-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 35 - 4 - الخميس 21/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس والثلاثون

4

تم النشر يوم الخميس

21/11/2024 


خارج الغرفة توقفت تراقب من الفتحة الصغيرة التي واربتها للباب، بسعادة ترسل الفرشات لمعدتها،  غافلة عن ذلك الذي اصفر وجهه في متابعة الهاتف وقراءة تلك الرسالة المرسلة حديثًا لهاتفه:


- يا نهار ابوكي اسود 

تمتم بها بدون ان يشعر حتى انتبهت عليه زوجته لتسأله باستنكار :

- هي مين اللي نهار ابوها اسود يا خميس .


انتفض ناهضًا عن مقعده ينفي ويبرر بقلق وتعجل:

- مش عليكي طبعا يا درية ، دا على حاجة كدة..... بصي انا هنزل بسرعة اشوف مسألة...... هبقى اقولك بعدين،  هبقي اقولك 


وغادر من امامها متجهًا نحو المصعد دون ان تفهم منه شيء لتغمغم في أثره بدهشة:


- يا ختي ماله الراجل ده؟ وشه بيجيب ويقطع في الكلام كدة لوحده؟


مصمصمت بشفتيها ثم رفعت الهاتف تتصل بابنتها التي تنتظر حضورها منذ ساعة، تريد مشاركتها الاهتمام بتلك القصة العجيبة التي تحدث معهم، فأعطاها مشغول لتردف بتأفف:

- وانت كمان متنيلة ومشغولة دلوقتي، دا وقته؟


❈-❈-❈


وفي الاسفل

كانت سامية واقفة في احد الزويا تواصل مكالمتها المحتدة مع ذاك الذي فاجأها باتصاله:

- ايوة يا سي طلال جيت المستشفى لوحدي وبتاكسي، فيها ايه دي بقى؟


- فيها ايه؟ انتي كمان بتسألي؟ خرجتي من غير اذني وركبت تاكسي مع راجل غريب، ولسة بتسألي يا سامية؟


تبسمت باستخفاف تقصد تحديه:


- اه بسأل عشان كلامك ميدخلش عقلي، ولا هعتبر نفسي سمعته اساسًا؟


لو تعلم ان بأفعالها تزيد من تمسكه بها،  لما فعلت ابدا  

وصلها الرد بضحكة يفيح منها التوعد:

- تمام اوي يا سامية،  تمام اوي يا غالية، اعملي ما بدالك .


تبسمت تنهي المكالمة تضيف مزيد من مخزون رصيدها عنده، ثم ألتفت تتوجه بأبصارها نحو الجهة التي سوف تصعد منها إلى طابق شقيقها، لتفاجأ بخروج والدها من المصعد،  مهرولا نحو احد النساء ، يبدو أنها كانت في انتظاره، ليقترب منها ويسحبها من يدها نحو الخروج بصورة تثير الاستغراب، تطلعت سامية بملامح المراَة البيضاء جيدا حتى عرفتها، لتمتم بحديث نفسها بتساؤول:


- صفاء قريبة إسراء مرات اخويا!


❈-❈-❈


بعد انهاء حديثه معها في الهاتف لم تمر ربع ساعة حتى وجدته يصل إليها، ليقف امامها الآن يطالعها بأعين مشتاقة لكل خلجة وكل تفصيلة:


- مالك واقفة كدة ليه؟ مش هتقوليلي ادخل يا بهجة؟

استدركت لوضعها، لينتابها التردد بحيرة، فاستغل هو يدفعها للداخل دون انتظار، ثم يصفق الباب بقدميه:


- انتي لسة هتفكري.

ورفعها عن الأرض بين ذراعيه متمتمًا بلوعة:

- وحشتيني وحشتيني اوي 


 استلسلمت لدفء حضنه الذي احتوى جسدها بتملك يدغدغ أنوثتها بعشق لم يأتي في بالها ان يحدث ابدًا، ليجمع اثنين من عالمين مختلفين، عابرًا لكل الحدود   

ورغم كل ما يحدث من عوائق،


اشتاقها بشدة اشتاقها بجنون، حتى لم يعد يملك السيطرة على جموح عاطفته الجياشة بلقائها، لا يتوقف عن تقبيلها وبث اشواقه اليها


اما عنها فلم تكن اقل منه، رغم ادعائها المقاومة، 

فحاولت دفعه عنها، حاولت منعه، حاولت بقوة واهية لا ترتقي للصد ابدًا، لتستلم في الاخير، تغرق في بحر امواجه المتلاطمة، تعلو بها الى السماء، وفي نفس الوقت تخشى النزول، ليقتطفا من الوقت لحظات من سعادة لم تدم سوى  لحظات قليلة، ليستفيقا على صوت المفتاح بمغلق الباب ينبيء عن مجيء احد من اهل المنزل . 


فجاء الصوت كمنبه يحفزها لتملك القوة هذه المرة، وتنزع نفسه عنه، هامسة بلهاث :

- يا نهار اسود، هيقول علينا ايه دلوقتي 


كز على اسنانه بحنق شديد، يحجم نفسه عن تصرف لا يعجبها، يشاهد ارتباكها امامه وكأنه افتعلت خطًأ مع ابن الجيران، لتشتعل به روح التحدي لاستقباله، ولكنها أبت ان تجعله ينفذ ما برأسه، لتسحبه على الفور، تدلف بها لاقرب جهة امنة لها في المنزل 


ولم تمر سوى ثواني حتى دوى صوت شقيقها مناديًا بإسمها ، وهو يضع عدد الأكياس التي اتى بها من الخارج بعد تبضعه في السوق على الطاولة:


- بهجة انتي فين؟


وصله صوتها المضطرب بعض الشي .


- انا هنا يا قلبي.... في المطبخ.

دلف متجهًا نحو مصدر الصوت، مستغربا قيامها من فراشها، وتحدث يقضم بثمرة التفاح التي اخرجها من كيس الفاكهة الذي ابتاعه:


- طب وايه اللي قومك بس يا قلبي من فرشتك؟ هي البت جنات معملتكيش فطار قبل ما تخر...ج.......


توقف الكلمات وتوقفت عن مضغ قطعة الفاكهة   داخل فمه، بذهول احتل ملامحه، يطالع ذلك الجالس حول الطاولة التي تتوسط المطبخ، وكأنه من اهل المنزل،  يستقبله بابتسامة متسلية:


- ازيك يا إيهاب، عامل ايه؟

- ازيك يا ايهاب عامل ايه؟


ردد بها من خلفه بشيء من الاستهجان واتجهت ابصاره نحو شقيقته التي اكتسحها الحرج تعطيه ظهرها، تدعي الانشغال في تسوية القهوة على نيران الموقد، تغمض عينيها بخجل شديد تستجدي من الله ان يمر هذا الأمر غلى خير، فخرج صوتها باهتزاز :


- رياض جه عشان يطمن عليا.

- اه !

تمتم بها يزيد من توترها فتحدث الاخر بأريحية وعدم اكتراث:

- مراتي وجيت اطمن عليها يا دكتور،  اظن يعني دا شيء عادي أنه يحصل. 


- لا مش عادي 

قالها إيهاب بتحدي يردف موجها بحدة مقصودة:

- ما هو معلش يعني يا رياض باشا، كان لازم قبل ما تيجي تديني خبر عشان استقبلك، بدل ما تيجي وتكتشف ان مفيش حد معاها في البيت .


اغمضت عينيها بترقب شديد لما يحدث، ثم قامت بصب القهوة في الفنجان متوقعة حدوث المشاجرة لتستدير اليهما فتشاهد الحرب الباردة تدور على اشدها بينهما، وقد صدر من زوجها ابتسامة مستخفة خالية من اي مرح:


- استأذنك!..... انا جوزها يا حبيبي مش خطيبها.

جاء رد إيهاب ببساطة:

- وانا قولتلك اني مش معترف ، يعني كويس اوي ان وصلتها لخطوبة 


لطمة قوية بكف يده على سطح الطاولة دويًا عاليا كانت بمثابة الرد الفوري بالاعتراض لتنتفض بهجة محاولة تلطيف الأجواء :


- القهووة، انا عملت فنجان رياض وانت يا قلبي هعملك الغدا اكيد راجع جعان  


- حتى لو جعان دا مش وقته طبعا.

قالها بجلافة مقصودة ليتجه نحو الأخر والذي تحفز مقابلا له بغضب يردف متابعًا:


- دا غير ان القعدة هنا في المطبخ مش من مقام الباشا ، انا شايف اننا نننخرج نضايفه برا في الصالون احسن، حاجة تليق بمقامه. 


- ايهااااب 

صدر منه الاسم بلهجة تنذر بالخطر، لينهض مواجها له، وكأنه يظهر فرق الحجم بينهما، يستطرد:


- لحد دلوقتي انا ملتزم معاك ضبط النفس، تقديرا لموقفك ولمعزة بهجة في قلبي، بلاش تعكر الشيء الحلو اللي ما بينا،  الرسايل اللي قاصد ترميها في وشي دي انا مش غافل عنها وبحاول أديك عذرك،  بس مش لدرجة انك تخليني غريب عن مراتي، يا سيدي لو مش قابل حضوري انا اخدها بيتي وتيجي تزوركم براحتها. 


كانت بهجة على وشك الوقوع تراقب رد فعل شقيقها وتلك الابتسامة التي ارتسمت على ثغره بشيء لا تفهمه،  شيء يثير داخلها الفزع من القادم، فصارت تهتز الصنية بما عليها من فنجان ممتليء بمشروب القهوة الساخن، حتى انتبه الاثنان،  هم إيهاب ان يتناولها منها ولكن زوجها كان الأسبق، ليضع الصنية على الطاولة بفنجانها،  وعينيه تعلقت بها، يستشف الضعف في مواجهة هذا الصغير، والذي خرج صوته بندية، يسحبه عن التركيز مع زوجته:


- رياض باشا خليك معايا لو سمحت، عشان كل كلامك اللي قولته من شوية،  انا شايف انه ملوش معنى، لأن اختي مش هتخرج من بيتنا وتروح لأي حتة تانية الا بجواز اصله الأشهار، والأمر في ايد حضرتك، ولا ايه يا بهجة؟


توجه في الأخيرة نحوها ، لتلتف معه ابصار الاخر، ترقبًا لرد فعل يؤازره ولكنها لم تقوى على مخالفة شقيقها او خسارته في شيء له كل الحق فيه، رغم سقوط قلبها داخلها خشية الخسارة، خسارة من تتوقف انفاسها بحضوره، ذلك الذي في كل مرة تلتقي به، تتأكد تمام التأكيد أنه حبيبها الاوحد ، رغم كل عيوبه


- انا مع إيهاب. 


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة