-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 28 جـ2 - 2 - الخميس 24/10/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن والعشرون

الجزء الأول

2

تم النشر يوم الإثنين

21/10/2024 


حينما ظلت على وضعها، انتفض من محله يركض إلى لورا مناديًا بجزع كي تأتي وتفيقها، فترى بأم عينيها ضعفه وخوفه، وترقبه بلهفة حتى فتحت عينيها على اثر الرائحة القوية للعطر التي اخترقت حواسها، فتهلل وجهه:


- هي كدة بتفوق صح؟

بغيظ شديد اغلقت على زجاجة العطر تبعدها عنها قائلة:

- ما هي فتحت عيونها اهي، يبقى اكيد فاقت يعني؟

وهي ايه اللي خلاها اغمي عليها اصلا؟


- تعبت ووقعت من طولها يا لورا، محصلتش معاكي قبل كدة، قومي قومي من جمبها خليها تاخد نفسها:

- اجيبلك دكتور يا بهجة؟


استعادت وعيها جيدًا تنتبه على سؤاله، وراسه اعلاها بشيء بسيط ، وتلك المتعجرفة ترمقها بمقت وغل، لتحاول النهوض بجذعها متحاملة على ألمها الجسدي والنفسي:

- انا كويسة والحمد لله 

هتف مشيرا بكفيه يحاول منعها:

- لا استني يا بهجة، انا طلبت الدكتور وزمانه على وصول 

ردت بجمود ورسمية:

- متشكرة حضرتك، دول اكيد شوية ضعف مش مستاهلة قلق.

حطت بقدميها على الارض، بعد ان ابتعدت عنها لورا،  والتي اصبحت تمثل حاجزًا بينهما، حتى لا تمكنه من الاقتراب منها في كل محاولة منه نحوها :


- يا بهجة استني، انتي مش قادرة تصلبي طولك 

ردت بإباء وقوة:

- لا اطمن يا رياض باشا، انا لو اتهزيت في وقفتي، برجع اثبت بسرعة عشان مقعش، لان عارفة ان محدش هيسندني غير نفسي، عن اذنك .


- طب استني هوصلك. 

قالها يتراجع سريعًا نحو مكتبه فيتناول سلسلة المفاتيح من فوقها لتلحقه لورا على الفور تذكره:

- واجتماعك مع العملا، انت وكارم بيه هتعمل فيه ايه؟

- يتأجل يا لورا 


صدرت منه بدون تفكير، لتثير على ثغرها ابتسامة ساخرة لم تصل لعينيها:

- وانا مقبلش يا رياض باشا انك تعطل نفسك، حمد لله رجليا شيلاني ومش محتاجة مساعدة حد.

قالتها بهجة وتحركت تغادر من امامه على الفور، غير قادرًا على اللحاق بها، بعد احراجه امام لورا التي تحدثت بعملية:

- انا رايحة اجيبلك الملفات المتأخرة،  حضرتك من الصبح ماشتغلتش على اي ملف فيهم، عن اذنك. 

زفر بقنوط ، يلقي المفاتيح من يده،  ثم يرفع الهاتف إلى اذنه طالبًا سائقه:

- عم علي، اسمعني حالا .


❈-❈-❈


اما عنها فقد اتخذت طريقها للذهاب على الفور من الباب الخلفي، متجنبة المدخل الرئيسي وما يتبعه في المرور على صباح والأثنان المتشاجران، واي فرد قد يعرفها في المصنع، حتى العم علي الذي وكل بتوصيلها، دخل بنفسه ليأخذها ويخرج بها، ولكن حينما لم يجدها اضطر للسؤال عنها حتى وصل الامر إلى صباح، والتي ضربت بكفها على صدرها بهلع خوفًا من اختفائها المفاجيء، فخرجت تتخذ طريقها للذهاب إلى منزلها ومعها ابن عمها،  حتى ود تميم ايضًا الذهاب معهم ولكن منعه الحرج وجلافة سامر الذي كان وشك ان يقتله حينما تفوه عارضًا الامر


❈-❈-❈


امام المراَة وقد تصدرت بجسدها امامه، تتمايل بشقاوة  وتغير بلفات الحجاب الذي كانت تتعمد فرده كل لحظة بمشاكسة لهذا الواقف خلفها يبحث عن جزء ولو بسيط يهندم من خلاله ملابسه، حتى فاض به من أفعالها:


- يا بنتي بقى اهمدي، عايز اشوف القميص مظبوط ولا مش متنيل، مش شايف حاجة خالص 


التفت اليه تستمر في تمايلها:

- وانا اعملك ايه يا مستر شادي؟ حد جالك تنجي مراية صغيرة في أوضة النوم الجديدة ، كنت بحبحها حبتين واخترت مراية كبيرة. 


اقترب يميل نحوها بغيظ لا يخلو من مرح في كل مرة تناكفه بأفعالها:

- ابحبحها برضو! دا على اساس اني جايبها قطع، مش اوضة كاملة، انت ناوية تجنينيني معاكي صح.


ضحكت بغنج:

- انا برضو يا مستر،  عشان بس بنصحك،  ليكون الراجل صاحب محل الموبيليا ضحك عليك واستخسر .


ضغط على كفها فزدات ضحكتها ليعلق بابتسامته الرزينة هو الآخر:

- لا هو فعلا ضحك عليا، بس انا بقبل بمزاجي، عندك مانع يا بنت ابوليلة؟ ولا تدفعي احسن وتسدي عن جوزك. 


تدللت تلف ذراعيها حول عنقه ، وتشب على قدميها مرددة بدلع :

- لااا انت جوزي وحبيبي وكل حاجة،  بس عند الدفع معرفكاش،  

- طبعا وارثة النصاحة من ابو ليلة .

اومأت برأسها تقول:

- انا كنت دلوعة ابويا ، يعني عيبة في حقك لو مجلعتنيش انت زيه.

- كمان، مش بقولك ناصحة، 

قالها ليقبل الوجنتين ثم يرفعها من خصرها ويحتضنها مردفًا بعشق:

- ادلعي على حس جوزك يا قلبي واعملي اللي انتي عايزاه،  ربنا ما يحرمني منك ابدا يارب 


- ولا منك يا حبيب جلبي .

قالتها تتشبث به هي الأخرى،  

تأوه بلوعة؛

- ااه يا صبا، بحبها اوي منك والله يا جلب جلبي انتي، وشكلنا كدة مش رايحين الشغل النهاردة اللي متأخرين عنه اساسًا.


- انت اللي ماسك فيا مش انا 

- والله 

انزلها لتفك ذراعيها عن عنقه، عارضًا بخبث:

- ايه رأيك نضم أليوم دا كمان اجازة على الكام يوم اللي فاتوا؟ وناخده كله برا، نتفسح ونعمل كل حاجة نفسنا فيها.


اهتزت بكتفيها تدعي عدم الاكتراث، ثم تحذره:

- والله انت حر، بس استلقي وعدك بعد كدة مع المدير  نفسه، دا هيشد في شعره منك. 

ضحك يتناول هاتفه:

- طب احنا نعمل تيست اختبار نشوف هيسمح، ولا ناخدها من قاصرها ومنجيبش سيرة من اولها..

توقف ينتبه إلى ورود اتصال برقم غريب ، جعله يجيب على الفور حتى يعرف بهوية المتصل:

- الوو مين معايا؟...... مين؟ صباح اللي مع بهجة في المصنع؟.....  هي بهجة حصل لها حاجة؟


❈-❈-❈


انتهى اخيرًا من الاجتماع الذي استغرق ساعات، مرت عليه بعذاب التفكير المستمر وعدم التركيز في اي بند، مما الزم كارم للتصرف بحنكته مع العملاء معظم الاوقات، ليأتي الان تعقيبه:


- ايه يا عم رياض؟ انت تقريبا مكنتش معانا خالص النهاردة؟

اوما يجيبه بضجر:

- انا فعلا مكنتش مركز معاك، دا غير ان كنت عايز أاجله اساسًا، وندمت اني منزفزتش قراري.


- ندمت! 

تمتم بها كارم بدهشة يراقبه ينهض من جواره، فيبتعد عنه ويهاتف احد الأشخاص، ثم ما لبث ان يصله الصوت بعصبية:


- ازاي يعني موصلتهاش؟..... وكمان متعرفش راحت فين؟....... انت بتتكلم في ايه يا عم علي...... لا في  بيتها ولا عند أخواتها؟ ازاي يعني؟ طب اقفل طيب وانا هكلم بنفسي. 


انهى المكالمة سريعًا وبعصبية ليتفاجأ بكارم بجواره يسأله بقلق:

- هي مين اللي اختفت، مش طنت نجوان خفت على حسب علمي؟


طالعه بصمت ليتحرك ذاهبًا  من امامه يحادث الآخرى :

- ايوة يا صباح طمنيني على بهجة. 

- بهجة!

تمتم الاسم من خلفه بعدم تصديق، مستندا بجسده على الطاولة يردف محدثًا نفسه:

- ياااه ، هي لدرجادي البنت أكلت عقلك يا رياض؟..... يا نهار ابيض، دي حاجة ولا في الخيال.


❈-❈-❈


في منزل خميس 

وقد كان حاضر الان يرحب بعريس ابنته وزيارته الأولى بعد قراءة الفاتحة، يحتفي به بمبالغة كعادته, متجاهلا صوت الهاتف الذي كان يدوي صامتًا في جيب سترته


- يا أهلا وسهلا، نورتنا يا غالي يا بن الغالي، واد يا طلال بلغ ابوك اني زعلان منه، مجاش ليه الراجل ده معاك النهاردة. 


تبسم المذكور وعيناه تذهب نحو الجيب الذي كان يضوي امامه كل دقيقة:

- تشكر يا عم خميس، بس هو كان هيجي على فكرة انا بصراحة اللي منعته، متزعلش مني، اصل لا مؤاخذة يعني، انا جاي النهاردة اقعد مع عروستي يجي هو بقى يقعد وسطنا عزول!


قطب يتطلع اليه بازبهلال شاعرًا بأنه حديثه فيه تلميح نحوه، صرف عن رأسه الفكرة حينما قدمت زوجته حاملة صنية العصائر والحلوى،  ترحب هي الأخرى بطريقتها:


الصفحة التالية