-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 33- 4 - الخميس 14/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والثلاثون

4

تم النشر يوم الخميس

14/11/2024 


عقبت والدة لورا على قول نجوان:

- طلعت شجاعة بس خلعت قلبي، هي طول عمرها قوية، بس بصراحة المرة دي فاجأتني 


تبسمت المذكورة على حديث المرأتين بحزن:

-  شجاعة في غير محلها، وحتى القوة اللي بتقولوا عليها، انا لولا لقيت اللي يدافع عني مكنتش هقدر أواجه أبدا، كان لازم حد يضحي بنفسه عشان اشوف الدنيا على حقيقتها وافهم .


لم تغفل نجوان عن اللهجة المختلفة التي تتحدث بها لورا المتعجرفة دائما، بها تغير ما لاحظته منذ ان وقعت عينيها عليها أليوم، تتمنى ان يكون للأحسن لا للأسوء، تضرعت بداخلها لصلاح حالها

والتزمت الصمت بعض الشيء، حتى تفاجأت بأحد الأشخاص يقترب نحوها بهيئة غريبة، مرددًا بلهفة وكأنه يعرفها منذ سنوات :


- مدام نجوان، انتي جيتي هنا ازاي؟ وكنتي مختفية فين.

ارتدت لا اراديًا بإجفال:

- انت مين؟ وبتكلمني كدة ليه؟


تدخلت لورا تطمئنها رغم قلقها هي ايضا، وقد بدا غريبا امامها:

- دا والد سامر يا طنت، هو انت تعرف مدام نجوان يا انكل؟

حاول خميس ظبط لهفته، وقد لاحظ جزع الثلاث النساء منه، فقال ملطفًا:


- يا بنتي دي تبقى الهانم اللي شغالة عندها بنت اخويا بهجة، وياما جات عندنا الحارة، بس هي بقالها مدة طويلة مشرفتناش بزيارتها، معقول تكوني نستيني؟


طالعته بمزيد من الدهشة، وذوت ما بين حاجبيها قائلة بفظاظة تنبع من عدم ارتياحها له:

- لا طبعا مش فاكراك، وبهجة مش شغالة عندي، لا بقى دي تبقى زي بنتي، وابعد كدة من وشنا عشان نعدي ، ابعد .


خرجت الاخيرة بصيحة جعلته يتراجع للخلف يفسح لهما الطريق متفاجأ بشراسة قطة متحفزة للهجوم عليه:


- اهو يا افندم عدي، انا قولت بس اسلم.


❈-❈-❈

واقفة تأبي الجلوس، في لحظات معدودة من أجل السؤال وعمل الواجب، تشعر بشرار النظرات الموجهة نحوها تخترقها، ولولا حديث سامر المتواصل معها رغم تعبه، لكانت اكتفت بالسلام وفقط. 


- ابن عمك كان بيتخانق مع تلاتة بلطجية يا بهجة، بتوع السيما والمشاهد اللي بتيجي في الأفلام. 


تبادله معه باضطراب شديد:

- معلش يا بن عمي، علقة تفوت ولا حد يموت، ربنا يقومك بالسلامة، انا بس مستغربة امتى دا حصل؟ واللي خلاك تروح حتة مهجورة زي دي في الليل؟ دا حتى الورش بتبقى قافلة. 


- النصيب يا بهجة، الكلام دا حصل بعد ما قابلتك بساعتين، تقريبا على عشرة. 


قال الاخيرة وانتبه الثلاثة، فتشتعل اذهانهم، لتبدأ حرب الكلمات، وأولهم كان سمير الذي جاء قوله؛ نابعًا من غيرة اشتعلت بقلبه:


- يا ماشاء الله، دا على كدة سامر اخويا كان قايم بالواجب معاكي يا بنت عمي وزيادة، وانا اللي كنت حاسس بالذنب على فراقكم لينا .


رمقته بهجة بغضب شديد وقد فهمت على تلميحه المبطن، لكن وقيل ان تتمكن من الرد، توالى تعقيب سامية ووالدتها بخبث وفحيح:


- لأ ذنب ايه يا حبيبي بقى، هو انت مش شايف التغير اللي ظهر على بنت عمك، باين البلية لعبت معاكم يا بهجة، دا الطقم اللي انت لابساه لوحده بمرتب موظف شهرين. 


- ايوة والله يا بنتي، باين بيتنا كان فقر عليكم يا بهجة. 


إلى هنا، ولم تقوي على السكوت، لتتوجه بحدة نحو درية:


- والله عندك حق يا مرات عمي، انتو كمان دورو على نفسكم، ولا اقولك، جيبلكم شيخ يفك النحس،  ولا يشوف ليكون في حاجة معمولالكم. 


كان رد بهجة طبيعي لاستفزاز الاثنتان، فلم تتذكر قصة الشيخ وما أخبرها به شادي عما حدث لسامية؛ سوى بعد ان رأت تأثير الكلمات عليهما، وقد شحب الوجوه بجزع يحاكي الأموات، رغم أنها لم تفضي بالسر ولكن درية علمت من نظرة ابنيها نحوها انكشاف أمرها اماههم، ليغمض سامر على عينيه بضيق يجثم انفاسه مخمنًا الآن السبب الحقيقي لمغادرة بهجة منزلهم، 


اما سمير فقد توجه بالسؤال مباشرة نحوها يريد الإجابة بوضوح:

- قصدك ايه يا بهجة؟ هو انتي كان في حد عملكم حاجة في البيت؟


بارتياع ظاهر نفت بتحريك رأسها تهم بالخروج على الفور:

- مين قال كدة؟ أحنا سيبنا البيت عشان كان وشه فقر فعلا زي ما قالت مرات عمي، عن اذنكم بقى، حمد الله على سلامتك يا سامر .


قالتها وتحركت اقدامها سريعًا نحو باب الغرفة، يتبعها سمير دون تردد،  بعدما توجه بنظرة نارية نحو والدته التي تبادلت مع ابنتها بقلق شديد، ازداد اضعاف حينما رأت الأتهام ايضًا في عيني ابنها سامر بوضوح تام. 


❈-❈-❈


اما عن سمير والذي خرج يسرع بخطواته ليلحق بها، ثم يوقفها قابضًا على عضدها:

- استني هنا يا بهجة انا عايزة اعرف بالظبط، انتي من امتى تعرفي بحكاية الأعمال والسحر؟


حاولت نزع ذراعها عنه نافية:

- اعمال ايه وكلام فارغ ايه؟ ابعد ايدك عني يا سمير ، خليني امشي .


ازداد ضغطه بعنف حتى أنه امسك بذراعها الثاني، غير ابهًا بألمها الذي لا يقارن بما يجتاحه الآن:

- لا يا بهجة مش هسيبك، عشان انا دلوقتي بس اتأكدت ان ده سبب عزالكم البيت، ومش بعيد كمان يكون سبب فراقنا عن بعض وطلاقك مني، انا بقالي فترة طويلة شاكك في كدة، لأني عمري ما هسيبك وانا بعقلي، انا كنت مغيب ساعتها عشان اسيبك واتجوز واحدة غيرك،.


حاولت افلات ذراعيها وقد آثار جذعها بتصريحه:

- في ولا مفيش، انت جاي دلوقتي تقولي الكلام ده؟ ابعد عني يا سمير انت باينك اتجننت؟


كان كالذي تلبسه الجنون، ليُضاعف بتصميمه:

- لا مش هسيبك يا بنت عمي، بعد ما عرفت خلاص الحقيقة، احنا لازم نرجع لبعض يا بهجة، لا يمكن هسيبك تضيعي مني تأتي......


- شيل ايديك الاتنين عنها يا حيوان. 


وصلها الصوت وكأنه يأتي من البعيد، لترفع رأسها نحو مصدره، فتتفاجأ بزوجها العزيز يقبض على عنق ابن عمها من الخلف، بملامح يشملها الغضب في أقوى صوره، وكأنه على وشك الفتك به، 


تركها سمير  بالفعل ليتوجه بكليته نحوه، يحاول نزع يده على رقبته شاعرًا بالإهانة:.

- اوعي شيل ايدك دي يا اخينا، مالك انت تتدخل ليه ما بينا؟ دي بنت عمي ومراتي اللي هردها من تاني .


شهقت بهجة بارتياع تأثير الكلمات على زوجها الذي تلونت عينيه بلون الجمر، وحماقة ابن عمها تدفعه للجنون، مدمدًا بهدوء خطر:


- بنت عمك ومراتك اللي هتردها من تاني!...... هو انت بقى الشطور اللي كنت كاتب كتابك عليها؟


كان يتحدث بلهجة زادت من استفزاز الاخر ليصرخ به ويدفعه على صدره بعنف من أجل تركه:

- شطور ولا امور انت باينك عيل تنح وعايز تتربى، وشكلك مش عارف مين هو سمير الراوي .


صرخت بهجة تحاول منع الاثنان من الاشتباك ، موجهه الحديث لكل منهما:

- يا نهار اسود، يا نهار اسود سيبه يا رياض باشا دا مكنش قاصد من الاساس، يا سمير يا بن عمي، دا يبقى صاحب المصنع اللي شغالة فيه، وقريب لورا اللي عملت الحادثة مع اخوك والله. 


- وجوزها .

صدرت كلمته لتوقف كل شيء، تصعق هي باعترافه الان امام ابن عمها الذي ارتخت يداه عن الشجار، وكأن على رأسه الطير،  وتحدي الاخر وهو يعود مردفًا:


- سمعتني بقولك ايه، انا ابقى مديرها في الشغل وجوزها .

استدركت اخيرا لتجمع عدد من البشر حولها، من ضمنهم كانت لورا ونجوان ووالدتها، وقد بدت على وجوههم تأثير وقع الخبر عليهم، ولكن صدمة بهجة بالفعل كانت في الشخص الاخر، والذي تفاجأت بحضوره،  في الجهة المقابلة، واقفًا يشاهد مع صديقيه القدامى من منطقتها، متجمدا محله بلا حراك او حتى يرمش بعيناه وكأنه تمثال.


فتشخص ابصارها نحو متمتمة بقلب منفطر:

- إيهاب.


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة