-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 8 - الخميس 21/11/2024

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثامن

تم النشر الخميس

21/11/2024


خرج خليل من المبنى بعد أن أصر على تقديم استقالته بسبب تضليل العدالة

عاد إلى منزله في القاهرة والذي غاب عنه لمدة عامين منذ حادث ابن أخيه

دلف المنزل ليجد فريق من العمال يقوم بتنظيفه لذا صعدا للأعلى أبدل ملابسه وخرج ليجلس في حديقة منزله

أخذ ينظر لأشجار الورود التي زرعها يومًا مع زوجته الراحلة

توفت منذ ثلاث أعوام

وتركت ندبة بداخل قلبه لن تشفيها السنين

فبعد وفاتها اكتشف بأنها أخفت عليه حقيقة عدم انجابه كي لا تجرحه وتحملت هي ذلك العبء بدلًا منه

تذكر حديث الطبيب عندما ذهبت إليه وطلبت منه ألا يخبره بالحقيقة وأن يخبره بأن المشكلة لديها

أخرجه من شروده أحد العمال التي جاءت إليه تناوله شيء صغير وقالت 

_أنا لقيت الجهاز ده واقع في الأرض يافندم.

تطلع خليل للجهاز بين يديه ثم أشار لها بالانصراف

نظر إليه بدقة فيكتشف بأنه عبارة عن كاميرا صغيرة توضع لمراقبة دقيقة 

اندهش حقاً من تواجده في منزله من الذي وضعها ولما في بهو المنزل؟


عقد حاجبيه باندهاش ثم أخرج الميموري منها وهم بوضعه بالهاتف لولا ان جاءه اتصال من المحامي

أعاد الكارت إلى الجهاز ثم أجابه

_السلام عليكم 

_وعليكم السلام، انا واقف بالعربية قدام الفيلا.

وضع خليل الجهاز بسترته ورد بترحيب

_ادخل انا قاعد في الجنينة.

أغلق الهاتف ونهض ليستقبله..


تقدمت العاملة لتضع أمامهم القهوة ثم سأله خليل

_خير ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه

ولو هتكلمني في موضوع الشغل ياريت تقفل أحسن.

عاد شكري بظهره للوراء وقال 

_لا ياسيدي انا جيلك في حاجة تانية خالص.

بنك……كلمني النهاردة وعايز حد يمسك مصنع محمد السيوفي اللي حجز عليها.


ردد خليل الاسم ثم سأله 

_بس المصنع ده كان كبير اوي ازاي يقع بالسرعة دي؟


رد شكري بعدم اكتراث

_ما انت عارف المنافسات بقا، وخصوصاً بعد ما مات مراته وبنته مقدروش يقفوا قصاد حيتان السوق وعشان كدة سقط منهم

المهم هتوافق ولا لأ، انا شايف انها فرصة بعد ما سيبت شغلك 

تنهد خليل 

_انا أصلاً كنت بفكر افتح شركة صغيرة كدة بس كنت استنى لما داغر يعمل العملية.

_أهي يا سيدي جاتلك لحد عندك وهتبقى انت المسؤول الرئيسي في المصنع ومنه تزداد خبرة بحيث لما تسيبه يكون عندك دراية بكل حاجة.


فكر خليل قليلًا ثم تحدث بجدية 

_سيبني يومين أفكر وبعدين ارد عليك.

_انا مستغرب هتفكر في إيه العرض مش محتاج تفكير.

رد خليل باستنكار

_يا شكري أنا ليا ظروف خاصة مقدرش اسيب داغر لوحده فترات طويلة وبعدين ميعاد العملية بتاعته قرب يعني كلها عشرين يوم وهنسافر تاني، احنا رجعنا بس لما الدكتور قال أن الموضوع نفسي فكان عندي أمل انه لما يرجع اسكندرية حالته النفسية تتحسن ويرجع نظره. - تنهد بحزن وتابع - بس للأسف حاسس إن حالته بتسوء أكتر.


تحدث شكري بتعاطف

_ان شاء الله نظره هيرجع وهيبقى احسن من الأول، على العموم انا هكلم مدير البنك وهقوله إنك موافق مبدأيًا لحد ما ترجع من السفر.

❈-❈-❈


عاد حازم إلى شقته فيجد الظلام يعمها

قام بفتح الأنوار فيجدها فارغة

دلف غرفتهم وقد ساوره الشك في تركها للمنزل

وقد تأكد شكه عندما فتح الخزانة فوجدها فارغة.

اخرج هاتفه من سترته واتصل عليها وبعد محاولات كثيرة ارضخت في الأخير وأجابته

_نعم.

هدر بها منفعلًا من نفسه قبلها

_انتي فين ياهانم؟

أجابت هايدي بفتور

_أنا عند ماما.

_وازاي تخرجي من غير ما تعرفيني؟

ردت بنفس هدوءها

_مبقتش ملزمة بعد النهاردة استئذنك في اللي هعمله، أنا خلاص اكتفيت لحد كدة وخلي كل واحد فينا يروح من طريق.

ازداد غضبه أكثر وقال بانفعال

_يعني ايه بتلوي دراعي؟

_افهمها زي ما تفهمها مش هتفرق معايا.

انهت جملتها وأغلقت الهاتف 

مما جعله يضغط عليه حتى ابيضت مفاصله

عليه أن يتصرف هو في أقرب وقت قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة.



ظل حازم يتقلب على جمر ملتهب وهو مستلقيًا على الفراش وحيدًا لأول مرة

ليلة واحدة وشعر بذلك الفراغ

فماذا سيفعل عندما ينفذ ما ينوي فعله

يعلم جيدًا بأنها لن تغفر له مطلقًا حتى لو عادت إليه لأجل الطفلين

نظر في ساعته فوجدها الثانية عشر، ليلة بطيئة حتى شعر بأن عقارب الساعة توقفت عن العمل.

مسح بكفه على وجهه ونهض ليدلف المطبخ يعد فنجان قهوة 

لكنه أخذ يتخبط به لا يعرف اين تضع القهوة 

فكر بالاتصال عليها ليسألها لكنه تراجع لا يريد اقلاقها في ذلك الوقت

شعر بأن منزله الدافئ أصبح شديد البرودة ويفتقر للدفئ الذي كان يكتنفه

جاءته رغبة في أن يذهب إليها الآن ويعيدها بالإجبار لكن ليس الآن 

عليه أن يتخلص من حملها أولاً وبعدها سيفكر كيف يعيدها.


❈-❈-❈


وقف داغر أمام شرفته وهو يشعر بالضجر

لا يعرف لما

اوهكذا يتساءل ليهرب من الحقيقة وهي أن قلبه عاد ينبض من جديد 

حقيقة مهما حاول انكارها

مازال عاشقًا لقا.تلته حتى النخاع

كره ذلك الظلام الذي احجبها عنه وجعلها تستضعفه بذلك الشكل.

لما عادت؟

ولما أيضًا أخفت هويتها عنه؟

أسئلة كثيرة يريد إجابتها ولا يوجد أحد يريحه ويخبره بحقيقة أمرها

ضغط على ساعة يده ليعرف الوقت فقد تعدت التاسعة صباحًا ولم تأتي

تذكر حينما ظل منتظرها امام منزلها 

ومحاولاته الكثيرة التي باءت دائمًا بالفشل حتى سافر


عودة للماضي 


خرج من الميناء وتوجه إلى سيارته وهو يشعر لأول مرة بلهفة وشوق إلى القاهرة.

كان يبغض الذهاب إليها قبل معرفتها

لكن الآن اختلف الوضع تمامًا 

مر اسبوعين تذوق فيهم مرارة الفقد وكأنها ألفت روحه وألفتها

انطلق بسيارته إلى القاهرة وهو يسرع بها كي يصل إليها بأسرع وقت

وصل أمام منزلها من الباب الخلفي ثم تطلع إلى العلبة الموضوعة على المقعد المجاور له

لقد قرر أن في كل رحلة له أن يأتي إليها بإحداهن. 

اخرج هاتفه من سترته ثم قام بالاتصال على العاملة التي استطاع بعد عناء الوصول إليها وعندما أجابته تحدث بثبوت

_أيوة ياشهد أنا الكابتن داغر.

ارتبكت الفتاة وأخذت تتلفت حولها كي تتأكد من عدم وجود احد معها في المطبخ ثم تمتمت بخوف 

_حضرتك كدة هتوديني في داهية.

_مفيش داهية ولا حاجة وزي ما قولتلك كله بحسابه، طلعي الفون لأسيل.

اتسعت عينيها بصدمة وغمغمت باعتراض

_لأ طبعاً انت عارف لو حد شم خبر هيعملوا فيا ايه؟ دي ناس مبترحمش.

_متخافيش انتي بس هتوصلي الفون ليها وخلاص، يا إما ابعتيلي رقمها واخرجي برة الموضوع.

رفضت شهد اقتراحه

_لأ خلاص هطلع الفون وربنا يستر.

صعدت الفتاة وهي تتلفت حولها بقلق حتى وصلت لغرفة أسيل 

طرقت الباب فسمحت لها بالدخول وقد كانت تقرأ أحد القصص الإيطالية التي أخذتها معها

أغلقت الكتاب وهي  مندهشة من الارتباك الواضح عليها وسألتها

_في حاجة ياشهد؟

تقدمت منها بوجل وهي تشير للهاتف 

_أصل… أصل يعني…..

تعجبت أسيل وسألتها بحيرة

_متتكلمي في ايه؟

تركت الهاتف على الفراش واسرعت بالهرب قائلة

_في حد عايز يكلمك.

نظرت أسيل للهاتف ثم اخذته من فوق الفراش ونظرت به فإذا به رقم غير مسجل.


ترددت كثيرًا قبل أن تجيبه لكنها بالأخير وافقت ورفعت الهاتف لأذنها متمتمة بصوتها الرخو

_مين؟

تنفس داغر بأريحية وهو يعود بظهره للوراء وتمتم براحة

_أخيرًا قدرت أوصلك.

اعتدلت في رقدتها وقد شعرت بضربات قلبها تنبض بشدة عندما علمت صوته وقالت بوجل

_ايه اللي عملته ده؟ انت مجنون؟

رد داغر بدهاء 

_هبقى مجنون لو معملتش كدة

ردت من بين اسنانها

_انت عارف لو حد عرف ايه اللي ممكن يحصل؟

رد داغر ببساطة 

_هيحصل ايه اكتر من العذاب اللي عشته الفترة اللي فاتت دي.

نهضت أسيل لتوصد الباب جيدًا ثم تحدثت برجاء 

_كابتن داغر أرجوك …..

قاطعها هو برجاء أشد

_ارجوكي انتي تسمعيني، انا خلاص مش قادر أصبر أكتر من كدة

خلينا نتقابل لأن في كلام كتير عايز أقوله.

 

رغم رغبتها الشديدة بذلك إلا إنها قالت برفض

_لو سمحت ياكابتن اللي بتطلبه ده مستحيل وياريت…..

قاطعها بإصرار 

_ياريت انتي تبطلي مكابرة وتوافقي لأني مش هتراجع.

_انت متعرفش حاجة.

_لأ عارف كل حاجة، أسيل أنا أجازتي المرة دي خمس أيام بس وهغيب فيها اسبوعين مش هقدر اسافر من غير ما اشوفك ارجوكي توافقي.

لامس رجاءه قلبها لكن ليس بيدها شيء

هي ترفض ذلك خوفًا على كلاهما فإن علم والدها فلن يرحمهم 

لذلك التزمت الصمت ربما يفهم من ذلك أنها ترفض وبشدة

لكنه أبى الرضوخ لذلك وتحدث بلهجة مرحة قليلاً كي يخفف عنها خوفها

_أسيل لو رفضتي ممكن تقومي من النوم تلاقيني جانبك على السرير.

شهقت أسيل بصدمة من جرئته وخاصة عندما سمعت ضحكته تدوي في الهاتف وتابع تهديده 

_والله انا حذرتك وانتي حرة، ها موافقة؟

ترفض وبشدة لكن تحت إصراره وافقت مجبرة فتابع قبل أن تتراجع 

_هستناكي بكرة الساعة خامسة على أول التقاطع.

اغلق الهاتف قبل ان يسمع ردها

أما هي فقد شعرت بخوف شديد وعاتبت نفسها على الركض خلف ملذاتها


مضى الوقت بطيئًا على كلاهما حتى جاء موعدهم

وقفت أسيل أمام المرآة تمشط خصلاتها في شرود

ماذا إن اكتشف والدها خروجها؟

هل يستحق المجازفة بحياتها؟

أم هو مجرد شاب يلهو 

جلست على الفراش بكمد

لأول مرة تصادفها تلك الحيرة

طوال عمرها تمشي بخطوات ثابتة وتعرف جيدًا إلى أين وجهتها 

لكن الآن لا تعرف اتتبع قلبها الذي يحسها على الذهاب إليه 

أم تتبع عقلها الذي ينهاها عن المجازفة بحياتها 

لا، لن تذهب 

تطلعت إلى هاتفها الذي دونت عليه رقمه وقررت الاتصال به والاعتذار.

وقبل ان تتراجع اسرعت بإرسال رسالة له وكان محتواها

"أسفة مش هقدر" 

ثم قامت بإغلاق هاتفها.


اغلق هاتفه وألقاه بغضب على المقعد المجار له

لما عليه أن يتحمل كل ذلك العناء.

إن كان قلبه سيجعله بتلك الحماقة فعليه أن يمحيه من قرارته.

قام بتشغيل محرك السيارة ثم انطلق بها


حاول كثيرًا اخراجها من قلبه لكن مع كل محاولة يزداد حبها بداخله

وقف مستندًا بمرفقيه على سياج يخته ينظر لتلاطم المياه على جانبيه

ماذا يفعل كي يخرجها من حياته؟

هل يستخدم فتاة غيرها؟

لكن لن تفلح تلك الطريقة فقد أصبح يراها في كل فتاة تمر من أمامه

اغمض عينيه بشدة يريد محو صورتها من عينيه لكن بعدًا فقد استوطنت جوارحه ولن تخرج بتلك السهولة 

قام بخلع قميصه ثم قفز في المياه وأخذ يغوص بداخلها ويتعمق أكثر، ذلك المكان الوحيد الذي يستطيع أن يخطفه من شتاته لكن لم يفلح تلك المرة

أخذ يغوص ويتعمق أكثر لكن لا فائدة

صعد لسطح المياه عندما شعر بحاجته للتنفس فيخيل إليه صورتها خلف السياج تنظر إليه بابتسامتها الناعمة لكن سرعان ما اختفت وأصبح مكانها فارغًا تمامًا مثل ذلك الفراغ الذي تركته بداخله

ظل يسبح ويسبح حتى مغيب الشمس وقد توصل إلى أنه أصبح عاشقًا وعليه أن يحارب للفوز بها.

صعد إلى يخته ثم عاد به إلى موضعه

امام منزله بالإسكندرية 

ثم قام بتبديل ملابسه وأخذ سيارته وانطلق بها إلى القاهرة..


رن هاتفها مرة أخرى وتلك المرة كانت أمينة بجوارها فنادتها

_شهد تليفونك بيرن.

أغلقت شهد الموقد وأخذت هاتفها من امينة فيظهر الخوف جاليًا على وجهها مما جعل امينة تسألها

_في حاجة ياشهد؟

_ها… لأ دي واحدة صاحبتي.

خرجت من المطبخ إلى الحديقة ثم أجابت 

_يابيه انت كدة هتوديني في داهية.

رد داغر بثبوت

_متخافيش لو عملتي اللي هقولك عليه.

تلفتت حولها ثم قالت باستسلام 

_خير يابيه.

..

صعدت شهد وهي تحمل كوب العصير الذي طلبته أسيل ودلفت غرفتها وهي تقول بثبات رغم خوفها

_متشكرة ياشهد حطيه على الكميدون.

ازدردت لعابها بصعوبة ثم وضعته على المنضدة وخرجت مسرعة من الغرفة

صعدت شهد وهي تحمل كوب العصير الذي طلبته أسيل ودلفت غرفتها وهي تقول بثبات رغم خوفها

_متشكرة ياشهد حطيه على الكميدون.

ازدردت لعابها بصعوبة ثم وضعته على المنضدة وخرجت مسرعة من الغرفة 


انهت أسيل قراءتها ثم أغلقت الكتاب ووضعته أسفل الوسادة ثم تناولت العصير 

جالت بخاطرها صورته وذكرياتهم على الباخرة

تفتقده بشدة لكن عليها الثبات على موقفها حتى لا تعرضه وتعرض حياتها للشقاء

هي من اخطأت من البداية عندما خففت اللجام على مشاعرها واندفعت دون تفكير

لذا عليها تحمل عواقب فعلتها

شعرت أسيل بألم في معدتها ظنت انه ناتج عن رطوبة تعرضت لها 

لكن عندما ازداد أصبح لا يحتمل 

نهضت تبحث في الادراج عن مسكن لها لكنها توقفت عن الحركة إثر ازدياد الألم 

حتى أن صرخة صدرت منها دوت في المنزل بأكمله

أسرعت إليها أمينة وكذلك سليم الذي يجاور غرفتها على صوتها

_مالك ياأسيل في ايه؟

كانت مستلقية على جانبها تنبش في الفراش وغمغمت بألم

_بطني بتتقطع.

تقدم منها سليم وتغلبت مشاعر الأخوة على جموده لكنه احجمها وغمغم بفتور مصطنع

_لو تقدري تمشي قومي نروح للدكتور.

هزت راسها برفض وتمتمت بألم 

_مش قادرة اااااه.

انقبض قلبه بخوف ومال عليها يحملها ثم خرج بها من الغرفة وقلبه يتمزق ألمًا عليها لكنه لا يبدي ذلك فقد اعتاد أن يكون حادًا وحازمًا كوالده لذا احتفظ بوجومه وهو يحملها وذهب بها إلى المشفى.


قام الطبيب بالكشف عليها ثم قال لسليم

_هي اخدت أي أدوية؟

تطلع سليم إليها ينتظر منها إجابة فنفت أسيل قائلة بألم

_لأ.

زم الطبيب فمه بحيرة ثم تحدث 

_انا هكتبلها على أدوية تهدي الألم وتنيمها شوية والصبح ان شاء الله هتكون كويسة.

بعد ان طمئنهم الطبيب استئذن سليم ليتناول قهوته في كافتيريا المشفى

ونامت هي بفعل الأدوية


فتحت عينيها بتثاقل اثر تلك اللمسات الدافئة على وجنتها 

حركت عينيها بوهن لتنظر إليه فوجدته هو ينظر إليها بعينين قلقتين متمتمًا بأسف

_انا أسف.

أسبلت عينيها لفهمها مغزى كلماته ومدى تهوره ثم فتحتها بعتاب جعلته يشعر بمدى حماقته وتابع بأسف

_مكنتش أعرف إن جسمك ضعيف أوي كدة ومش هتقدري تتحمليها.

ازدردت جفاف حلقها وتمتمت بوهن

_جربتها.

أومأ لها مبتسمًا 

_مرة وانا في الكلية عشان آخد أجازة.

افترى ثغرها عن ابتسامة واهنة

_وأخدت؟

هز رأسه بنفي 

_اخدت جزة بدل الأجازة

ضحك الاثنين ثم تطلع اليها بحب وندم وقد عاتبه قلبه على فعلته تابع باعتذار حقيقي

_أنا آسف ملقتش طريقة غير دي أشوفك بيها، متعرفيش الأيام دي مرت عليا ازاي وحشتيني أوي.

رغم بغضها لفعلته إلا إن قلبها سامحه عندما لاحظت العشق الذي ظهر واضحًا بعينيه

رفع أناملها الرقيقة لفمه وقبلها بحب قائلاً 

_متقلقيش الصبح هتكوني كويسة، انا اطمنت من الدكتور.

سألها بمكر

_امم هتوافقي نتقابل ولا أشوف طريقة تانية.

تطلعت إلى عينيه التي ترمقها بحب لم ترى مثله من قبل وتمتمت بخفوت 

_انت طلعتلي منين؟

تنهد بتعب وتمتم بوله

_انتي اللي طلعتيلي منين؟ انا كنت راضي بحياتي زي ما هي ومكنتش بفكر في الحب ده خالص جيتي انتي ولخبطتي كل حاجة.


شعرت أسيل بصدق كلماته لذا سقطت حصونها أمام غزو مشاعره ورحبت بعشقه وتلك المشاعر التي اقتحمتها 

ملس بابهامه على وجنتها وتحدث بوله

_أنا مسافر كمان يومين ايه رأيك تتحججي بأي حاجة وتيجي الصبح اسكندرية هعيشك يومين مش هتنسيهم العمر كله.

هزت راسها بأسف

_صعب.

ابتسم بحب 

_مش صعب ولا حاجة انا عارف ان والدك عنده فيلا في اسكندرية ودي فرصتك انك تطلبي تسافري عشان تغيري جو.

_وان معرفتش؟

رفع حاجبيه بخبث

_لسة معايا حبوب كتير.

اغمضت عينيها بتعب

_تاني؟

حك رأسه بمزاح وقال 

_متهونيش عليا، بس ياريت انا كمان مهونش عليكِ

أومأت له

_هحاول

تذكرت أمر أخيها فتطلعت إليه بقلق

_داغر لازم تمشي دلوقت قبل سليم ما يرجع.

اومأ لها ثم قبل يدها مرة أخرى وخرج من الغرفة.



" وضحت شوية صح🤔؟"

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة