رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 32- 4 - الأحد 10/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني والثلاثون
4
تم النشر يوم الأحد
10/11/2024
ضغطت رؤى تدفعها اللهفة على الرابط دون تحقق من مصدره الحقيقية لتسير بعد ذلك على الخطوات، حتى تصل الى الجائزة المذكورة بتشجيع من والدتها وقد خرجتا الاثنتان من الغرفة، غافلين عمن صدح صوته عاليًا في الجهة الأخرى، مهللا بالنجاح اخيرًا، ليركض نحو المتربص في الزاوية التي يبيع بها ممنوعاته يبشره:
- الحلاوة بقى يا عم إبراهيم، اللي انت عايزة حصل.
❈-❈-❈
انهت اخيرًا عملها وبعد صعوبة في التركيز نتيجة التشتت والشرود الذي كان يفصلها كل دقيقة ، من بعد مكالمتها مع هذا الطبيب الغريب، سوف تأخذ قسطًا من النوم وترتاح من تعب اليوم الثقيل، وحين يأتي الصباح تبدأ يوما من أيامها العادية، لتنشغل بعملها وتنسى كل شيء
خلعت نظارة القراء تضعها على الكمود، ثم تناولت الهاتف تلقي به نظرة عابرة كعادتها، ولكن لفت نظرها هذا الإشعار الذي ظهر اعلى الشاشة، طلب صداقة من...... ( الطبيب المشاكس)
قرأت الاسم ليكتنفها الفضول تضغط وتدخل في حساب الطالب لصداقتها، كادت تفلت منها شهقة حينما اصطدمت عينيها بصورته، يضحك بأريحية من الإذن إلى الإذن
به جميع المعلومات عنه والمناصب التي يتولاها حالية، دون ان تدري اصبحت تقرأ وتتصفح المنشورات، كلها تقريبا عن إنجازاته والمناسبات الهامة التي يحضرها، اندمجت فلم تشعر بالوقت إلا حينما رأت الساعة لتتدارك وتخرج سريعا من الصفحة مغمغمة بغيظ :
- الله يخرب عقلك يا شيخ، انت طلعتلي منين بس .
أغلقت الهاتف نهائيا تلقيه بعيدا عنها، ثم اطفت الإضاءة لتغرق الغرفة في الظلام، على أمل النوم دون مجهود، ولكن ما حدث كان غير ذلك، فقد اصبحت تتقلب من اليمين إلى اليسار، دون فائدة، وقد كانت الصور تتلاحق بذهنها وتصرفات هذا الغريب معها وكلماته الغريبة، حتى فاض بها لتتضرع إلى الخالق.
- يارب عايزة انام تعبت
وما ان همت ان تغمض عينيها مرة اخرى حتى فتحتهم على وسعهما بهلع من الفكرة التي أتت برأسها:
- مصيبة لاحلم بيه كمان.... عشان تكمل الليلة الهباب دي.
❈-❈-❈
تحدث واسهب يخرج ما يكتمه بقلبه، وقد كان في حاجة قوية للحديث والاستماع اليه، وذلك ما قام به كارم جيدًا، فلم يقاطعه على الإطلاق، حتى انتهى والتف اليه طالبًا رأيه
- انا عارف انه حقها يا كارم، بس اعملها ازاي؟ الفرق شاسع ما بينا.... دا غير ان القصة القديمة هتنعاد من تاني، وانا ما صدقت انها اندفنت مع الزمن، دي اول مرة اتكلم فيها مع حد انا بجد دماغي هتشت
تنهد كارم بلحظة من الصمت المهيب حتى جاء رده أخيرًا:
- انا اكتر واحد حاسس بيك، وصدقني حقيقي مقدر النار والحيرة اللي انت فيها، بس مكدبش عليك، انا لا يمكن اشور عليك برأي فيها دي، لازم القرار يبقى منك انت، على حسب حبك يستاهل التضيحة وتحمل التبعات، ولا مجرد تعلق او إعجاب ممكن يروح مع الوقت
- معقول يا كارم كل اللي انا حاسس بيه ده ممكن يجي عليا يوم وانساه صح
قالها بحيرة قابلها الاخر بحزمه:
- ما انا بقولك اهو، انت الوحيد اللي تعرف الفرق وعلى اساسه تاخد القرار السليم
❈-❈-❈
كانت تسرع بخطواتها، تتلفت في جميع الانحاء حولها، بقلق يزداد مع الوقت كلما استكشفت خلو المنطقة إلا من اعداد قليلة من البشر تراها بعيد عنها، تعمل في ورش صناعية او مخازن يتم تحميل البضائع بها، كما يوجد ايضا بنايات لمنازل بالكاد تظهر امام عينيها تحتاج وقتًا طويلا حتى تصل اليها.
وهي تبحث عن الطريق او الرصيف الذي تسير به السيارات ربما تجد احدهم يُقلها، ليتها استعانت بسيارة هذا الاحمق الذي تركته بمخزنه، ولكنه كان صادق حين حذرها، ليتها استمعت وانتظرت حتى ضوء النهار، كان الوضع سيصير اكثر اطمئنانًا، فهو برغم كل غباء لم يأذيها سوى بتقيدها وحبسها نهارين وليلة كاملة.
انتفضت تتوقف محلها فجأة، وقد وجدت امامها ثلاثة شباب يبدو على هيئتهم الإجرام، قطعو عليها يتصدرون امامها حتى لم يعد هناك ثغرة تمر بها، فكلما وجدت فراغ لتمر به، وجدت احدهم يسده بجسده
ابتلعت ريقها بخوف لتجأر بشجاعة كاذبة:
- انت ولا هو، ابعد يا شاطر من طريقي خليني اعدي
سمعوا منها وكأنها قالت نكتة شعبية لتصدح ضحكاتهم تجلجل في الأجواء حولها، يزيدونها فزعًا واقدامهم تخطو حولها، يتحدثون بالتبادل.
- طب دا برضو كلام يا حلوة؟
- تمشي وتسبينا لوحدنا
- دا احنا مصدقنا نلاقيكي
- أصلك متعرفيش، دا الحظ الليلة عالي اوي
- ابعدو عني يا زفت انت وهو، حد قالكم ان انا ماشية لوحدي، وربنا لو ما بعدتو لانده لجوزي يكسركم كلكم ، انا جوزي عقيد جامد اوي في الشرطة
كانت تظن ارهابهم بكلماته، ولكن ما حدث لم يزيدهم إلا تصميمًا، يعلق احدهم باستحفاف:
- وجوزك العكيد الختير، سايبك لوحدك في منطقة مهجورة ليه بقى؟ بتلعبي معاه استغماية وهيظهر لنا بحلاوته دلوقتي.
شعرت بالرعب، لترتد بأقدامها للخلف مع ازدياد تقدمهم نحوها، ترى بأعينهم اصرار واضح، كلما خطر ببالها لمس احدهم لها، تنقلب معدتها داخلها، لتحاول باستماتة التهديد برفع سبابتها بوجههم:
- لآخر مرة يا حيوان انت وهو، ابعدوت من طريقي، جوزي هيجي ياخدكم ويحبسكم، ابعدوا عني وربنا ما..... اااه....
قطعت الاخيرة بصرخة مرتعبة، حينما شعرت بقبضتين قويتين حطت على عضديها تسحبانها للخلف بعنف، حتى اعتقدت ان هذا الرابع معهم، لكن سرعان ما هدأت انفاسها حينما وجدته امامها، يتصدر لهم، حاملًا عصًا غليظة هوت على ذراع احدهم فصرخ عاليًا من الوجع ليهدد الاخران كي يتراجعان للخلف ناهرًا بهم:
- مش قالتلك جوزي هيموتكم مبتسمعوش الكلام ليه ياض؟
اصبح يلوح بالعصا يمينًا ويسارًا نحوهم، وتلتف رأسه سريعًا للخلف اليها، يدفع الهاتف في يدها:
- العربية وراكي بكام خطوة تخلصيها، بسرعة روحي استنيني فيها .
- واسيبك لوحدك، ممكن يموتوك
- يخرب بيت فالك يا شيخ
تمتم بها عاليًا ليدخل معهم في معركة شرسة، هو لا يحمل الا العصا وهم بالاسلحة البيضاء وقد اتى احدهم بجنزير دراجة لتصير دعما قويًا امام العصا الغليظة.
فتراجعت هي برعب، لا تطاوعها قدميها على تركه، في نزال حامي مع ثلاثة من معتادي الإجرام كما يبدو من طريقتهم المحترفة في الاشتباك معه، ولكنه كان ندا قويا في مواجهتهم، غير ان الكثرة تغلب الشجاعة كما ذكر المثل القديم، كانت هي تحاول في هذه الاثناء الاتصال بالشرطة.
فرغم الاصابات الفادحة التي سببها لهما لهم، إلا أن الاصابات قد لحقت به ايضا في عدد من أعضاء جسده ، كانت في هذه الاثناء تحاول الاتصال بالشرطة، وتخبرهم عن مواصفات المكان وما يحدث من معركة حتى صدرت منها صرخة قوية حينما انتبهت لذلك السلاح الابيض يستقر في احشائه، فيخر على ركبتيه امامها:
- ساااامر، ضربوه بالمطوة، ضربوه بالمطوة .
صارت تردد بها وهي تهرول نحوه، لتفزع برؤيتها للشق الكبير الذي اخترق القميص في أعلى البطن والدماء تسيل بلا توقف، مما جعلها تصرخ بهستيريا، حتى اثارت فزع الاشقياء ليركض ثلاثتهم، هاربين من جريمتهم، فلم تدري بنفسها وهي تضمه بارتياع ليتماسك وهو ينازع امامها:
- امسك نفسك يا سامر، اوعى تسيبني لوحدي، ارجوك يا سامر، البوليس على وصول والله، ارجوك ارجوك ، .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..