رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 29 - 3 - الأحد 27/10/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع والعشرون
3
تم النشر يوم الأحد
27/10/2024
لا صفاء مش مستخصر فيكي اللقمة، دا انتي تاخدي عيني وانا على قلبي زي العسل، بس انتي بتقولي العريس يصرف على عروسته، انما انا كنت بصرف على عروستي، وعيال عروستي وعيلتها كلها، كان ناقص بس اجيب الناس اللي في الشارع ياكلوا معانا صبح وليل، وياريت اكل عادي، انما دي كلها حاجات من اللي تدبح القلب، إشي لحوم وفراخ واكل جاهز وفواكه من كل صنف ولون،
وضع كفه على صدره يواصل بحرقة:
- انا قلبي بيوجعني لحد دلوقتي على فكرة من الفلوس اللي ضاعت ومش قادر انسى .
تنهدت تزيد من نعومتها:
- خلاص يا خميس متجيبش المرة دي لحمة واكل جاهز، انا هنبه على العيال يلمو نفسهم وان شالله حتى مياكلوش خلاص عشان يعجبك
- مياكلوش ليه يا صفاء؟ وهما في غيابي يعني مش بيلاقوا اكل؟
تجاهلت الرد على سؤاله، لتواصل بلهجة لائمة:
- انا حاساك يا خميس بتتحجج عشان متجيش وخلاص، على العموم ماشي يا ابن الناس انا عملت اللي عليا، هو انا هبوس على ايدك يعني عشان تجيني،
انت حر بقى، ان شالله حتى لو عايز تطلقني طلقني انا معنديش مانع، بس ياريت تديني كل حقوقي، ما هو انا مش متجوزاك عشان تهجرني
- لا لا استني يا روح يا قلبي، طلاق ايه بس وكلام فارغ، هو انا اقدر استغني عنك يا قلبي ولا احنا لحقنا اساسًا نشبع من بعض .
- قول لنفسك
- خلاص انا هحاول اجيلك في أقرب وقت يا صفصوفتي.
سمعت منه لتطلق ضحكتها المائعة، ليهلل ببلاهة:
- يالهوي على جمال ضحتك، سمعيني تاني .
ليظل لمدة من الوقت في هذا الحديث معها، حتى خرج أخيرا، ليفاجأ بصراخ ابنته في وسط الصالة:
- ماعيزاهوش، النهاردة تفسخو خطوبتي منه، سامعة ياما، النهاردة تفسخوا الخطوبة.
عبس خانقًا لتدللها المستفز، حتى كاد ان يعنفها، ولكن سبقه ابنه سمير الذي ولج فجأة داخل المنزل بغضبه:
- حسك عالي ليه يا بت ؟
انتفضت تتلاقاه بعاصفتها:
- اتفضل يا سي سمير، عشان تفرح قوي، اختك اتهانت كرامتها في نص الشارع ، ولا أكن مقطوعة من شجرة، البيه الفتوة اللي خطبتوني ليه، اتصدر قدامي يمنعني اعدي ولا اروح مشواري، بص شوف ايدي كان هيكسرهالي شااايف.
تطلع نحو كف يدها التي جعلتها امامه، يتفحصها بتقليل:
- مالها ايدك؟ ما هي سليمة اهي ، لا فيها اتكسرت ولا اتعورت ولا حتى فيها خدش، ولا انتي عايزة بس تلاقي حجة.
شخصت ابصارها وفغرت فهاها تردد بقهر:
- انا يا سمير عايزة اتبلى، بقولك مانعني اعدي......
- مانعك تعدي ونبه عليكي متنزليش غير بإذنه بعد ما قليتي أدبك عليه، يعني مغلطش فيكي.
شهقت ضاربة بكف يدها على صدرها مرددة بمظلومية:
- اناا اللي قليت أدبي عليه، هو لحق يشتكيلك يا سمير وانت كمان صدقته وبتكدبني.
عقب على كلماته ببساطة:
- اه اصدقه واكدبك، لأنه هو برغم كل عيوبه، لكنه بيحترم الرجالة وبيقدرهم، انما انتي معندكيش عزيز يا غالية
توقفت عن الدفاع وقد الجمتها كلماته، لتتجمد بصدمة فتولت والدتها الرد، تلطف مع ابنها الذي اصبح لا يطيق لها كلمة:
- يا بني بس هو مكانش حقه يعمل كدة معاها، البنت مش حمل......
- بتك كبيرة وتتحمل كل حاجة ياما.
قالها بمقاطعة حادة وشرار عينيه يرسل العديد من الرسائل الغير مطمئنة لها، ليجبرها على الصمت في كل مرة تحدثت معه في أمر ما، فيزداد التوجس داخلها والخوف ايضًا، ليتابع بقوة جديدة على شخصيته التي يعرفونها :
- بعد اذن ابويا طبعا، هو خد مني الإذن عشان يجي هو وابوه ويحددوا معانا معاد الفرح، اصله جاهز ومستعجل، واحنا كمان مش قليلين
صرخت تعود لشراستها:
- فرح مين يا عنيا؟ انا قولت هفسخ خطوبتي منه الواد العرة ده، يعني لا جواز ولا دياولو
تجاهل خميس وكأنه لم يسمع شيء يجيبه:
- يجوا وقت ما يجوا ان شالله حتى النهاردة انا معنديش اي مانع، ياللا بس اللي يشيل.
قالها وتحرك ذاهبًا نحو غرفته، لتصيح من خلفه:
- يبقى هموت نفسي يا بابا، عشان تستريحوا مني كويس يا سي سمير.
تبسم بسخرية يتحرك للمغادرة هو ايضًا يردد لها:
- ياللا يا اختي، بس اتشطري وأعمليها بجد، تبقي ريحتي ووفرتي كمان.
❈-❈-❈
دلف بخطواته السريعة داخل المشفي، يبحث بعيناه عن الاثنتان، يتوعد لهذا الطبيب بكسر رأسه ان رأه يتحدث معها، يحمل طاقة من الغضب قادرة على الفتك يالجميع، وسيكون سعيدًا جدا أن افرغها في هذا المتحذلق، سأل عنها احدى الممرضات، حتى دلته على مكان وجودهما في إحدى حجرات الكشف، ذهب على الفور ليقتحم الغرفة فجأة فيجفل الاثنتان بحضوره المفاجيء، وطاقة من الغضب تشع من كل خليه بجسده، ليصفق الباب بعنف ويصبح امامهما، عيناه تقدح شررًا بغضب عاصف، يتنقل بأبصاره بينهما بصمت مهيب
انكمشت بهجة على نفسها، وقد استطاع بهيئته ان يبث بداخلها الرعب، عكس والدته والتي تطلعت به، تستقبله بتحدي وكأنها كانت في انتظاره:
- مش عيب واحد في مركرك ويقتحم الغرفة على اتنين ستات كدة وفي مكان عام، حتى على الاقل راعي الأصول يا بن حكيم.
تعمدها المقصود بذكر والده زاد بقلبه الشك، ليميل برأسه نحوها مضيقًا عيناه يردد خلفها:
- اَه ابن حكيييم، في كل مرة تفكريني بأسم الوالد ببقى متأكد ان قصدك من وراها حاجة، ودا اللي عايز اعرفه
- تعرف ايه؟
همست بها بتسلية زادت من حنقه ليهدر فاقد السيطرة، موجهًا ابصاره نحو بهجة:
- الهانم اللي طفشانه من امبارح وانا مش عارف لها طريق، بلف وادور في كل حتة، عشان اكتشف دلوقتي انها هنا معاكي، ليه يا ست بهجة؟
ردت بحدة مشجعة نفسها على مواجهته:
- بالعقل كدة، في اؤضة الكشف وفي مستشفى، تفتكر بعمل ايه يا باشا؟
- يعني مش جاية مع ماما عشان الدكتور الزفت؟ ولا انتي فعلا تعبانة يا بهجة.
قال الاخيرة بلهجة ظهر بها القلق لتعلق نجوان بسخرية مقارعة له:
- ويخصك في ايه تعرف ان كانت تعبانة ولا مش تعبانة؟ دا غير انه اساسًا كل تصرفاتك دي مش مفهومة، بتعمل معاها كدة ليه يا رياض؟ هي صفتها ايه بالظبط عندك؟
طفى شي، من الارتباك يعلو ملامحه، يطالعها بتردد دام لحظات، ثم يستدرك لفداحة أفعاله، فقد اعمته الغيرة للمرة الثانية، بعد مكالمة العم علي وذكر اسم هذا الطبيب المستفز، ولكنه ايضًا ليس غبيًا حتى لا ينتبه لتلك الإشارات التي تثبت علمها بالأمر:
- هي اللي قالتلك صح؟
توجه نحو بهجة مردفًا بحدة:
- كان لازم افهمها لوحدي اختفائك المفاجيء، ثم ظهورك دلوقتي معاها، شكلي انا اللي كنت غبي وسطيكم، بس اعرف بقى، هي قايلالك من امتى؟
اكتفت بهجة بالصمت تدعي عدم الاكتراث ، لتتولى نجوان مهمة الرد:
- المهم اني عرفت وخلاص ، ودلوقتي بقى بتصرف بحكم مسؤليتي عن البنت المسكينة دي، عشان متتظلمش لو في حاجة جاية في السكة
شخصت ابصاره فجأة باستيعاب لمغزى كلماته ليهتف:
- قصدك انها ممكن تكون حامل؟!
ظهر بنبرته شيء من الهلع اغضب بهجة لتعلق بابتسامة ساخرة خالية من اي مرح:
- للأسف لسة متأكدناش يا باشا، في انتظار نتيجة التحاليل.
اومأ رأسه بتفهم وعلامات القلق احتلت معالمه، لتنتهزها فرصة نجوان في سؤاله:
- واضح ان مكنتش عامل حسابك لشيء مهم زي ده، ووارد جدا حدوثه، السؤال بقى، لو النتيجة طلعت ايجابية، يا ترى تصرفك هيبقى ايه؟
بدى عليه التوتر، وعيناه تتنقل بحيرة فيما بينهما، مما ازعجها بشدة، فقطعت على الفور لحظات الصمت بينهما ، لتسبقه الرد باعنزاز:
- اطمن يا باشا، ومتزعجش نفسك انا في الحالتين عاملة حسابي.
- يعني ايه مش فاهم؟
ردت بحدة:
- يعني ماتشلش هم، انا من اول يوم في جوازي منك وانا مش حاطة اي امل على الاستمرار .
امتقعت ملامحه فجأة وانتفخت اوداجه بغضب شديد، يتقدم نحوها مرددًا بتساؤول:
- يا سلاام وان شاء الله بقى الحلوة حاطة أملها على مين؟
تصدرت امامه نجوان تمنعه عنها؛
- أوقف مكانك هنا اياك تقربلها، والاحسن انك تخرج اساسا، انت ايه اللي جايبك اصلا؟
جادلها يتشاجر معها، اما بهجة فقد غمغمت بذهول ، تستعجب رد فعله:
- دا ماله ده؟ هو انت تنسى وتفتكر على مزاجك؟
ردد بغيظ:
- اه يا بهجة، انا بنسى وافتكر على مزاجي، ومش هسمحلك تتجوزي حد غيري طول ما انا عايش .
همت تثور به مستغلة دفاع نجوان، ولكن منعهم قدوم إحدى الممرضات واستئذانهم في الدخول:
- نتايج التحاليل يا فندم
امرتها نجوان بالاقتراب لتتناول منها النتائج، ثم تصرفها لتطلع عليها امام ترقب الاثنان، حتى رفعت الورقة امامهم قائلة:
- النتايج سلبية
اخرجت بهجة زفرة ارتياح مرددة بالحمد تنتشله من شروده، ليعود لحدته في الحديث:
- شايفك انبسطي اوي، لدرجادي مش عايزة اي حاجة تربطك بيا.
- دا مجنون ولا ايه؟
تمتمت بها لتتناول حقيبتها وتخرج مغادرة على الفور، دون الرد عليه، ليهم هو بملاحقتها، ولكن والدته منعت تجذبه من ذراعه:
- رايح فين قلبي؟ الدكتور منبه انها تريح، وتبعد ان اي شيء يوترها ولا يعصبها، بعد تعب امبارح، يعني خليك مكانك يا حبيبي
تجمد يتطلع لاثرهما واختفائهما من امامه بعدم استيعاب، ليدفع الكرسي بقدمه باستدراك، يتوعد قبل ان يحرك اقدامه ويتبعهما:
- ااه ودا تلاقيه بقى دكتور الهم بتاعك ما انا عارفه، وديني ما انا سايبه، ماشي يا بهجة، ماشي يا نجوان هانم.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..