رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - الفصل 2 - 4 - الجمعة 1/11/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
نصف عذراء
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
4
تم النشر يوم الجمعة
1/11/2024
تنهد طارق وهو يقول بصوت جاد
= القرار قرار والدتي يا حنين بس حاضر لو هي حد كويس فعلا والفلوس جاهزه واتفقوا فتمام ما اعتقدش والدتي هترفض وعلى الاقل نعرفها منك .
هزت رأسها مبتسمة وهي تقول بثقة
=ما تقلقش زينه ما فيش في اخلاقها ولا تربيتها واحسن واحده ممكن تتعرفوا عليها..
عقد حاجيبة باستغراب وهو يتسائل بدهشة
=ياااه للدرجه دي بتحبيها مع اني يعني ما شفتلكيش اصحاب قبل كده ولا كمان حضرت فرحنا مش كده .
ابتسمت ابتسامه سعيدة وهي تقول بنبرة حماس
= عشان اتجوزت في محافظه تانيه وبعدين فجاه اختفت وما كناش نعرف حاجه عن بعض، وهي كانت صاحبتي الوحيده في المدرسه وما ليش غيرها عشان كده نفسينا احنا الاتنين نلم الشمل من تاني .
لم يتحدثون مره اخرى حول ذلك الموضوع فاخبرها بالاخير بأنه سيعرض الأمر على والدته، وفي السماء كان يجلسون يشاهدون التلفاز بالاخص هي كانت مندمجه فيه، وهو يراقبها ثم مال إلى وجهها قليلاً ينظر إليها بعشق وهيام ليحوطها بطريقه رومانسيه وهم يشاهدون التلفاز سوا.. لكنها انكمشت على نفسها فجاه فتعلم تلك المقدمات جيد وفي النهايه يصل الى ماذا، لذلك حاولت ان تفسد مخططاته من البدايه ونهضت متحججه وهي تمثل التعب والارهاق
= ما اعرفش ليه كابس عليا النوم أوي وتعبانه الشقه هدتني تصبح على خير انت بقى كمل الفيلم طالما عاجبك....
تلاشت ابتسامته تدريجياً وعقد حاجيبة بغرابة وضيق فهو قد عاد من العمل مبكراً لاجل ان يقضوا وقت ممتع مع بعضهم البعض، لكنها حطمت آماله...
❈-❈-❈
لقد مر شهرين على زواجهما لم تكن الحياه بينهما سيئة ولا جيده أيضاً، حيث كانت طول الوقت تشعر حنين بالنفور من العلاقة الـ.ـحـ.ـميمة التي تحدث بينهما ولم تكن تعرف السبب بالتحديد ولم تجد أحد تصارحه بما داخلها فهي بالأساس لا تعرف لما تشعر هذا الشعور عندما يقترب منها؟
ولا الرغبه واللهفه مثله في تناول العلاقة بل بالاساس كانت تنتظر اي فرصه والاخرى حتى تهرب من ذلك الموضوع واذا حدث تنتظر بفارغ الصبر حتى ينتهي منها لتأخذ أنفاسها الصاعده وكأنها تبذل مجهود قصارى حتي تتحكم في نفسها وتتركه يفعل ما يريد .
بينما على الجانب الآخر كان يشعر طارق بالجفاء والبرود في تلك العلاقه لكن لم يتناقش معها في ذلك فأعتقد ربما الخجل والحياء هو السبب بذلك وأن مع مرور الوقت ستعداد ولكن يشعر بأن مر وقت طويل وهي على نفس الحال دون تجديد... وكان ذلك أصبح اُسلوب حياة بينهما ومما آثار أعصابهما معا.
أما عن صديقتها زينة فبالفعل أجرت المنزل واصبحوا يسكنون في نفس المبنى! وكانوا طول الوقت مقتربين من بعضهم البعض حتى أن حنين قد وجدتها حجه ليبتعد عنها زوجها ولا يطالبها بالعلاقه باستمرار... وكان هذا اكبر خطأ تفعل في حياتها الهروب من المواجهه بدل من الحل والبحث عن سبب نفورها من تلك العلاقه وأسبابها.
❈-❈-❈
مر شهر أخر بنفس الروتين وبدأ طارق يشعر بالضيق وعدم الصبر و حنين تلتزم بالصمت علي نفورها من العلاقه واجبار نفسها في بعض الاحيان لأجل زوجها يشعر بالنشوة فقط ولا أكثر.. حتى أحيانا تفكر بان هذه طبيعه العلاقه خلقت للاستمتاع الرجال وليس للسيدات أيضاً .
كانت حنين تجلس مع زينه صديقتها في منزلها والباب مفتوح وكان يتسامرون مع بعضهم البعض باجواء سعيده، حتي كان طارق يصعد ونظر بطرف عينه إلي زوجته قائلاً بضيق
= السلام عليكم
شعرت زينه بالحرج و أجابت قبل أن يصعد
= وعليكم السلام، إيه يا حنين ما تقومي ورا جوزك ليكون محتاج حاجه يبقى نكمل كلامنا بعدين
هزت كتفها بعدم مبالاة وهي تقول ببرود
=هيعوز ايه يعني كل حاجه عنده متجهزه فوق! حتى الأكل سيبك منه وتعالي نكمل كلامنا
عقدت الأخري حاجيبها بدهشة وهي تقول بعتاب
= حنين بطلي هبل واطلعي وراه كده هيتضايق مني وهيفتكر ان انا واخداكي منه..
وبعدين يا حبيبتي حتى لو كل حاجه متجهزه عنده لازم برده وجودك جنبه هيفرق انتم بقلكم كام شهر متجوزين ليه بتعوديه من البدايه كده يستغنى عنك .
توترت حنين قليلاً فهي كانت متعمده عدم الصعود خلفه حتى لا ينتهي بها الأمر مرغومه على علاقه زوجيه لا تريدها وتكرهها وتنفر منها، حمحمت وهي تقول بنبرة ضائقة
= ولا يستغني عني ولا حاجه يعني انا هروح فين ما انا طول الوقت معاه، ما جتش يعني على كام ساعه بفك عن نفسي شويه ما انا حتى يوم اجازته بفضل قاعده في البيت قصاده
تنهدت زينه صديقتها وهي تخبرها بجدية
=ايوه يا حنين ما هو ده الصح، هو تلاقي دلوقتي طول الوقت في الشغل وزهقان وقرفان ومحتاج منك طبطبه ولا كلمه حلوه مش اكله وهدوم نظيفه بس.. في حاجات تانيه برده الرجاله بتكون محتاجاها ومش لازم تقولها .. الاهتمام هيفرق كتير في علاقتكم
صدقيني وهو اللي هيقربكم لبعض
حديثها اشعرها بالذنب قليلاً فهي لم تتلقى من طارق الا المعامله الطيبه والحنونه ويكفي بانه صابر عليها حتى الان لكن حقا الامر رغم عنها،
لتقول بصوت مخنوق
= انتٍ مكبره الموضوع أوي كده ليه يا زينه
ما انا قلتلك شويه وهطلعله هو انا هفضل طول اليوم يعني قاعده معاكي .
هزت زينه رأسها باعتراض وهي تقول بنبرة باهته
=ما تبقيش خايبه زيي يا حنين فضلت برده زيك اعمل كده واكبر دماغي واقول الكلام دي عادي وفي الاخر جوزي سابني وراح يتجوز غيري، ولاقي التفاصيل دي معاها.. الزمن ده عاوزك تتنصحي .
لم يظهر على حنين أي تأثير وظلت في مكانها، بينما لم يكن أحد يعلم أو ينتبه لوجود طارق بالخارج وهو يستمع إلى حديثهما عنه، كان يرغب حقًا في أن تصعد زوجته معه وأن يشعر بوجودها واهتمامها وهو ما لم يشعر به حتى الآن، ولا بحبها.. كان ممتنًا لتفكير صديقتها، التي بدت أكثر نضجًا عنها لكنها لم تقتنع، مما زاد من غضبه وأكمل صعوده إلى الأعلى بمفرده وهو يشعر بالقهر.
❈-❈-❈
على الرغم من تذمر حنين وكراهيتها لاقتراب طارق منها ومحاولاتها المستمرة للهروب وخلق أعذار وهمية، إلا أن طارق لم يتوقف عن محاولاته، مما جعل حنين تستسلم أحيانًا حتى لا يشتبه بها أو يشكوها لأحد.
كانت تشبه من يبيع الأوهام وتقديم مشاعر زائفة. لكن لم يكن لديها خيار آخر، فكيف يمكنها أن تخبره بأنها لا ترغب في هذه العلاقة مثله وتشعر بالنفور والاشمئزاز؟
اقترب طارق منها وهو يداعب وجنتها بإصبعه
مرادف بمازحاً
= هو انتٍ مش ناويه تغيري البيجامه دي وتلبسي مثلا قميص نوم وتستقبلي جوزك حبيبك بعد يوم طويل في الشغل
نظرت حنين إليه بتوتر و أجابت مترددة
= هاه، الجو برد أوي أصلي.. وبعدين انا برتاح في البيجامات ومتعوده عليها من زمان..
أجاب طارق وهو يزفر في ضيق بخيبة أمل
= برد ايه بس الجو حلو.. خلاص طالما مرتاحه كده براحتك.. بس يعني حاولي يا حبيبتي تجربي تلبسيهم طالما اشتريتيهم بدل ما هم مركونين في الدولاب و واحده واحده اكيد بعد كده هتتعودي.. انا فاهم ان اكيد وانتٍ بنت ما كنتيش بتلبسي كده بس دلوقتي احنا متجوزين والحاجات دي كلها شكليات بس مطلوبه .
أجابت بفتور وهي تنظر إليه بنظرات حانقة
= هو لازم قله ادب عشان نكون متجوزين ونعيش مع بعض
اتسعت عيناه للحظات ثم تنهد كاتماً غيظه ليرد بصوت أجش
= نعم! انتٍ بتقولي ايه انا جوزك على فكره وده بيحصل بين المتجوزين عادي.. و ده حقي علي فكره كمان
قالت دون انتباه بحنق وعصبية
= و هو حقك ده لازم يكون على حسابي او غصب عني !.
صدم الآخر من عبارات حنين الأخيرة ليسالها بنظرات حادة
= ده إزاي؟ الموضوع ده اصلا بالذات ما ينفعش يحصل غصب عنك ولازم يكون في تجاوب بينا الاثنين؟؟ وده اللي نفسي احس بيه مره واحده وانا معاكي.. وبعدين تقصدي ايه على حسابك وغصب عنك؟ هو انتٍ بتغصبي نفسك على اللي بيحصل بينا
خشيت حنين أن تخبره بالحقيقه وتتلقى رده فعل صعبه بالنهايه ولا يفهمها، لتقول بثبات زائف
= مين قال كده؟ انا ببقى عاوزك زي ما انت عاوز أكيد بس مش بالطريقه دي آآ أو ممكن بتختار اوقات مش مناسبه ومش بيبقى ليا مزاج مش اكتر
وضع طارق يده على وجهه محاولاً منع نفسه من الثورة واحتقان غضبه الذي قد بدأ يتسرب إليه وتحدث بجدية
= اتمنى ده يكون فعلا قصدك يا حنين، عشان دي بتكون اهم لحظه بين اثنين بيحبوا بعض ومتجوزين اصلا فما ينفعش يكون ده شعورك عنها وانتٍ معايا
أجابت حنين وهي توميء برأسها في قلق
= ياااه مالك زي ما تكون اتخضيت واتضايقت لو انا ما كنتش حاسه بحاجه ولا مبسوطه معاك.. للدرجه دي الموضوع مهم عندك
هز رأسه بالايجاب بكل تأكيد وهو ينظر لها بنظرات حالمة
= لازم يكون مهم يا حبيبتي عشان الراجل هيحس وقتها ان مرغوب فيه وانه بيرضي مراته ويسعدها وأنه مآثر فيها الا كده هيحس ان ما لوش لازمه
لوت شفتاها بقهر مكتوم وهي تردد بصوت حزين
= المهم أنت بتكون مبسوط
تحرك في مواجهة حنين وقد بدأت الدماء تحتقن في وجهه من الضيق مرددًا باقتضاب
= ايه ده هو انتٍ مش بتكوني مبسوطه معايا لما نعمل كده ولا ايه؟ حنين في ايه ليه حاسس ان في حاجه مخبيها عليا
شعرت بأنها أصبحت في مأزق لتقول بنبرة خائفة
= هخبيه ايه بس كل الحكايه اني بتكلم عادي هو انت كل كلمه بتفسرها بشكل على مزاجك
لم يشعر بالاقتناع لكنه لم يضغط عليها في نفس الوقت وهتف قائلاً بنبرة قلقة
= طب لو في حاجه عاوزه تقوليها ومكسوفه ولا حاجه قولي وما تتكسفيش ولا تخبي عني حاجه تمام.. انا هفهمك ولأنك ما ينفعش تحكي أو تتكلمي إلا معايا بالذات في المواضيع دي
عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً وهي تسأله بحذر
=عاوز تفهمني يعني اي حاجه هتحصل ما بينا مش هتقولها لحد من اهلك ولا اصحابك
أجاب علي الفور طارق بنظرات حادة ولهجة جادة
= اكيد وهو ده الصح اصلا، حنين انتٍ مش هتكوني عارفه نيه اللي قدامك ايه ولا مجرد كلمه عاديه ممكن يستخدمها هو ضدك ازاي.. غير أن حرام وما ينفعش نتكلم في المواضيع دي مع ناس أغراب أو حتي قرايبنا عشان في حاجه اسمها خصوصيه وحرمه بيت .
صمتت لحظة بتردد ثم تحدثت حنين بصوت خافت وهي تبلع ريقها بصعوبة
= هو الموضوع ده! اقصد العلاقه لازم تحصل اكتر من مره! أقصد ليه مش مره واحده عشان الراجل يتاكد ان مراته بنت بنوت وخلاص
أغمض عينيه ثم أخذ نفساً عميقاً ليحاول السيطرة به على نفسه من اسئلتها الغريبه و الغير مفهومه وما الغرض منها.. ثم فتح عينيه ونظر إليها مرة اخرى وقال بتوضيح جاد
= عشان مش ده الغرض من العلاقه أصلا هنعيش اخواتي يعني ولا ايه؟ يا حبيبتي دي حاجه ربنا حللها بينا عشان تقربنا اكتر لبعض
فهمتي...
هزت رأسها بعدم اقتناع ويأس لكنها لم تظهر ذلك بالتأكيد فكل تفكيرها على العلاقه الزوجيه كذلك؟ أما ذلك شعور استثنائي لها فقط؟ واذا كان كذلك فلما هي بالذات تشعر به؟ واذا كانت هذه طبيعه العلاقه الحـ.ـميمه فيجب ان تعترف لنفسها بانها لا تحب الخوض ابدأ وتجربتها، ففي كل مرة تكون على امل ان يتغير ذلك الشعور النافر...
بدأ طارق في مداعبة زوجته بكلماته وافعاله الساحرة ثم أمسك بيدها وبدأ يقبلها بحنية شديدة ثم رفع رأسه قليلاً وطبع قبلة على جبينها ثم وجنتيها ثم قبلها بعمق من شفتيها وكانت حنين متجمده بين يديه تغمض عينيها بقوة ونفور لتتحمل الأمر حتى ينتهي لكن مع الأسف مزال نفس الشعور ملازمها......
بدأت الدموع تتجمع في مقلتي حنين، وهي تستعيد كل تلك التجارب المريرة في عقلها، و كلها تنتهي بنفس الشعور! فلا تفهم هل العيب فيها أم به... نهضت وهي تشعر بالغثيان والقرف كعادتها عند البدء والانتهاء لتستحم وتتخلص من ذلك الشعور وعندما شعر بها زوجها سألها بنعاس
= حنين هو انتٍ رايحه فين؟
مسحت دموعها بسرعه دون النظر اليه و
همست بصوت ضعيف
= ولا حاجه عاوزه استحمى كمل نوم انت .
اعتدل طارق في نومته ثم أحاط زوجته بذراعيه وهتف بنظرات عاشقة ونبرة حانية
= طب تعالي جنبي وخليها بكره مش لازم دلوقتي يعني الوقت عدي خلاص وكمان ساعه والفجر هياذن ويبقى نصلي بالمرة
احتقن وجهها بشدة من فكرة أنه ربما يشاركها الاستحمام أيضا وان تظل هكذا بذلك الشعور دون ان تمحي عنها بسبب كرهها وقرفها من العلاقة معا، لذلك رفضت بشدة واردفت بصوت مخنوق
= لأ لأ لأ ما ينفعش افضل كده كتير هقرفـ.. مش هيجيلي نوم الا لما استحمى، ارجع نام انت وما تشغلش بالك بيا .
❈-❈-❈
في اليوم التالي، كان طارق مندمج في العمل دون انتباه لمن حوله، شارد الذهن بحياه الزوجيه التعيسه والتي كان يبني آمال كثير عليها معتقدا بأن زوجته تبادله نفس الحب والمشاعر لكن بعد زواجه منها أكتشف عكس ذلك تماماً، بانه وقع في الحب من طرف واحد ويعاشر انسانه بارده المشاعر والأحاسيس بكل شيء..
فليله أمس عندما طلب منها أن تنتظر قليلاً ويستحمون سوا انقلب الأمر الى شجار كالعاده على شيء لا يستحق ولم يعلم بانها كانت تتعمد ذلك حتى تتخلص من حصاره ولا تفعل تلك الامور، فلا لم تكن هذه المره الاولى التي يتشاجرون معا، فاصبحت دائما هكذا وهو أيضاً يصطادون الاخطاء لبعضهم البعض.. لم تكن هذه الزوجه التي يتمناها تتشاجر معه لأتفه الأسباب و لعدم قدرتهم على المصارحه بما يعانون منه.
لم تكن هذه الحياه التي كان يرغب بها و ينتظرها إطلاقاً من البدايه عندما وقع بحبها
وظن هي الأخري، ثم آفاق علي صوت صديقه الذي أردف مازحاً
= ايه يا عريس بقيلي نص ساعه عمال اكلمك على الشغل هي العروسه لحقت تاخد عقلك للدرجه دي!.
لوي شفته بسخرية مريرة دون حديث وهو يتحسر على حاله بصمت...
❈-❈-❈
لم تتوقف محاوله طارق حتى يجعلها تندمج معه ويغير هذه الحياه الجفاء بينهما، قبل جبينها بحنية ثم وضع طارق يده خلف رقبتها وكان على وشك تقبيلها من شفتيها ولكنها توترت ثم أسرعت الخطى بعيداً عنه تبسم بصبر لحيائها فخلع قميصه ووضعه على الأريكة واقترب منها ببطء وجلس إلى جوارها على الفراش وقبل ان يفعل شيء تحدثت بسرعه مبتسمة بثقة
= مش هينفع النهارده يا طارق ولا لمده اسبوع كمان....
رفع حاجيبة للاعلي باستنكار وهو يقول بغيظ
= نعم وده ليه ان شاء الله
هزت رأسها بعدم مبالاة وهي تقول ببساطة
= الكلام شارح نفسه إيه اللي مش مفهوم!
اغتاظ طارق من طريقتها معه ليقول مرددًا بجدية
=مش ملاحظه انك بتكوني مبسوطه وفرحانه أوي وده باين لما بتجيلك، مع اني يعني اسمع انها حاجه بتتعب البنات فايه بيبسطك أوي كده
انصدمت من حديثه بقلق لتسرع تهتف بتبرير بتوتر وارتباك
= أفرح لا عادي دي حتى مش بتخليني اعرف اصلي ولا امسك المصحف و اقرأ قران زي ما بعمل غير التعب اللي بيجيلي منها مين قالك اني ببقي فرحانه بيتهيا لك طبعاً، انا بس بعود نفسي عليها خلاص هي امر واقع بحياتي و بعدين يعني ايه اللي هيفرحني من ورا حاجه زي كده
هتف بنبرة حادة وهو يضعها في مواجهه صريحة وواضحة
= يمكن عشان مش هعرف المسك لمده اسبوع وده بيريحك ويفرحك أوي بدل ما بتقعدي كل شويه تخترعي أي حجج ملهاش لازمه، اهو بدل ما تقولي كل يوم تعبانه ولا عيانه و اصل ماما وحشتني عاوزه اروحلها اهي بتجيلك على الجاهز و تخليكي قدام عيني ومش قادره المسك مش كده .
شعرت بأنها أصبحت في مأزق لتقول بعصبية منفعله
= نعم انا بعمل حجج ليه ان شاء الله ما انت بتيجي بتلاقي الشقه متروقه والاكل جاهز وكل حاجه نظيفه كل ده بيتعمل لوحده مثلا! وايه يعني لما اقول لك عاوزه اروح لماما كل شويه قريبه مني وبتوحشني ما انت بتنزل كل شويه برده لوالدتك بقول لك حاجه..
تنهد بضيق شديد وهو يقول بصوت جاد
= حنين انا تعبت من طريقتك دي وزهقت! مش هتتلككي عشان تداري على الكلام، انا عارف ممكن بيحصل غصب عنك و بتتكسفي بس بجد مش ملاحظه أن الموضوع زاد عن حده أوي....
ظنت فيه ظن سئ وأنه يفعل كل ذلك لأجل العلاقة لا أكثر، لتردف بتهكم قاسي وهي ترمقه بنظرات مشمئزة
= اه قول كده بقى أنت اللي بتتلكك، طبعا ما هو كل اللي بينك وبيني الموضوع ده وبس هو اللي مخليك اتجوزتني وجايبني هنا فلما عدى يوم ما يحصلش ولا فتره هتضايق أوي يا عيني ومش هتقدر تستحمل و...
احمرت عيناه وشعر بالإهانة أثر حديثها ثم توجه إلى حنين وأمسكها من ذراعها بحدة يصيح بغضب عارم
=اخرسي خالص.. انتٍ اتهبلتي ايه الهبل اللي انتٍ بتقوليه ده شايفيني قدامك إيه عشان تقوليلي الكلمتين دول واحد كل اللي بيهمه شـ.ـهواته.. و ما بفكرش فيك الا بالطريقه دي إيه الكلام الاهبل إللي دخلتيه في دماغك ده بقى انتٍ شايفاني كده يا حنين ما تردي.
بدأت الدموع تتجمع في مقلتي حنين هي ترغب في المضي قدماً في علاقتهما ولكن دائماً ما تهاجمها ذكرياتها الآليمة فتجعلها دائماً في حالة صراع مع النفس.. لتقول بنبرة معادية مريرة
= ليه مش زيك ذي اي راجل وكلهم بيفكروا في نفس الموضوع وبس... وبمصلحتهم! انت مش شايف نفسك عملت ايه كل ده عشان قلتلك عندي عذر وحاجه مش بايدي، انت اصلا تلاقيك مش متجوزني إلا عشان الموضوع ده وبس! زعلان اوي كده ليه عشان جيت على الجرح ؟!.
تطلع نحوها بنظرات مصدومه غير مصدق تفكيرها به، جز علي أسنانه بحده وهو يقول بنبرة قاسية
= انتٍ مش متربيه وناقصه ربايه.. واذا كان اهلك معلمكيش يعني ايه جواز و ازاي تحترمي جوزك فما تزعليش بقى من اللي هعمله فيكي...
تألمت من ضغطه علي يدها ومن اهانته لتقول بنبرة حزينة وهي تنظر إليه نظرات حانقة
= اوعي ايدي أنت كمان هتضربني وبعدين انا متربيه غصب عنك ولو ما كنتش كده ما كنتش اتجوزتني أصلا.. طب والله ما انا اعدلك فيها وهروح لماما
وقف طارق مشدوه مما تفعله زوجته حين بدأت في لم ثيابها بالفعل، فلم تقف طويلاً أو حتى تستمع إلى كلمه منه حيث قامت بجر حقيبة سفر وتحركت إلى خارج الغرفة وهو لم يمنعها....
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية