رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 5 - السبت 16/11/2024
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الخامس
تم النشر السبت
16/11/2024
في المشفى
دلفت هايدي مكتب حازم فتجده يتابع احد العمليات على جهازه
تقدمت منه لتجلس على المكتب أمامه وأغلقت حاسوبه وهي تقول بدلال
_هتفضل شاغل نفسك كدة طول الوقت؟ افضالي شوية.
ابتسم حازم وتمتم بمكر
_اومال اليومين اللي فاته دول كانوا إيه؟
تلاعبت هايدي بنظارته التي يضعها على عينيه وقالت بغنج
_دي حاجة كدة حلواني إنما الاشتياق ده مستمر حتى وانت في العيادة اللي جانبي.
هزت كتفيها بدلال
_ولا أيه؟
لمع المكر بعينيه وهو يقربها منه
متأكدة إنك قفلتي الباب كويس؟
اومأت وهي تقرب وجهها منه
_أوي.
نظر لثغرها برغبة ومال عليه يلتقطه لكن صوت الباب منعه من التكملة فأغمض عينيه بضيق وغمغم من بين أسنانه
_عجبك كدة؟
ضحكت هايدي ونهضت من أمامه قائلة
_زي ماعجبك كدة، انا هرجع بدري النهاردة يا ريت انت كمان متأخرش، باي.
خرجت هايدي ودلفت الممرضة تخبره بميعاد العملية.
مرت على صديقتها في المختبر كي تعرف منها نتيجة التحليل
وفور دخولها قالت بابتسامة وهي تشير لها بالنتيجة
_شكك طلع في محله، مبروك ياقمر انتي حامل.
تبدلت ملامح هايدي واخذت منها الورقة كي تتأكد بنفسها فتجد النتجية إيجابية كما أخبرتها فتمتمت بعدم استيعاب
_مش ممكن انا باخد الحبوب بانتظام.
_عادي يابنتي بتحصل وبعدين ده رزق من ربنا هنقوله لأ.
لا تنكر تلك الفرحة التي شعرت بها لكن خوفها من رد فعله جعل تلك الفرحة تتلاشى
❈-❈-❈
شعرت بالأرض تميل بها حتى أنها امسكت بالمقعد قبل ان تفقد توازنها فسألها خليل بقلق
_مالك يابنتي انتي كويسة؟
حاولت حور التحلي بالشجاعة وقالت بارتجافة غلفت صوتها
_لا أبدًا أنا…. اصل الطريق كان طويل شوية وأخدت وقت لحد ما عرفت البيت.
توهجت عينيه الرمادية بوميض عجيب قبل أن يقول بصوت ثابت
_عشان كدة أخرتي؟
انتفض قلبها بشدة عندما وجه حديثه لها وتمتمت برهبة
_عشان أول مرة، بس مش هتتكرر تاني.
أومأ لها بصمت ثم جلس على المقعد ويضع قدم على الأخرى قائلاً بتكبر
_طيب عرفتي دورك هيكون ايه؟
شعرت للحظات بان الكلمات توقفت في حلقها لكنها جاهدت ليخرج صوتها ثابتًا
_اه عارفة دكتور عاصم عرفني كل حاجة.
رد بمغزى
_بس اللي عرفك بيه الدكتور عاصم غير اللي انا هقوله دلوقت، ولو عندك اعتراض تقدري تتفضلي.
هم خليل بالاعتراض لكن داغر منعه
_لو سمحت ياعمي انا وافقت عشان خاطرك سيبني بقا اعمل اللي يريحني.
تقبلت حور تلك الإهانة وقالت بثبوت
_اتفضل قول.
التزم الصمت لبرهة وكأنه يختبر صبرها ثم تحدث بجدية
_انتي هتكوني مسؤولة عن كل متطلباتي مش بس مواعيد الأدوية أو التدريبات المطلوبة منك
يعني هتقومي بكل الأدوار، الممرضة والعاملة وحتى الأكل انتي اللي هتكوني مسؤولة عنه.
رغم رفضها لكل ذلك إلا إنها تقبلت إهانته، لن تستسلم بتلك السهولة فمنذ ان علمت بعودته وهي تتوقى لمثل تلك الفرصة كي تنتقم منه أشد انتقام
لن ترأف به ولن ترحمه ستجعل حياته بين يديها وتدمرها كما دمر هو حياتها
فقط عليها التحمل في بداية الأمر وبعدها ستنفذ ما انتوت فعله وخططت له.
_ودلوقت تقدري تدخلي المطبخ تحضري الفطار.
اكتفت بهز رأسها واخذت تبحث بعينيها عن مكانه فأشار لها خليل
_هتلاقيه على ايدك الشمال وانتي داخله من الباب ده.
انصرفت حور ونظر خليل له بانفعال
_ممكن افهم ليه بتعامل البنت بالأسلوب ده؟
رد داغر مدعي عدم الفهم
_بعاملها ازاي مش فاهم.
_داغر انت فاهم أنا اقصد ايه كويس، مش هفهمك إن دي بنت ناس وعاصم وصاني عليها لأنها بنت صاحبه فياريت تخلي اسلوبك مهذب معها.
_ربنا يسهل، انت هتسافر أمتى؟
علم خليل انه يغير مجرى الحديث فقال بانفعال
_متغيرش موضعنا ومش هقولها تاني لو ضايقت البنت أنا اللي هقفلك.
نهض خليل ليدلف مكتبه وترك داغر يضغط على أسنانه بغضب جحيمي ثم أخرجه في الطاولة الزجاجية أمامه وهو يطيحها بقدمه جعلها تصتدم في المقعد المقابل فتتهشم محدثة صوت ليس عاليًا لسمك السجادة التي سقطت عليها
نهض بغضب وصعد إلى الغرفة وحينها شعر بأنه لا يستطيع التنفس بأريحية وكأن العواء سحب من المكان
وعادت إليه الذكريات بأشدها ولم يرحمه الظلام الذي أحيط به من قسوتها
عودة للماضي
ارتدت أسيل بنطال أبيض وبلوزة زيتونية ثم نظرت لصورتها في المرآة تتأكد من تحشم ملابسها
فرغم حياتها التي قضتها في الخارج إلا إنها التزمت بمعايير بلدتها
خرجت من الغرفة وذهبت حيث ينتظرها
قال لها تتبعي قلبك ليدلك على مكان وجودي
رسالة عجيبة وكأنه يستشف إذا كانت تحبه أم لا.
وللحقيقة هي لا تعلم حتى الآن
كل ما تعرفه أنها تشعر بالسعادة كلما رأته عيناها
والوقت الذي تمضيه معه يمر كأنه حلم جميل.
ذهبت للمكان التي رأته به أول مرة لكن لم تجده؟
إذًا أين هو؟
ظلت تتجول على سطح الباخرة حتى صعدت على متنها فوجدته بالفعل واقفًا ينتظرها بزيه الذي يعلم جيدًا بأنه يسلب أنفاسها به.
وقفت مكانها على أعلى الدرج ولم تستطيع التقدم خطوة واحدة
فلأول مرة تجد من يحاول بشتى الطرق اسعادها
كان واقفًا أمام طاولة صغيرة بجوار السياج تحمل بعض الأطعمة الخفيفة وضوء شموع خافت موضوع عليها
تقدم منها بخطوات ثابتة وكأنه يعلم صداها داخل قلبها
توقف أمامها متطلعًا إلى عيناها التي توهجت على ضوء الشموع
وشعرها الثائر بفعل الهواء يحجب وجهها عنه فترفع أناملها الرقيقة لتبعده وتحكمه خلف أذنها
كم تمنى أن يفعلها يومًا ويضعها هو خلف أذنها
لكنه أحكم تلك الرغبة وتمتم بثبات
_أخرتي أوي.
اهتزت نظراتها وقالت بروية
_وانت واقف وشايفني وانا بدور على المكان وساكت.
رفع حاجبيه بمكر
_مكنش ينفع اغششك كان لازم تيجي بقلبك.
رفعت عيناها إلى عينيه التي تاهت بغيومها فوجدتها تتطلع إليها بشغف لم ترى مثله من قبل
_أنا قلت الليلة دي أخر ليلة لينا مع بعض
تطلع في ساعته وتابع
_قدامي ساعتين بس اللي مسموح بيهم وقلت أقضيهم معاكي.
اشار لها على الطاولة فتقدمت منها تجلس عليها وجلس هو قبالتها ثم قال
_بما إنك بتحبي البحر تبقي بتحبي السمك وصيت الشيف انه يعملنا حاجة كدة من الآخر يارب يعجبك.
نظرت إلى الأصناف الموضعة على الطاولة وغمغمت باحراج
_بس للأسف انا مليش في النوع ده من الأسماك.
هم بالنهوض وهو يتمتم
_خلاص هكلم الشيف يجبلك غيره.
منعته أسيل مسرعة
_لا مفيش داعي أنا أصلًا مليش نفس.
_طيب خلاص دوقيه انا متأكد أنه هيعجبك.
اومأت بصمت وشرعت في تناوله
لم تتقبل مذاقه في البداية وعندما لاحظ ذلك تطرق في الحديث كي لا تركز به
انتهوا من تناول طعامهم وسألها حينها
_ها ايه رأيك؟
ردت باحراج
_بصراحة متقبلتوش في البداية بس بعد كدة عجبني.
مسحت يدها بالمنديل المعطر وكذلك فعل هو ثم وقفوا على السياج يتحدثوا في أمور عدة
حتى جاء موعده
تطلع إليها باستياء
_معلش انا لازم امشي دلوقت وممكن معرفش اشوفك إلا واحنا نازلين من السفينة
اومأت له وقالت بتفاهم
_ده شغلك ومينفعش تتأخر عنه، وبجد انا سعيدة جداً إني اتعرفت على حضرتك.
قطب داغر جبينه بدهشة مصطنعة
_ايه شغل الوداع ده محسساني إننا مش هنشوف بعض تاني.
لاح الحزن على قسماتها لكنها أخفته مسرعة بملامح مبهمة
_اكيد طبعًا كلها ساعتين بالكتير وكل واحد هيرجع لحياته.
لم ينتبه داغر لمثل ذلك الأمر ولم يفكر به
ولم يعد يملك الوقت كي يقرر فسألها
_في حد هيكون مستنيكي؟
عاد الحزن على ملامحها وهي تجيب باقتضاب
_لأ.
_خلاص خليني أوصلك فـ طريقي بدل ما تسافري لوحدك.
اهتزت نظراتها من شدة الخوف والذي ظهر واضحًا على محياها وتمتمت بريبة
_لأ مش هينفع.
عقد حاجبيه باندهاش وسألها
_مالك خوفتي كدة! أظن إن الليلة اللي قضناها في الجزيرة يخليكي تثقي فيا.
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة
_مش قصدي بس أهلي لو عرفوا مش هيعدوا الموضوع بالساهل.
تافهم مع خوفها وقال بتروي
_أنا برضه مش هآمن عليكي تركبي مع حد غريب وخصوصاً إننا هنوصل بالليل، خليني أوصلك لحد القاهرة وبعدها هطلبلك أبر يوصلك لحد البيت.
أومأت بعينيها وأومأ هو بابتسامته التي تسحرها ثم انسحبت بهدوء وعاد هو لعمله.
❈-❈-❈
في مكان آخر
خرج حسين من مكتبه فيجد سليم يصعد لغرفته فنادى عليه
_سليم.
استدار له سليم وتمتم باقتضاب
_نعم.
تقدم منه يسأله بجمود
_هي فين؟
_السفينة وققت الليلة ومش هتوصل غير بكرة اخر النهار.
_طيب غير هدومك وتعالى عشان عايزك.
اومأ سليم وأبدل ملابسه ونزل إليه
_خير؟
أشار له بالجلوس ثم تحدث
_انا فتحت فرع للشركة في امريكا، شاهي هناك وخلصت كل حاجة بتوكيل مني، لو شايف إنك……
قاطعه سليم بلهجة لا تقبل نقاش
_لأ مش شايف انت عارف كويس إني رافض ابعد برة مصر، لو هي شايفة إن الفرع ده هيرفع من شأن الشركة يبقى تتابعه هي انما أنا لأ.
كالعادة لا يقول كلمة واحدة لابنه، ليس من باب التعلق به، ولكن حتى لا يهدم ما بناه بداخله
أن يكون بكلمة لا يمكن الرد عليها، وإنسان لا يمكن أن يهزه شيء
وخاصة حينما تابع
_انا مش هسيب الشركة اللي تعبت فيها وأروح أبدأ من الأول في فرع ممكن يفشل، عايز حد يديره يبقى شوف غيري.
ثم تركه وغادر
صعد إلى غرفتهوهو يشعر بضيق حقيقي من تلك الحياة وذلك المنزل الذي برغم وسعه إلا أنه يشعر دائماً أنه ضيق حد الاختناق
خلع رابطة عنقه وفتح الازرار العلوية ووقف في شرفته ربما يخف ذلك الاختناق
الحياة في ذلك المنزل أصبحت لا تطاق لكن عليه التحمل لأسباب عدة وأولهم ألا يترك الساحة لزوجة ابيه التي تود الخلاص منه بأي شكل.
والسبب الآخر هي أسيل التي ستكون دمية في أيديهم يفعلوا بها ما يشاءوا
والأهم من كل ذلك هو قلبه الذي عشق وعشقه حكم عليه بالعذاب منذ مولده.
حكم عليهم أن يكونوا تحت سقفٍ واحد ويتعاملوا كالأغراب.
لذا عليه البقاء مهما ازداد بداخله ذلك الشعور.
❈-❈-❈
في اليوم التالي
رست السفينة في الميناء البحري وبدأ الجميع بالخروج منها وعين داغر تراقبها وهي تسير على الممر
شعر برغبة ملحة في التقدم منها وحملها بين يديه والسير بها على ذلك الممر لكن ليس هنا
سيكون في ممر منزله
وإلى يخته الذي ينتظره بالإسكندرية وخصلاتها الثائرة موضوعة بأريحية بعض منها على كتفه وأخرى على صدره.
حمحم باحراج من نفسه على تلك الأفكار التي يفكر بها ثم توجه إلى سيارته بعد ان أنهى الإجراءات وانتظر مجيئها.
ها هي تخرج تسحب حقائبها وبقى هو منتظرها داخل السيارة كما طلبت منه
لكن انتهت أحلامه عندما وجد شاب يقترب منها يقبل وجنتيها بفتور وآخر تقدم منهم ليحمل الحقائب
توقفوا لثواني معدودة ثم رحلت معه
عودة للحاضر
تنهد بتعب من تلك الذكريات التي لا تترك مخيلته لحظة واحدة وكأنها لعنة سقطت عليه
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بالنطق على الرقم المنشد حتى جاءه الرد
_آمر ياكابتن.
_ساعتين بالظبط وتكون جايبلي كل المعلومات المطلوبة عن حور وجدي حمدان.
اغلق الهاتف دون أن يستمع لرد وأعاده لجيبه
عليه أن يعرف كل شيء عنها
أما هي فقد تحججت بحاجتها للمرحاض وأسرعت بالولوج إليه لينتهي ذلك الثبات التي تمسكت به قدر الامكان كي لا تنهار أمامه وأخذت تنتفض بخوف
وذكريات تلك الليلة تهاجمها بشراسة
عادت بأشدها وكأن المشهد يعاد أمامها
تستنجده، تستجديه، ترجوه لكن لم يرأف ولم يلين، ازدادت انتفاضتها وهي تتذكر عيونه وقتها وكيف كانت بنفس الصلابة التي تراها الآن.
وقفت امام الحوض لتغسل وجهها مرات عديدة كي تنتهي تلك الرجفة لكن لا فائدة
أسندت رأسها على الجدار وأخذت تبكي وتنتحب، لما عادت إليه
من اخبرها أن باستطاعتها مجابهة ذلك الرجل بعد ما حدث.
عن اي انتقام تتحدث وقد انتهت كل قوتها الزائفة التي أتت بها لذلك المكان
ذلك المكان الذي شهد يومًا لحظات سعيدة قضتها معه، على ماذا سيشهد الآن.
بكت وانتحبت بشدة وذكريات الماضي التي علقت بذهنها لا ترأف بها
لا ترحمها
حتى شعرت ببوادر نوبتها لكنها قاومت
عليها أن تقوى كي لا تظهر بذلك الضعف أمامهم
مسحت دموعها بظهر يدها وعادت تغسل وجهها جيدًا كي يختفي ذلك الإحمرار بعينيها
عليها أن تثبت كي لا يشك أحد بأمرها
اخذت نفس عميق ثم جففت وجهها وخرجت كي تعد طعام الإفطار كما طلب منها.
دلفت المطبخ فوجدت سيدة في عقدها الثلاثين تجلس على المقعد وتقوم بتجهيز الطعام على الطاولة أمامها
وعندما رأت حور ابتسمت بترحيب وقالت
_انتي الممرضة مش كدة؟
اومأت لها بصمت ثم تقدمت منها قائلة
_أنا كنت عايزة اعمل الفطار.
اندهشت سلوى وسألتها باستفهام
_مين اللي طلب منك تدخلي المطبخ؟
اهتزت نظرات حور وهي لا تستطيع نطق اسمه
_د..الكابتن.
تركت سلوى الطعام من يدها وهي مندهشة ونهضت قائلة
_ده الأكل بتاعه بما انه طلب منك يبقى كمليه
أشارت لها على المبرد
_هتلاقي كل حاجة موجودة في التلاجة ولما تخلصي الأكل ابعتيلي افهمك التقديم هيبقى ازاي.
شرعت حور في تحضير الطعام حتى انهته سريعًا ثم وضعته على الحامل وتطلعت إلى سلوى لتسألها
_انا خلصت في حاجة تاني؟
ردت سلوى بتأكيد
_اه طبعا تعالي افهمك.
أخذتها عند طاولة المطبخ وتابعت
_الأكل مش هيتقدم عادي كدة، الطبق قدامه بيكون نظام الساعة
بمعنى اللحوم بتكون على الساعة 12 الأرز بيكون على 6
السلطات بيكون على 3
لو خضار بيكون على 9
إن كان شوربا بتكون في طبق عميق عادي، تمام؟
أومأت حور بتفاهم ثم تابعت سلوى
_بس كل ده بيتعمل على السفرة
_هو فين؟
تعجبت من سؤالها
_هو مين؟
شعرت بصعوبة في نطق اسمه ولكنها أجبرت نفسها على نطقه
_داغر بيه.
_اه، أكيد طلع اوضته او على البحر.
دلفت فتاة أخرى فسألتها
_داغر بيه فين يالبني؟
_طلع اوضته من شوية.
تنفست الصعداء عندما عرضت الفتاة ان تصعد هي بالطعام إليه.
جلست هي بجوار سلوى التي سألتها
_تحبي تشربي حاجة؟
هزت راسها برفض فعادت تسألها
_انتي منين ياحور؟
رمشت بأهدابها وأجابت بعد برهة
_من اسكندرية.
_عارفة انك من اسكندرية بس بسألك من أي مدينة فيها.
_من******
_بس دي بعيدة أوي وصعب إنك تروحي وتيجي كل يوم.
_عادي أنا متعودة على كدة لأن المستشفى اللي شغالة فيها برضه بعيد عن البيت.
سألتها سلوى بفضول
_متجوزة؟
هزت راسها سريعًا
_لأ
اندهشت سلوى من طريقة ردها
وقاطعهم دخول لبنى وهي تحمل الطعام ويبدو عليها الخوف سألتها
_رجعتي ليه بالأكل.
ردت الفتاة وهي تنظر لحور
_أنا معرفش ايه اللي حوله كدة، اول ما دخلت وبقوله الفطار جاهز اتعصب عليا وقالي انا مطلبتش منك فطار أنا طلبت منها هي.
تلاعب الخوف بداخلها وشعرت بأن ما مضى سيتكرر مرة أخرى لكنها احجبت ذلك الخوف وأخذت منها الطعام وصعدت به.
تطلعت إلى الطعام الذي وضعت به تلك المادة التي ستقضي عليه بتروي
ثم دلفت الغرفة بعد ان سمح لها بالدخول.
كان واقفًا أمام النافذة والتي تطل على الشاطىء ويخته يتراقص مع الأمواج أمامه
شعرت بالتشفي به وهو واقفًا أمامها بذلك العجز لكن ذلك لن يشفي غليلها
ستقف تراقبه وهو يضعف أمامها بفعل تلك المواد التي شرعت في وضعها داخل طعامه
تلك الطريقة التي ستشفي صدرها من الغصة التي تأرق لياليها وهو يعيش حياته وكأنه لم يظلم أحد.
_هتفضلي واقفة كدة كتير؟
أخرجها من شرودها بلهجته الحادة والتي ذكرتها بذلك الحادث فحاولت التحكم بتلك الرجفة التي عادتها وردت بفتور
_الفطار جاهز.
غمغم وهو على نفس وضعه
_مليش نفس دلوقت خليه كمان ساعة
زمت فمها تحاول السيطرة على ثباتها وقالت
_تمام اللي تشوفه.
سارت إلى الباب كي تهم بالخروج من الغرفة لكنه أوقفها
_استني عندك انا مسمحتش انك تخرجي.
استدار إليها فوقع نظرها على عينيه الرمادية التي كانت تنهش بجسدها في ذلك اليوم هي الآن ثابتة لا تتحرك وكم أرادت في تلك اللحظة أن ترمي بتعقلها عرض الحائط وتقوم بقتله لكنها أحجمت تلك الرغبة لن تجعله يموت بتلك السهولة تنهدت باستياء وقالت بنفور
_نعم.
جلس بثقة على المقعد المجاور للنافذة وأخرج سجائره متناولًا واحدة يشعلها ثم ينفخ دخانها بقوة وقال بفتور
_سيبي الفطار واعملي فنجان قهوة.
تطلعت إليه بازدراء لبرهة وهي لا تصدق حقيقة ذلك الرجل الذي استطاع خداعها بهذه السهولة
❈-❈-❈
عادت هايدي للمنزل بعد أن تركت الأولاد عند والدتها فاليوم قررت أن تخبره بحملها
تعلم جيدًا بأنه سينفعل من ذلك لكن هي على ثقة بأن غريزة الأبوه ستغلب عناده
قامت بترتيب شقتها بعناية فائقة كما اعتادت
وأخرجت منامته ووضعتها على الفراش
كل شيء مرتب كما تحب أن يكون
نظيف ومرتب
أنهت الطعام
ودلفت غرفتها لتخرج منامة حريرية من الخزانة ودلفت المرحاض كي تأخذ حمامًا دافئ قبل عودته
عليها دائمًا أن تظهر أمامه بأبهى صورها كي لا يشعر بأي تقصير ومع مرور الوقت سيعلم أن راحته معها هي
تلك الفتاة لم تقدم له شيء اما هي فقد قدمت إليه الكثير والأهم من كل ذلك قلبها
عاد حازم من الخارج فينتبه لتلك الرائحة العطرة فأخذ يبحث عنها بعيناه
ألقى المفاتيح على الطاولة ونادى عليها
_هايدي.
تطلعت برأسها من المطبخ وهي تجيب
_انا هنا ياحبيبي ادخل خد شاور ويلا عشان الغدا جاهز.
القى هاتفه على الاريكة وخلع سترته وهو يسألها
_الولاد برضه عند مامتك؟
أجابت وهي تحمل الاطباق للطاولة
_اه بس بصراحة ماما اللي طلبتهم النهاردة لأنها كانت موعداهم توديهم الملاهي.
اومأ لها مبتسمًا وتقدم منها يحاوطها بذراعيه وسألها بمكر
_بس كدة؟
هزت كتفيها بدلال
_لأ في أسباب تانية.
داعب وجنتها بأنامله وهو يسألها
_أيه هي؟
_تؤ مش دلوقت خليها بعد الغدا.
انسلت من بين يديه كي تكمل الطعام ودلف هو للغرفة كي يأخذ حمامه.
استلقى حازم على الفراش ووضعت هي رأسها على صدره تستمع لنبضاته المتسارعة
ملس على خصلاتها وهو يسألها
_مقولتيش ايه المفاجأة.
رفعت وجهها من فوق صدره وقالت بمكر
_هي ممكن تضايقك شوية بس انا واثقة أنها هتسعدك.
ضيق عينيه بحيرة
_مش فاهم.
أخرجت النتيجة من درج المنضدة بجوار الفراش ثم قدمتها له
_اتفضل شوف بنفسك.
اعتدل حازم واخذ منها الورقة ليرى ما بها فتتصلب ملامحه لحظات قبل أن ينظر إليها وغضب الدنيا تجمع حممًا نارية في عينيه
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية