-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 36 - 4 - الأحد 24/11/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والثلاثون

4

تم النشر يوم الأحد

24/11/2024 

ايه يا عنيا انت اتجننت ولا ايه؟ اخرج حالا دلوقتي يا طلال،  بدل ما اصرخ والم الشارع كله عليك.


تقدم نحوها بهيئة متحفزة تثير بداخلها الأرتياع مرددًا:

- طبعا ما انتي وشك مكشوف وتعمليها، بس اعمليها يا سامية وانا مش همنعمك حتى لو لميتي المحافظة كلها علينا، برضو كله هيصب في مصلحتي،  عارفة ليه يا حلوة؟

عشان انا خطيبك، يعني اخري  اخدلي كلمتين على تسرعي لما اساعدك واقطع هدومك دلوقتي،  وأثبت التهمة عليا، عشان يستروا الموضوع ويلمونا في يوم وليلة بقى، بلا فرح بلا كلام فارغ، المهم تبقي في بيتي عشان اكسر سمك ده بقى واخلص، في ايه يا بت؟


انتفضت بفزع تأثرا بصرخته التي دوت فجأة ليخرج صوتها باهتزاز وهي تتراجع للخلف خوفا منه:

- انت اللي في ايه؟ ما تقول لنفسك الكلام ده؟ جاي ورايا لحد البيت تقفل الباب علينا لوحدينا، طب اعمل حتى حساب لابويا صاحب ابوك ، ولا لاخواتي الرجالة،  هي دي برضو أصول يا طلال؟


- يا حلاوة طلال وهي طالعة من بوقك اللي زي الشهد ده.

تفوه بها يهتز بجسده امامها ، ليزيد من بث الرعب بقلبها، وهي مازالت تتراجع حتى اصطدم ظهرها بالعمود الذي يتوسط الصالة، لتقع يدها على تلك المزهرية الموضوعة بالقرب  منه على طاولة صغيرة، بشكل إبداعي ضمن اثاث المنزل، فوجدتها فرصة كي ترفعها وتدفعها نحوه، لكنه كان اذكي من ان يمكنها،  ليلحق سريعًا، ويسيطر على يدها بالمزهرية التي تمسكها واليد الأخرى سيطرت على ذراعها الثاني، يهدر بها:


- عايزة تفتحي دماغي يا بت؟

انتفضت شاعرة بحجم الخطر الذي ورطت نفسها به، قربه منها بهذه الصورة، وسيطرته على حركة جسدها ، حتى ان انفاسه كانت تصل بشرتها، ليردف متشفيًا:

- ايه رأيك يا حلوة؟ البيت خالي علينا لوحدنا والوضع اللي احنا يجعل الشيطان يلعب في راسي بمفك. 


فخرج صوتها هذه المرة بتوسل:

- وانت تسمع ليه للشيطان يا طلال، ما تفتكر ان ليك اخوات بنات ومترضاش ان حد يعمل معاهم كدة 


- بس انتي هتبقي مراتي يا بت، يعني مش اي حد .

صرخ بها بنظرة مرعبة جعلتها تفقد كل الثبات الذي تدعيه، حتى ان كانت على وشك البكاء، افلتها على حين غرة، يتنفس بخشونة، يرمقها بنظرات مشتعلة وهي بالكاد تحملها اقدامها، فما زال الرعب يحتل كيانها منه، وقد جفف الدماء في عروقها دون ان تهتز له جفن


عيناه مظلمة بالرغبة والشر ايضًا، يريدها ويريد تأديبها، يعلم أن الطريق مع امرأة مثلها ليس بالهين، ولكن منذ متى هو استحب السهل؟  


دفع المزهرية على الارض بعنف يجفلها، ثم أصدر اوامره لها:

اسمعي يا سامية، انا النهاردة هكتفي ان اكلمك بالعقل،  

وهتسمعي الكلام عشان مصلحتك، إياكي تخرجي مرة تاني من غير ما تبلغيني، مشيتك المعوجة قدام الناس في الشارع عشان تلفتي النظر وتسمعي منهم الكلام الحلو لو اتكررت هكسرلك رجلك، البس المحزق تنسيه خالص يا اجي وبإيديا الاتنين دول اولعلك فيهم. 


إلى هنا ولم تعد تقوى على التحمل لتصرخ به بأعين باكية:

- في ايه؟ من يوم ما خطبتني وانت اوامر اوامر زي ما يكون اشترتني، دا كله في الخطوبة ، امال لو حصل بجد واتهببت اتجوزتك هتعمل فيا ايه؟


- هدلعك واكلك الشهد.  

صدرت منه، لتُبهت ناظرة اليه بعدم استيعاب، فاستطرد يؤكد لها:

- ايوة يا سامية، صدقي كلامي ومتفكريش اني بضحك عليكي، قولتهالك المرة اللي فاتت يا بنت الناس، انا رايدك، بدليل ان اقدر اخدك دلوقتي، ومش هتقدري تصديني على فكرة، لكني مُصر احافظ عليكي، عارف اني مش عاجبك بس انا جيبتها من تحت، وحتى كل الغلط اللي عملته في حياتي، بحاول اصلحه دلوقتي عشان انا عايز كدة، زي ما انا عايزك برضو.....


اعقلي يا بت الناس وانتي تلاقيني عجينة طرية بين ايديكي، وأن كان ع الكلام الحلو اغرقك فيه واعيشك احلى خطوبة كمان، بس انتي بصي للحلو اللي فيا، وحاولي تنسي شيكاغو القديم، زي ما انا بزيح من دماغي سامية اللي قدامي، ومستني سامية اللي بتمناها.


❈-❈-❈


ولأن الانتظار في المنزل هو اسوء الأشياء لحالتها الآن.

سحبتها صفية لتخرج بها الى المحل حيث كان اشقائها في انتظارها هناك في اوقات عملهم، ولكن ما لفت نظرها بحق هو وجود شادي وزوجته، ونجوان التي هرعت اليها فور رؤيتها:


- بهجة يا قلبي

تفوهت بها نجوان تتلقفها من وسط المسافة، تحتضنها وتضمها بقوة، ثم سحبتها لتجلسها بجوارها على الطاولة التي تضمهم أجمعين، لتلقي التحية وتصافحهم قائلة بمزاح:


- مساء الفل يا جماعة، انتو بتجمعو بعض امتى وازاي؟

جاء الرد اولا من صبا التي ضحكت تحضنها هي الاخرى:


- حبيبتي القلوب الطيبة بتجمع بعضيها، وانتي مفيش أطيب منك يا بهجة.

- والله دا انتي اللي عسل.

تبسم شادي بارتياح، يعجبه روح المودة التي تجمعهم، فيتدخل بينهما مشاكسًا:

- هي عسل وانتي عسل ، كدة تعملوا قافلة 

ضحك الجميع استجابة لمزحته، قبل ان يتخذ كل فرد منهم مقعده حول الطاولة،  فتحدث إيهاب بنوع من الندم:

- بهجة انا اصريت ابعد البنات النهاردة عن القعدة معانا عشان اخد راحتي معاكي واقولك قدامهم، ان والله ما ما واخد الموضوع عند معاه، اكيد انتي فاهماني ، لكني في نفس الوقت،  مستعد اوافق على اي قرار منك مهما كانت صعوبته عليا، لو هتبقى شايفة فيه سعادتك،  عشان متجيش في يوم، تقولي اخويا هو السبب 


طالعته بهجة بتأثر واضح تخفف عنه:

- انت السبب في ايه بالظبط يا عبيط انت، دا قراري قبل ما يكون قرارك على فكرة. 


تدخلت صفية بحدتها:

- اه والله عبيط، دا انت استني عليا بس، ان ما كنت اطلع عينه، مبقاش انا 


- اتلمي يا بنت، ايه اللي انتي بتقوليه ده؟

صدرت بحمائية من نجوان،  لتستدرك الاخرى هفوتها قائلة بحرج :

- يا نهار ابيض، انا اسفة يا نجوان هانم، معلش بقى اخدتني الجلالة ودخلت في مود المحاماة من غير ما انتبه لوجودك. 


ردت تحذرها برقة لا ترقى للحديث الجاد اصلا:

- حتى لو ما كنتش موجودة،  برضو تاخدي بالك، ثم مين قالك اساسا انه هيحتاج لمحاكم ، شكلك انت كمان عبيطة .


قابلت توبيخها بالنبرة الناعمة،  بشيء من التسلية جعلها تضحك بمرح حقيقي تواصل ابداء اعتذارها، حتى توقفت حينما تفاجأت بقوله من خلفها:


- تدوم الضحكة.

 ألتفت اليه بحدة، تجده يلقي السلام على باقي اعضاء الطاولة،  قبل ان يتخذ جلسته بجوار نجوان التي اصرت على تقديمه:

- مش عايزاكم تستغربوا يا جماعة، الدكتور هشام عارف بكل حاجة، وبصراحة ثقة. 


جاء الرد من شادي:

- اي حد من طرفك ثقة يا نجوان هانم ، مدام انتي قولتي عليه تمام يبقى تمام 


- مرسي ربنا يحفظك. 

تفوهت بها نجوان، ليضيف على قولها الاخر، وعيناه تطالع الأخرى بصورة مكشوفة:


- تشكر على زوقك يا استاذ شادي، انا عرفتك من كلام مدام نجوان عنك، زي ما عرفت إيهاب من سنه الصغير والانسة  الأستاذة صفية دي مش محتاجة تعريف اصلا، ولا ايه يا أستاذة؟


تطلعت اليه بغيظ تكتمه بصعوبة، وقد انتابها الحرج الشديد، للنظرات المصوبة نحوها منهم بتسلية نحوها، ليزيد عليها بمشاكسته الثقيلة. 


- كان نفسي تعزميني ولو بكباية شاي حتى اطلع اشربها مع الأسرة،  شكلك بخيلة يا أستاذة يا آنسة صفية. 


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة