رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 2 - اللأربعاء 16/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني
تم النشر الأربعاء
16/10/2024
الصدف هي التي تجعلك تقابل أناساً.
لا تعرفهم من قبل.
لكنك عندما تراهم تشعر.
كأنك تعرفهم من سنوات مضت.
وتجد قلبك يتحرك تجاههم.
دون أدني مجهود منك.
ويتأخذوا مكانة أشخاصاً.
كانوا هم محور حياتك سابقاً.
ويصبحوا هم الأساس والعون لك.
عوضاً عن من خذلوك.
تاركينك تصارع آلامك بمفردك.
هاربين من مشاركتك حزنك.
وصلت المشفي في موعدها المحدد غيرت ملابسها وإرتدت اليونيفورم الخاص بالمشفي وبدأت في متابعة الحالات المسؤولة عنها والمرور عليهم وفور أن إنتهت عادت إلي مكتبها وجلست تراجع بعض التقاير باهتمام شديد إلي أن قاطعها دخول رفيقتها المكتب.
رفعت رأسها عن الورق وتحدثت مبتسمة:
-يا مراحب يا مراحب أي ريح عاتية جاءت بيكي إلي هنا ؟
إبتسمت صديقتها بمرح وقالت:
-لقيت نفسي فاضية الصراحة قولت أجي أرخم عليكي.
إبتسمت الآخري بخفة وعقبت:
-أخيرا أعترفتي إنك رخمة ؟
رمقتها شذرا وهي تشير إلي نفسها:
-بزمتك القمر ده رخمة ؟ أقول أيه فيكي يا دكتورة المجانين أنتي بس ؟ ما هو لو جنابك دكتورة اطفال زي حلاتي كنت ضمنت العيال الصغيرة تطلع عينك زي حلاتي.
ضمت حاجبيها بإستنكار وتسألت:
-وأنتي بقي شايفة الأطفال إلي أنتي بتتعامي معاهم أصعب من المرضي النفسين يا بيضة ؟
حركت رأسها بيأس واسترسلت بإيضاح:
-يا قلبي آخرك مع الأطفال بتوعك يشدوا شعرك يدوكي ألم علي وشك الحلو ده لكن أنا المرضي بتوعي حدث ولا حرج ممكن يكهربوني يعلقوني في المروحة .
قهقهت الآخري بقوة وتحدثت بتشفي:
-أحسن حد قالك تخليكي مخ وأعصاب وأمراض نفسية ؟ كنتي أخترتي حاجة سهلة أحسن.
تنهدت صفا براحة وعقبت:
-وليه أختار السهل بالعكس أنا حابة المجال ده جدا ومريح ليا كون أني أساعد مريض نفسي أنه يتحسن بس مش يخف ده حاجة كبيرة عندي المشكلة الوحيدة أغلب الجلطات والحوادث إلي بتأثر علي المخ مش بيبقي ليها علاج ونسبة إلي بيخفوا منها يعتبر ٥%.
أومأت رفيقتها بأسف وقالت:
-فعلا ربنا يتولاهم بجد صحيح ما تيجي نطلع نشوف نور.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-هي فين صحيح مش بعادة أنتي جاية من غيرها يا مروة ؟
استطردت مروة قائلة:
-كان في حادثة إمبارح بالليل جت المستشفي واحد شكله غني أوي من أهله وإهتمام الدكاترة بيه لدرجة أن مدير المستشفى نفسه أشرف علي الحالة.
رمقتها بعدم فهم وتسألت:
-ولما هو مهم كده نور بتعمل ليه ايه ؟
ردت مروة ببساطة:
-دكتور عصام مقعدها مع طاقم التمريض في الرعاية.
أومأت بتفهم وقالت:
-أه كده فهمت ربنا يقويها.
أشارت لها مروة مازحة:
-قومي قومي نطلع نشوفها أكيد جعانة فوق.
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لا لا خلينا نسيبها في شغلها يا ستي.
غمغمت مروة بإصرار:
-يا حبيبتي هو أحنا هنشغلها أحنا هنطمئن عليها قومي قومي.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-ماشي يا ستي أمري لله يلا بينا.
نهضت هي الآخري وتحركت برفقة رفيقتها ليطمأنوا علي صديقتهم .
❈-❈-❈
مر ما يقرب من الخمس ساعات والحالة مستقرة علي وضعها وهذا ما أراح قلب أحمد وسلوي قليلاً.
بينما مازالت حرب النظرات مستمرة بين سلوي وغدير ولم تنتهي بعد.
خرجوا من المصعد وجدوا بعض الحرس يقفون وكذلك لاح بصرهم هوية الجالسين الذين يظهر عليهم الثراء الفاحش.
اقتربت من صديقتها وهمست في أذنها :
-شايفة العز شكلهم ناس فوق أوي أوعدنا يارب ؟
رمقتها صفا شذراً وتحدثت بإستياء:
-يوعدك بأيه يا آخرة صبري إنك تبقي في العناية المركزة ؟
زجرتها بغيظ وصاحت:
-لأ يا خفيفة قصدي ربنا يرزقني اتجوز واحد متريش كده مش شامة ريحة البرفن إلي قالبة الدور دي.
زفرت بحنق وقالت:
-أنا إلي غلطانة أني طلعت معاكي أصلا يا شيخة أمشي خلينا نشوف نور ونمشي.
ساروا سوياً واتجهوا إلي غرفة الرعاية من الباب المخصص لدخول الأطباء وجدوا الغرفة فارغة إلا من ممرضة واحدة وصديقتهم والإثنين غافيتين علي المقاعد.
أتسعت عين صفا وهي تحرك رأسها بعد تصديق كيف لهم أن يغفوا في هذا المكان فواجبهم أن يظلوا مستيقظين جوار المريض.
اقترب منها مروة هامسة وقالت:
-دول مقتولين مش نايمين لو دكتوره عصام هو إلي دخل كان زمانهم مرفودين تعالي تعالي نصحيهم قبل ما حد يجي.
بالفعل قاموا بإيقاظهم تحدثت نور بوهن:
-أه يا دماغي اه هي الساعة كام ؟
زفرت صفا بحنق وأجابت:
-الساعة واحدة الضهر أزاي تناموا وسايبن المريض كده ؟
ردت نور باللامبالاة:
-الأجهزة هتصفر لو في حاجة أنا والبت الغلبانة دي من الساعة ١٢ بالليل وأحنا قاعدين هنا لغاية ما جسمنا خشب.
إبتسمت مروة ساخرة وعقبت:
-آول مرة أشوف دكتورة جراحة باردة زيك يا شيخة لا وكمان في رعاية مركزة.
حركت رأسها نافية وعقبت:
-مش حتة باردة يا مروة ولا حاجة أحنا كل يوم داخل وخارج علينا حالات حرجة وغير حرجة في منهم بيعيش ويبقي ليه عمر وفي منهم عمره لينتهي وبيموت فده عادي متعودين علي كده المهم بقي بما أنكم جيتوا أنا جعانة هنزل افطر وأشرب فنجان قهوة أفوق وأرجع تاني.
تحدثت الممرضة بلهفة:
-وانا يادكتور عايزة اخرج أمشي رجلي شوية وأكلم ولادي .
نظرت صفا ومروة إلي بعضهم وتسألت صفاء بعدم فهم:
-طيب وأحنا هنعمل أيه شوفي بديل ؟
زفرت نور بحنق وقالت:
-أنا إلي كنت مع الحالة في العمليات ودكتور عصام قالي أخليني جنبه بس تعبت وجعاني هنزل أنا ومس كوثر نفطر ونرجع ليكم.
تهربت مروة سريعاً و قالت:
-لأ لا أنا مش فاضية عندي كشوفات.
زفرت صفا بضيق منهم وهتفت بأمر:
-عشر دقايق وتكونوا قدامي سامعين لو الدكتور جه وملقكيش هنا مش هقدر اكدب عليه .
أومأت نور بإيجاب وقالت:
-متقلقيش مش هتأخر.
تسألت صفا بفضول:
-هو المريض حالته أيه ؟
أسترسلت نور بإيضاح:
-رضوض في جسمه ونزيف داخلي هو لحد الأن الوضع كويس طالما النزيف مرجعش لكن في مشكلة تانية دي إلي هتأثر في تجمع دموي علي العصب البصري أحنا منتظرين يفوق عشان نعرف أثر علي البصر ولا لأ.
تنهدت صفا بإشفاق وقالت:
-تمام أنزلوا متتأخروش عليا.
قبلتها نور من وجنتيها بحب وقالت:
-تسلمي يا قلبي.
غادر الثلاثة تاركين صفا بمفردها جلست علي المقعد تراقب الشاشة قليلاً وتتأمله ظلت كذلك بعض الوقت إلا نهضت من مكانها وغادرت الغرفة الزجاجية متجهة إلي المريض لا تعلم لما لكن كل ما تريده الأن أن تراه عن كثب اقتربت منه وتوقفت جواره تتأمله بشرة بيضاء شعر بني كثيف مستسرسل علي الوساده خلفيه حاجبين كثيفين مرسومين بدقة أنف حاد يدل علي شموخ صاحبه، مهلاً هذا الشاب هو الذي روادها بحملها اليوم ولكن لما هي بالتحديد من سينقذه من عتمته وأي عتمه هذه؟
تطلعت حولها حتي وجدت ضالتها مقعد قامت بجذبه وجلست جواره تتأمله بإشفاق كيف ستكون حالته عندما يفيق ويعلم ما أصابه إذا فقد بصره بالفعل فمن المؤكد لن يكون من السهل عليه .
لا تعلم ما دهاها لتقترب من أذنه تهمس برفق:
-هتخف وهتفتح وتشوف من تاني.
ابتعدت عنه وعلي وجهها ابتسامة عذبة لا تدري لما فعلت هذا لكن أرادت فعل هذا وبشدة هذا الرجل به شئ غريب جذاب لدرجة أنها لا تريد أن تنهض من جواره وتتركه تشعر أنه كالمغناطيس يجذبها إليه.
فاقت من شرودها علي صوت أنين خافت إنتبهت له سريعاً وجدته يحرك فمه بضعف ويتمتم بكلمات غير مفهومة إقتربت بأذنها منه كي تسمعه وجدته يهمس بإسم فريدة ارتسم علي وجهها الحزن لا تعلم سببه لكن كل ما تمنته في هذه اللحظة أن ينطق بإسمها هي.
عادت إلي المقعد مرة آخري ويدها مستقرة جواره علي الفراش وظلت تتأمله بشرود إلي أن شعرت بيده تتمسك بيدها بضعف إنتبهت سريعاً وجدته ييقبض علي كف يدها بضعف ومازال يهمس بإسم فريدة.
تطلعت له بدهشة إلي هذا الحد يحب تلك الفريدة حتي تكون آول أسما ينطقه بعد إفاقته حاولت سحب يدها منه لكنه تمسك بها بقوة.
مطت شفتيها بحيرة ماذا تفعلها وجودها هنا خطأ يجب أن تهاتف صديقاتها كي تعود لتخبر الطبيب بإفاقته، ألقت عليه نظرة أخيرة وسحبت يدها ونهضت كي تبتعد عنه وتهاتف صديقاتها لكن وجدت الباب يفتح والطبيب يدلف وخلفه مساعدته .
إبتلعت ريقها بتوجس وهي تسب صديقاتها في عقلها اقترب منها الطبيب وتسأل:
-دكتورة صفا أنتي بتعملي ايه هنا ؟
إبتلعت ريقها بتوجس وسرعان ما لاحت في عقلها فكرة فتحدثت بلهفة:
-كنت هنا مع نور والمريض بدأ يفوق وراحت تنادي حضرتك.
تجاهل باقي حديثها وإتجه إلي المريض وبدأ يتفحصه بالفعل تنهدت براحة ما أن وجدت صديقها والممرضة قد عادروا ركضت صوبهم سريعاً وأخبرتهم بما قالته إلي الطبيب.
بينما عند الطبيب يقف جواره ويحدثه بحذر:
-ياسين باشا حضرتك سامعني ؟
همهم ببحة رجولية خطفت أنفاسها وهي تستمع الي صوته بوضح:
-ضلمة.
تنهد الطبيب براحة وربت علي كتفه برفق وقال:
-أطمئن يا باشا أنت في المستشفى وده لازق علي عين حضرتك لما تفوق شوية هنشيله من علي عين حضرتك .
إقتربت صفا منهم كي تستمع بوضوح إلي الحديث الدائر إلا أن وقع حديثه كان كالصدمة بالنسبة لها.
تسأل بوهن وهو يجاهد في تحريك شفتيه من الجروح التي بها :
-فريدة فين ؟ هي كانت هنا جنبي أنا حاسس بيها.
إستدار الطبيب يتطلع لهم وتسأل:
-دكتورة صفا كان في حد هنا مع المريض ؟
عضت علي شفتيها بخجل وقالت:
-لأ يا دكتور.
أومأ بتفهم ظناً منه أنه يتوهم وتحدث برفق:
-أرتاح دلوقتي ولما تبقي كويس هدخلها تاني لحضرتك.
ألقي نظرة علي الأجهزة ومؤشراته الحيوية ودون بعض الكلمات في التقارير الخاصة به وبعدها تحرك متجها إلي الخارج وهو يشير لهم أن يتبعوه.
وقفوا عند الباب وتسأل بنبرة حادة:
-دكتورة صفا كانت بتعمل أيه هنا لوحدها ؟ أظن أن قولت ليكي يا دكتورة نور متتحركيش أنتي ولا الممرضة من هنا حصل ولا محصلش ؟
إبتلعت نور ريقها بتوجس وهتفت باعتذار:
-أسفة يا فندم مش هتتقرر تاني.
رمقها شذراً وصاح مستنكراً:
-عارفة ده مين ولا أهله مين غلطة زي دي لو لقدر الله حصل ليه حاجة كان كفيلة المستشفي دي تبقي في الأرض.
إستدار إلي صفا وتحدث معاتباً:
-كده بردوا ؟ يا صفا تكدبي عليا ؟
نظرت إلى الأرض بخجل وقالت:
-أسفة يا دكتور أنا عارفة أني غلط بس هما كانوا محتاجين يأكلوا حاجة ويرجعوا وأنا فضلت جنبه لغاية ما جمل.
ركز علي آخر جملة وتسأل:
-أنتِ إلي كنتي جنبه لما فاق ؟
أومأت بإيجاب وردت:
-أيوة يا دكتور.
حرك رأسه بإيجاب وعقب:
-كان فاكرك أنتي مراته .
شحب وجهها وغام الحزن علي عينيها وتسألت بحذر:
-هو متجوز ؟
ضيق عينيه متعجباً من تساؤلها:
-أيوة بتسألي ليه ؟
رفعت كتفيها للأعلي وتظاهرت بالامبالاة وعقبت:
-أصل في الناس الي قاعدة بره راجل وست كبار في السن هما الي منهارين عليه عشان كده إستغربت أنه متجوز.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-يا ستي أحنا مالنا أحنا يهمنا المريض وبس .
ألتفت إلي نور وتحدث متوعدا:
-حذاري إلي حصل ده يتكرر تاني يا دكتوره سامعة ؟
نظرت أرضاً وردت بإحراج:
-أسفة يا دكتور أوعدك مش هتكرر تاني.
أومأ بتفهم وتحرك إلي الخارج تنهد الباقية الصعداء غمغمت صفا بضيق:
-قلبي كان هيقف يا شيخة يلا سلام أشوف شغلي .
غادرت صفا هي الآخري بينما عادت نور والممرضة إلي أماكنهم لمراقبة الحالة عن كثب مرة آخري بعد إفاقته ورفع مؤشراته الحيوية .
❈-❈-❈
ألتف الجميع حول الطبيب الذي بادر هو بإعلامهم عن حالته لا تعلم لما آخذها الفضول أن تتوقف جوار الطبيب وتتأمل معالم وجوههم لفت نظرها شابة في عقدها الثالث لا تنكر أنها جميلة بالفعل ولكن في نفس الوقت أشمئزت مما ترتديه فهي غير محجبة وملابسها لا تستر شئ حمدت الله داخلها علي إرتداءها إلي الحجاب وستر جسدها كجوهرة مصانة من الأعين لمن سيفوز بها وليست سلعة رخيصة يتأمل بها الجميع.
هزت رأسها سريعاً تحاول نفض ما يدور داخل رأسها من أقاويل وظلت تتأملها أكثر لا يظهر عليها معالم الحزن أو الفرح حتي من حديث الطبيب بعكس الرجل والمرأة والفرح الذي غزا معالم وجهه من المؤكد أنهم والديه.
فاقت من شرودها علي صوت الطبيب جوارها انتبهت هلي الفور وردت بإحترام:
-أفندم يا دكتور ؟
إستدار لها الطبيب وأسترسل بإيضاح:
-مش أنتي كنت جوه جنب ياسين باشا لما فاق وأتكلم ؟
أومأت بإيجاب وعقبت:
-أيوة فاق وأتكلم .
إقتربت منها والدته علي ما يبدوا من حالتها وتسألت بلهفة:
-بجد يا بنتي يعني أبني كويس ؟
إبتسمت صفا بود وقالت:
-أيوة يا فندم كويس الحمد لله.
تنهدت سلوي براحة واستطردت بفضول:
-طيب هو أتكلم سأل عني محتاج حاجة ؟
نظرت بزاوية عينها إلي زوجته وقالت:
-كان بيسأل عن واحدة إسمها فريدة.
إمتعض وجه سلوي ونظرت إلي زوجة إبنها شذراً بينما الآخري ارتسمت علي وجهها ابتسامة نصر وهي تنظر إلي والدة زوجها بنظرة ذات معني.
تسألت فريدة بغرور:
-ينفع أدخل أشوفه يا دكتور ؟
إبتسم الطبيب بعملية وقال:
-لأ مينفعش يا مدام مش قبل بكره الصبح المريض لازم يرتاح بعد إذنكم.
غادر الطبيب ومن خلفه صفا…
رمقت غدير سلوي بتحدي وقالت:
-شوفتي بقي بنتي إلي عمالة تقولي هي السبب في إلي حصل لياسين أهو اول ما فاق نطق إسمها هي.
ابتسمت سلوي ساخرة وعقبت:
-يمكن يا قلب أمه لسه بيفتكر تفاصيل الخناقة مع الهانم بنتك.
صاح أحمد بنفاذ صبر:
-أظن كفاية أوي لغاية كده ميصحش أهم حاجة عندنا صحة ياسين والحمد لله خلاص أطمنا عليه.
أكد صفوت علي حديثه وقال:
-وده من رأي أنا كمان ياريت بلاش رغي وكلام فاضي ياسين بخير وده المهم عندنا.
تحدثت غدير بلهفة:
-طيب بما أننا أطمنا علي ياسين يبقي نروح نرتاح بقي .
إبتسمت سلوي بإستفزاز وقالت:
-أيوة مع السلامة.
زفر أحمد بضيق وتحدث معتذراً:
-سوري يا صفوت أنت شايف الوضع.
أومأ صفوت بتفهم وقال:
-مفيش داعي للأسف أنا مقدر الموقف إلي أحنا فيه هنستأذن أحنا وبإذن الله بكره الصبح نكون عندكم محتاج حاجه ؟
ربت أحمد علي كتفه بإمتنان وقال:
-شكرا يا صفوت شايلك لوقت عوزة.
غادر صفوت وزوجته وإبنته بينما نظر إلي زوجته بضيق وقال:
-إبنك لما يفوق ويعرف المعاملة إلي أنتي عملتيها دي هيزعل غير أنها متصحش.
تجاهلت حديثه وذهبت إلي المقعد تجلس عليه مرة آخري تحرك خلفها وتحدث بإستياء:
-مش بتردي ليه ؟ بكلم نفسي أنا ؟
تنهدت بضيق وقالت:
-أحمد أنا المهم عندي دلوقتي أبني يقوم بالسلامة ويخرج من هنا وبس غير كده مش عايزة أتكلم في حاجة .
زفر بنفاذ صبر وردد :
-طيب قومي أروحك ترتاحي ونرجع الصبح.
أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:
-نعم أروح أرتاح ؟ لا مش هتحرك من هنا من غير وأبني معايا ورجلي علي رجله عايز تروح انت روح.
تنهد بقلة حيلة ورفع يديه بإستسلام وقال:
-علي راحتك أنا كنت عايزك ترتاحي.
جلس جوراها بصمت تام بينما هي ظلت تدعي داخلها إلي ولدها أن يخرج من هنا سالماً ومعافى.
❈-❈-❈
بينما عند صفا بعد مرور ساعتين ذهبت للاطمئنان عليه وجدت نور و الممرضة غافين كالعادة ألقت نظرة متهكمة عليهم واتجهت بخطواتها لمن أسر قلبها وتحدثت معاتبة:
-يعني طلعت متجوز بس مصدومة في إختيارك واضح إنك بتحبها فعلاً لكن مع الأسف هي مش بتحبك ربنا يقومك بالسلامة.
ألقت نظرة سريعة عليه وغادرت قبل أن تستيقظ نور والممرضة.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية