رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 15 - 2 الثلاثاء 19/11/2024
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
19/11/2024
ختم جملته وغادر من أمامه ، متجه الى «يمن» بسرعة ولهفة وهو لا يدرى لما هذا الاهتمام بها .
وبعد نصف ساعة ..
وصل «أيان» الى «يمن» فى المكان التى قالت عليه ، خرج من السيارة اتجه اليها وحين «يمن» رأته ، اقتربت منه عانـ ـقته بقوة ولهفة وهى تهتف بنبرة ممزوجة بالحزن التى يوجد داخلها :
ـ أنا مش قادرة اصدق أن تيته عملت فيا كده ، كل ده عشان اختارتك أنت ، خيرتنى بينك وبين عائلتى ، فـ اخترتك انت .
شعر بالذنب يقتله من الداخل عندما سمع حديثها ، فهى حين تكتشف حقيقته لا تسامحه ابداً ، فهو فعل كل هذا حتى يخدعها ويؤخذ حصتها التي موجودة فى الشركة ، والقصر ، فهو يريد الانتقام من عائلة النويري ، لذلك يخدعها دائما ويؤمها بحبه الكاذب .
افاق من شروده على صوتها المقلق وهى تسأله بخفوت :
ـ مالك يا أيان انت كويس؟؟ .
أهز رأسه بنعم بأن لا يوجد أي شئ ، ورسم ابتسامته بصعوبة حتى لا تشك بشئ وهتف بهدوء ولكن بداخله ليس هادئا ابداً :
ـ ايوا يا حبيبتى كويس ، مفيش حاجه ، تعالى بس نروح الفندق ، وهسيبك هناك ، عشان هروح مشوار ضرورى مينفعش يتأجل ، ولما أخلص هجيلك ، انتِ ارتاحى وخدى دُش ونامى شوية عقبال ما اجى ، وهكلم حد يبعتلك هدوم مؤقتة لحد ما ننزل أنا وأنتِ نشترى الحاجات اللى عايزها .
ختم جملته وامسك يـ ـدها وذهب باتجاه الفندق ، وفى تلك اللحظة يوجد عيون تراقبهم ، وتراقب كل حركة يتحركون اليها .
وبعد مده دخلت «يمن» بإتجاه الغرفة و «أيان» خلفها وهتف هو بهدوء وتوتر :
ـ أنا اسف يا يمن ، كان على عينى والله اخدك على بيتى بس مينفعش وميصحش .
هزت رأسها وتفهمت موقفه ، فهى تثق به كثيراً ثقة عمياء ، و واثقة تمام الثقة أنه يفعل ذلك من أجلها هي فقط .
نظر لها وأعطى لها هاتف جديد اشترى منذ قليل ، فهو عرف منها أنها لم تمتلك شئ ولا حتى هاتف او مال ، لذلك اشترى لها هاتف حتى يتواصل معاها :
ـ خدى التليفون ده انا لسه جايبه ، وسجلت رقمى ، لو عايزه تتصلى بيا فى اي وقت ، انا هروح مشوار وهرجع علطول .
هزت رأسها وهى تبتسم له على دعمه لها ، وحين مسكت الهاتف ، اودعها وغادر ، مما اسرعت الى الشرفة حتى ترى وهو يغادر ، وبالفعل بعد دقائق ، خرج «أيان» وكاد أن يركب سيارته ولكن مجموعة من الرجال اوقفوه حين ضربوا ضرباً مبرحاً إياها ، ضربوا ضرب قاسى فى كل انحاء جـ ـسده ، كان «أيان» سيضربهم جميعاً ، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة ، وكان الرجال يمتلكون عصيان غليظة مما ضربوا بقسوة على وجهه وكل أنشاً في جـ ـسده ، مما خرجوا الحراس الذين يقفون أمام الفندق مدفعاً عن «أيان» ولكن الرجال كثيرة مما ضربوا الحراس أيضاً .
كل هذا و «يمن» ترأهم يضربون «أيان» حبيبها بقسوة مما صرخت بحدة ، وركضت الى الأسفل حتى تدافع عن «أيان» ، وبعد ثوانى وصلت لهم وانتهوا من ضربهم القاسى ، اقترب منه راجل سمين وصوته غليظ وهو يهتف بخبث :
ـ عائلة النويرى بتسلم عليك ، وبتقولك ده جزاة الكلاب اللى زيك ، لو فضلت ورا يمن تانى ، العلقة الجاية هتكون فيها موتك .
سمعت «يمن» جيداً هذه الجملة مما صرخت بجنون بيه واشتعال جـ ـسدها يشتعل حين أدركت أن المسبب لحالة «أيان» هى عائلتها ، وحين الرجال رأوها مما غادروا بسرعة ، ركضت عند «أيان» وهى تصرخ بجنون وخوف :
ـ أيان ، أيان يا حبيبي رد عليا .
كان «أيان» يحارب مئة مرة حتى يرد عليها ، ولكنه لم يرد واستسلم لسحابة السوداء التى اتخذته مما صرخت بجنون بأسمه بخوف ، والناس تجمعوا على صوتها الحاد ، مما طلبوا الأسعاف بهذا الراجل المسكين ..
❈-❈-❈
كان «نوح» يجلس على مقعده الذى موجود فى المكتب يفكر بهدوء فى تصرفات «يمن» التى كانت مُريبة وغريبة له ، فهو ربه «يمن» جيداً على يـ ـده ولكن هذه الفتاة العدائية التى رأها اليوم لا يعرفها ابداً ، فهى كانت مستعدة أن تتخلى عن عائلتها وأن تفوز بحُب ذلك الخائن التى يريد الأنتقام من عائلته لسبب لا يعرفه ، فهو لحظ نظرات «أيان» العدائية تجاهه ، لذلك صمم لعدم طرده من شركته حتى يبقى تحت عينه ويراقبه جيداً .
ولكن لا يعرف أن الأمر يصل الى «يمن» ويخدعها بهذه الطريقة ، فهو متأكد أن «أيان» يحمل سراً خطير ، لذلك يفعل هذا ويقترب من عائلته ولكن عاجلاً اما أجلاً سيعرفه قريباً .
امسك هاتفه التى كان على المكتب واتصل بأحدهم وأنتظر حتى رد عليه وهتف بجدية تليق بـ «نوح النويري» :
ـ عايزه اعرف كل الأخبار عن أيان ، اللى شغال معانا في الشركة ، وهبعتلك صورته .
ختم حديثه واغلق الهاتف ، وارسل له صوره «أيان» عبر الواتساب ، وبعد ذلك ترك الهاتف ، واخذ يتنهد تنهيدة محملة على صـ ـدره وهو يفكر بهدوء ، كيف يجعل «يمن» تدرك أن «أيان» ليس شخص جيداً ابداً .
قطع خيوط افكاره صوت «وعد» التى دخلت المكتب بدون سابق إنذار وخلفها «نور» ، نظرت «وعد» بحيرة لـ «نوح» وهى تهتف بحدة :
ـ أنت بتعمل ايه هنا؟؟؟ ، المفروض تدور على يمن وتعرف هى مين ، انت عارف ومتأكد ان يمن صغيرة .
اجابها ببرود وهو ينظر لها بسخرية :
ـ والله يا يمن لو هنتكلم فى حته الكبار والصغيرين دى ، فـ الغلطات اللى بتعمليها انتِ ويمن وتيته حميدة فهى متتعدش .
نظرت له بحيرة وهى تفهم لماذا غاضب منها كل هذا الحد ، تذكرت أنه عرف بوقعها على الدرج بسبب «يمن» ومع ذلك لما تتحدث معه ابداً ، وحتى لم تفضح «يمن» امامهم ، هتفت هى بهدوء :
ـ أنا عارفة انى غلطت ، بس انا كنت خايفه على شعور يمن وقتها و….
قطعها هو بحدة وقد طفح به الكيل من تصرفات «يمن» ، فـ لحظ هو الأن أن «يمن» تسئ فى «وعد» ، و «وعد» تصمت وتخاف على شعور «يمن» ، اللعنة على تصرفاتها التي تصيبه يوما ماً :
ـ وهي مخافتش على شعورك ليه ، هى مخافتش عليكى ليه لما وقعتك يومها ، يمن اتغيرت بسبب أيان ، بس هو لحد الآن عائلة النويري اللى لسه ميعرفهاش كويس .
بينما أكمل وهو يرفع سبابته عليها وهو يهتف بحدة جعلها تشعر بالذنب على أنها أخطأت :
ـ و انتوا برضوا عليكوا الغلط انتِ وتيته ، لو كنتوا قولتولى أن يمن على علاقة بـ أيان ، كنت من الأول أنقذت الموقف وخليتها تبعد عنه ، او انقل أيان من الشركة خالص او اطرده ، كنت هلاقى حل عشان المشكله بتبقى فى الاول سهلة ، لكن انتوا قررتوا انكم تخبوا ، ونتيجتها انها وقعتك من على السلم وقررت تتخلى عن عيلتها ، وكل ده عشان خبتوا عليا الموضوع .
بينما أكمل وهو ينظر لها نظرة نارية جعلتها تريد أن تبكي على الفور انها صمتت لـ «يمن» ولم تحكى لأحد :
ـ انا بعت ورقة الأستقالة لـ أيان ومش عايزه اتكلم فى الموضوع ده تانى ، و يمن هعرفها حقيقة أيان قريب ، اتفضلى انتِ يا وعد واطلعى انتِ منها .
اجابته هي بتوتر وهي تشعر بالذنب يقـ ـتلها من الداخل :
ـ طيب و يمن لازم نعرف مكانها فين ، هى حتى معهاش تليفون نتصل بيها منه ، ولا حتى معاها فلوس .
اجابها بحدة اخافتها وعروق رقبته بارزت من العصبية والحدة التي يتحدث به :
ـ أمشى يا وعد من قدامى .
وبالفعل غادرت وتركت «نور» تنظر الى «نوح» بحيرة ، فهو فكل كلمة قالها لم يخطأ ابداً ، ولكنه أخطأ فى شئ انه لا يريد معرفة أين هي «يمن» ، هى تعترف ان «يمن» اخطأت خطأ لا يمكن مغفرته بسهولة ، فهي أذت إبنة عمها التى كانت فى مقام شقيقتها ، ولكن يجب أن تتحدث مع «نوح» حتى يعرف أين شقيقته «يمن» .
ـ نوح ، وعد معاها حق ، انتِ لازم تدور علي يمن ، مش معقول هتسبها كده .
لم يرد عليها وتجاهلها تماماً كأنها لم تتحدث ومازال يقرأ الملف الذي بيـ ـده ، انتظرته حتى يرد علي حديثها ولكنها لم يتحدث ويتجاهلها ، مما اقتربت منه وضعت الملف الذي بيـ ـده على المكتب الذي أمامه ، ونظرت له بشراسه وعينيها تحكي الكثير من الحدة :
ـ يعني مش هدور علي يمن ؟؟ .
نظر لها نظره بارده كأنها لم تبالي ، نظرت نحو مقلتيه وجدت برود ولا يبالي بأي شئ يحدث هنا ، مما اقتربت منه وهتفت بشك :
ـ أنت عارف مكانها صح ؟ .
ختمت حديثها وهو يبتعد عنها ويستعد لخروج من مكتبه ولكنه توقف حين ألقت جملتها عليه وهي تهتف بحده :
ـ أنت مش كنت بتقول أن يمن اختك والعائلة اهم حاجه عندك ؟ ، فين اللي قولت عليه ؟؟ ، فين يا نوح ؟ .
التفت لها وهو يهتف بهدوء مُريب :
ـ العائله اهم حاجه عندي ، ومازال يا نور ، أنا متغيرتش .
اقتربت منه وهي تعانـ ـق راحة يـ ـده وهي تهتف بحُب وقلق على " يمن " :
ـ أنت لحد دلوقتي مش عارف يمن فين ، و..
قاطعها وهو يمسك يـ ـدها بقوة وهو يهتف بحده اخافتها :
ـ عارف ، أنا عارف يمن فين ، يمن مع أيان ، وقاعدة في فندق ، وأيان هو اللي نصح يمن أنه تروح فندق ، و عارف مكانه فين ، عيني عليها .
سندت جبينها نحو جبينه وهي تهتف بحُب ومازال تمسك يـ ـده بحُب كأنه تدعمه :
ـ أنا جنبك ومعاك متقلقش ، انت مش لوحدك .
أغمض عينيه وهو يحاول أن يستمتع بقربها المُحب لـ قلبه ، قُربها الذي ينبض قلبه بجنون ، شعر بأنفـ ـاسها المضطربة التي تجعل كل أفكار عقله تصمت ، تصمت بوجودها وبقربها .
ـ نــــوح ، يــا نــوح .
قطع هذه اللحظات صراخ " يمن " وهي تنادي عليها بأعلى صوتها ، مما افاقوا هما الاثنين على صوتها ، خرج من غرفة المكتب وجدها تقف في منتصف القصر وتنادي عليها ، اقترب منها وهو يهتف بنبرتها القلقة :
ـ في ايه يا يمن .
عند هذه الجمله اجتمعوا الجميع علي صوتها ويقفون بجانبه وهما لم يفهموا لما " يمن " جاءت الأن ؟ .
نظرت له بحده وهي ترفع سبابتها وتهتف بشراسة :
ـ اسمع بقي يا نوح النويري ، أنا لحد دلوقتي ساكته ومش متكلمه ، بس صدقني لو اتكلمت هتزعل ، انت ليه عملت كده في أيان ؟؟ ، ليه يا نوح هو أذاك في ايه ؟؟
لم يفهمها جيداً ولم يفهم ما الذي حدث لـ " أيان " وما الذي تتحدث عنه " يمن " ، اقترب منها أكثر بهدوء وهو يهتف بحيره :
ـ عملت ايه في أيان ، انا مش فاهم حاجه .
هتفت بعصبيه وارتفع صوتها من شدة غضبها المكبوت ومازال صوره " أيان" لم تفارق عقلها :
ـ متكدبش يا نوح ، ومتعملش نفسك برئ ، انت شيطان ، فاهم انت شيطان .
ـ يــــــمـــــن .
ارتفع صوت جدته ولم تتحمل قسوة حفيدتها علي حفيدها " نوح " ، كادت أن تقترب منها ولكن توقفت حين " نوح " رفع يـ ـده بأن تصمت وتقف مكانها كأنه يقول لها بأن لا تدخل أبداً .
لم تتحمل " نور " اتهام " يمن " أبداً علي زوجها وهي تهتف بهدوء وتنظر لـ "يمن " :
ـ ممكن يا يمن تهدي وتبطلي عصبيه وتقولي في ايه حصل معاكي ؟ ، وايه اللي حصل لـ أيان ؟؟ .
ضحكت بسخرية وهي تنظر بشرارة نحو " نوح " :
ـ نوح ضرب أيان لحد ما مش عارف ياخد نفسه ، ورم وشه ، ورم جسـ ـمه كمان ، وكسر كل حاجه سليمه في أيان ، أيان بيموت في المستشفى بسببك .
صدم من حديثها ومن اتهامها هذا الذي جعل قلبه ينبض بجنون ، نظر لها بصدمه وهو يهتف بحده :
ـ يمن انا معملمتش كده ، استحاله اعمل كده ، طيب قوليلي أنتِ ليه اعمل حاجه زي كده ؟؟ .
دمعت عينيها وهي تهتف بغضب ومازال قلبها يشتعل من الغضب من فعلته :
ـ عشان غيران من أيان ، أيان هيتجوز عن حُب ، أما أنت متجوزتش عن حُب ، نور محبتكش ، ولا عمرها هتحب شيطان زيك ، احنا كلنا عارفين أن نور مش بتحبك وبتحب رحيم جوزها الله يرحمه .
ـ يــــــمــــن .
صرخ بها ولم يتحمل حديثها وكاد أن يصفعها ولكن توقف حين الشرطه دخلت وتقدم منه شاباً وهو يهتف برسميه :
ـ نوح النويري حضرتك مقبوض عليك بشكوي من يمن النويري ، بتهمه ضربك لـ أيان ، اتفضل معانا .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية