-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 3 - اللأربعاء 16/10/2024

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث

تم النشر الأربعاء

16/10/2024



دائماً تقوم بنصح غيرك أن أمره هين وتحاول إقناعه بذلك.

             ولكن عندما تتبدل الأدوار وتكون أنت مكانه 

           تختلف الأوضاع ولا تتقبل النصيحة أنت الآخر

      فطالما أنت بعيد تكون رؤيتك مختلفة ولكن عندما

      تبقي في نفس الوضع يتغير حكمك ووجهتك للأمور

    فلا تحكم علي شخصاً أو تنصحه طالما أنت لست بمكانه 

                         ولا تدري بما يشعر به


عادت إلي مكان عملها من جديد وانهمكت في تأديته وتقضيته بين المرضي، تفاجأت بنور أمامها في منتصف اليوم نظرت ليها بحيرة وتسألت:


-نور بتعملي أيه هنا؟


جلست علي المقعد بملل وتدراكت قائلة:


-خلاص يا ستي يا كفارة دكتور عصام سمح ليا أني أمشي هروح محتاجة حاجة.


تسألت بحيرة:


-طيب مين هيفضل معاه؟


رمقتها متهكمة وقالت:


-وأنا مالي هو مفيش دكاترة غيري النبطشية بتاعتك خلصت هتروحي معايا ولا لأ ؟


ردت كاذبة:


-لأ لسه هخلص تقرير قدامي.


أومأت وهتفت بإستئذان:


-معاكي ربنا يا حبيبتي هروح أنا محتاجة حاجة.


هزت رأسها نافية وعقبت:


-لأ يا قلبي تسلمي.


غادرت نور بينما ظلت صفا جالسة بعض الوقت تقوم بمراجعة بعض الأوراق أمامها.


❈-❈-❈


بعد أن انتهت ورديتها صعدت إلى غرفة الرعاية ودلفت من الباب الخاص بالأطباء دون انتباه والديه وجدته غافياً جلست على المقعد المجاور له بعد أن اطمأنت لعدم وجود ممرضة بسبب تغير الشفتات ظلت تتأمله بحب وإعجاب:


-آول مرة أشوف شخص جذاب أوى زيك نفسى أشيل الشاشة إلى على عينك دى وأشوف وشك كامل  أوى.


نهضت بحذر ووقفت جوره ومدت يدها كى ترفع الغطاء عن وجهه ولكن ما أن مدت يدها لرفع الغطاء ولامست يدها صفحة وجهه حتى شعرت أن يدها مكبلة.


شهقت بصدمة بينما الآخر يتحدث بنوم:


-فريدة أنا بحبك أوى يا فيرى.


شعرت بخنجر يخترق جدران قلبها جذبت يدها بقوة وفرت سريعاً هاربة وهى تحاول منع عباراتها من الهبوط.


❈-❈-❈


مساء تجلس مع والدتها تقلب في طعامها بشرود تام انتبهت لها والدتها وطالعتها بحيرة وتسألت:


-مالك يا صفا مش بتاكلي ليه ؟


وضعت المعلقة من يدها وتحدثت مبتسمة:


-شبعت يا ماما الحمد لله.


بدلت والدتها نظرها بينا وبين طبقها الذي لم تمسسه من الأساس وتسألت بقلق:


-شبعتي ؟ طبق زي ما هو يا بنتي أنتي إيدك ما أتمدتش في أصلاً غير مش بتفطري ولا بتأكلي مش شايفة وشك خاسس أزاي ؟


إبتسمت بدعابة وقالت :


-أيه بس يا ست الكل ده كله أنا بخير أهو الحمد لله كل الحكاية أني مش جعانة بس أنتِ عارفة لما بجوع ونفسي تتفتح وبأكل عادي.


ضيقت والدتها عيناها بحيرة واسترسلت بإبانة:


-في حاجة حصلت في المستشفى ؟


حركت رأسها نافية ورددت بإرتباك:


-لأ مفيش حاجة حصلت هيحصل أيه يعني يا ماما ؟


مطت الآخري شفتيها بحيرة وقالت:


-مش عارفة بس حالك غير الحال إلي يشوفك وأنتي خارجة الصبح ميشوفكيش وأنتي راجعة الصراحة .


نهضت من مقعدها واتجهت إلي والدتها مازحة وقالت:


-ما هو دخول الحمام مش زي خروجه يا حبيبتي.


وضعت قبلة حانية علي وجنتيها وتحدثت بحب:


-تصبحي علي خير يا ست الكل.


تنهدت بقلة حيلة وردت:


-وأنتي من أهل الخير يا حبيبتي .


تمددت علي الفراش ولكن أي نوم سيأتيه فلا ينام سوي خال البال لكن الأن عقلها وبالها مشغول تود أن تذهب لتطمئن علي حالته.


أغمضت عيناها بوهن تحاول أن تغفي وتخرجه من رأسه يكفي الذنب الذي إقترفته اليوم عندما تركته يمسك يدها هو لم يكن واعيا لكنها كانت بوعيها إستغفرت ربها بداخلها أن يغفر لها ذنبها عليه أن تتوقف بالتفكير به فهو متزوج ولديه عائلة ليتها لم تستمع إلي مروة وتصعد برفقتها ما كانت رأته وما كان حالها هكذا الأن.


ظلت تؤنب نفسها بعض الوقت إلي أن أستسلم جسدها إلي سلطان النوم وسقطت في ثبات عميق.


❈-❈-❈


أشرقت شمس الصباح معلنة عن بداية يوم جديد وحياة جديده قد تكون سعيدة علي البعض وقد تكون مؤلمة علي البعض الآخر.


وصلت فريدة وعائلتها وألقوا التحية علي أحمد الذي رحب بهم بشدة بينما تجاهلت سلوي تحيتهم أو التحدث معهم من الأساس وجلسوا جميعاً في إنتظار خروج الطبيب كي يطمأنهم علي حالة ياسين ويدلفون الغرفة كي يطمأنوا عليه.


مر الوقت بتوتر شديد إلي أن قطع الجو المشحون صراخ قوي يأتي من غرفة الرعاية الصحية هوي قلب سلوي بين قدميها بعد تبينها هوية الصوت والذي لم يكن سوي صوت ولدها الحبيب….


قبل ذلك بوقت دلف الطبيب إلي ياسين وإقترب منه وكان مستيقظ وفائق بالفعل.


تحدث بضعف:


-شيل إلي علي عيني ده مش شايف حاجة.


نظر الطبيب إلي الطبيب المجاور له بقلق وأجاب:


-حاضر هنشيلها بس لما نطمئن عليك الآول.


زفر الآخر بنفاذ صبر وقال:


-شيلها دلوقتي مراتي فين وأبويا وأمي ؟


تنهد بقلة حيلة وقال:


-موجودين بره أطمئن .


أشار بيده علي وجهه بنفاذ صبر وقال:


-إلي علي عيني ده يتشال وفورا.


نظر الطيبين إلي بعض وتحدث الطبيب الآخر بهدوء:


-تمام يا ياسين باشا.


إقترب منه ساعده علي الإعتدال بحذر شديد ووضع الوسادة خلف ظهره  وإتجه إلي عقدة الشاش وبدأ في فكه بحذر شديد وهو يدعوا أن يكون علي خير ما يرام، إنتهي من فك الشاش وتراجع إلي الخلف في إنتظار معرفة النتيجة.


بدأ في فتح عينيه بضعف ولكن أغلقها وفتحها عدة مرات ومعالم التعجب ظهرة علي محاياه مما جعله بتسأل بحيرة:


-الدنيا ضلمة كده ليه ؟ أنتوا طافين النور ولا ايه ؟


تطلع الطبيبن إلي بعضهم بأسف فقد حدث ما كانوا يخشون من أن يحدث.


عندما لم يأتيه رد صاح بهم بعصبية شديدة:


-أيه أتخرستوا ليه ؟ فين النور ؟


تنهد إحداهم بقلة حيلة وإستطرد قائلاً:


-النور مش مطفي النور شغال فعلاً.


قطب جبينه وبدأ يحرك راسه يمين ويسار ويغلق عينه عدة مرات دون فائدة فنهرهم بغيظ:


-فين النور ده أنا مش شايف حاجة ليه ؟ 


صمت قليلاً وأسترسل بإستبانة:


-لو فيه نور وأنا مش شايف قصد حضرتك أني أتعميت يا دكتور ؟


تنهد الطبيب بأسف وقال:


-مع الأسف في تجمع دموي ضاغط علي المركز البصر بس….


لم يدعه يكمل جملته وصاح بإنهيار وهو يحاول أن ينهض من علي الفراش بعصبية شديدة.


بينما في الخارج ما أن إستمعت إلي صوت فلذة كبدها لم تستطيع قدمها أن تظل ثابتة في مكانها بل ركضت سريعاً إلي غرفة الرعاية ضاربة كل شئ بعرض الحائط وتحرك زوجها والجميع خلفها .


❈-❈-❈


وجدوا الطبيبين يكبلوا ذراعيه يحاولوا تهدئته بينما الممرضة تغرس إبرة في يده وفور أن انتهت ألتفت لهم تخرج خارج الغرفة لكن رفضت سلوي الخروج وظلت واقفة وهي تنظر إلي ولدها وهي تشعر بنصل حاد إخترق قلبها وهي تري ولدها يتعذب هكذا أمام عينها .


هدأ وإستكان أخيراً فأبتعد عنه الأطباء وأشاروا إلي الجميع بالخروج لم يظل سوي الممرضة التي تمكث جواره .


يقف الجميع في الخارج في حالة من الترقب في إنتظار معرفة سبب الحالة التي كان بها ياسين منذ قليلاً.


تطلع لهم الطبيب وتحدث بروية:


-أنا عارف طبعاً أنكم قلقانين علي ياسين باشا هو كنا شكين في حاجة يوم الحادث ومع الأسف أتأكدنا منها النهاردة.


تسألت سلوي بترقب ولهفة قلب أم والدمع يسيل من وجنتيها:


-أبني ماله يا دكتور هو كويس صح ؟


تطلع لها الطبيب بإشفاق وأسترسل بإيضاح:


-مع الأسف بسبب الحادث في تجمع دموي أرتكز علي مركز الإبصار وضغط عليه ومع الأسف سبب عمي.


صمت مطبق سيطر علي الجميع لم يجرأ أحد عن النطق والتساؤل الصدمة كانت كبيرة عليهم.


آول من تجاوز صدمته أحمد الذي رطب شفتيه بلسانه وتسأل:


-يعني أيه يا دكتور عصام ؟ أبني بقي أعمي ؟ كفيف ؟


رمقه الطبيب بأسف وتهرب بنظراته من النظر في عينه وتحدث بأسف:


-أيوة يا باشا محبتش أبلغ حضرتك وقتها غير لما نتأكد و…


قطع حديثهم سقوط سلوي مغشياً عليها هرع زوجها لها وحملها سريعاً وعاونه الأطباء وإتجه بها إلي أحد الغرف بينما ظل ثلاثي الشر واقفين كما هم.


حركت رأسها عدة مرات تحاول أن تنفض ما يجول بخاطرها دون فائدة ظنت أنها تتوهم من المؤكد تتوهم هل أصاب ياسين بالعمي بالفعل هل زوجها أصبح كفيف بين ليلة وضحاها ؟ كيف ستحيا معه ؟ ماذا ستقول لأصدقائها أن زوجها أصبح كفيف ؟ 


ألتفت إلي والديها وحدقت بهم لثوان قبل أن تتحدث بتصميم:


-أنا عايزة أطلق.


عبست ملامح والديها وجاهد والدها أن يتحدث بغيظ:


-نعم بزمتك عايزة تطلقي دلوقتي وهنا في المستشفى ؟ 


تدخلت والدتها في الحوار وهتفت بإصرار:


-أيوة بنتك عندها حق تطلق بقي جوز بنتي يبقي أعمي أنت عايزني أتفضح وسط أصحابي ؟


رمقهم شذرا وتسأل:


-يا سلام علي أساس أن لو حصلي حاجة هتطلبي الطلاق زي بنتك ؟


تحاشت النظر له وألتفت بجسدها إلي الجهة الآخري تطلع إلي إبنته وتحدث بحزم:


-أحنا هنسأل الدكتور إلي متابع الحالة ونشوف حالة جوزك في أمل يخف يبقي خلاص فترة وتعدي وتسافري معاه أي بلد ولما يخف من تاني ترجعوا أما بقي لو مفيش أمل يبقي طلاق زي ما أنتي عايزة بس ده أكيد مش و هو هنا في المستشفى أنتوا شايفين الوضع عامل أزاي رغم أني رافض المفروض تفضلي جنب جوزك في محنته بس عارفك أنتِ وأمك.


عبثت ملامح زوجته وغمغمت بضيق:


-طيب أحنا هنفضل هنا كتير ؟


❈-❈-❈


رمقها زوجها بنفاذ صبر وتسأل:


-أكيد لما نطمئن علي الست إلي أغمي عليها دي يا غدير.


تمتمت بصوت غير مسموع:


-مش كانت هي إلي بداله كنا أرتحنا منها.


تحركت إلي إحدي المقاعد وجلست واضعة ساق فوق ساق وتحركت إبنتها خلفها وجلست جوارها بعبية شديدة.


بينما ظل هو واقفاً كما هو يفكر في كيفية طلب طلاق إبنته فهو ليس بالهين وهو علي يقين أن هذا سيؤثر علي عمله برفقة أحمد لا محالة.


منذ وصولها إلي المشفي في الصباح وهي تململ في جلستها وعملها ترغب في أن تعلم حالته حاولت منع نفسه لكن لم تستطيع فقلبها هو المحرك الأن وليس العقل ويا أسفاه إذا قاد الحب الشخص غاب العقل وأنزوي جانباً.


تحركت إلي الأعلي ووصلت إلي الطابق المنشود وجدت الطبيب يقف برقة عائلته قررت أن تقف تسترق السمع كي اطمئن علي حالته وليتها لم تفعلها سقطت الدموع من عيناها بعد أن علمت أنه أصبر ضرير بالفعل كادت أن تذهب وهي تجر أذيال الخيبة لكن تفاجات بما حدث لوالدته .


مسحت دموعها سريعاً تريد أن تذهب إلي غرفتها تطمئن عليها لكن دموعها الغبية سوف تفضح أمرها لا محالة بدأت تتنفس ببطئ كي تسترد أنفاسها قليلاً لكن ما ألتقطه أذنها من حديث زوجها وعائلته جعلها تشمئز منهم ومن حقارتهم هل هم بشرا مثلنا ؟ أم أناس تجردت منهم الإنسانية بدلاً أن تكون الأن جوار زوجها تهون عليه وتسانده في محنته تفكر في كيفية الفرار منه .


فاقت من شرودها علي صوت الطبيب الذي يقف أمامها ينظر لها بحيرة من تواجدها هنا.


عضت علي شفتيها بخجل وهتفت بتهرب:


-صباح الخير يا دكتور أنا كنت جاية أشوف نور.


رد الطبيب بإختصار:


-طيب كويس إنك جيتي كنت هبعت ليكي.


تطلعت له بحيرة وتسألت:


-خير يا دكتور ؟


ما أن فتح فمه حتي يتحدث إقترب منه صفوت وتحدث بتعالي:


-محتاج أتكلم معاك شوية يا دكتور.


التفت له بإنتباه وتحدث بإحترام:


-أفندم ؟


رمق صفا بنبرة ذات معني وتحدث:


-كنت محتاج أتكلم معاك بخصوص حالة ياسين فبعد إذن الأنسة تسيبنا لوحدنا .


أماء بتفهم والتف إلي صفا وتحدث بأمر:


-دكتورة صفا روحي لدكتور ناجي غرفة ٤١٠ .


تطلعت إلي الرجل شذرا وردت علي رئيسها بإحترام:


-أوامر حضرتك يا دكتور.


غادرت صفا وتحدث صفوت بإستفسار:


-في امل أن ياسين يخف يا دكتور؟ أتمني تكون صريح معايا.


نظر له الطبيب بإستياء وتسأل:


-مش فاهم السؤال علي حسب حضرتك عايزة تعرف ايه من الإجابة هيتوقف عليها إجابتي عشان أكون صريح معاك.


" هيتوقف عليه بنتي هتكلم معاه ولا هتطلق "


جملة نطقها صفوت ببساطة.


رمقه الطبيب بإحتقار وقال:


-مممم طيب عشان أكون صريح مع حضرتك وارد جدا العملية تتعمل ويخف ويرجع طبيعي وجايز بردوا العملية تفشل وميبقاش فيه أمل أن يشوف تاني يعني لو زي ما حضرتك بتقول حياة بنت حضرتك متوقفة معاه علي ده فخليها تحط قدامها الإعتبارين دول بعد إذن حضرتك.


ألقي الطبيب ما في جعبته وغادر تاركاً إياه ليفكر في الصواب الذي يجب عليهم فعله.


❈-❈-❈


تمدد علي الفراش لا حول لها ولا قوة وزوجها يقف جوارها لا يدري ما يفعل ولده وما أصابه فقد إنتكسر ظهره الأن وزوجته التي لم تتحمل الصدمة ولم تسانده.


-يعني المدام عندها صدمة عصبية صح كده ؟


سؤال ألقته صفا وهي تتطلع إلى جسد سلوي المزجي فوق الفراش بإشفاق علي حالتها.


رد الطبيب بعملية:


-أيوة يا دكتورة عايزك تتابعي حالتها وتخليكي جنبها .


أومأت بإحترام وردت:


-تمام يا دكتور.


ألتف إلي زوجها وتحدث بإحترام:


-حضرتك محتاج أستفسار ؟


آخذ نفذ عميق وتحدث بنبرة حادة:


-أبني يا دكتور أبني هيشوف تاني صح يا دكتور ؟


ملئ الطبيب رئتيه بالهواء وتحدث بعملية:


-بص يا أحمد باشا فيه أمل طبعاً أن ياسين باشا يعمل العملية ويخف بس لازم جراح شاطر إلي يعملها لأن أيه غلط في العملية لا قدر الله هتوصلنا أنه يفقد البصر نهائياً.


سارع بالقول وعيناه تقطر أملا:


-أنا مستعد أسفره بره مصر وفورا كمان أهم حاجة أبني يرجع يشوف تاني.


إبتسم الطبيب وعقب:


-بإذن الله بس ده طبعاً مش دلوقتي حاليا مع حالته الصحية والنفسية أنصح حضرتك بلاش عمليات في الوقت ده.


انتفخت أوداجه بضيق وتسأل:


-المفروض يعملها أمتي؟ أبني مش هيستحمل وضعه وهو كده ده أبني وانا عارفه كده حالته النفسية هتسوء أكتر مش العكس .


أسترسل الطبيب بإيضاح:


-فاهم حضرتك كويس يا باشا بس أنا بقول الأصلح ليه علي العموم أحنا هنتواصل مع مستشفى بره وهكون مع حضرتك علي تواصل.


تنهد براحة وتحدث بأمل:


-بإذن الله يا دكتور.


أماء الطبيب بعملية وألتف إلي صفا وتحدث بأمر:


-دكتورة صفا خليكي هنا مع المدام وأي حاجة تحصل اتصلي بيا.


-حاضر.


إجابة مختصرة تحدثت بها قبل أن تقرب المقعد وتجلس جوار السيدة بإشفاق.


ولكن عقلها مع معذب قلبها سمعت كثيراً عن الحب من النظرة الآولى ولكن ما لم يكن فى الحسبان من الأساس أن تقع فى حب رجلاً متزوج أغمضت عيناها وظلت تنطق إسمه بتلذذ:


-ياسين ياسين يعنى مش بس حلو وجذاب لا إسمك كمان حكاية يا سى سينو ظهرت كده من غير استئذان وخطفت قلبي أه منك يعني يوم ما أحب حد بجد ويخطف قلبي يبقي راجل متجوز وبيحب مراته كمان الحمد لله ربنا يقومه ليها بالسلامة ويعوضني خير.


غادر الطبيب ومن خلفه أحمد لكي يطمئن علي ولده فلذة كبده وعقله لازال لا يستوعب الصدمة حتي الأن نجله الوحيدخقد اصابه العمي، والأدهي أنه قد يمضي بقية عمره كفيف، فبدلاً من أن يكون عون ولده عون له سيظل هو السند له، عجبً لهذه الدنيا وغدرها، الذي لو علمه الناس ما أحبوها وما تمنوا العيش فيها.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة