رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - اقتباس متقدم - الجمعة 25/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
اقتباس متقدم
تم النشر الجمعة
25/10/2024
في حفل عائلي بسيط يضم" والدي نور " و "أمير وسلوي" و "صفا ووالدتها" أقيم لقراءة الفاتحة وإرتداء الشبكة التي رفضت نور رفضاً قاطعًا انتقائها، يجلس أمير ونور علي مقعدين متجاورين بينما البقية ملتفين حولهم بمقاعدهم.
تحدثت صفا بمداعبة:
-أيه يا عريس لبس الشبكة يلا مستني أيه ؟
نظر لها بتوجس ورد بتردد:
-فيه ضيف جاي.
وقع قلبها جراء كلماته هذا، وأصبحت علي يقين بهوية الضيف لا محالة، تسأل عزمي بحيرة:
-ضيف مين يا أبني ؟
ما كاد أن يرد إلا وطرق الباب، نهض مستئذناً:
-الضيف وصل هقوم أفتح ليه.
فتح الباب وظهر ياسين بهيبته الطاغية، تحدث أمير معاتباً:
-أخيراً أتأخرت أوي أفتكرتك مش جاي ؟
رد الآخر ببرود:
-مكنتش جاي أصلاً بس مقدرتش أسيبك لوحدك.
اقترب منه وجذبه إلي أحضانه مربتاً علي ظهره بحنان:
-ربنا يتمم ليك بخير يا حبيبي.
رد أمير ممتناً:
-الله يبارك فيك.
❈-❈-❈
تنحي أمير جانباً، مفسحاً له المجال للمرور، دلف ياسين بغرور ويهو يتطلع إلي الشقة بتعالي حتي وقع بصره عليها هي ظل يحملق بها بصمت، تحدث أمير معرفاً:
-أعرف أستاذ عزمي والد دكتورة نور وطنط عايدة والدتها.
أومأ بهدوء ومد يده بترحاب:
-أهلاً بحضرتك، بينما أكتفي بإيماءة إلي عايدة واتجه إلي والدته وجلس علي المقعد المجاور لها مقبلاً جبينها بحب:
-وحشتيني.
تجاهلت حديثه ووجهت حديثها إلي أمير:
-يلا يا حبيبي لبس العروسة الشبكة ولا لسه في ضيوف تانية؟
قالتها بعتاب خفي وصل الآخر فهو لم يخبرها بمجئ ياسين من الأساس.
تبسم أمير، وهلل بفرح، مضيفاً بنبرة ذات معني:
-لأ يا ست الكل بس مكنش ينفع في يوم زي ده أخويا وصاحب عمري ميبقاش جنبي.
فتح علبة المجوهرات وأتسعت عين نور منبهرة وقالت:
-ألماس؟
رد مبتسماً:
-أيوة.
رمقته بعتاب وأضافت:
-بس ده غالي أوي ليه كده؟
أجابها بغزل:
-الغالي الغالي يا دكتورة نور لو أنتي ملبسيتش ألماس مين يلبس ؟
تدخل ياسين في الحوار ساخراً، وهو ينظر إلي نور نظرة ذات معني:
-عندك حق يا أمير أصل فيه ناس قيمتها ألماس وفيه ناس طماعة ميملاش عينها غير التراب تتحط تحت الأرض مداس.
انتفضت صفا وكذلك والدتها وتحدثت بلطف:
-مبارك يا نور مبارك يا أستاذ أمير معلش مضطرة أستأذن أنا وماما.
تحدثت سلوي بلهفة:
-تمشي فين يا بنتي هما لسه لبسوا الشبكة ؟
ردت بهدوء:
-معلش عشان الطريق طويل بس والدنيا ليل.
قاطعها أمير بشهامة:
-أنا وخالتو هنوصلكم أصلاً.
جلسوا علي مضض مرة آخري، رمق أمير ياسين بغيظ وألبس عروسه الشبكة وبعدها أطلقت الزغاريد من سلوي وعايدة.
❈-❈-❈
نهضت عايدة متجهة إلي المطبخ وتبعتها صفا لمساعدتها، بدأت عايدة بتجيهز السفرة بمساعدة صفا وفور انتهائهم دعتهم إلي الطعام، وقف الجميع متجهين إلي السفرة وكان من سوء الحظ أن مقعد صفا في مواجهة ياسين مباشرة.
تحدثت عايدة بتلقائية:
-يلا بقي عايزة الأكل ده يتنسف ده أكل دكتورة صفا بنفسها هي إلي أصرت تجهز الأكل بإيدها الحلوين.
نظر إلي الطعام الشهي نظرة خاطفة، ولعابه يسيل داخل فمه ولما لأ فهو طعام معشوقته الذي كان يتلذذ في تناوله، ترك الشوكة من يده ونهض بتعالي وهو يغلق أزرار حلته ويتحدث بغرور:
-سوري يا جماعة مش هقدر أكل من الأكل البلدي وكمان مش أي حد أستنضف أكل من إيده.
بهت وجهها من إهانته المقصودة، وكذلك صمت الجميع بحرج، ولكن أذهلتهم هي عندما تحدثت بثقة:
-الأكل البلدي ده فعلاً مش يناسبك وأكيد لو كنت أعرف إنك جاي مكنتش هطبخ بإيدي من الأساس الأكل ده معمول بحب ومودة لنفوس صافية مش معمول لأمثالك.
أمسكت شوكتها وبدأت في تذوق الطعام وتلوكه في فمها بتلذذ:
-يا سلام علي أكلي عالمي تنفي شيف يا بت يا صفا.
نظرت للجميع من حولها، وداعبتهم مازحة:
-هتفضلوا تتفرجوا عليا كده كتير يلا كلوا قبل ما أخلص أنا الأكل كله.
تبسم الجميع علي مزحتها وبدأوا في تناول طعامهم، بينما ياسين رمقها بغيظ وعاد إلي الصالون وجلس علي المقعد ومن حين لآخر يرمقها بنظرات مشتعلة.
تظاهرت بتناول الطعام أمامهم لكن لم تستطع أكثر من ذلك فنهضت مستئذنة:
-شبعت الحمد لله هروح أجهز العصائر والحلويات.
سلوى معاتبة:
-هو أنتي أكلتي يا صفا ؟
وضعت يدها علي أحشائها مازحة:
-أنا بطني هنتفجر من كتر الأكل أصلا.
اتجهت إلي المطبخ، وكذلك نهض ياسين وتسأل بهدوء:
-الحمام منين ؟
أشار له عزمي:
-علي اليمين يا أبني.
أومأ بإيجاب وتحرك صوب ما قال ونظر لهم نظرة خاطفة وجدهم مندمجين في طعامهم، غير مساره واتجه إلي المطبخ وجدها تقف جانباً ظهرها هو من يواجه لكن من انتفاضة جسدها علم أنها تبكي، لا يدري لما ألمه قلبه هكذا يود أن يركض تجاهها ويجذبها إلي أحضانه بقوة لكن كبريائه يمنعه مازال جرحه حياً، وقف مستنداً علي الحائط مربعاً ساعديها علي صدره، تحدث بقسوة منتشلاً إياها من حالتها تلك:
-مش هتبطلي تمثيل بقي ؟ فوقي بقي وأطلعي من الدور إلي أنتي عايشة فيه ده اللعبة أكتشفت خلاص.
كانت تقف تبكي متألمة علي حالها وعلي طفلها حتي قطع حالتها قوله الذي جعل قلبها ينشطر إلي نصفين إلي المرة التي لا تعلم عددها منذ أن عرفته أصبحت جروحها تتضاعف، ولكن مع الأسف لأ تلتئم، دارت بنظرها نظرة سريعة علي محتويات الطاولة التي أمامها، حتي وجدت ضالتها سكين كبير حاد، جذبتها من المقبض الخاص بها، واستدارت إلي الخلف وهي تحمل السكين، أتسعت عين ياسين بصدمة هل تفكر هذه الحمقاء في قتله اعتدل في وقفته مستعداً لمواجهتها، ولكن أذهلته عندما وقفت في مواجهة ومدت يدها له بمقبض السكين الخشبي، وهتف بنبرة خاوية:
-أتفضل
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-أفندم أعمل ايه بيها ؟ أيه ناوية تقتليني؟ بس مش هتستفادي حاجة أنتي دلوقتي طليقتي يعني مش هتاخدي جنيه واحد من ثروتي؟
تبسمت بمرارة من تفكيره المحدود وردت بنبرة فاترة:
-لأ عايزة فلوس كنت أخدت من خزنتك إلي لو عديت فلوسك إلي فيها مش هتلاقي جنيه ناقص غير إلي أنت بتطلبه أو كنت قبلت الشيك إلي بعته مع المحامي أنا مش عايزة منك غير حاجة واحدة وبس تبعد عني وتسبني في حالي أو إنم تاخد السكينة دي وتدبحني بيها يمكن وقتها أنت ترتاح مني وتريحني لكن الي بتعمله فيا ده خلاص مبقتش قادرة استحمله الضرب في الميت حرام يا ياسين ليه تعمل فيا كده قولي حاجة واحدة تخليك تعمل فيا كده ايه الذنب إلي أنا أذنبته عشان تعاقبني العقاب ده ؟ كدبت عليك أه كدبت عشان مصلحتك كدبت عشان تتعالج وترجع تشوف تاني خليتك من شخص سلبي مسالم للضياع لشخص قوي لما طلبت تتجوزني وافقت أتجوزك وقبل ما تفتح عارف ليه ؟ عشان أنت كنت حاسس بنقص في رجولتك بعد ما مراتك سبتك بالطريقة المهينة بتاعتها كنت مكسور قدام نفسك حبيت أرجع ثقتك في نفسك وأخليك تحس أنك راجل كامل اتنازلت عن أبسط حقوقي أني البس فستان أبيض عشان بحبك اتجوزتك في السر كأني عاملة عملة عشان بحبك روحت أتعالجت وآول ما ثقتك رجعت ليكي تاني كنت انا آول شخص تدوس عليه أنت مستغرب أني بقولك أدبحني بالسكينة ؟ ده أقل واجب أنت كل شوية تدبحني يا ياسين الفرق أني هموت وأرتاح بدل ما أنت كل شوية تدبحني بسكينة باردة وعمالة تضغط علي الجرح ينزف أكتر.
❈-❈-❈
ظل يطالعها بجمود يود آخذها في أحضانه بالفعل وينسس كل شئ، هي محقة ومعها كل الحق أيضاً هو كان شخصاً مهزوم جسد بلا روح،. هي من جعلت قلبه ينبض من جديد، يحبها بل يعشقها لكن لا يستطيع هي خائنه وخدعته لن يعطيها قلبه مرة آخري هي لا تستحقه.
ألتفت لها وتحدث بجمود:
-هبعد عنك ومش هتشوفيني تاني يا صفا أنتي بره حياتي من اللحظة دي.
تركها وغادر سريعاً تاركة الشقة بأكملها وسط نظرات الجميع التي تتبعه بحزن فهم أستمعوا إلي الحوار الذي دار لكن لم يستطع أحد التدخل.
تحدث أمير معتذراً:
-أنا أسف بجد مكنتش أعرف أنه هيعمل كده.
ردت نور بحزن:
-هو ليه عمل فيها كده صفا متستحقش منه كل ده صفا كل ذنبها أنها حبته بس.
تحدث عزمي بهدوء:
-هو وجعها بس هو كمان موجوع أنا واثق انهم هيتصافوا لأن محدش بينجرح أوي غير لما بيحب أوي خلونا نقعد في الصالون بعيد عن هنا بلاش تعرف أننا سمعنا حاجة بلاش نوجعها أكتر.
ألتفت إلي والدة صفا الحزينة وتحدث بجدية:
-أم صفا عارف إنك موجوعة علي زعلها بس بلاش تعرف حاجة إنك سمعتي هي محتاجة تبقي لوحدها أفضل عشان تلمم هي جروحها بنفسها.
تنهدت بحزن وقالت:
-حاضر يا أبو نور.
تدخلت سلوى مغمغمة بأسف:
-أنا أسفة حقكم عليا يا جماعة .
ردت الآخري معاتبة:
-وأنتي تعتذري ليه؟ ولا دخلك أيه كفاية إنك واقفة جنب صفا وبعدتي عن إبنك عشانها.
تحدث عزمي بهدوء:
-ربنا يقدم إلي فيه الخير يا جماعة ويصلح حالهم يارب.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية