة صغيرة هادئة، من ثُم قال: 


_" يلّا اتأخرنا علي الناس.... ". 


القي نظرة سريعة علي ساعة يدهِ، ثم أكملَ، متفاديًا النظر لها، وإلا عوضًا عن تلك المُقبالة، سيغير مسار الليلة إلي مقابلة أخري، لكن تحت إشراف شيطانهِ الذي يدفعهُ لأشياء غير أخلاقية بتاتًا: 


_" الناس زمانهم وصلوا من عشر دقايق". 


تبعته للخارج، وبداخلها تبتسمُ بسعادة، سعيدة كونَ طلتها نالت أستحسانهُ وبشدة وهذا واضح، وأيضًا سعيدة لأنه عرضَ عليها أن تُرافقهُ الليلة، لقد تمت علي خيرٍ صفقة مهمة للشركة أمس، وشريكه الفرنسي قد أقامَ أحتفالاً بسيطًا لتلك المُناسبة....... وها هُمَا في طريقهم للمكان المخصص للأحتفال...... 


❈-❈-❈


هل قالت سابقًا بأنه لا يأتي إلي مثلِ هذه الأماكن الدنيئة، أحدكم يضربها بأي شيء، كاذبة طبعًا والدليلُ علي ذالكَ أنهم يقفون الآن علي أعتاب أحدي النوادي الليلية الخاصة بأحدي الفنادق الراقية هُنا، لا داعي لتكبير الموضوع أنهم هنا لعمل ليسَ إلاَ، ماذا تهذي هذه الغبية، أي عمل هذا بمثل هذه الأماكن، هذه الأماكن للهو والمرح فقط.....لا بأس لا بأس أيًا كان، هي معهُ، وهذَا أفضلُ بكثير من أن يكون بمفردهِ، هي تقفُ له بالمرصاد لن يرمش قط.... فلننظر للأمر من الناحية الإيجابية، هي معه، رائع، لن تضطر لمعاقبتهُ علي أفكار سيئة بمخيلتها المريضة المتكونة من المسلسلات والأفلام العربية، تبًا ألغوا التلفزيون العربي أذَا سمحتم هكذا نرحم العالم وذاك المسكين من أفكار مُترجمة بطريقة خاطئة وهذا أسوء بكثير من أقتباس الفكرة دون تحريف..... 


القت نظرة سريعة عليه بجانيها يتطلعُ لساعة يدهِ يتفقد الساعة، من ثمَ وجهَ نظرهُ لها يحثها علي الدخول، ضيقت ما بينَ حاجبيها تسأله: 


_"هو ده المكان؟! ". 


فهمَ محتوي سؤالها، ردَ عليها بهدوء يُوضحُ لها: 


_" الراجل هو اللي مختار المكان، أكيد مش هقوله غيره، نص ساعة وهنخرج مش هنتأخر متقلقيش، وبعدين أحنا هنكون في مكان منفصل بعيد عن الدوشة بتاعة المكان". 


هزت رأسها بتفهمٍ، ثم همت بالسير بجوارهِ لكي يدخلون، تبعته إلي الداخل، تخطوا الصخب مكان تجمع الشباب والفتايات، يرقصونَ بصخبٍ علي النغمات العالية، بينما هُما شبه ثمالة، أو مغيبين، حركاتهم الهوجاء الغريبة تُوحي بذالكَ..... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة