-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 1 - اللأربعاء 16/10/2024

   

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الأول

تم النشر الأربعاء

16/10/2024




"دائماً ما تضعنا الظروف في إختبارات صعبة مع من نحب، وبقدر صعوبتها نستطيع أن نحدد وقتها هل نحن كنا علي صواب معهم، أما أنها كانت مجرد أكذوبة نحيا بها "


في غرفة الرعاية الطبية يتمدد علي الفراش بوجه شاحب وجهه ممتلئ بالجراح ويوجد شاش طبي يلتف حول عينيه ويوجد العديد من التحاليل الطبية معلقة بيديه منظر مؤلم للغاية يبكي القلوب الغريب فما بالك عندما يري الأب والأم ولدهم في هذه الحالة.


بخطوات واهنة دلفت إلي الغرفة بعد أن أذن لهم الطبيب برؤية نجلهم كي تطمئن عليه لكن لم يسعفها جسدها الواهن فاستندت بيدها علي زوجها وهي تحرك قدم  للأمام وتأخر الآخري وقلبها يتأكل آلما وحزناً علي ما حل بولدها.

وحال زوجها لا يقل عنها ولده البكر فلذة كبده يصارع الموت الأن بلا حول ولا قوة كم مؤلمة هذه الدنيا تفاجأنا دائماً بما يفزع قلوبنا وما لا يخطر بعقلنا يوماً.


فور أن وقع بصرها علي ولدها تيبست قدمها وألقت رأسها بأحضان زوجها وأغمضت عيناها بقوة لا تريد أن تري ولدها هكذا تريد أن تراه بأحسن حال لكن ليس كل ما يتمناه المرأ يحدث.


عانقها زوجها بقوة مربتا علي ظهرها بحنان وهو يتطلع إلي ولده ويتحدث بثقة:

-إهدي يا سلوى ياسين هيبقي بخير أطمني إبنك قوي وهيقوم منها.


تطلعت له بأمل وتسألت بضعف:

-تفتكر ؟


إبتسم بحب وقال:

-بإذن الله الدكتور طمنا بإذن الله خير تعالي نقرب منه خليه يحس أننا جنبه.


أومأت بإيجاب وإبتعدت عن زوجها وتحركوا إلي الفراش الذي يتمدد عليه ولدهم إقتربت منه برفق وقبلت جبينه وهي تمتم بأسي:

-فوق يا حبيبي طمني عنك يا قلب ماما.


دون شعور سالت الدموع علي وجنتيها مما جعل زوجها يتطلع لها بإستياء:

-بردوا بتعيطي ؟ نسيتي كلام الدكتور ؟


أغمضت عيناها بقوة كأنها تعاقبها ولكن ماذا تفعل فهي أم وهذا ولدها كيف لها أن تراه بهذه الحالة وتظل واقفة كما هي لا تحرك ساكناً.


أنحني الآخر مقبلاً جبين ولده وربت علي كتفه بقوة وقال:

-أنا واثق إنك هتقوم بالسلامة يا حبيبي أنا وأمك منقدرش نعيش من غيرك يا حبيبي.


أستقام في وقفته وتحرك هو وزوجته خارج الغرفة بعد أن ألقوا نظرة أخيرة عليه وبداخل قلبهم أهات ألم ودوا لو إستطاعوا الصراخ بها كي ينفسوا عن غضبهم وآلمهم علي مصابهم.

❈-❈-❈

تجلس على أحد المقاعد بالخارج وتطلع إلي غرفة الرعاية بترقب تنظر خروج والدي زوجها كي تعلم ما حالته فهو لم يسمح لها بالدخول لولا حالة والدته ما كان سمح لها هي الآخري بالدخول.


فتح الباب وخرج أحمد المحمدي سانداً زوجته بقهر شديد فالأن ولا مال ولا سلطة تستطيع أن تنقذ نجله هو الأن بيد المولي عز وچل، الأن تخلي عن قوته وچبروته وكل ما عليه هو الدعاء فقط ليت المرأ يعلم أن المال ليس سوي وسيلة للعيش ليس هدفاً نسعي إلي تحقيقه.


إتجه إلي أقرب مقعد وساعد زوجته علي الجلوس عليه برفق وجلس جوارها مستندا برأسه إلي الخلف بشرود تام وداخل رأسه تدور ألاف الأسئلة يسعي إلي معرفة إجابة لها ماذا سيفعل إذا مات ولده بالفعل ؟ من سيكون سنده ؟ ثروته ستذهب لمن؟ كل ما جناه سيصبح هباء في ليلة وضحاها.


فاق من دوامة أفكاره علي صوت زوجة نجله التي اقتربت منهم وتسألت بقلق:

-أيه اخبار ياسين يا عمو طمني عليه ؟


أغمض عيناه بألم واسترسل بإيضاح:

-مش عارف يا فريدة مش عارف نايم علي السرير ومفيش أي حركة خالص.


إبتلعت ريقها بتوتر وتسألت:

-يعني أيه ياسين هيموت ؟


عند هذه النقطة صاحت سلوي بجنون:

-أخرسي خالص أبني هيعيش سامعة هيعيش منك لله يا شيخة أنتي السبب في إلي حصل في أبني.


هدأها زوجها علي الفور وتحدث بنبرة حادة:

-أيه إلي بتقوليه ده يا سلوي وهي ذنبها أيه في إلي حصل المشاكل إلي بتحصل بينهم زي أي أتنين متجوزين.


إستدارت بوجهها إلي زوجها وهتفت بأسي:

-وأيه إلي حصل بعد المشكلة ؟ إبنك خرج متعصب وعمل حادثة يبقي مين السبب في إلي حصل ليه ؟


تنهد بأسف وقال:

-ده نصيبه يا سلوي ياريت تهدي لو سمحتي إبنك مش محتاج منك غير إنك تدعي ليه وبس.


ألتفت إلي زوجة نجله وتحدث بنبرة ذات معني:

-وأناي يا بنتي روحي أقعدي لو سمحتي وبلاش إحتكاك مع حماتك دلوقتي لأن التعامل دلوقي بينكم هيبقي صعب.


زفرت بحنق وردت:

-حاضر يا عمو حاضر.


عادت إلي مكان جلوسها وجلست مرة آخري أسفل نظرات حماتها المشتعلة منها فستظل هي السبب في مصاب ولدها ولن تسامحها أو تغفر لها إذا حدث لولدها مكروه.

❈-❈-❈

تململت في نومها آثر أشعة الشمس التي داعبت بشرتها الحليبية فتحت عيناها بنوم ليلتقي شعاع الشمس مع بوء بوء عيناها ومع خصلات شعرها الذهبية جاعلاً منها لوحة فنية أبداع الخالق في تكوينها .


أعتدلت بوهن تفكر فى المنام الذى راودها ومن هذا الشخص الذى رأته فى المنام وكان يقع وسط الظلام إلى أن تمسكت هى بيده  وأنتشلته من وصل الظلام تنهدت بسأم ونهضت من علي الفراش وهي تتمطئ بكسل شديد ألقت نظرة علي غرفتها المتواضعة وبدأت في ترتيب الفراش وتنظيفها قبل أن تذهب إلي عملها كطبيبة نفسية بإحدى المستشفيات الخاصة.


إرتدت بدلة نسائية بسيطة من اللون الأسود وأسفلها شميز من اللون الكافية وحجاب بسيط من اللون الكافيه أخفت أسفله خصلات شعرها لم تضع أي لمسات من الميك أب فهي لا تحتاج أن تضع ما يجملها من الأساس.


خرجت من الغرفة تبحث عن والدتها وكما توقعت وجدتها تجلس في الشرفة علي مقعدها الوثير وبين يدها مسبحتها تسبح بها وهي تتنعم بنسمات الصباح الباردة.


إقتربت منها مقبلة أعلي رأسها مرددة بحب:

-صباح الخير يا ست الكل.


بادلتها والدتها الإبتسامة وقالت:

-صباح الخير يا صفا .


جلست صفا علي المقعد المقابل لها وتسألت بلهفة:

-أخدتي علاج الضغط والسكر صح ؟


ابتسمت والدتها من قلق صغيرتها عليا فردت بإيجاب:

-أيوة يا صفا أخدت علاجي وفطرت كمان.


تنهدت براحة وعقبت:

-شطورة يا ماما يا حبيبتي أنتي هجبلك شوكلت وأنا جاية.


قهقت والدتها بقوة وهتفت بمرح:

-يا سلام أيه الكرم ده يا ست هانم طيب أنا فطرت أنتي بقي ناوية تفطري ولا كالعادة ؟


ضيقت عيناها بمرح أكبر وتسألت بفضول:

-بزمتك أنا عمري فطرت قبل ما أنزل الشغل؟


حركت والدتها رأسها بلا ورد ببساطة:

-ولا مرة مع الأسف ؟


ضحكت بخفة وعقبت بمزاح:

-يعني عمري ما فكرت أيه إلي جد النهاردة ؟


تنهدت والدتها بحزن وقالت:

-يا بنتي لازم تهتمي بنفسك وصحتك أكتر من كده لو وقعتي من طولك بره مين هينجدك أنا مليش غيرك.


نهضت واقتربت من والدتها وعانقتها بحب واسترسلت بإيضاح:

-يا حبيبتي متقلقيش أنا لما بجوع بأكل مع أصحابي في المستشفى مش بدري كده.

❈-❈-❈

ابتسمت والدتها ساخرة وتحدثت بإستهزاء:

-بتأكلي لما تقعي من طولك يا حبيبتي هو أنا مش عارفاكي وياريته أكل أوي يا حبيبتي آخرك باكو بسكوت أنا حاسة أني مخلفة واحدة في حضانه.


ابتعدت عن والدتها وهي تقهقه بقوة:

-الله ماله البسكوت والشاي بحليب بس ده أكل الملوك يا ست الكل.


رمقتها والدتها بغيظ وهي تخلع نعلها وتمسكه بين يدها وتتحدث يتوعد:

-بت أنتي هتمشي من قدامي ولا أنشل فيكي وزي ما تيجي تيجي.


رفعت يدها بإستسلام وقالت:

-لا لا وعلي أيه ألبسي الشبشب يا غالية أنا ماشية محتاجة حاجة يا حبيبي أجبها وأنا جاية ؟


حركت والدتها رأسها نافية وعقبت:

-لأ يا قلبي سلامتك لأ إله إلا الله.


ردت مبتسمة:

-محمدا رسول الله.

❈-❈-❈


بينما في المستشفي وصل والدي فريدة مهرولين من أجل الإطمئنان هي زوج إبنتهم، وجلسوا بجوار إبنتهم بعد أن قابلهم أحمد وسلوي بسلام فاتر.


إقتربت والدتها منها وهمست في أذنها بضيق:

-في أيه هما قالبين وشهم علينا علي الصبح ليه ؟


ردت فريدة بهمس مماثل:

-الهانم شايفة أني أنا إلي حصل لياسين يا ماما.


قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-أنتِ ! هو أيه إلي حصل أصلاً ؟ أزاي يعني مش فاهمة ؟


زمت شفتيها بضيق وقالت:

-كنا بنتخانق كالعادة وسابني وخرج وأنتي عارفة أمه رامية ودنها معانا.


أومأ بتفهم وتسألت بفضول أكبر:

-أنتوا كنتوا بتتخانقوا ليه ؟


تطلعت إلي والدتها بغيظ وقالت:

-هو ده وقته أنتي مش شايفة البومة بتبص لينا أزاي ؟


رفعت كتفيها بالامبالاة وعقبت:

-سيبك منها قولي أيه السبب المرة دي ؟


زفرت بحنق وقالت:

-عشان الحمل كالعادة البيه عايز يخلف ونفسه يبقي أب وبعدين مستعجل علي أيه أحنا لسه في آول حياتنا يا دوب متجوزين من أربع سنين أجيب طفل من دلوقتي وأبوظ جسمي علي أيه.


تحدثت والدتها بمكر:

-هتلاقي البومة إلي مسلطلاه عليكي أهو قلب علي إبنها .


صمتت قليلاً وتسألت بفضول:

-أنتِ دخلتي شوفتيه ؟


حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ الدكتور كان رافض عشان هو في العناية المركزة بس هي قعدت تعيط وتعمل الشويتين بتوعها راح دخلها ومن ساعتها عمالة تندب وتبص ليا كده روحت أسألها هبت فيا بس الدكتور بيقول لو عدا ٢٤ ساعة وهو بخير يبقي مرحلة الخطر عدت .


مطت شفتيها بضيق وقالت:

-واحنا هنفضل قاعدين كده لغاية ما ال٢٤ ساعة يعدوا أبوكي عندوا إجتماع مهم وهيقوم يمشي تعالي نمشي معاه ونيجي بالليل وأهو لو حاجة حصلت نبقي نيجي.


تطلعت إلي والدتها بأمل وغمغمت بلهفة:

-ياريت يا ماما أنا أصلاً تعبت بجد وكمان مش بحب جو المستشفيات ده .


ربتت والدتها علي ظهرها بمكر وقالت:

-هقول لأبوكي أهو يقوم خلينا نمشي.


مالت على زوجها الذي كان منشغلا بعمله وتحدثت بهمس:

-أحنا مش هنمشي ولا ايه مش وراك إجتماع ؟


قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-إجتماع أيه إلي اروحه وجوز بنتك في الظروف دي هلغيه طبعاً.


أشارت سريعاً بلا وعقبت:

-تلغي أيه بس لا طبعاً يا حبيبي وبعدين الزيارة ممنوعة هنفضل قاعدين كده نعمل ايه أنت تروح شغلك وأنا وبنتك نروح نرتاح وتبقي نرجع بالليل.


رمقها بغيظ وقال:

-نعم يا أختي هقوم أقولهم ورايا إجتماع مهم أهم من إبنكم وإلي هو فيه لا وكمان هروح مراتي وبنتي وتبقي نيجي ليكي بالليل أنتي أتجننتي شكلك .


زفرت بحنق وقالت:

-لأ متجننتش بس سلوي مش طيقانا وعمالة تبص علينا بقرف وشوية كمان هقوم أجبها من شعرها.


رمقها شذراً وتحدث بإستياء:

-يعني واحدة أبنها في الحالة دي مستنية منها أيه بدل ما تقومي تقعدي جنبها تواسيها .


شهقت بصدمة وهي تشير إلى نفسها بعدم إستيعاب وتسألت:

-نعم عايزني أنا أقوم أقعد جنب البومة دي وأوسيها مش بعيد تقطعني حتت يا حبيبي أنا وبنتك.


ابتسم ساخراً وعقب:

-ده أن دل علي شئ هيدل علي المصايب إلي بنتك عملاها مخليه الست مش طايقة بنتك.


زفرت بحنق وهتفت معاتبة:

-يا سلام وليه جاي علي بنتك كده أن شاء الله ؟ حتي لو هي كده متقولش بردوا كده المفروض تقف جنبها.


قطع حديثهم وقوف سلوي بعصبية وإتجاهها نحوهم ووجها لا يبشر بالخير وخلفها زوجها يحاول إيقافها.


رمقها زوجها محذراً وهتف بحزم:

-مش عايز أسمع صوتك فاهمة.


تنهدت بضيق وصمتت وهي تدعي الله ألا لا تنفعل علي هذه الحمقاء فهي لن تصمت لها.


وقفت أمامهم وتحدثت بحسرة:

-صفوت بيه خد المدام وبنتك ومع السلامة شكراً علي الزيارة.


حاول أحمد اصلاح الموقف فتحدث مبرراً:

-إهدي يا سلوي أيه إلي بتقوليه ده حقكم عليا يا جماعة سلوي أعصابها تعبانة عشان حالة ياسين.


أومأ صفوت بتفهم وقال:

-عارف طبعاً يا أحمد وبعدين هو ياسين إبنك لوحدك ده جوز بنتي وأبني أنا كمان.


لم تصمت سلوي وأسترسلت بإيضاح:

-لأ يا أحمد أنا قاصدة كل كلمة قولتها مرات إبنك وأمها عايزين يمشوا وعمالين يتهامسوا مع السلامة أبني مش محتاجكم أصلاً.


رمقتها غدير بضيق وقالت:

-والله وعرفتي منين أننا عايزين نمشي أيه بتشوفي الودع.


ابتسمت سلوي ساخرة وعقبت:

-هو أنا أعرفك أنتي وبنتك النهاردة أحنا عشرة سنين يا غدير أنا إلي مسكتني عنك انتي وبنتك أبني إلي بين الحياة والموت جوه يقوم بس بالسلامة وأنا هيكون ليا تصرف مع بنتك.


ضحكت غدير بإستهزاء وقالت:

-بتهددينا كمان سامع كلام مراتك يا أحمد ليه أنا بس مقدرة ظروفها وعشان كده ساكتة ومش هرد.


صاحت سلوي بجنون:

-لأ يا حبيبتي ردي ؟ عايزة تقولي أيه هو أنتوا فارق معاكم حاجة صحيح تقتلوا القتيل وتمشوا في جنازته.


زفر زوجها بحنق وقال:

-سلوي ميصحش كده أحنا في مستشفى وأنتي كده زودتيها أوي أتفضلي روحي أقعدي مكانك لو سمحتي.


رمقت زوجها بضيق وعادت إلي المقعد وجلست مرة آخري ودموعها تسيل بغزارة علي فلذة كبدها كم تريد أن تطمئن عنه الأن ليته يكون علي خير ما يرام.


إعتذر أحمد بلباقة:

-أسف علي إلي حصل بجد سلوي أعصابها تعبانة.


ربت صفوت علي كتفه بتفهم وإستطرد قائلاً:

-مفيش داعي للأسف ولا حاجة وان شاء الله شدة وتزول وياسين يفوق ويبقي زي الفل.

❈-❈-❈

أمن علي دعائه وغادر متجهاً إلي زوجته جلس جوارها يرمقها بعتاب علي الموقف الذي وضعتهم به.


بينما تطلع إلي زوجته وإبنته شذرا علي الموقف المحرج الذي وضعوه به وهو علي يقين أنها محقة مئة بالمئة فيما فعلته معهم همس بأذن زوجته بتوعد:

-تعرفي بقي اخرسي خالص أنتي وبنتك أظن كفاية أوي الفضائح إلي حصلت دي.


إعترضت بصفاقة علي حديث زوجها:

-نعم نعم وأنا وبنتي مالنا أحنا كنا نطقنا.


زفر بحنق وقال:

-ناقص فعلاً تنطقوا بصوت عالي مش عايز أسمع صوت وبطلي رغي مع بنتك خليها تدعي لجوزها أحسن بدل ما هي قاعدة كده ولا كأن في حاجة وجوزها جوه بين الحياة والموت بس هقول أيه تربيتك أتوقع منك أيه ؟!


أتسعت عيناها وصاحت مستنكرة:

-نعم نعم يا حبيبي ومالها تربيتي أن شاء الله مش عاجبك تربيتي كنت ربي انت كنت فين وأنا بربيها يا بيه عشان تعيب علي تربيتي.


ابتسم ساخراً وعقب:

-كنت بشتغل عشان اجيب ليكي انتي وبنتك الفلوس عشان تعيشوا في العز ده بس تصدقي يارتني فعلاً ربتها صح بدل ما أنا قاعد دلوقتي مكسور وموطي رأسي من تربيتها.


زمت شفتيها بضيق وتطلعت إلي الجهة الآخري وهي تتمني أن يمر الوقت وتغادر من هنا علي خير قبل أن تنفجر في الجميع.


تدخلت فريدة في الحوار مهدئة:

-إهدي يا بابي لو سمحت ماما متقصدش بس أنت شايف بنفسك العقربة دي بتبص لينا أزاي.


تهكم ساخراً وعقب:

-ما هو يا قلب أبوكي لو أنتِ عملتيها كويس وأعتبرتيها زي أمك أعتقد هتحترمك وتحطك فوق رأسها كمان أو خلفتي حتة عيل صغير يأكل دماغهم لكن لأ لازم تسمعي كلام مامي جسمك هيبوظ كان زمانك معاكي بدل العيل أتنين يا هانم ومحدش يقدر يرفع عينه فيكي حتي لكن مع الأسف شوفتي وصلتي نفسك ووصلتينا لفين وياريت كفاية رغي بقي نراعي حالة الناس الي أحنا معاهم وبعدين ده جوزك يا هانم يعني المفرو تبقي زعلانة عليه.


ردت بدفاع:

-ما أنا زعلانة فعلاً يا بابي ولا لازم أعيط وأنوح زي الناس اللوكل عشان يبان أني زعلانة؟


رمقها شذراً وهتف بإيضا:

-إسمها عياط مش نواح يا هانم وده بتعبري به عن مشاعرك بس يظهر إنك باردة زي أمك.


تجهم وجه الآخري وهتفت بتوعد:

-صفوت لم الدور أنا علي آخري.

قلب عينيه بضجر وألتفت إلي الجهة الآخري متجاهلاً حديثها.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة