رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 10 - 2 - الخميس 24/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل العاشر
2
تم النشر الخميس
24/10/2024
ردت بهدوء:
-هنتجوز قبل ما تعمل العملية سواء فتحت أو فضلت زي ما أنت مش فارق معايا غير أكون جنبك وبس .
ظن أن يتوهم أو ما يستمع له غير حقيقي فسألها بحذر شديد:
-أنتي بتقولي ايه ؟
ابتسمت بهدوء وقالت:
-بقول موافقة أتجوزك قبل ما تعمل العملية أصلا أنا حبيتك كده وراضية بيك كده.
يا الله كما كان حديثها كالبلسم علي قلبه جعله يشعر برجولته ويزهو بنفسه لكن تغاضي عن ذلك سريعاً وتحدث محذراً:
-يعني لو مرجعتش أشوف مش هتطلبي الطلاق ؟
هزت رأسها نافية وعقبت:
-عمري ما هطلبه يا ياسين.
أتسعت عينيه مردداً إسمه:
-ياسين ؟ آول مرة تنطقي أسمي يا صفا أتمنيت أسمعه منك الفترة إلي فاتت .
عضت علي شفتيها بخجل وهتفت:
-كل حاجة بوقتها.
شعرت سلوي بالحرج وأنا لا داعي لوجودها نهضت مستئذنة وهي تضم ولدها بحب:
-مبروك يا حبيبي ألف مبروك ربنا يجعلها جوازة الضهر.
ابتسم بحب وقال:
-الله يبارك فيكي يا حبيبتي بلغي بابا عشان هنروح تخطب صفا بكره.
ابتعدت والدته وهي تبلع ريقها بتوجس فهي علي يقين أن والده لن يصمت ويدع الأمر يمر مرور الكرام من المؤكد.
اتجهت إلى صفا وضمتها بحب:
-مبروك يا حبيبتي.
ردت صفا بخجل:
-الله يبارك في حضرتك.
غادرت سلوي وتركتهم بمفردهم ابتسم بفرح وقال:
-أحكيلي عنك بقي يا صفا أنتي ليكي أخوات والدك والدتك شغالين أيه حياتك أيه ويا تري أنا أول واحد فيها ولا لا ؟
جلست علي المقعد وتحدثت بهدوء:
-أنا مليش أخوات يا سيدي وحيدة زيك بالظبط والدي كان محاسب بس اتوفي وأنا عندي سنتين مليش غير ماما وبس كانت شغالة ممرضة ورفضت تتجوز وتجيب ليا زوج اب بس يا سيدي.
أشفق عليها وتسأل:
-ما ردتيش علي سؤالي ؟ أنا آول واحد في حياتك ولا فيه غيري ؟
ابتسمت بخجل وهتفت:
-أنت آول حب في حياتي يا ياسين آول راجل أفتح ليه قلبي أتمني تكون أدها ومتكسرش قلبي يوم من الأيام.
تحدث بثقة:
-أوعدك إنك هتكوني أسعد واحدة في الدنيا يا صفا قلبي.
عجبها اللقب وتسألت:
-صفا قلبك ؟ أنت بتحبني بجد ؟
صمتت قليلاً وتسألت:
-طيب مدام فريدة ؟
إمتعض وجهه عند ذكر إسم زوجته السابقة فتحدث بإختصار:
-فريدة صفحة من حياتي وأتقفلت أتمني إنك تنسيها وتقفلي صفحتها أنتي كمان أظن لو كنت بحبها من الأساس مكنتش هحبك يا صفا ؟ القلب مش بيدق غير مرة واحدة وبس .
❈-❈-❈
انتفض من مكانه وهو يستمع إلي ما تقوله زوجته ظل ينظر لها كثيرا إلي أن صاح بجنون:
-نعم نعم إبنك أتجنن عايز يتجوز حتة ممرضة ؟
تنهدت بضيق وقالت:
-آولا هي مش ممرضة وأنا وأنت عارفين ده كويس وبعدين مالها ؟ بنت زي القمر أدب وأخلاق ؟
إبتسم ساخراً وعقب:
-وفين الحاسب والنسب أنتي ناسية إبنك كان متجوز مين ؟ عايزاه يتجوز دي بعدها دي تبقي فضيحة.
رمقته بإستياء وقالت:
-والله وهي فين مراته دي ؟ أطلقت وسابته في حالته دي ؟ صفا إلي مش عجباك موافقة تتجوز ابنك قبل العملية مش فارق معاها يشوف أو لأ .
إبتسم ساخراً وعقب:
-عشان فلوسه.
زفرت بحنق وقالت:
-فلوسه البنت كوباية الميا مش بتشربها هنا العربية بترقص توصلها عينها مليانة وبتحب إبنك بجد.
إبتلعت غصة مريرة بحلقها وأسترسلت بآلم:
-أنت عارف أن ممكن ياسين ميشوفش تاني خالص لو العملية فشلت وهيفضل طول عمره عاجز بعد ما أنا وأنت هنموت هنسيبه لوحده في الدنيا ؟ من غير زوجه ولا طفل ؟ صفا مناسبة صدقني.
لمعت في ذهنه خطة ماكرة فحديثها صحيح حسنا سيوافق علي الزيجة:
-موافق بس علي شرط هقوله ليهم ووافقوا كان بها موفقوش يبقي فركش.
❈-❈-❈
في شقة والدة صفا يجلس أحمد علي أحد المقاعد يتطلع حوله إلي الشقة بإحتقار بينما زوجته تجلس جواره ترمقه بضيق التفت إلي والدة صفا وتحدثت بلطف:
-أيه رايك يا حجة مسمعناش رأيك ؟
تطلعت إلي ياسين بحنان وهي علي يقين أن إبنتها تعشقه حد النخاع بالفعل وهذا ما صارحتها به لكن ما يقلقها هو نظرات والده أخذت نفس عميق وقالت:
-علي خيرة الله .
ابتسم ياسين بفرحة وقال:
-نقرأ الفاتحة وكتب الكتاب آخر الأسبوع.
تحدث أحمد بحزم:
-هنقرا طبعاً يا حبيبي بس هيبقي كتب كتاب بس يقتصر علينا أحنا.
انتبه الجميع له وتسألت والدة صفا بحيرة:
-ليه يا باشا مش فاهمة ؟ أنا وافقت علي السرعة دي عشان صفا عايزة تبقي جنب جوزها في محنته لكن دي بنتي الوحيدة وفرحتي لازم أعمل ليها فرح أفرح بيها.
ابتسم احمد بمكر وقال:
-أنا فاهم ده ومن حق حضرتك طبعاً بس تفتكري الفرح هيبقي أزاي وياسين ظروفه كده ؟ أنا مش هقدر أتحمل أشوف كسرة نفس أبني أو كسرته قدام حد.
لاحظت تغير معالم وجهه ياسين إلي الحزن فتدخلت في الحديث:
-ماما أنا أصلاً مش عايزة فرح كفاية فرحتي أنا وياسين ببعض وفرحتنا بيكم أيه لازمة فرح كبير وأحنا مش فرحانين.
ابتسم بإمتنان وقال:
-وأنا اوعدك يا صفا لما اقوم بالسلامة هعمل ليكي أكبر فرح في مصر كلها.
داعبته بمرح :
-لأ يا عم أرجعلي أنت بالسلامة وبس.
تنهدت والدتها بحزن وقالت:
-زي ما تحبي يا بنتي.
تمت قراءة الفاتحة والإتفاق علي كتب الكتاب في نهاية الأسبوع.
❈-❈-❈
مضت الأيام علي قدم وساق ياسين طلب تجهيز جناح آخر ليمكث به هو وعروسه وتم هذا بمساعدة والدته وأمير لكن والده كان بعيداً كل البعد فهو مازال عازفاً عن تلك الزيجة.
أما صفا فهي تقوم بشراء ما يلزمها بمعاونة والدتها وصديقتيها نور ومروة.
وها قد جاء اليوم المنتظر يوم كتب الكتاب كان في منزل صفا وكان مقتصر علي ياسين ووالديه وأمير والمأذون وشاهد آخر ووالدة صفا وصديقتها ودكتور عصام الذي دعته كي يكون وكيلها لم ترتدي فستان زفاف إكتفت بفستان هادئ من اللون الأوف وايت وحجاب يماثله من نفس اللون.
فور أن تم عقد القران نهض ياسين بلهفة وهو يبحث عنها اقتربت منه بخجل شديد ضمها بحب وهو يقبل رأسها هامسا بحب:
-بحبك يا صفا القلب.
علي الطرف الآخر يقف أمير جوار نور ويتحدث بمكر:
-عقابلنا.
إرتبكت من حديثه وقالت:
-ها عقابلنا ازاي ؟
إبتسم بخفة وعقب ببراءة مزيفة:
-قصدي لما أنتي تتجوزي وأنا كمان وان شاء الله يكون في يوم واحد.
رمقته بحيرة ولم تتحدث.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد تململت في نومها وهي تشعر بلمسات حانية تداعب وجها فتحت عيناها بخجل وهي تجد وجه زوجها قريب منها ويضع يده فوق وجهها ويحركها ببطئ وهو يصوب كامل تركيزه عليه.
إبتسمت بحب وقالت:
-بتعمل أيه في وشي؟
أتسعت إبتسامته وهو يقول:
-صباح الخير يا حبيبي بصراحة نفسي أشوفك بحاول أحسس علي وشك عشان أعرف ملامحك.
إعتدلت وجلست جواره وتحدثت بدلال:
-لو طلعت وحشة هطلقني.
-إطلاقا لا طبعا أنا ما صدقت لقيتك.
نطقها بعفوية.
ابتسمت بخجل وهتفت:
-ماشي يا سيدي طيب ايه رايك بقي شكلي حلو ولا وحش ؟
ابتسم بخفة وعقب:
-أنتي قمر من غير حاجة يا قلبي أنتي ملامح وشك صغننة أوي وبخدود شوية ووشك مدور صح ولا غلط ؟
اتسعت عيناها بصدمة:
-صح فعلاً ؟
تنهد بحزن وقال:
-نفسي أشوفك أوي يا صفا وأفضل أبص في وشك لحد ما أحفر ملامحك جوه قلبي .
قبلت يده بحب وقالت:
-ان شاء الله يا حبيبي تفتح أنا واثقة من ده.
ضمها بحب إلي أحضانه بقوة وقال:
-يارب يا حبيبتي يارب.
امتعض وجهها بحزن وقالت:
-هتسافر الأسبوع الجاي خلاص وتبعد عني.
ربت علي ظهرها بحنان وقال :
-لو كان معاكي باسبور يا قلبي كنت أخدتك معايا لكن ده هيحتاج وقت وأنا عايز اعمل العملية النهاردة قبل بكره نفسي أشوفك يا صفا .
أسندت راسها علي صدره وهو يضمها بقوة وبداخلها تتمني أن يعود مبصرا ليس من أجلها بل من أجله هو فقط .
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية