رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 16 - 3 الجمعة 22/11/2024
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل السادس عشر
3
تم النشر بتاريخ الجمعة
22/11/2024
كان يقف «أسر» منتظر الضابط أن يجئ حتى يطلق سراح صديقه ، فـ «وعد» تحدثت معاه وقالت له كل شئ ، لذلك فى نفس اللحظة بحث عن محامى ، وذهب الى القسم هو والمحامى حتى يخرج «نوح» فى أسرع وقت .
أخذ يخطف نظرات اتجاه «نور» الذي أمامه تنظر بشرود وتعقد ساعديها امام صـ ـدرها ، وتنظر نحو باب القسم كل ثانية تنتظر الضابط حتى يطلق سراح «نوح» .
لا تعرف لما شعرت بالأرتباك حين «أسر» ينظر لها فكل فترة ، فهى تريد أن تتحدث معاه وأن تقول له عن كل مخاوفها ، ولكن منذ أخر محادثة بينهم حين لاقبها بـ انها لعنة على الجميع بعد مقتل صديقه «رحيم» ، لم يتحدث معاها ولو لمره ، فهى تحتاج له نعم ، ولكن هو يراها دائما انها لعنة على الجميع وسوء فهمه لها مما تشعر بالضيق أكثر و أكثر ، فهو الذى قطع علاقته بها ، ومع ذلك تحتاج له ، فـ «أسر» ليس صديقها فقط إنما هو مثل شقيقها «خالد» رحمه الله عليه..
عليها أن تطمئن على «نوح» أولاً ، وثم تقوم بمصالحة «أسر» ، وكل شئ سيصبح على ما يرام بالتأكيد .
❈-❈-❈
كان نائما بعمق بعد ما سحب الشكوى من الشرطة ، وبعد ما الشرطة خرجوا من الغرفة ، وضع رأسه على الوسادة ولم يشعر بأى شئ بسبب المُسكنات التي أتخذها ولكن شعر بالفراش يتحرك مما فتح عينيه بصعوبة .
وجد راجل ملامحه مخفية بسبب تلك القمامة ، و وضع الغطاء على رأسه ، لم يستطيع التحرك بسبب ألم جـ ـسده ، يريد أن يتحرك أو يتحدث ولكنه يفشل بالنهاية ..
وبعد مدة حاول أن يخرج صوت مهموس ، ولكن وجد يـ ـد حديدية تكتم صوته ، شعر بأثنين يحملوه ويضعوه في السيارة ، وهنا صرخ باعلى صوته ولكن قد فات الاوان ولم أحد يسمعه ابداً .
حاول التحرك أكثر من مرة بألم ولكنه فشل بسبب إمساك الراجل بجانب الأيمن ، والراجل الآخر من اتجه الأيسر ، وبعد مده وصلوا إلى المقابر التى قرأ اسمها على الفور وحين أدرك أين هما ، قلبه صرخ بجنون ، وهو ينظر اليهم برعب حقيقى .
توقفت السيارة ، وحملوه هما الأثنين ، وتحرك أكثر من مرة بألم من تحت يـ ـدهم ولكنهم لم يتركوه أيضا ، بل تمسكوا به أكثر …
وادفعه بجانب قبر فاضى لم يجد فيه أحد فـ أدرك نواياهم واخذ يصرخ بجنون على الأقل أحد يساعده ولكن لا حياة لمن تنادى ، صرخ مرة أخرى ولكن قاطعته ضحكة من الجدة «حميدة» وهى تقترب منه بسخرية :
ـ دلوقتى بتصوت يا أيان ، أخص عليك ، مش عملت فيها الشبح ، ولعبت مع عيلة النويري اللي مش قدك أصلا .
بينما أكملت وهى تقترب منه وتهتف بهدوء :
ـ زمان الناس لما كانت بتلعب لعبة مصارعة دى ، كانت تسال الأول على المصارع ، إذا كان شاطر فى اللعبة او لا ، لو شاطر ، المصارع التاني بينسحب عشان يضمن حياته ، لكن لو مش شاطر بيلعبه عشان يكسب .
ختمت حديثها وهى تضحك بسخرية وتنظر لها نظرة شيطانية :
ـ اهى اللعبة المصارعة دى اللى لعبة اللي ماشية دلوقتى ، مش المفروض يا أيان تسأل الأول علينا وتعرف احنا مين الأول عشان تضمن حياتك .
كان لا يفكر في أي شئ سوىٍ أن جدته والدة أبيها تريد أن تقـ ـتله ، وتدفنه ، لا يريد ذلك ابداً ، لا يريد جدته تقـ ـتلها ، فـ والده يتحدث دائما عليها وعلى طيبة قلبها ، ولكن هذا الجانب الذي يراوده والده لم يرأه ابداً .
يرى فقط جانب قاسى لا تبالى بشئ سوىٍ احفادها فقط ، يا ليته يقول لها انه حفيديها من دمها ، حتى تشعره بالحنان والدافئ التى افتقدهم منذ أن كان صغير ، يا ليته يقول لها…
كانت تراقب «حميدة» شروده وحين أقتربت منه وجدت الشبة بينه وبين إبنها رحمة الله عليه «أمجد» ، لا تدرى لما شعرت بالحنان حين رأت ملامح وجهها عن قرب .
أفاقت من شرودها على صوته المهتز من الخوف وينظر لها بهدوء :
ـ متعمليش فيا كده يا تيته .
اقتربت منه بقسوة لاذعة وقد تنسات أمر إبنها وهتفت بحدة وهي ترفع سبابتها عليه :
ـ إياك تنطق وتقول تيته تانى ، المسموح ليهم يقولوا الكلمة دى دول احفادى ، و انت مش حفيدي ولا عمرك هتكون حفيدي .
بينما أكملت وهي تنظر بقسوة إلى الرجال الذي كان خلفه :
ـ ادفنوه يلا ، مش ناقصه قرف .
❈-❈-❈
جلس «نوح» فى غرفة مكتب الضابط ينتظره ، فهو حتى الآن لا يفهم سبب حديث الراجل ، ولما قال هذا لـ «أيان»؟؟؟ ، ومن الذي أرسله ، ولما لم يخبره؟؟؟ .
لا يفهم اي شئ سوى أن الذى فعل هذا لـ «أيان» حتى ينتقم منه لا أكثر من ذلك ..
فهو حين يخرج من هنا يتحدث مع عائلته بكل هدوء ويفهم منهم ، من الذي فعل ذلك …
قطع خيوط أفكاره صوت الضابط وهو يدخل الى المكتب ، وينظر له بهدوء :
ـ اتفضل يا استاذ نوح ، براءه ، انت معملتش اي حاجه ، و أيان سحب الشكوى .
تفاجأ قليل ولكن أبتسم له ، أنه و أخيراً يخرج من القسم ويتجه الى زوجته «نور» ، وينعم بأحـ ـضانها ، خرج بلهفة من المكتب ، واسرع فى خارج القسم ، و أخذ يبحث عنها بلهفة .
حينما خرج اجتمعت كل الأنظار نحو حين خرج من القسم ، ابتسمت «نور» بقوة إبتسامة تتسع نحو ثغرها أكثر و أكثر ، اقترب منها سريعاً ، اما هى ركضت عنده ، وعانـ ـقته بقوة ، لا تعرف لما فعلت ذلك ، او كيف ، او لما ..
ولكنها تريد الامان الذى افتقدته ، والأمان هو اعنـ ـاقه ، ربت على ظهرها عدة مرات ، وأخذ يعانـ ـقها بقوة ، يريد أن يدخلها بداخله ويخفيها من هذا العالم ، فهو ليس يحبها فقط بلا متيماً بها عشق أبدى…
كل هذا و «أسر» يرى ما يحدث ، فكلما شعر باقتراب «نور» من «نوح» يصيبه التوتر والخوف على صديقه ، فهو يريد إبتعاد «نور» عن «نوح» بأى طريقة حتى الماضي لا يحدث مجدداً ، سيحاول ويتحدث مع «نوح» بهدوء عن حقيقة لعنة «نور» ، ويتمنى أن يسمع منه..
اما «وعد» تبتسم لهم وهى تتمنى لهم السعادة الأبدية ، فهى تعرف بعشق «نوح» لـ «نور» ، وتتمنى أن تزيل فى طريقهم المشاكل والعقبات .
شخص أخر يرتدى نفس الثياب الذى أنقذ «نور» ليلتها فى القصر و ظنته أنه «نوح» ، ابتسم هذا الشخص على عنـ ـاقهم وهو يهتف بنبرة امتنان :
ـ نور لقيت نصها التانى و عوضها فى الدنيا ، فـ يارب فرح قلبها و اسعدها .
ختم حديثه و أخذ ينظر لهم نظرة سعادة حين رأى «نور» سعيدة فى اعنـ ـاق «نوح» ، وهتف هو بوعيد :
ـ بس اوعدك يا نور أنه محدش يقدر يأذيكى طول ما انا موجود ، يمكن مجاش الوقت انه احنا نشوف بعض فيه ، بس قريب هتشوفينى .
ختم جملته و أبتسم لسعادتها ومازال ينظر لهم بحُب ، يتمنى من قلبه أن تحصل على السعادة الأبدية لأنها تستحق ذلك .
خرج من احـ ـضانها بصعوبة ، قبـ ـل قبـ ـلة على خديها وجبينها بحُب ، مما ابتسمت له بحنان ، اقتربت منه «وعد» وعانـ ـقته هي الأخرى وهى تهتف بحماس :
ـ تعرف انى مبسوطة اوى انك طلعت منها ، وانك هتبات فى بيتك النهاردة .
ابتسم هو الآخر لها وخرج من اعانـ ـقها وهتف لها بنبرة مرواغة :
ـ قولتلك قبل كده اني هجيلك عشان معملتش حاجه .
ابتسمت بسعادة وهى تسمع جملته تلك ، اقترب من «أسر» و عانـ ـقه هو الآخر ، خرج «أسر» من اعانـ ـقه و هتف بقلق وهو يرى ملامحه :
ـ أنت كويس يا نوح .
هز رأسه وهو يهتف باطمئنان وثقة :
ـ صدقنى كويس ، الظابط اللى جواه محترم ومدخلنيش الحبس ، فضلت قاعد فى مكتبه لحد ما خد اقوال أيان .
هز رأسه «أسر» وهو لم يصدق أن شقيقته فعلت به هكذا ، فهو لا يريد أن يفتح الموضوع معه حتى لا يحزن كثيراً ، فـ «نوح» صديقه الوحيد ولا يحب رؤيته حزين ابداً .
امسك يـ ـد «نور» وهو يهتف بحُب وهو ينظر داخل عيناها :
ـ يلا يا حبيبتى نروح .
هزت رأسه دليلاً على استجابة حديثه ، واخذت تعانـ ـق يـ ـده مثل ما عانـ ـق يـ ـدها ، وكادوا أن يغادروا ولكن توقفوا حينما فتاة أخذت تنادى الى «نوح» وتركض اتجاه ، مما التفت «نوح» و «نور» حتى يعرفوا مَن الذى ينادي عليه؟؟.
ولكن تلك الفتاة عانـ ـقته وهي تبكي بقوة :
ـ نوح ، نوح أنت كويس طمنى عليك .
جحظت عيناه وهو يهتف بصدمة :
ـ راندة ، ايه اللي جابك هنا ، و أمتى جيتى اصلا؟؟ .
لم ترد عليه وزادت فى البكاء ومازالت تعانـ ـقه ، كل هذا ولم يترك يـ ـد «نور» ، ولكن بعد ثوانى تركها وعانـ ـق «راندة» وهو يربت على ظهرها حتى يجعلها تهدأ .
نظرت «نور» بشرود وهي تتذكر ذلك الأسم وبعد ثوانى تذكرته حين سمعت «نوح» والجدة «حميدة» يتحدثون عنها ، مما تركتهم بمفردهم وغادرت من جانبهم .
الذين كانوا يتابعون الموقف «وعد» و «أسر» الذي شعروا بصدمة حينما رأوها ، فهى متى جئت ولما؟؟ ، ولما تبكي بهذه الطريقة؟؟؟ ، وكان الشخص الذي ظنته «نوح» مازال يراقبها عن ثقب ولم يبعد أنظاره عنها .
كانت هى تذهب بشرود وهى تلوم نفسها مئة مرة انها سمحت لمشاعرها ان تتحكم بها ، فهى لا تريد ذلك أن يحدث ، كفى ما حدث فى الماضى وقد اكتفت من ذلك ، لا يجب أن تروضها مشاعرها للمرة الثانية .
لا تريد أن تعود «نور» القديمة ، ولا تريد أن تعود الى شخصيتها بعد ما شعرت بالقوة الان ، الان لا مجال لضعف ، ولا مجال لمشاعر أيضاً ، فهى خسرت «رحيم» و بنات عمها ، ولقبوها بـ اللعنة كل ذلك بسبب الحُب وحماقته..
لا تريد أن تكرر الخطأ مرتين فقد يكفى ، يكفى حقاً ما عاشته وما مرت به ، ولا يجب أن تشعر بتلك النار التي تحـ ـرق جـ ـسدها كل دقيقة حين تعرفت على تلك الفتاة و عانـ ـقها «نوح» ، فـ مازال جـ ـسدها يشتعل حين تتذكر تلك الموقف امام عينيها ، وعقلها اللعين لم يتركها وشأنها ، بل يعيد تلك اللحظة القاسية كانه يقتل قلبها..
قلبها..!
لا يجب أن يدخل قلبها ، لا تريد أن يجعله يدق هكذا ، لا تريد أن يحُب مرة أخرى ، ويكرر ذلك الخطا اللعين ، لذلك عليها أن تبتعد عن «نوح» ولم تقترب منه ابداً ….
قطع خيوط أفكارها صوت نداء شخص تعرفه جيداً ، نظرت نحو السيارة التى تقترب منها بسرعة ، ونظرت لها بصدمة ولم تعرف كيفية التحرك و…..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية