-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 9 - 2 - الأربعاء 23/10/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع

2

تم النشر الأربعاء

23/10/2024




مر الوقت وجاء موعد الغداء خرج ياسين إلي الحديقة بمساعدة أمير جلس علي مقعد وجلس أمير في المقعد المقابل لهم، اقتربت صفا من الطاولة ووضعت فوقها صينية الطعام المرتص فوقها الطعام.


وضعت طبق ياسين أمامه ووضعت الشوكة في يده وتحدثت بحنان:

-الطبق جنب إيدك اليمين وكوباية العصير جنب إيدك الشمال هي وكوباية المياه محتاج حاجة تاني ؟


تبسم ممتناً وقال:

-لأ منحرمش منك تسلم ايدك.


تحدث أمير بمرح:

-تسلم إيدك والله يا صفا الأكل تحفة.


ردت ببساطة:

-العفو بعد إذنكم.


غادرت صفا بينما امتعض وجه ياسين وصاح موبخاً:

-أيه صفا دي يا حيوان ؟


تسأل بحيرة:

-هي مش إسمها صفا؟


أجاب بغيرة:

-قولها يا أنسة.


تبسم أمير بمشاكسة:

-أوعي هو الباشا طب.


تهرب ياسين من الحوار وتحدث مبرراً:

-طب أيه يا حيوان أنت أنا بس عشان هي مضايقة.


رمقه ساخراً وعقب:

-بجد مضايقة بس أنا مش شايف أنها مضايقة.


رغم أنه كان يمزح لكن وقع الكلمات علي أذنه كان جارحاً، مما جعل أمير يهتف معتذراً:

-أنا والله ما أقصد يا ياسين أنا بهزر معاك.


أومأ بهدوء وقال:

-محصلش حاجة طمني أخبار الشغل أيه ؟


رد بعملية:

-تمام الشغل كويس ومستنيك ترجع مكانك من تاني 


تسأل ياسين باهتمام:

-لسه بردوا مُصر علي موضوع شركة خاصة بيك؟


أومأ أمير وقال:

-أيوة بس أنا موقف كل حاجة لوقت ما أنت ترجع بالسلامة وتستلم كل حاجة.


تسأل ياسين بأمل:

-تفتكر هرجع أشوف تاني؟ ولا ده أمل أحنا بنتعلق فيه؟


تبسم أمير بهدوء وأجاب:

-بإذن الله هترجع تشوف أنا متعشم في ربنا خير بإذن الله سيبها علي الله يا صاحبي.


تنهد بقلة حيلة وقال:

-ونعم بالله.

❈-❈-❈

توالت الأيام وعلاقة ياسين بصفا تطورت عن ذي قبل كما تحسنت حالته الصحية بالفعل، مر شهرين كاملين أصبح ياسين شخص آخر عن ياسين القديم الجميع لاحظ تغيره أصبح شخص مفعم بالحيوية والنشاط يبتسم دائماً علي غير عادته.


في أحد الأيام كان يجلس ياسين يحتسي قهوته بينما صفا تتحرك ذهاباً وإياباً في الشرفة، مما جعل ياسين يتساءل بإنزعاج:

-يا بنتي أقعدي صوت جزمتك مزعج.


توقفت أمامها وهتفت معتذرة:

-أسفة معلش بس بفكر في حاجة.


تسأل بحيرة:

-بتفكري في أيه ؟


ردت ببساطة:

-هعمل غداء ليك أيه النهاردة.


أتسعت مقلتيه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:

-يا سلام الحيرة دي كلها عشان هتغدا أيه ؟


أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة.


تبسم ضاحكاً وعقب:

-يا ستي أي حاجة من إيدك هأكلها لا تقلقي يعني.


لمع في ذهنها فكرة فتسالت بفضول:

-أي حاجة أي حاجة ؟


تعجب من سؤالها وتسأل بحيرة:

-رغم أني مش مرتاح ليكي بس هأكل علي ذوقك مفيش مشكلة.


صقفت بحماس وقالت:

-حلو أوي يبقي حضرتك تاخد علاجك والحقنه ونروح عند أبو طارق.


تسأل باهتمام:

-مين أبو طارق ؟


ردت ببساطة:

-أبو طارق بتاع الكشري أيه رأيك؟


صمت قليلاً مفكراً وأضاف متسائلاً:

-هو أنا أسمع عنك بس أنتِ جربتيه هو نضيف يعني؟


تبسمت بهدوء وقالت:

-أطمئن هجهز الحقنة عشان تاخدها ونمشي.


تنهد بسأم وقال:

-لازم الحقن أيدي بقت توجعني.


أغمضت عيناها بحزن وهتفت بحنان:

-معلش الحقن دي لازم تتاخد وريد لو ينفع تتاخد عضل كنت هشوف ممرض يديها ليك.


تسأل بحذر:

-وأنتِ مش بتدي حقن عضل لحد؟


ردت بهدوء:

-بدي بس بستان بس أو أطفال لكن رجالة لأ.


تنهد بإرتياح وقال:

-تمام ريحتي قلبي.


قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-ليه مش فاهمة؟


تهرب من سؤالها وتحدث بهدوء:

-متخديش في بالك يلا هاتي الحقنة عشان نمشي .


أومأت بإيجاب وقالت:

-حاضر.

❈-❈-❈

بعد مرور ساعة كان يجلس ياسين وصفا في مطعم "أبو طارق" في انتظار حضور الطعام.


وصل النادل ووضع الأطباق وغادر، نظرت صفا إلي الأطباق وتوجهت بنظراتها إلي ياسين وسألت باهتمام:

-بتحب تأكله بشطة ولا دقه ؟


مط شفتيه بحيرة وقال:

-مجربتش الكشري من الأساس ولا مرة بحسه عك.


اتسعت مقتليها بحيرة وتسألت:

-طالما شايف أنه عك ليه وافقت وجينا هنا؟


رد ببساطة:

-طالما أنتِ بتحبيه ونفسك تأكليه حبيت أشاركك حاجة بتحبيها المهم أيه بقي الشطة وايه الدقة وأنتِ بتحبي تأكلي أزاي؟


استطردت بإيضاح:

-بصي يا سيدي الشطة بتبقي شطة زيت وحراقة جدااااااااااااا أما الدقة بتبقي مكونة من خل وتوم وشطة بتبقي اخف شوية أنا بقي يا سيدي بحب أكلها بشطة الزيت.


صمت قليلاً وأجاب:

-خلاص هأكل زيك 


رمقته بتردد وهتفت بتوتر:

-حاضر بس مش هكتر ليك بردوا.



حرك رأسه بإيجاب:

-ماشي تمام.


أخذت طبقه ووضعت الصلصة أولاً ووضعت التقلية ثم وضعت القليل من الشطة وبدأت بتقليبه جيداً ثم وضعت الطبق أمامه ووضعت الملعقة بين يديه، وتحدثت باهتمام:

-الطبق قدامك بالظبط أطمئن أحنا في ترابيزة جانبية وأنت ضهرك للناس ووشك ليا.


تنهد بإرتياح ورد ممتناً:

-شكراً يا صفا.


رمقته بعتاب وقالت:

-شكراً علي أيه؟ أنا معملتش حاجة أصلاً دوق يلا وقولي رأيك.


تبسم بهدوء وحرك يده يتحسس الطبق حتي وصل إلي مبتغاها ووضع الملعقة بحذر داخل الطبق وبعدها رفع محتواها إلي فمه وبدأ يلوكه داخل فمه بتلذذ.


كانت تتأمله بعينين تفيضان عشقاً كم تتمني أن يبصر ويراها، ويشعر بمدي عشقها له ويعيشوا هذه الأوقات بسعادة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.


فاقت من شرودها علي صوته فتسألت باهتمام:

-بتقول أيه ؟


رد بتلذذ:

-تحفة أوي الكشري ده.


تبسمت بحب:

-ألف هنا علي قلبك.


بدأت تعد طبقها هي الآخري وتأكله بشهية رغم أن في الواقع أكلتها ضعيفة ولكن منذ أن رأته أصبحت شهيتها مفتوحة.


بعد فترة عاد ياسين بظهره إلي الخلف مستنداً علي ظهر المقعد ووضع يده علي بطنه بتخمة:

-حرام عليكي يا صفا الفورمة إلي عملتها في سنين أنتِ هتضيعيها في شهور.


مازحته قائلة:

-الحق عليا عشان عايزاك تبقي راجل مصري أصيل ؟


تسأل بحيرة:

-مش فاهم يعني أيه راجل مصري أصيل؟


تبسمت بإتساع وتداركت قائلة:

-يعني تبقي راجل بكرش وعلي رأي المثل إلي ملوش كرش ميسواش قرش.


أتسعت حدقتي عينه بغيظ وقال:

-بقي كده يا صفا عايزاني أبقي بكرش ؟


تبسمت ضاحكة:

-هههههههههه هيبقي شكلك مسخرة الصراحة.



رمقها شذراً ووضع يده في جيبه وأخرج محفظته ومد يده لها:

-أتفضلي طلعي فلوس وحاسبي عشان نمشي.


رفضت بحرج:

-لأ أنا إلي عزماك.


تحدث بحزم:

-المرة إلي فاتت عدتها المرة دي لأ اتفضلي ياريت زي ما بسمع كلامك تسمعي كلامي.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر.


آخذت منه حافظة النقود بيد مرتعشة وسحبت منها ورقة من فئة المئة جنيه:

-أتفضل أخدت ١٠٠ج هو الطبقين ب٨٠ج هيبقي باقي ٢٠ج.


اخذ منها المحفظة وتمتم ضاحكاً:

-سبيها بقشيش للجرسون تعرفي أن أقل عزومة ليا بصرف فيها ١٠الاف جنيه؟


رد ببساطة:

-١٠الاف دول مرتبي في شهرين علي فكرة  الأكل مش بسعره ولا بمكانه الأكل بالصحبة حلوة.


تبسم بشرود وقال:

-عندك حق 


نهضت وهي تقول:

-طيب يلا عشان نمشي هنحاسب الكاشير تحب نروح؟


أجاب مستفهماً:

-أنتِ حابة نروح؟


حركت رأسها نافية وردت بحماس:

-لأ أيه رأيك نتمشي علي الكورنيش ونأكل تين شوكي ودرة مشوي؟


تبسم بهدوء وقال:

-طالما أنتِ حابة كده مفيش مشكلة.


صقفت بحماس وقالت:

-أشطا يلا بينا علي مارينا.

❈-❈-❈

في وقت غروب الشمس علي كورنيش النيل يجتمع كل زوجين وحبيبين يتأملوا منظر الغروب وعي إحدي المقاعد المعدنية كان يجلس ياسين وصفا وبيد كل منهم واحدة من الذرة المشوي يتناولوا بنهم ولكن ليس لطعمها الجيد فحسب لكن الصحبة هي من تعطي للطعام نكهة ومذاق مختلف.


داعبت نسمات الهواء وجه ياسين فأنعشته وتحدث براحة:

-الجو حلو ياريت كنت بشوف عشان أقدر أشوف إلي حواليا.


تألم قلبها لأجله وهتفت بمؤازرة لحاله ولنفسها هي الآخري فمهمتها أوشكت علي النهاية وستتركه وترحل ولكن يا أسفاه سترحل تاركة قلبها يعشقه حد النخاع:

-بإذن الله هتعمل العملية وهترجع تشوف تاني وتخرج وتعيش الأيام الحلوة دي تاني .


تغاضي عن جملتها وركز في كلمة واحدة دبت الزعر داخل قلبه فتسأل بحيرة:

-أعيشها؟ ليه مقولتيش نعيشها ؟


ابتلعت ريقها بمرارة وقالت:

-أنا وجودي معاك وقتي ومجرد ما تعمل العميلة يبقي كده مهمتي انتهت…


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة