رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 11 - 2 - السبت 26/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الحادي عشر
2
تم النشر السبت
26/10/2024
على كورنيش النيل يجلس ياسين علي أريكة خشبية وجواره صفا وفى وسطهم كل ما لذ وطاب فول وفلافل وبيض وبطاطس وبتنجان.
تحدثت صفا بحماس:
-بص بقي المرة دى مطلبتش سندوتشات جبت من كل حاجة عنده وهعمل أنا السندوتشات أشطا ؟
رمقها بريبة وقال:
-الأمر لله يا ستي أشطا.
أمسكت رغيف الخبز وقامت بثنيه من الداخل ووضعت به بيضة وواحدة من الفلافل وملعقة فول وقطعة من الباذنجان فلفل حار وملعقة من الجبن القديم قلبت كل هذا بالمعلقة ومدت يدها إلى زوجها بحماس:
-أتفضل بقي يا حبيبي ده الصاروخ ومتقولش لعدوك عليه.
ذاغت عيناه بتوتر وقال:
-مش مرتاح ليكي مش عارفة له الصراحة.
إبتسمت بحماس وقالت:
-جرب بس وهتدعيلي.
تنهد بقلة حيلة وآخذه من يدها وبدأ يتناوله بحذر ومع آول قطمة بدأ يمضغها داخل فمه توقف عن الطعام وبصقمت بفمه سريعا وهو يصيح بالم:
-اه ايه ده نار أنتي حاطة ايه؟
انتفضت بفزع تتفحصه وأردفت بتبرير:
-يا حبيبي ده قرن شطة وبصل أخضر ده أساس الصاروخ.
مدت يدها له بكوب الماء:
-أشرب يا حبيبي أشرب.
آخذ كوب الماء وأرتشفه على دفعة واحدة.
تساءلت بقلق:
-أيه يا حبيبي طمني أنت أحسن دلوقتي ؟
تنهد بآلم وقال:
-تمام يا قلبي بس أنا مش بحب الشطة أصلا ولا البصل تحطيهم سوا.
عضت علي شفتيها بخجل وقالت :
-أسفة والله ما كنتش أعرف.
ابتسم بهدوء وقال :
-ولا يهمك يا قلبي.
جلست مرة آخرى وأردفت بحماس:
-هعملك بقي سندوتش تاتى من غير شطة.
رفع يده سريعاً لأعلي وصاج نافياً:
-لأ لأ أبوس إيدك مش إفتكسات عايزة سندوتش عادي فول وطعمية بس كده.
تساءلت بحذر :
-طيب ممكن أحط بيض أو بطاطس أو جبنة قديمة ؟
شهق بصدمة وتسأل :
-نعم هو أنتى كمان كنتى حاطة ليا جبنة بدود ؟
ردت بدفاع :
-لا ووالله أنا كنت باخد الجبنة وبركن الدود علي جنب.
أعطاها السندونش من يده ووضع يده على فمه مشمئزا:
-مش قادر بجد أقول فيكي أيه يا صفا؟
عضت علي شفيتها بإحراج وقالت:
-خلاص بقي يا حبيبي هاكله أنا وأعملك غيره.
تنهد بهدوء وقال :
-ماشي يا آخرى صبري.
صنعت له ساندوتش كما طلب بينما تناولت هى الساندونش الذى عدته له سابقاً بنهم شديد.
❈-❈-❈
بعد فترة.
كانت تجلس على سور الكورنيش بينما هو يجلس على الأريكة كما هو وبيدها كوب كبير من عصير القصب.
تسأل ياسين بفضول:
-هو فى العادى بتفطري كده كل يوم ؟
تبسمت ساخرة وقالت :
-لأ طبعاً أنا يعتبر مكنتش بأكل معرفش أصلا أيه الي حصلي من يوم ما أتجوزتك نفسي أتفتحت علي الأكل أوي.
انفجر ضاحكاً وعقب قائلاً :
-طيب ده شئ حلو طبعاً لما نفس أفتحها ليكي علي الأكل.
ابتسمت ساخرة وأسترسلت بإيضاح:
-طبعاً يا حبيبي بس المشكلة لو فضلت أكل الأكل ده هبقي قد الدبدوبة مش بعيد كمان تروح تتجوز عليا.
ابتسم بحب وأردف بصدق نابع من قلبه :
-أنا حبيتك وأتجوزتك من غير ما أشوفك يا عمري تفتكري هيفرق معايا ده ؟
تبسمت بحب وقالت:
-أنت طيب وجميل أوى ياسين عارف آول ما شوفتك كنت عارفة إنك معدنك أصيل وطيب مش عارفة أزاي مراتك أصلا تفكر تسيبك.
إمتعض وجهه وتحدث بحزم:
-بلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى يا صفا دى صفحة وأتقفلت من حياتي للأبد بس فعلاً الشدة هى الي بتعرفك معادن الناس.
صمت قليلاً وأردف متسائلا:
-صفا أنتى ليه أتجوزتيني وأنا كده ؟ أنا عارف طبعاً إنك بتحبيني بس ليه تفضلى عمرك كله مع واحد أعمى زى ؟ أنتى على الأقل يعنى كنتِ أستنيتي أعمل العملية وبعدها قررتى صفا أنا ممكن مشوفش تاتى يا صفا وقتها هقدرى تكملى حياتك مش شخص ضرير؟
رمقته بعتاب وقالت:
-أولا الي بيحب حد بيتقبله بعيوبه قبل مميزات وبعدين أنا أصلا مشوفتش فيك عيب أرفضك علشانه الرسول صلى الله عليه وسلم قال "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير" أنا أرتضيت بدينك وخلقك أرفض ليه ؟
تبسم بهدوء وقال :
-يعني لو هفضل طول عمرى كده مش هتسبيني؟
أردفت بصدق:
-هفضل معاك طول العمر يا حبيبي.
هبطت من مكانها واتجهت إلي مكانه وجلست جوارت مستندة علي صدره بحب.
ضمها الآخر بلهفة مقبلاً أعلى رأسه وهو يشعر بزهو كبير أن هذه زوجته هو وملكية خاصة به وحده، ليته تزوجها هى من البداية من المؤكد أن حياته ستكون أفضل.
❈-❈-❈
مساءً يقف ياسين في الشرفة واضعاً محرمة ورقيه فوق أنفه مشمئزاً، بينما تجلس صفا مفترشة الأرض وأمامها فيسخ ورنجة وبطارخ وبصل أخضر وليمون.
تحدث ياسين بإشمئزاز:
-متقنعنيش أني هاكل معاكي من الأرف ده.
رمقته بعتاب وقالت :
-حرام عليك يا ياسين مينفعش تقول على نعمة ربنا كده.
أستغفر بهدوء وقال :
-أستغفر الله العظيم بس بردوا مش هاكل منه.
هتفت بإصرار:
-يا حبيبي طعمه حلو أوى والله ملكش دعوة بالريحة خالص.
رد بنفي:
-بردوا لا مش هحط إيدي فيه.
لمعت عيناها بفكرة ماكرة وقالت:
-طيب عنى إقتراح أكلك أنا بإيدي.
تنهد بسأم وقال:
-يا حبيبتي كلى بالهنا والشفا ملكيش دعوة بيا.
تحدثت بإصرار :
-مش بحب أكل لوحدى يلا بقى عشان خاطرى.
زفر بحنق وجلس جوارها، تبسمت هي بفرحة وقالت:
-يلا بقي شيل إيدك بقي عشان أكلك.
زفر بضيق وقال:
-حاضر.
رفع يده بحذر وبدأت هي تطعمه بحذر وانتظرت حتى تذوق الطعم وبدأ يلوكه بنهم.
تسألت بترقب:
-ها يا حبيبي أيه رأيك ؟
تبسم بتلذذ وقال:
-بغض النظر عن الريحة المعفنة بس الطعم حكاية.
تبسمت بفخر:
-عشان تسمع كلامي بعد كده ها هتأكل أنت ؟
صاح معترضاً:
-لأ أكليني أنتِ.
تبسمت بحب وقالت :
-بس كده من عيوني هو أنا عندي كام سينو بس.
رد بطفولة:
-سينو بس يا ماما صفا.
ابتسم بحالمية وقال:
-ياه يا صفا إمتى ده يحصل نفسى أوى يطلعك شبهك.
ردت مشاكسة إياه:
-بس أنت متعرفش شكلي قدر وحشة بقي الناس تقول الولد طالع وحش شكل أمه وأبوه زي القمر يرضيك.
تبسم قائلاً:
-مش مهم الناس تقول أيه أنتى بالنسبة ليا أحلى واحدة فى العالم كله.
أتسعت إبتسامتها وقالت:
-ربنا يبارك ليا فيك يا حبيبي وميحرمنيش منك.
أردف بصدق:
-ويبارك ليا فيكي وميحرمنيش منك يا عمرى.
❈-❈-❈
انتهى العشاء الكارثي بالنسبة لياسين والأن يقفوا بالمرحاض كل منهم يغسل أسنانه بالفرشاة.
زفر ياسين بضيق:
-دى تالت مرة أغسل فيها أسنانى يا صفا وبردوا فى ريحة.
تبسمت معقبة:
-يا حبيبي أنت غسلت ٣ مرات وخلصت علبة المعجون كفاية كده يا حبيبي.
رد ممتعضاّ:
-كفاية أيه بس يا حبيبتي أنا مش طايق نفسى ولا رحتي خالص.
هتفت بهدوء وقالت:
-يا حبيبي أنت حاسس كده لكن مفيش ريحة خالص.
تنهد بضيق وقال:
-بصى أحسن حل أخد شور عشان أطمن .
نظرت له قليلاً وسرعان ما انفجرت ضاحكة:
-ياسين يا حبيبي أنت ملمستش الأكل أصلا أنا الي كنت بأكلك بإيدى هدومك نضيفة.
زفر بضيق وقال:
-لأ مش مرتاح.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-حاضر يا حبيبي على راحتك هجهز ليك الهدوم عقبال ما تاخد شاور.
صاح سريعاً بلهفة:
-أغسلى ايدك الأول.
هزت راسها بقلة حيلة وقالت:
-حاضر يا حبيبي هغسلها رغم أن دى المرة العاشرة كل مرة أغسل وأنت تشم عارف يا حبيبي أنت تنفع تشتغل أيه ؟
تسأل بحذر:
-أشتغل أيه ؟
ردت بحذر:
-فى مكافحة المخدرات.
تسأل بعدم فهم:
-وهشتغل أيه معاهم ؟
ردت ببساطة:
-أشتغل مع الكلب إلي بيشم المخدرات أنت بتشم كويس أوي.
جحظت عيناه وتحدث بتوعد:
-هعد لغاية ٣ لو فضلت واقفة مكانك متلوميش غير نفسك.
ركضت سريعاً إلى الخارج وهى تقول:
-لأ علي أيه الطيب أحسن.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية