-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 21 - 2 - الثلاثاء 29/10/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الواحد والعشرون

3

تم النشر الثلاثاء

29/10/2024




فتحَ باب الشقة بيدٍ واحد وباليد الأخري يحملها، واجهَ صعوبة في فتح الباب لكن بالنهاية فتحهُ، ثم ركلهُ بقدمهِ خلفهِ يغلقهُ، حملها توجهَ بها للداخل تحديدًا لغُرفتهِم، كانت متعلقة بهِ كالطفل المُتعلق بوالداتهُ حرفيًا، لهذهِ الدرجة تشكُ في قدراتهُ الجسدية، هل ذاكَ الحائط البشري أمامها شفافًا كي تخشي أن تسقط من بينَ يديهِ...... 


لا لا هي لا تشكُ بتاتًا في قدراتهُ الجسدية، بل تشك في قدراتهُ الثباتية، فتحَ عينيهِ بتفاجئٍ علي وسعهم ما أن شعرَ بشفاهَ الرطبة تخترقُ جلد بشرتهُ، تحديدًا تستقر شفتيها علي عُنقهِ، دونَ أنذار سابق هكذا هزتهُ، شعرَ للحظة بتسرب الحرارة لكامل جسدهِ فقط من حركتها العبثية، بينما هي غير واعية من الأساس.... 


هناكَ، نعم هناكَ، بنهاية الغرفة، هو يري قلعتهُ منيعة الحصون التي بناها بينهم تنهار، أخري جُندي أستسلمَ وسلّمَ سلاحهُ للعدو، وسلّم له حصونه المنيعة ليُهدمها ويغزوها، والعدو هنا يكمن في فتاة صغيرة، أقل حركة عبثية منها تلعب علي أوتار ثباتهُ، لطالمَا كان يعتبر أنه صلبًا، لكنها جائت وهدمت كل معتقاداتهُ وجعلته يدرك مكامن رقته....... 


بسرعةٍ أبعدها عنهُ يضعها فوقَ الفراشِ، من ثم نزلَ لمستواها، ينزعُ عنها حذائها برفقٍ، وبعد أن أنتهي رفعَ قدميها لتستقر بإرياحية علي الفرِاش، نهضَ ينظر لها بحيرة، هل سيتركها تنام بفستانها الغير مريح بتاتًا هذا...... أيغيرهُ لها؟ لكن كيف؟ لا يستطيع!. 


"أسكت بقا". 


صاحَ بها هكذا بعصبية يخاطب نفسهُ، نتيجة تجمع أفكار برأسهُ وطبعًا شيطانه الذي ترك كل أعمال الشر وجاء ليعمل بالمصالح الأجتماعية بينَ الأزواج، هو المسؤل عن تلك الأفكار نفض عن رأسهِ تلكَ الأفكار حول أنه زوجها ولا بأس أن غير لها ثيابها..... 


جاءت لرأسهِ فكرةً، فعزمَ علي أستخدمها، تركها ودخل إلي حيثُ حقائها المُغلقة، وفتح واحدة منهم يعبث بهم لدقائق، حقًا لا يعرف ماذا يأخذ.... بالنهاية أخرجَ منامة سوداء بنصفِ كمٍ تصل إلي ما بعد الرُكبة تقريباً كانت متكونة من سترة علوية فقط.... 


الأمور بسيط سيغلقُ أضائة الغرفة، ثم بخفة يد ينزع الفستان ويلبسها تلك المنامة، الأمر سهل جدا... فقط يتطلبُ ثبات أنفعالي ليسَ إلا...... 


توقفَ بمكانهُ ما أن أصتدمَ بها تقفُ في مُنتصف الغرفة ترقصُ بحركات عشوائية، تدندن الموسيقي لكن بصوتٍ عالي نسبيًا، أبتسمَ يحكُ أرنبة أنفهُ، مظهرها لطيف، أستمرت بالرقص علي نغمات الموسيقي الغير موجودة من الأساس، بل فقط موجوده بعقلها، ولا شكَ في وجود حفلة صاخبة تُقامُ في رأسها الآن....بينما هي تتفاعلُ معاها بكل رحابة.... وجدَ نفسهِ يخرخ هاتفه من جيبِ سرولهِ ويفتح علي وضع التصوير، ثم بدأ يلتقتُ لها فيديو وهي ترقص هكذا، تبدو ظريفة مظهرها يُضحكهُ....... 


أغلقَ التصوير، ثم أعادَ الهاتف لجيبيهِ، مقتربًا منها يوقفها عن الرقص يقول: 


_"كفاية كده، يلا علشان تغيري هدومكْ". 


_"وأنتَ هتغيّر معايا صح؟ ". 


قالتها سريعًا، جعلتهُ يبتسم سحبها من يدها قائلاً من بينَ ضحكاتهُ: 


_" أيوه يلا بقا! ". 


ما أن جلست علي الفراش، سريعًا ما رجعت برأسها تتوسط الوسادة ونامت وكأنها لم تكن ترقص مع الكائنات الفضائية برأسها الآن، أغلق الأضائة، ثم شرعَ في تغيير ملابسها حتي أنتهي أخيرًا مهمة شاقة حقًا، فتحَ الأضائة، من ثم كاد أن ينهض لكنها أوقفتهُ ممسكة أياه من معصمهُ تمنعه من النهوض، تقول: 


_" أنتَ مغيرتش ليه بقا؟ ". 


نهضت تجلس نصف جلسة، متذمرة كالأطفال تقول: 


_" أنتَ ضحكت عليا! أنتَ كده نوتِي.... ورضوي زعلانه منك". 


لم يستطع كتم ضحكتهُ أنفجرَ ضاحكًا بصخبٍ، نظرت له بتكبرٍ، ثم أبعدت نظرها عنه تتفقد الملابس التي ترتديها ثم زفرت بتأفأفٍ، قائلة بينما يدها أتجهت لفتحِ أول ازرار منامتها: 


_"الجو حر.... حر أوي أوعا البتاعة دي وحشة". 


فتحت أول ثلاثة أزررة، لتظهر أمامه جزئها العلوي، وجزءً من التوب القصير أسفل المنامة، ماذا تفعل تلك..... سريعًا منعها من أستكمال بقية الأزرة، يقول: 


_"أنتِ بتعملي أي؟ بس الجو حلو مفيش حر سبيها؟ ". 


أجابتهُ بعناد بينما يدها تحاول أن تبعد يدهُ عنها كي تستكمل مهمتها: 


_" لا لا.... الجو حر، حر أوي أوي! ". 


_" لا مش حر، بلاش شغل عيال". 


تذمرت أكثر، تصيحُ بها بينما دنت مقتربة منهُ بطريقه أهلكتهُ، قائلة بدلال لا يعرف هل خرجَ تلقائيًا أم ماذا؟: 


_"لا حر... أنتَ أزاي مُش حران، أقلع أنتَ كمان ". 


فتحَ عينيهِ بصدمة: 


_" أقلع؟؟ ". 


أقتربت منه أكتر وتركته بصدمتهِ تتولي هي هذه المهمة، تسللت أناملها إلي ازرار قميصه الرمادي بعد أن كان نزع عنه سترتهُ، حاول منعها لكنها أصّرت، قائلة وهي تعبث بملابسهِ: 


_" الجو حر يا مُراد أنت أزاي مش حاسس؟ ". 


يَداها الصغيرتان ترتكب جرائم نعومة، يجب الإمساك بِهُما قبل فوات الأوان. 


_" رضوي نامي يا ماما، أنت مش واعية! أنتِ بتتحرشي بيا كده يا ولية؟ ". 


توقفت عن الغبث بقميصه بعد أن كانت قد فتحت أول الأزرار، لكن يدها مازالت تستقر علي صدرهِ العريض، مُسبلة لهُ بعينيها، ترمشُ بأهدابها عدة مرات متتالية، تنظر له بنظرات تشبه نظرات القطط قائلة بدلال أنثوي: 


_" أنت مش مصدقني ليه، الجو حر والله..... طيب خلاص هقلع أنا". 


أنتقلت يدها لملابسها هي لكنه منعها يصيحُ بجنون: 


_"أبوس أيدك أرحميني.... هو أي حد يقلع وخلاص، أستهدي بالله كده، هما شربوكِ أي منهم لله، هي ليلة باينة من أولها ". 


❈-❈-❈


أرتفعت أصوات أمواج المياهُ متلاطمة ببعضها البعض، في جو خفيف البرودة مع بداية حلول فصل الشتاء، جلست أمامَ البحرِ علي أحدي الصخور، وقد نزعت حذائها،تسمح للمياه بأن تُداعبُ قدميها... مُنذ أن جائت وهي صامتة فقط تتأمل السماء، ثم البحر، وكل ذالكَ في هدوء مُريب.. 

كانَ يتابعها بعينيهِ بصمتٍ هو الآخر ينتظرها أن تتحدث لكن طالَ صمتها، خصلاتها القصيرة تتطايرُ بفعل النسمات الخفيفة..... حتى وهي حزينة، جميلة.... 


قطعَ الصمتُ الذي بينهم يسألها بينما عيناه تتفحصها: 


_"من ساعه ما قعدنا وأنتِ باصة للسما، للدرجة دي بتحبي شكل النُجوم والسما". 


أنتبهت له، لفت نفسه فأصبحت في مواجهتهُ، نظرة له بهدوء، ثم تنهدت، وعاودت النظر للسماء مرة أخري قائلة بشرود: 


_"تعرف.... زمان وأنا صغيرة كنت بسأل  بابا ليه النجوم كتيرة فالسما كده، كان بيقولي أن كل النجوم اللي فالسما دي هي فالأساس أحلام.... أحلام ناس معرفتش تحققها فـ أتشكلت فشكل نجوم فالسما علشان كده النجوم كتيرة، لأن الناس كلها مش عارفة تحقق أحلامهم، لما كبرت بقيت أنا من ضمن الناس دي، أنا ليا فالسما نجوم كتيرة أوي، قصاد كل الأحلام اللي معرفتش أحققها وتقريبًا كده محققتش حاجه! ". 


كانَ يُنصت لكل كلمة تخرجُ منها، أنتهت متنهدة بحرارة، تنقل بصرها إلي مياه البحر المتلاطمة، كانت علي حقٍ جائت إلي هنا بعد تلك المُشجارة التي حدثت بينها وبين والداتها للمرة الألف، فبعد أن ترجت والدها أن يجعلها تعود للمنزل يكفي هكذا، عادت وبعد أن غادر والداها فورًا أشتعلت وتشاجرت معها تتهمها بأنها السبب في تدمير علاقتها بوالدلها.... بكت بضعف ككل مرة بعد أن تتلقي من والداتها توبيخًا كالطفلة...... أول شخص جاء برأسها، هو وجدت نفسها تتصل به تعرض عليه مقابتلها والذهاب للبحر، فوافقَ سريعًا....... 


_" أنا كمان بحب النُجوم بس مش اللي فالسما! ". 


قالها بينما يتأملها بعيون تلمع شغفًا، ضحكت بخفة ضحكة قصيرة تسأله:


_" أومال فين؟ "


أجابها ببساطة: 


_"فـ الأرض" 


_"هو في نجوم فـ الأرض يا طارق؟! ". 


تنهدَ، يبتسم لها قائلاً بشغف: 


_" هي نجمة واحدة، دخلت حياتي قلبتها فجأة من غير أي مقدمات، مكانتش علي البال ولا علي الخاطر، نجمة مجنناني ومطيرة النوم من عنيا! ". 


توترت، أنتشرت حُمرة الخجل علي وجهها فورًا، شعرت بتقلص معدتها، أو دغدغة لا تفهم حتى، شعرت أن الكلمات موجهة لها هي..... رفعت أناملها تعبث بخصلاتها تخفي توترها فجائها بسحب يدها لتستقر بين يديهِ، جعلها رغما عنها تنظر له، تحديدًا في عينيه، أحتضنَ كفها بينَ راحتهِ يقول: 


_" أنا بحبك يا رانيا تسمحيلي نحقق كل أحلامك دي سوا ". 


نبضات قلبها أرتفعت مع أرتفاع وتيرة أنفاسها، ووجهها أصبحَ ساخنًا لم تدري بما تتفوه، الصدمو عقدت لسانها، الكلمات هربت من حلقها وكأنها نسيت كيف تتحدث من الأساس، لم يعطها الفرصة للحديث، بل أكمل يقول: 


_" عارف أنك مصدومة ومستغربة أزاي بالسرعة دي، صدقيني أنا نفسي معرفش، لقيتني بحبك كده لوحدي، أمتا وازاي أنا معرفش.... متتسرعيش، أنا مش عايز منك أجابة دلوقتي، أنا هستني..... براحتك ".

 

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة