رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 7 - 3 - الثلاثاء 22/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع
3
تم النشر يوم الثلاثاء
22/10/2024
حاولت مديحة التدخل وهي تقول بحذر
= يا ابني استهدى بالله وما تخربش على نفسك تاني احنا لما بنصدق ان نلم الموضوع خلاص يا ندى ولا عاوزين دليل ولا حاجه احنا عارفينك من زمانهم وعاشرينك وانت بقى اقفل على بابك وصالحها .
هز رأسه بكل رفض وتصميم وإصرار مرددا بجدية
=بعد اذنك يا ماما خرجي نفسك من الموضوع ده دلوقتي وانتٍ يلا هاتي ليا دليل عايز اشوفه بعيني مش مجرد كلام زي اللي انتٍ قلته لي دلوقتي .
❈-❈-❈
قبل عدة أسابيع، شددت ندى على الهاتف قبل أن تتحرك بحذر من أمام غرفة أطفالها التي تسمع همسهم حيث كانت تتحدث مع حماتها عبر الهاتف كعادتها وتستفسر منها عن كل شيء، وعندما إطمأنت تماماً لخلو المكان سألتها الأخري باستفسار هام
= طمنيني على الاحوال عندك لسه برده بيشك وما عرفتيش مين اللي بيدخل في دماغه الكلام ده؟!.
ازدردت ندى ريقها وهي تشعر بصدرها ينقبض لشيءٍ مبهم غامض قادم لكن لا تعرف ماهيته
= والله هو ساعات كده وساعات كده، بس انا بقيت حاسه فعلا كلامك صح وفي حاجه بس اعمل ايه مش عارفه وقلقانه جدا ليكون فعلا مرقدلي على كلامك وكل ده عمال يدور وبعد كده هيفاجئني بمصيبه
كان صوت مديحه به بعض الثبات المخالط بالقلق وهي تتسائل
= طب هو احنا هنعمل ايه بقى هنفضل كده قلقانين وعارفين ومتاكدين ان في حاجه ومش عارفين نتصرف؟ لا انتٍ لازم تعملي حاجه انا مش هستنى لما ابني يروح فيها.. مصعب لو عرف موضوعك ممكن يعمل فيكي حاجه او يعمل في البيه التاني اللي عمال يبعتلك كل فتره من ايميل شكل.. انا عارفه لما الغضب يتملكوا ما بيشوفش قدامه
اهتز شيء في ملامح ندى برهبة والذعر يعود يتمكن من ملامحها وعينيها كانتا تدوران بغير ثبات وكأنها فقدت بوصلتها التي تستخدمها لتسيطر عليها، ثم تمتمت برهبة
= هو انتٍ بتقلقيني اكتر ما انا قلقانه في ايدي إيه اعمله وما عملتوش اكثر من كده، اروح مثلا اقول له إيه اللي مغيرك من ناحيتي و يخليك شاكك فيا عشان يتاكد ان فعلا في حاجه، ما انا مش بايدي حاجه تانيه غير اني استنى
كانت غير متقبله تماماً النبرة التي حدثها أبنها بها قبل فترة كأنه مكتشفاً ما وراءها حقيقة لذلك قالت بحزمٍ
= لا غلط ان احنا نستنى.. احنا لازم نعمل حسابنا عشان لو حصل اللي خايفين منه و موضوعك اتكشف نعمل احتياطاتنا..افهميني كويس لازم نستعد ونعرف هنعمل ايه ونقول ايه عشان كلامنا يكون واحد وقتها لو اتكشفنا ساعتها مهما كان الدليل اللي يكون معاه مش هيصدق .
بدأ تركيزها يعود شيئاً فشيئاً و وجدت بأنها محقه بينما الخوف لم يترك محياها بعد عندما قالت بتفكير جاد
=تصدقي معاكي حق! احنا صحيح لازم نستعد ونفكر هنقول ايه لو اتكشفت وانكرت.. الإنكار لوحده مش كفايه لازم افكر في حاجه ثانيه .
❈-❈-❈
ضبطت رحمه يدها بالهاتف وهي تتحدث مكالمه فيديو مع ندي بالخارج وسألتها مبتسمة
= مش ناوي ترجعي مصر في اي وقت والله ليكي وحشه انتٍ والاولاد يا ندى قطعتي بينا أوي يا حبيبتي انتٍ كنتي صاحبتي الوحيده واللي ما ليش غيرها.. بس برده والله مبسوطه ان انتٍ خلاص استقريتي انتٍ وجوزك هناك وما بقاش في مشاكل بينكم .
ضحكت ندى بنوعٍ من الهم ثم قالت بصوت باهت
= والله مين سمعك نفسي ارجع حتى اجازه بس مصعب هيخاف ان انا ارجع وما رضاش اسافر تاني، الحياه ساعات برده معانا مش بتستقر دايما زي ما انتٍ فاكره الظاهر المشاكل هتفضل ورانا ورانا .
عقدت حاجبيها قبل أن تقول بتعجب
= ليه بتقولي كده؟ ايه اللي حصل يا ندى تاني ما انتٍ الأيام اللي فاتت كنتي بتكلميني و كويسه وقلتلي خلاص الحمد لله مصعب ما طلعش وحش أوي زي ما كنتي فاكره وشخص كويس وطالما مش هيكرر الغلطه دي تاني اهو على الاقل الاولاد تتربى بينا.
ترقرقت عينيها بالعبرات وتحدثت بتنهيدة حزينه قائله باصطناع
= اقولك ايه بس انا في هم كبير، بس زهقت من كتر ما انا ساكته وعاوزه افضفض لحد.. عارفه شريف اللي معانا في الشغل انا اعرفه من أيام الجامعه وكانت بينا قصه حب قبل ما اعرف نيته السوداء وابعد عنه .
اعتدلت رحمه بسرعه في جلستها وهي تتسائل باهتمام وفضول
= نعم! لا احكيلي واحده واحده كده عشان أفهم من البدايه الموضوع.....
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع، كانت ندى تبكي وهي تتحدث عبر الهاتف مع رحمه هاتفه من بين دموعها
= رحمه انتٍ مش بتردي عليا ليه على طول الزفت اللي اسمه شريف مش سايبني في حالي وكل يوم يهددني ان هيقول لجوزي على العلاقه اللي كانت بينا وهيزود كمان كلام من عنده عشان يخرب عليا وارجعله مكسوره .
اهتزت ملامح رحمه بشيءٍ لم تراه ندى بالطبع ثم قالت بامتقاع
=بس يا حبيبتي اهدي والله نفسي اساعدك باي شكل انا مش قادره اصدق انه انسان واطي وزباله وكان حقير للدرجه دي بس تصدقي والله ما متفاجاه من ساعه ما مراته قربت مني وقالتلي خلي عينك عليه وانا فهمت اللي فيها انه شخص مش سهل وكان مدورها مع بنات كتير.. المهم اوعي تباني وتضعفي قدامه ده اللي خليه يتقوى عليكي اكتر وبعدين طالما مش معاه دليل يتفلق .
هزت ندى كتفيها بعجز يخالطه قلة الحيلة ولم تجد ما ترد به حتي تكلمت مرة أخرى بحزنٍ بدل صوتها
= طب انا هفضل كده مستنيه لحد ما يجيب دليل في مره، كلامه لوحده لجوزي هيشككوا فيا لا يا رحمه انا لازم اعمل حاجه وبسرعة...
يا ريتني معايا اي دليل امسكه عليه عشان اخليه يبعد عني تعرفي لو الوضع اتعكس انا اللي هكون كسبانه ساعتها وهعرف الوي دراعه.
عقدت حاجيبها بدهشة فردت برتابة
= دليل!.. دليل زي ايه يا ندى لو في بدماغك حاجه يا حبيبتي قوليلي المهم بيتك ما يتخربش انتٍ من ساعه ما قلتيلي ان جوزك صعب وممكن يحرمك من ولادك وانا خايفه اوي عليكي عشان انتٍ مظلومه وما تستاهليش كده... وهو اللي لازم يكون عبره لكل الأشكال اللي بيصاحبهم بنيه الزباله .
تنهدت ندى مرخية كل حصونها مرة واحدة مع صديقتها الحقيقية الوحيدة
= بالظبط كده لازم انتقم على اللي عمله معايا وعمله في كل بنت زيي! عشان يحرم وياخد درس عمره وما يكررهاش تاني.. بس انتٍ اللي هتساعديني في كده يا رحمه انتٍ مش قلتيلي انك قريبه من مراته وهي معيناكي تعرفي كل تحركاته يبقى الحل في ايدك
هزت رحمه رأسها موافقة دون أن تراها ثم قالت بعد برهة باستسلام
= يا حبيبتي انا لو في ايدي الحل مش هتاخر بس مش فاهمه ايه اللي ممكن اعمله يعني؟ هي آه الست قربت مني وخليتني صاحبتها بس ده إيه علاقته بأنك تمسكي عليه دليل و تخليه يبعد عنك ويبطل يخون مراته و يضايقك .
وهنا كانت فرصتها لتهتف بسرعه بكل خباثة
= انا هقول لك بس الأول عاوزاكي تفهميني ليه مراته متمسكه بيه أوي كده رغم انه خاين و قلتلي في مره انه بيخاف منها و وشه قلب اول ما جاتله الشركه..و ايه العلاقه اللي بينهم واصله كده.. حاولي تحكيلي كل كبيره و صغيره وانا بالطريقه دي همسك اي دليل عليه، وعاوزكٍ الفتره اللي جايه كمان تقربي منها اكتر وتحاولي توقعيها بأي حاجه ممكن تفيدنا .
❈-❈-❈
بعد مرور فتره اتصلت عليها رحمه وهي تحادثها مبتسمة بسعاده هاتفه
= أما أنا عرفتلك شويه اخبار طازه انما ايه اسمعي يا ستي! البيه اللي اسمه شريف طلعت مراته دي تبقى بنت خالتو أصلا يعني قرايب في بعض وهو اتجوزها عشان كان طمعان اكمنه يعني ضيع كل الورث في مشروع كده اهبل ذيه! ومراته كانت فاهمه اللي فيها بس عشان كانت بتحبه وافقت وقالتلي انها سندته كتير وعدت نزوات كتير لي لحد ما زهقت منه خالص وهددته ان لو عملها مره اخيره هتكون دي خلاص اخر مره بينه وبينها وهيطلقها وهيدفعلها نفقه ومؤخر قد كده كان كاتبهم على نفسه.. غير نفقه العيال وهو طبعا ولا معاه ولا نيله.. عشان كده قالتله هسجنك ومش هتفرق معايا!
شقت فكها شبه ابتسامة بينما تضيف بصوتٍ أجش
= ما هي برده التانيه طلعت مش سهله ومامنه نفسها عشان كده بيتنفض اول ما يشوفها لا تعرف بلاوي السوداء عشان المره الاخيره خلاص بفوره ومش هتسامح زي اللي قبلها.. عشان كده هي نفسها تمسك عليه أي حاجه رغم أنه حلف المره دي فعلا هيتقي الله فيها و مش هيعملها تاني.. بس ما الجواب باين من عنوانه طالما كان مخبي أصلا موضوعه جوازه بالشركه واللي بيعمله معاكي وعمال يطاردك يبقى لسه زي ما هو الكلب وما اتعدلش
ابتسمت ابتسامة إنتصار مشرقة وهي تتابع
= إيه رأيك بقي في الأخبار دي كلها اظن ده أكبر دليل ممكن تمسكيه عليه مش كده.. لاما نطربقها عليه ونقول لمراته لاما تسيري في الكلام وتمسكي عليه دليل انك هتبعتي لمراته لو ما اتلمش وبعد عنك....
تهلل صوت ندى بالفرحة تلقائياً ولمعت عيناها وهي تردد بسعادة
= انتٍ احسن صاحبه عرفتها في حياتي يا رحمه ده فعلا اللي هعمله ولحد هنا مهمتك انتهت شكراً جدآ...
❈-❈-❈
قبل يوم واحد من حادث ندى وشجارها مع مصعب وقبل أن يعرف الحقيقة ويكتشف الرسالة بالصدفة، كانت تتحدث مع حماتها وأخبرتها بخططها، وأنها تنتظر مكالمة من شريف رغم أنها تعرف رقم هاتفه، إلا أنها كانت تنتظر أن يتصل بها هو حتى تسجله وتقوم بتهديده وكانت تدرب نفسها على ألا تطيل الحديث معه وأن تبتعد عن مواضيع الماضي، بل تركز فقط على شيء واحد وهو مطاردته لها لتثبت صحه كلامها .
أرجعت مديحة ظهرها الخلف براحه وإذ تردد بصوت ساخر متهكم
= ما انتٍ طلعتي مش سهله اهو وبتعرفي تخططي وازاي تحوطي على جوزك كان من الاول الكلام ده، يلا خلينا في المهم دلوقتي حاولي فعلا تتصلي بيه ولا تستني اتصاله وتوقعي في الكلام عشان يعترف بس اوعي تسجلي كلمه كده ولا كده تخلي جوزك يشك أكثر
دمعت عينا ندى بخزي بينما تتمسك بالهاتف بقوة بين أناملها وهمست بتردد بأسى
= هو انا لو مش وفرت كل وجع الدماغ ده واعترفتله مش هيكون أحسن، انا حاسه ان انا بخدعه ومجبوره على اللي انا بعمله و مش مبسوطه وشايفه ان الاحسن اكون صريحه معاه.. وبعدين ما هو عملها قبلي وسامحته ليه ما يعملش كمان زيي .
شحبت ملامح حماتها مرة واحدة مرتدة للوراء بعنف ثم قالت ناكرة ما وصل اليها من معنى
= نعم يا اختي لا دي كده ضربت معاكي على الآخر اوعي تفكري تعمليها لو اعترفتي مش هنعرف نحل الوضع خالص ومين قال لك اصلا انه هيكبر دماغه وهيعمل زي ما انتٍ عملتي ده ابني وانا عارفاه واسمعي الكلام ما فيش راجل هيسامح مراته على حاجه زي كده حتى لو عمل زيها ما تبقيش خايبه.. وانا اللي لسه بقول عليكي ناصحه وهتعرفي ازاي توقعي اللي أسمه شريف ده عشان تبعديه عنك
اعترضت ندى غصة أليمة حلقها بينما همست بتعبٍ
= مش كده انا كان قصدي اني...
اجفلت مديحه من استخفاف توقعها وهي تقاطعها بإصرار صارم
= مش عاوزه اعرف قصدك، عاوزاه بس حاجه واحده هي اللي اسمعها منك البيت دي هتحافظي عليه بايدك واسنانك ومهما تعملي
ما تبصيش وراكي تكدبي بقى تالفي تخدعي إللي قدامك مش مهم! المهم تمشي عدل و تصلحي اللي فات عشان يتقفل خالص.. و بعدين اذا كان ربنا سترك لحد دلوقتي عاوزه تفضحي نفسك ليه؟ كملي في الخطه زي ما اتفقنا الإنكار اهم حاجه تصممي عليها اول ما تتكشفي وبعد كده الكارت الاخير المكالمه اللي هتسجليها بينك وبين شريف! وعاوزاكي ثابته قدامه عشان ما يشكش فيكي مهما يقول؟ وانا من عليا هتدخل لما الاقيك اتزنقتي في الكلام معاه.
صمتت ندى بعجز وافتقار للحيلة وشعرت أن صدرها يضيق بها غير قادرة على التقاط أنفاسها، لم تكن ترغب في أن تكون حقيرة بتلك الطريقة، لكن الظروف والمجتمع دائماً ما يضعها في هذا الموقف. بينما هي مصممة على الاعتراف بالحقيقة ويحدث ما يحدث؟ لكنها في الوقت نفسه ستندم حقاً إذا فقدت أطفالها وواجهت رد فعل غير عادي.
أظلمت عيني مديحة فجاء وكأن السواد احتل روحها مبدداً كل سلامها النفسي وحقيقتها وهي تضيف بتهديد شرس
=بس خليكي فاكره كويس زي ما بسندك دلوقتي وبلم معاكي قرف زمان! اقدر في ثانيه واحده اهدها عليكي والبيت اللي انا بعمل المستحيل عشان ما يتخربش انا اللي هخربه بايدي لو عرفت بس انك حاولتي تخدعي ابني وتخوني تاني.. اتفقنا .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية