-->

رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - اقتباس الفصل 12 الجمعة 15/11/2024

 قراءة رواية في قبضة فهد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية في قبضة فهد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هالة زين


اقتباس

الفصل الثاني عشر

تم النشر الجمعة

15/11/2024


جلست ميلا  تنتظر مجئ داليدا ويزن وهي تتطلع إلى الفراغ، شاردة الذهن، وعيناها مليئتان بالحزن والأسى. كانت تسترجع لحظات الذل والإهانة التي واجهتها من يمان، وتُراجع كيف سائت الأمور ووصلت  إلى هذا الحد. كيف تحولت من تلك الفتاة المستقلة القوية إلى من تتلقى نظرات الاستعلاء والتحقير من زير نساء مثل يمان .


تساءلت في نفسها بمرارة 


ميلا : "هل حقًا استحق كل هذا  العذاب ؟ ولماذا الحياه مصرة علي أن تعطيني صفعات أكبر من حجمي الضئيل ؟ وإلي متي سأتحمل هذا العذاب ؟


شعرت بقلبها يتألم وكرامتها مجروحة، لكنها بدأت تدريجيًا تستجمع شتات نفسها، وكأنها تعقد العزم على عدم السماح لأحد أن يُقلل منها مرة أخرى.


جففت عبراتها بأصابعها وكادت أن تتناول كأس الماء  لترتشف بضع قطرات تبلل بها حلقها الا ووجدت بيد أحدهم تناولها  إياه .


تفاجأت ميلا بدخول قاسم ذلك البلطجي الذي يسكن بالحاره معها ويتابع أخبارها عن قرب فهي لا تغفل عن نظراته العاشقه لها ، حيث ظهر فجأة أمامها من العدم ،وبدا واضحًا من نظراته الثقيلة أنه يتابعها منذ وقت ليس بقليل . تقدّم نحوها بخطوات ثقيلة، ونظر إليها بنظرة تحمل مزيجًا من الجرأة والاهتمام، محاولاً كسر الحاجز الذي وضعته بينهما منذ أن جاءت إلى الحارة.


ابتسم قاسم بسخرية خفيفة وأردف .


قاسم :فرصه سعيده يا أبله ميلا ..لو أعرف إني هشوفك النهارده هنا كنت جيت من بدري .إتفضلي الميه بلي  ريقك وبلاش تعيطي علشان دموعك دي بتقطع في قلبي .


شعرت ميلا بالضيق، لكنها حافظت على تماسكها، ورفعت عينيها بنظرة حازمة، محاولة أن تخفي ارتباكها ورفضها الصريح لتواجده..فتناولت كأس الماء منه علي مضض 


ميلا : أهلا بيك يا معلم قاسم ..متشكره .


كان قاسم يحدق بميلا بنظرات عاشقة مليئة بالشغف، وكأنها مركز الكون بالنسبة له. عيناه لم تتركها لحظة، يتابع كل حركة وكل نظرة تصدر عنها بابتسامة خفية، وكأنه يحلم بلحظة يبوح فيها بمشاعره لها.


نظرت ميلا إلى قاسم بحزم وكادت أن تكون حازمه وصارمة لولا  أن شعرت بسعادته الواضحه  فأخذت نفسًا عميقًا وواجهت قاسم بابتسامة رقيقة، حاولت أن تكون لطيفة قدر الإمكان لتخفف وقع كلماتها عليه. نظرت إليه بجدية قائلة


ميلا : معلم قاسم، إنت عارف إني أنا بحترمك جدًا، وبيعزّ عليا مشاعرك ، لكن لازم أكون صريحة... أنا مش قادرة أبادلك نفس الشعور.


حرصت ميلا أن تكون كلماتها واضحة ولكن بدون أن تجرح مشاعره، وأملت أن يتفهم ويقبل الأمر دون أن يشعر بالرفض القاسي.



حاول قاسم  أن يتمالك نفسه أمام رفض ميلا، واقترب منها بلطف وقال بنبرة دافئة.

قاسم  : بصي يا أبله انا عارف  إني مش أد المقام ، وإنتي بتعتبريني  مجرد حد عابر في حياتك وبلطجي وكده  ، لكن والله  إنتِ بالنسبالي الحلم اللي بتمنّاه من زمان من يوم ما جيتي مع الست إيفلين  الحارة من خمس سنين  . يمكن أنتي مش حاسة باللي في قلبي ، بس والله  وجودك في حياتي  هو الأمل اللي أنا عايش عشانه .


تلعثمت ميلا قليلًا، متأثرة برقة كلماته، لكنه أكمل


قاسم : أنا عارف إن القرار ليكي، وأنا مش هضغط عليكي. بس حبيت أقولك إن القلب ده مفتوح ليكي، وقت ما تكوني جاهزة تسمحي لي إني قرب منك و أدخل حياتك هتلاقيني فاتحلك دراعاتي وهكونلك السند اللي طول عمرك بتتمنيه .


ابتسمت ميلا  رغما عنها بتأثر  فكأنه أخبرها ما تتمني أن تسمعه ولكن ليس منه هو .


فشلت أن تحافظ على أتزانها حيث  شعرت بشيء غريب وهي تستمع لكلمات قاسم العذبة، كأنها لم تسمع أحدًا يتحدث معها بهذا العمق من قبل. رغم محاولتها أن تبقى صارمة وتحافظ على تماسكها، بدأت عينيها تلمعان وارتسمت على شفتيها ابتسامة خجولة. ترددت للحظة وهي تجمع كلماتها، وكأن شيئًا ما بداخلها يتنازع بين تقديرها لمشاعره وبين حرصها على ألا تتورط في علاقة لا تشعر فيها بالحب وتورط إنسان يكن لها الحب معها .


أخذت نفساً عميقاً وقالت بنبرة هادئة.


ميلا: معلم قاسم… كلامك جميل  اوي وبيأثر فيا، بس… أنا مش عايزة أجرح مشاعرك. يمكن أنت تستحق حد يبادلك نفس الحب… صدقني أنا مش هقدر أوعدك بحاجة أكتر من الصداقة والاخوه اللي بينا .



 شعر قاسم بثقل كلمات ميلا رغم هدوئها، وأدرك أنها لن تفتح قلبها له كما كان يتمنى. حاول أن يخفي خيبته بابتسامة صغيرة، وقال بصوت منخفض


قاسم : مفهوم يا أبله ميلا … أنا إتأخرت  على أي حال..ومعلش إن كنت عطلتك .


 نهض وهو يحاول الحفاظ على رباطة جأشه، وألقى نظرة أخيرة عليها وكأنها تجسد الحلم الذي لن يتحقق.فأردف بإبتسامه باهته .


قاسم :  أشوفك على خير يا أبله ميلا ." ثم استدار وغادر المكان، محاولاً أن يظهر أن الأمر عادي، رغم الألم الذي يحمله في داخله.



دخل يمان إلى المكان بقوة وثقة، عيونه تقدح شرراً، نظرته ثابتة تبحث عن ميلا بعينين لا تعرف الرحمة. لم يستطع تجاهل وجود قاسم الذي لم يُخفي اهتمامه بميلا، فاشتعلت الغيرة في داخله كالنار، وارتسمت على وجهه علامات التحدي والغضب.


تقدم يمان نحو ميلا بينما يغادر قاسم ، ثم رمقه نظرة حادة تكفي لترهيب أي شخص آخر، وقال بصوت صارم وهادئ يخفي بين طياته تهديداً.


يمان :يا تري خلصتي وصله الحب والغزل ولا لسه في جزء تاني 


عاد قاسم مجددًا، متجاهلاً نظرات التحدي السابقة، وسأل ميلا بنبرة فضول وحيرة


ميلا :في حاجه يا أبله ميلا .


شعرت ميلا  بتوتر الأجواء وازدادت حدة النظرات حولهم، وقفت بسرعة بين يمان وقاسم، ورفعت يدها في محاولة لتهدئتهما قبل أن تتفاقم الأمور. نظرت إلى كل منهما بجدية، وقالت بصوت هادئ لكنه صارم


ميلا : وطوا صوتكم ، الناس بقت بتتفرج علينا .


ثم وجهت كلامها لقاسم بلطف، محاولة تجنب المزيد من التصعيد

ميلا : إحنا في مكان عام، ومالوش لازمة الكلام ده هنا يا معلم قاسم ..اتفضل إنت لو سمحت 


غادر قاسم علي مضض بينما ظلا يتناظرا بقوه وغضب لبعضهما بينما نظرت  ميلا إلى يمان بنظرة ترجوه أن يلتزم الصمت، قبل أن تكمل


ميلا : وأنت إيه اللي جابك ولا لسه في إهانه تانيه حابب تسمعهالي علشان أنسي اللي حصل ما بينا .



غضب يمان وأمسكها من ذراعها جاررا إياها تجاه الطريق المؤدي الي خارج المطعم ومن ثم أخذها خلفه  ودفعها تجاه الحائط  .


يمان : مين الحيوان اللي كان معاكي جوه ده .وإزاي تقبلي إنه يقعد معاكي كده 


دفعته بعيدا عنها وصرخت بوجهه 


ميلا: وأنت مالك ؟؟..مين إنت علشان تسألني ؟


 

إبتلع لعابه بغضب ولكنه شعر بشعور لا يمكنه تجاهله وهو رؤيه رجل يقف بالقرب من ميلا. كان قلبه ينبض بسرعة، وكلما تبادل الاثنان الحديث، كلما ازدادت غيرته. كانت تلك الغيرة تأكل قلبه، وأصبح لا يستطيع إخفاءها. وعندما اقترب منها، وجد نفسه يسأل بشكل مباشر


يمان : يعني مش هتقولي مين ده؟ وليه كل الاهتمام ده منه لا تكوني مدياله امل هو كمان  .


كان يمان يتحدث بنبرة تحمل الكثير من الغضب والقلق في الوقت نفسه. لم يكن يهتم بما إذا كان سلوكه سيزعجها أم لا، فكل ما كان يشغله هو تلك العلاقة الغريبة بين ميلا وقاسم.


أما ميلا، فشعرت بحرجٍ كبير وهي تواجه تلك الأسئلة. كانت تعلم تلك النظره التي تفسر  أن يمان يغار، ولكنها كانت مترددة في تفسير علاقاتها معه  هو مجرد عابر  في حياتها، ولم تعطه حتي أي إهتمام  لكنها لم ترد أن تؤجج نيران الغيرة أكثر مما هي عليه. لذا، حاولت أن تتجنب الإجابة على سؤاله


ميلا : إنت أكيد إتجنتت .. مفيش حاجة بيني وبينه، قاسم بيكون جاري في الحاره.ويا دوب إتقابلنا هنا بالصدفه .


لكن يمان لم يكن مقتنعًا. تلاحقته تلك الأسئلة ..لماذا قاسم يظهر فجأة؟ ما الذي يجعله  يعطيها هذا الاهتمام؟ على الرغم من كلماتها، كان لا يزال يشعر بالقلق.فهو رجل ويفهم نظرات الرجال .


 كانت ميلا تراقب تعبيراته، شعرت بشيء من الارتباك. لكنها لم ترغب في الحديث عن قاسم بشكل أكبر، خاصة في تلك اللحظة. حاولت تهدئة الموقف بتغيير الموضوع أو التلميح إلى أنها لا تستطيع التحدث عنه في هذه اللحظة.


ميلا : إيه اللي جابك يا يمان بيه . لتكون نسيت إهانه جديده وجاي تقولهالي قبل ما تنساها.


صرخ بها عندما لاحظ هروبها من أسئلته 


يمان : خالك بلغني إنك رفضتي الجواز. 

ميلا :وإيه الجديد ؟؟ إنت مش بلغتني أني أنسي اللي حصل ..أديني نسيت .


لا يعلم لما  شعر بتأنيب ضمير قوي وندم كبير يتسلل إلى قلبه، فلم يكن يتوقع أن تصير الأمور إلى هذا الحد. لام نفسه على انفعاله عليها وتصرفاته التي زادت من ضغوطها. كان يعلم أن ميلا تتحمل الكثير بمفردها، ومع ذلك لم يخفف عنها بل زاد من حزنها بأفعاله المتهوره وتصرفاته العنيفة.


أخذ يمان نفسًا عميقًا وأغمض عينيه للحظة، يسترجع كلماته القاسية التي ألقاها في لحظة غضب، وهو يندم على عدم تعامله مع الأمور بصبر وهدوء. أدرك أنه بدلاً من أن يكون سندًا لها، زاد من أعبائها وجعلها تشعر بالوحدة أكثر. كان يمان يعرف في أعماقه أنها لم تخطئ، وأن كل ما يحدث حولها من ضغوط كان خارجًا عن إرادتها.


يمان :ليه ما قولتليش علي اللي عملته معاكي ليل ..وإزاي توافقي تكوني زوجه تانيه لابن عمك ؟

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة زين، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة