-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 4 - 2 - اللأربعاء 16/10/2024

 

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع

2

تم النشر الأربعاء

16/10/2024



قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-أنا مش معترضة ولا حاجة بس قلبي وجعني علي ابني وبعدين خير أزاي بس يا بنتي وبعدين حتي لو خير فعلاً زي ما بتقولي ؟ وأيه الخير أن أبني ما يشوفش ؟ 


إبتسمت الآخري بثقة وردت بإبانة:

-يمكن ربنا أراد ينور بصيرته في حاجة تانية وبعدين هيفرق معاكي هو كفيف أو لأ ؟ ده هيقلل منه في نظرك أو هينقص من حبك ليه في قلبك بردوا لأ طبعاً يبقي المهم عندنا أنك تتقبلي وضعه ده لان من تقبلكم أنتم لوضعه هو يهتقبل وضعه ويرضي به كمان.


تنهدت سلوي براحة وهي تطالعها بحب:

-كلامك حلو أوي يا بنتي ومريح أنتي دكتورة ايه ؟


ضحكت صفا بخفة وعقبت:

-مش مهم تعرفي خلينا كده حبايب أحسن تخافي مني وتطرديني.


قهقت سلوي بصوت مرتفع وقالت:

-مش قادرة أنتي مشكلة بجد بس أنتي دكتورة أيه ؟


ابتسمت صفاء وأجابت بهدوء:

-مخ وأعصاب وأمراض نفسية وعصبية .


اومأت سلوي بتفهم وتسألت بفضول:

-أنتي عندك كام سنة؟


أجابت ببساطة:

ـ٢٨سنة.


ردت سلوي مازحة:

-بسم الله ما شاء الله رغم إنك صغيرة واضح إنك شاطرة فعلاً في مجالك مع أنه صعب.


حركت رأسها نافية واسترسلت بإيضاح:

-مين قال أنه صعب؟ في مجال الطب عموماً كل المجالات صعبة جدا بس الدكتور الشاطر هو الي يقدر يثبت نفسه في المكان الي هو فيه .


تنهدت سلوي براحة واستطردت:

-مش بقولك شاطرة في مجالك وتقدري تريحي إلي قدامك.


حاولت أن تنهض وهي تنظر إلي صفا وتتحدث بآلم:

-عايزة أشوفه يا بنتي الله يبارك ليكي .


ساعدتها أن تنهض ومساندتها إلي الخارج وهي تقول:

-ماشي هتشوفيه وتتكلمي معاه كمان لو صاحي لكن عياط وزعل لأ لأ لأ إبنك كويس وزي الفل كمان.

❈-❈-❈

خرج من الكافتيريا حاملاً قهوته بيده واليد الآخر منشغلا في هاتفه لم ينتبه إلي الجسد الأنوثي الذي يركض من خلفه كي تصعد سريعاً إلي عملها.


إصطدمت بظهره مما جعل قهوته تنكب أرضاً وهاتفه يسقط هو الآخر كل هذا في لمح البصر أتسعت عيناه بصدمة والتفت خلفه كاد أن يعنف من فعل هذا لكن ما أن رأي هذه البلهاء التي تمسك العصير بيد وتتناول سندوتش بنهم في يدها الآخري جعله يتصنم مكانه.


حاولت هي التحدث لكن توقف الطعام في فمها وبدأت تسعل بقوة أتسعت عين الآخر وهو يصيح:

-أبلعي يا غبية هتموتي وتجبيلي مصيبة.


لم تتحسن والابلة أنها وسط سعالها أخذت قطمة آخري من السندوتش أسفل ناظريها.


هز رأسه بيأس واقترب منها وكور قبضته وبدأ يضرب علي ظهرها بقوة عدة مرات حتي توقفت عن السعال وبلعت ما في جوفها.


تنهد براحة والتف لها وتسأل:

-أنتِ كويسة ؟


آخذت قضمة آخري وردت وفمها ممتلئ بالطعام مما جعله يشمئز:

-بخير شكراً لحضرتك وأسفة علي إلي حصل بس بجد أنا مستعجلة أنا مزوغة من العناية المركزة ولو الدكتور مر وملقاش حد هيعلقني.


رفع حاجبه بعدم فهم وتسأل:

-أنتي مريضة ؟


رمقته شذرا وتسألت:

-لو مريضة هكون جاية الكافتيريا افطر وأطلع تاني أقعد تحت جهاز الأكسجين ؟


طريقتها وهي تمضغ الطعام وحديثها الساخر جعله ينفجر ضاحكاً وهو يتسأل:

-لأ لا سوري في دي عندك حق يبقي أكيد ممرضة.


زفرت بحنق وأشارت إلي نفسها بفخر وقالت:

-ممرضة لا طبعاً أنا دكتورة .


أتسعت عيناه بصدمة وأشار إليها بعدم إستيعاب:

-أنتي دكتورة ؟ متأكدة من المعلومة دي ؟ ويتعالجي ناس فعلاً ؟


ردت بفخر واعتزاز:

-أنا جراحة.


ضرب علي قلبه بطريقة مسرحية:

-يا مصيبتي أنتي جراحة يا خوفي تكوني بتسرقي الكبد بتاعي المرضي وتأكليها في السندوتش ده ؟


تطلعت له بحيرة وهي تبدل نظرها بيه وبين الطعام الذي بين يديها وتلتهم منها :

-ما شاء الله عليك عرفت منين ؟


جحظت عيناه بصدمة وتسأل:

-نعم أنتي بتعملي كده فعلاً ؟ بتسرقي كبد المرضي ؟ وبدل ما تبعيها تأكليها ؟


حركت رأسها ببلاهة وردت:

-تصدق فكرة هههههههههههه حتي الكبدة غالية اليومين دول  بس أنا بأكل كبدة فعلاً .


رمقها شذرا وإتجه إلي هاتفه الواقع أرضاً وآخذه وغادر قبل أن يفتك بهذه المجنونة الأن ولن يستطيع أحد منعه من المؤكد أنها ليست طبيبه بالفعل هي مريضة هربت للتو من قسم الأمراض العقلية .


بينما ظلت هي واقفة تلتهم طعامها بحيرة وتتسأل:

-الله هو ماله الراجل الغريب ده.


رفعت كتفيها بالامبالاة وعقبت:

-وأنا مالي أكيد مجنون اكمل أكلي أنا .


بدأت تتناول طعامها بنعم وسرعان ما تذكرت المريض الذي من المفترض أن تكون جواره الأن اتسعت عيناها وركضت سريعاً متجهه إلي عملها قبل أن يمر احد ويكتشف غيابها وجدت المصعد معلق آخذت الدرج أسرع لها بدلاً من أن تنتظرهبوط المصعد.

❈-❈-❈

نهض من المقعد فور أن وقعت عيناه علي زوجته وهي تخرج من الغرفة مستندة علي ذراع هذه الطبيبة إقترب منها سريعاً يتفحصها بقلق وهو يساندها ويضع يده علي خصرها ويضمها إلي أحضانه برفق.


شعرت صفا بالإحراج فأبتعدت عنها وتركتها له التف لها وتسأل بقلق:

-أيه إلي قومها من السرير هي مش لسه تعبانة ؟


حركت رأسها نافية ورددت بإصرار:

-لأ مدام سلوي زي الفل أطمئن هي هتروح تشوف استاذ ياسين وتقعد جنبه.


أومأ بتفهم وتحرك بها متجهين الي ياسين لكن توقفت فجأة وهي تنظر حولها بحيرة وتتسأل:

-فريدة وأهلها فين ؟


إمتعض وجهه وتحدث بإقتضاب:

-مشيوا خلاص.


تنهدت براحة وعقبت:

-أحسن.


مدت يدها إلي صفا وهتفت برجاء:

-تعالي معايا يا بنتي خليكي جنبي.


كأن صفا كانت تنتظر تلك الدعوة كي تبقي برفقتها وتدخل تطمأن علي من أسر قلبها من رويته مرة واحدة ، اقتربت منها وسندتها من الجهة الآخري.


فتح باب المصعد وخرج منه أمير والذي ما أن رأي خالته حتي ركض إليها يضمها بلهفة وشوق:

-خالتو أنتي بخير يا حبيبتي.


ضمته بقوة كأنها تشعر أن من بين أحضانها هو ولدها الحبيب:

-بخير يا حبيبي رجعت أمتي ؟


تنهد بأسي وقال:

-من ساعة بس والله آول ما وصل ليا الخبر حجزت آول طيارة ونزلت مصر طميني يا خالتوا ياسين كويس ؟


تنهدت بأسى:

-أدعيله يا أبنى ربنا يطمنا عليه.


تطلع لهم بترقب وتسأل:

-بإذن الله يا خالتو ياسين قوى وهيعدى منها على خير داخلين جوه لياسين ؟


أومأ أحمد بإيجاب:

-أيوة يا أبني.


أوقفهم أمير برجاء:

-طيب خالتو مش محتاج أقولك تهدي شوية أنا عارف أن حالة ياسين صعبة بس مع حالتك دي الوضع هيبقي أصعب فعلاً.

صمت قليلاً وأكمل بحذر:

-الصراحة بقي مش عايز حضرتك تقولي حاجة عن فريدة.

امتعض وجهها بغيظ وصاحت:

-يا دي فريدة حاضر يا أمير مش هقول حاجة عن فريدة بس هي فين البرنسيسة أصلاً مش كفاية هي إلي سبب في إلي حصله لو مكنتش نكدت عليه مكنش خرج زعلان ولا عمل حادثة من الأساس.

تدخلت صفا في الحوار بإيجاز:

-أسفة لتدخلي في الحوار يا مدام بس ده قدر ونصيب بيها من غيرها هيحصل ده مجرد سبب مش أكتر المهم دلوقتي عندنا حالته النفسية لأن ده عامل قوي عشان يتحسن.

زفرت بضيق وعقبت بتبرير:

-والله يا بنتي ما هنطق بس بجد قرفت منها ومش هسامحها علي إلي عملته في أبني هي والحربية أمها.


تحركوا سويا متجيهن إلي غرفة الرعاية ولكن ما أن دلوفوا ووجد أمير هذه المختلة تقف جوار صديقه وما زالت تلتهم طعامها .


ابتعد عن خالته سريعاً وركض تجاهها وهو يمسكها من عنقها ويصيح فيها:

-بتعملي أيه هنا يا مجنونه أنتي ؟ سرقتي كبده وبتأكليه يا أكلة لحوم البشر أنا هوديكي في ستين داهية يا ناس هاتوا البوليس بسرعة ودكتور الطب الشرعي يحلل كبد إبن خالتي من أمعائها..


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة