رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - الفصل الأخير - 3 - الجمعة 22/11/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
نصف عذراء
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
3
تم النشر يوم الجمعة
22/11/2024
فإذا تمكنت حنين اليوم من تغيير جميع مشاعرها بشغف، فإنها ستكون قد تجاوزت كل العقبات والمشاكل في حياتها بنجاح. هذا ما أخبرته به الطبيبة، لكنها حذرته أيضًا من أنها قد تبقى كما هي وتحتاج إلى مزيد من الوقت والعلاج.
حاول ألا يتشائم، فقد رأى بنفسه تغييرًا كبيرًا في حالة حنين، لكنه مع ذلك ينتظر اليوم ليؤكد ذلك ويطرد كل ظنونه السيئة عنها.
وصل أخيرًا إلى منزل عائلتها، وقبل أن يطرق الباب، استمع إلى صوت والدتها وهي تتحدث مع عبير، زوجة ابنها البكر المتوفي، قائلةً
= ربنا يهديها وتعرف تمايل دماغ ايمان، زي ما ربنا هداها وهترجع لجوزها النهارده، اكيد حنين هتقولها نفس اللي قلتهلها وخافت و رجعت لجوزها عشانه... ان ممكن بعد عمر طويل ما يصرفش على الواد اللي في بطنها ويحصلها زي ما حصل معايا زمان وعبد الحميد سابني لما لقاني بشتغل انا حسيتها خافت وقلقت اول ما قلتلها وشرحتلها كل الاوضاع دي.. ما فيش راجل يتامن في الزمن ده حتى لو بيحبها .
شعر طارق بالصدمة والألم، فهل يعني ذلك أن حنين لم تعود له لأنها تحبه كما كانت تخبره و تأتي معه جلسات العلاج؟ أم لأنها شعرت بالقلق من أن تعيش حياة مأساوية مثل والدتها معه فذلك يعني أنها للمرة الثانية تخدعه.
لم يستطع الانتظار أكثر بعد معرفته الحقيقة وسبب عودة حنين له التفت ليغادر، وعندما هبط، لمح حنين عائدة مع شاب من الخارج، وعندما دقق في ملامحه، أدرك أنه شقيق إيمان زوجة أخيها، فهو يعرفه جيدًا لأنه سبق وتقدم لها عندما كانت صغيرة، لكن أهلها رفضوا بسبب عمرها. لكن ماذا تفعل معه ولماذا هي هنا ولا تنتظر في الأعلى؟
تقدم طارق بسرعه بغضب مكتوم وصاح بغيرة
= حنين!.
التفتت له وابتسمت ابتسامة عريضة وهي تردد
= طارق انت جيت ثواني هطلع اجيب شنطتي بسرعه واجي معاك..
❈-❈-❈
في منزل طارق، تحرك هو إلى الأمام وتبعته حنين بعينيها متعجبه من حالته الصامته منذ عودتها إلى هنا، فقد توقعت بانه سيكون سعيدة للغاية اليوم بسبب عودتها معه، سارت خلفه و وصل إلى غرفتهما التي كانت مرتبة نظرت بعينيها إليها تتفحصها لكنها لمحت توجه طارق إلى باب الغرفة
وقبل أن يخرج منها ناديته التفت برأسه اليها دون حديث ثم انصرف دون أن ينتظر أي كلمه منها، وهنا شعرت بأنها قد فعلت شيء بالتأكيد جعلته يتجاهلها كذلك لكنها ليست متذكره !.
ظل صامت فتجمدت أعينها على تعبيراته الشاردة، خشيت أن يكون أصابه مكروه ما فتساءلت باهتمام كبير
= طارق هو انت مالك في حاجه مضايقاك مني أو انا عملت حاجه؟؟
حملق مباشرة في عينيها قائلاً بحده
= هو انتٍ كنتي بتعملي ايه مع الزفت اخو إيمان ده؟ وازاي تخرجي اصلا من غير ما تقوليلي وانتٍ عارفه ان انا جاي اخدك ونرجع البيت.. مش ده برده اللي اتقدملك زمان ولولا كنتي لسه صغيره اهلك رفضوا ولحد دلوقتي اسمع انه لسه عازب و ما اتجوزش
مطت شفتيها المكتنزتين مرددة بإعجاب بائن في عينيها بلمحه مكر
= ممم ده انت غيران بقى!.
حل الوجوم ملامحه وهتف بعصبية مكتومه
= حنين انا مش بهزر دلوقتي ردي عليا ايه اللي خلاكي تروحي مع الزفت ده وباي حق كنتي معاه وخرجتي
توترت من نبرته الغاضبة رغم هدوئها، خشيت أن يحدث مشاحنات بينهما باول ليله بعد عودتها هنا، فردت على سؤاله المريب مستفهمة
= طب اهدى مالك متعصب كده ليه الموضوع بسيط! أنا كنت مستنياك فعلا بس عرفت ان ايمان ومحمود اتخانقوا و واقفين على الطلاق ففكرت أن اعمل محاوله اخيره واعرض عليها انها تروح لدكتوره امل هم الاثنين ممكن تصلح حاجه.. انا اكتر واحده عارفه اصلا علاقتهم اللي كلها غلط في غلط
عقد حاجيبة باهتمام قائلاً بنبرة شبه غاضبة
= وهو ايه داخله بكده؟ قابلتيه فين لما انتٍ رايحه تصالحي اخته
تعجبت من انفعاله الزائد، ومع ذلك بررت اعتقادها قائلة
= ما كنتش اعرف بيتهم بس ابله عبير قالتلي اخوها فاتح محل قريب مننا روحي واساليه وهو كثر خيره اصر يوصلني بحكم يعني ان انا مش عارفه المنطقه كويس وعشان ما حدش يضايقني، معلش حقك عليا عارفه ان انا كان لازم اقول لك بس ما كانش عندي وقت وكنتي خايفه امشي من هنا يطلقوا ولا حاجه
رفع يده مشيرًا بصلابة وهو يقول بحده
= ده مش مبرر يا حنين ولو كنتي استنيتيني وقلتيلي كنت هوديكي بنفسي ما تتصرفيش من دماغك تاني، عشان ده اسمه بتقرطسي جوزك لما تروحي مع واحد وانتٍ عارفه كويس
انه كان عاوزك وعينه منك افرضي كان عملك حاجه في السكه ولا ضايقك .
ردت بارتباك جلي محاولة نفي الأمر تمامًا
= بس هو والله العظيم ما عمليش حاجه وكان ذوق وكويس معايا وما فتحنيش خالص في اي حاجه، غير بس كان بيكلمني ان هو كمان مش عاوز خراب البيت لاخته بس لازم محمود يمسك اعصابه ويبطل يتعصب عليها
دنا خطوتين نحوها قائلاً بكلمات موحية ذات مغزى مخيف وقد توهجت نظراته
= هو انا لسه هستنى لما يعمل لك حاجه، ما تفتحي مخك وبطلي السذاجه اللي انتٍ فيها دي، ما يمكن داخلك من السكه دي ولما صدق ولا يفهمك غلط ويفكر ان انتٍ كمان بترمي معاه عشان في مشاكل بينك وبين جوزك ما هي اكيد مرات اخوكي برده قالتله مش الهانم بتطلع اسرارنا بره
انفرجت شفتاها مصدومة من طريقته المريبه معها، فردت بتوجس
= آآ انا ما فكرتش في كل ده بس انا والله العظيم ما بكذب معاك هو ما حاولش خالص يضايقني ولا يقولي اي حاجه عن موضوع زمان، وبعدين ما كانش في موضوع اصلا يا طارق كلام فاتحه مع اخويا وانتهى من غير ما حد يقولي وانا عرفت بالصدفه من ايمان..
نظر طارق لها بغيظ ليرد بنبرة متصلبة
= برده! هو انتٍ ما بتفهميش دماغك دي مقفله ما لكيش عقل، اسمعي كلامي و ما لكيش دعوه بيه مش هستنى لما يعمل لك حاجه وبعد كده أخذ رده فعل
عاتبت حنين نفسها بقسوة لكونها لم تفكر في كل هذا وهذه المخاطرة من البدايه، فردت قائلة بارتباك
= طب خلاص اهدى انت متعصب ليه حاضر انا اسفه مش هعمل حاجه تانيه من وراك، انت معاك حق فعلا انا اتصرفت من غير ما افكر كويس بس والله كانت نيتي خير.. حقك عليا ما تزعلش مني
جز علي أسنانه وسألها مباشرة ليتأكد من ظنونه
= قلتلي المره اللي فاتت كده و برده اتصرفتي من دماغك هو انا ما بقتش مالي عينيكي! ولا الهانم عشان رجعتلي عشان بس خاطر اللي في بطنها وخافت ان انا مصرفش عليه واعمل نفس اللي عمله ابوها مع امها فخلاص هتعتبرني مش موجود.
اهتزت حنين شفتاها وهي تقول بصدمة
= نعم انت جبت الكلام ده منين؟ مش حقيقي طبعاً هو انا لو كانت هي دي نيتي كنت وفرت حكايه الجلسات دي وقلت لك بلاها وانا هرجعلك كده وهحاول من نفسي
تنهد بشرودٍ وتحدث موضحًا بنفس اللهجة الجادة
= بس كلام امك كان غير أنا سمعتها بالصدفه قبل ما نيجي هنا، انها حذرتك ان انا ممكن اطلقك وبعد كده ما اصرفش علي أبني و كلامها أثر فيكي ومن بعدها غيرتي واجهه نظرك في الطلاق
ارتعدت من احتمالية تصديق الأمر وهو غير حقيقية بالتأكيد فتعللت بتوتر
= تلاقي ده اللي فهمته لكن انا ما رجعتش عشان خاطر اللي في بطني ولا خفت انك ما تصرفش عليه رغم ان انا فعلا ما كنتش ضامنه ده وطبيعي طالما شايفه ابويا عمل كده، لكن بعد كده فضلت اعند معاها وقلتلها المفروض ما نقتنعش بكده ولا نخليهم يتحكموا فينا.. وبعدها انت جيتلي وقلتلي لو عايزه تطلقي مني خلينا نجرب شهر ونروح عند الدكتوره وانا رفضت بس لما فضلت تضغط عليا يومها وافقت و مع الجلسات ابتدأت فعلا اتعالج و اشوف اخطائي واخطائك وحسيت انك فعلا تستاهل الفرصه الثانيه عشان بحبك وبتحبني واستحملتني حتى لو غلطت و كنت معايا وبتعافر في العلاقه دي عشان تنجح
أبتسم بسخرية مريرة مجيبًا إياها بفتورٍ
= اتمنى فعلا يكون ده صح عشان عارفه يا حنين لو كلام والدتك هو الصح وانتٍ رجعتلي عشان كده معناه ايه؟ انك هترجعي تمثلي ثاني وانتٍ معايا.. و يبقى كل اللي عملناه على الفاضي !.
اهتزت نبرتها مع دموعها الساقطة وهي ترد بإصرار
=والله العظيم ما بكدب في كلمه اعمل لك ايه عشان تصدقني! يا طارق ما احنا ساعات كنا بنيجي هنا ونجرب مع بعض وانت اعترفت بنفسك انك بقيت تحس ان انا ببدلك باحساس وحب ويجي مني وما كنتش بارده معاك زي زمان يبقى كل ده كنت بمثل عليك.. هم ما كانوش عارفين ان بتعالج و ما اقتنعوش اصلا حتى بعد ما قلتلهم حاجه زي كده لكن انت كنت عارف ومعايا خطوه بخطوه
مط فمه دون أن ينطق بشيء، فاقتربت منه برجاء وهي تهتف بنبرة مهتزة
= يا طارق رد عليا انت مش مصدقني ليه؟ طب وحياه ابني اللي لسه ما جاش ما بكذب عليك في حرف انا رجعتلك عشان بحبك واحترمت فيك حاجات كتير ما كنتش شايفاها في الاول ولا مقدراها.. احنا عدينا حاجات كتير مع بعض المفروض تثبتلك أن اتغيرت.. وبعدين اصلا حكايه التمثيل ده انا عملتها مره واحده وندمت و وعدتك مش هعملها تاني .
ارتفع طارق حاجباه للأعلى مرددًا بوجع
= حنين انتٍ وجعتيني أوي في حاجات كتير زمان واللي راح كوم واللي جاي كوم تاني فعلا لو صح! مش عشان كل مره بعدي ومتمسك بيكي هتفتكريني هفضل كده انا بالنهاية بني ادم وليا طاقه ونفسي ما اوصلش للمرحله دي بجد معاكي .
تلاحقت أنفاسها وشحب لون بشرتها الطبيعي بخوف مضاعف، ظلت أنظارها المتوترة مسلطة على عينيه الحادتين فعاودت تقول بإصرار ويأس
= برده مش مصدق! وبعدين يا طارق هي دي الحياه اللي قلنا اول ما ندخل هنا هنرمي كل الماضي ورانا... ما انت من البدايه مش مصدقني وصدقت كلمتين سمعتهم من ماما المفروض تصدقني انا، انا عارفه ان زمان كان ليا تصرفات كتير غلط بس الوضع دلوقتي اختلف واذا كان على إيمان اللي رحتلها من وراك ولا روحت مع اخوها ولا كلام ماما و رجوعي هنا فدي كلها غلطات اتصرفتها بنيه صافيه الا موضوع ماما هي فهمت غلط وانا بقول لك الحقيقه .
تطلع نحوها مطولاً بصمت ثم تركها و رحل، بينما ظلت حنين مكانها مصدومه تشعر بالحزن من قضاء اول ليله في حياتهما بعد عودتها من رحله شقاء قد صاروها هم الاثنين، لكن هل ستستسلم لهواجسه وظنه السيء والذي معه الحق بسبب تصرفاتها الماضيه؟
هزت رأسها بإصرار وتحركت تجاه حقيبتها لتخرج قميص نوم لترتدي!.
ارتجف بدنها وهي تنظر إلى انعكاس هيئتها في المرآة بعد أن ارتدت ذلك الثوب المغري، لم تتخيل حنين أن تبدو هكذا بكل ذلك الإغراء، حتى وقت قريب كانت تبدو كفتاة عادية حتي مع زوجها، لكنها الآن تنافس أكثرهن جمالاً وإغراءً، تحركت بخطوات متردده الى الخارج لتبحث عنه.
كتم طارق شهقة مصدومة وهو يراها تلج إلى الغرفه الذي يجلس فيها بذلك الشكل، مرر أنظاره ببطء على جسدها المنحوت بطريقة مثيرة للغاية بإعجابٍ لكنه بصعوبه حاول عدم اظهار ذلك
عضت حنين على شفتها السفلى بخجلٍ تسرب أيضًا إلى حمرة وجنتيها وهي تقترب منه و احتضنتها دون أي مقدمات واستعطفته بنبرتها الناعمة
= انا بحبك أوي انت ليه مش عاوز تصدقني؟ بحبك لدرجه غفرتلك جوازك التاني ودي كانت اكتر حاجه بكرهها و معقداني بسبب بابا بس حاولت الاقيلك اعذار واشوف الحاجات الحلوه واسامح، طب اقول لك على حاجه كمان كنت هغفرلك لو زينه طلعت حامل ما كنتش هقدر ابعد عنك رغم انها كانت حاجه هتوجعني أوي وقتها .
قطب جبينه متفرسًا ردة فعلها الخائفة، ومع ذلك لم يجادلها في السابق وتسأل بدهشة
= انتٍ بتقولي ايه؟ ايه اللي فتح موضوع زينه دلوقتي وحمل ايه
أجابته بجدية وهي تتلفت برأسها بهدوء
= زينه جت تزورني و تطلب السماح كانت فاكره أن هقدر ادخلها حياتي من تاني و اثق فيها، في ايمان قالت قدامها أنها ممكن تكون حامل عشان كده راجعه بعين قويه لكن الحمد لله هي نفت وقالت انها مش بتخلف اصلا.. انا خرجتها من حياتي وقتها لاني ما كنتش حاسه انها نفس صاحبتي بتاعه زمان وغصب عني شكيت فيها انها جايه لسبب تاني وعاوزه تاخدك مني من جديد.. وانا ما كنتش هستحمل ده، انك تعملها تاني وتروح لغيري
مد يده ليداعب وجنتها قائلاً بصوت جاد
= حنين انا قد كلمتي عمري ما هعمل حاجه زي كده من جديد، واذا لزم الامر لحاجه قدام احنا لسه مش عارفينها في علم الغيب فما تقلقيش هيكون عندك علم بيها من قبل ما اعملها
رسمت تعابير جامدة على وجهها وهي تقول بصرامة وتهديد علني
= ومين قال لك اصلا أن انا هسمحلك حتى تعملها ولو بعلمي، طارق انت ما فيش واحده هتستجراه تاخدك منك تاني.. سامعني! واذا سكت المره دي فالمره الجايه مش هسكت ولو وصلت لاقتلك واقتلها هعمل كده والله العظيم انت ليا انا و بس يا طارق...
رفع حاجيبة للاعلي معمقًا من نظراته نحوها بتهكم، في حين ارتجافة شفتيها المغريتين كانت تحمسه لنيل عدد لا نهائي من القبلات، قاوم غريزته الجامحة مرددًا بغطرسة زائفة
= تقتليني مره واحده! طب انتٍ هتفرق معاكي في ايه؟ مش انتٍ كده كده راجعه عشان اللي في بطنك ومش فارق معاكي جوزك تاخدي اذنه اما تروحي اي مكان
حثها حدسها الأنثوي على متابعة ما تفعله فاكتفت بالابتسام له وظلت تتنفس بعمق لتضبط انفعالاتها المتوترة ثم هتفت بإصرار عنيد
= انا مش هقعد ابررلك كثير وانا قلت الحقيقه وانت حر، بس اوعي انت اللي تعملها مبرر عشان تروح لحد تاني، ما تختبرش صبري يا طارق انا بتكلم بجد مش هسمحلك المره دي تعملها وهمسك فيك بايدي واسناني.. ولو شفت واحده بس بتفكر تقرب منك هتخانق وهجيبها من شعرها وهعمل كل حاجه ممكن تتخيلها الا ان اسكت واطنش زي المره اللي فاتت انا ندمت اصلا ان انا سكت لزينه و ما رحتلهاش واتخانقت معاها عشان اعجبت بحاجه بتاعتي من الاساس وحقي لوحدي.
أعجبه نبره تملكها عنه وشرد من جديد للحظة في ملامحها، أيعقل أن اخيرا سيطبق الخيال بالواقع الذي كان يشتهيه معها، لف ذراعه حول خصرها ليضمها إليه وهو يقول بغيرة
= بجد بتحبني للدرجه دي؟ وشايفين ان انا حقك وبتاعك لوحدك زي ما انا شايفك كده ومسكتي اعصابي بالعافيه و ما رحتش اتخنقت مع اخو ايمان .
اتسعت ابتسامتها محركة رأسها بالإيجاب لتقول له بثقة
= اه يا طارق انت معاك حق الغيره وحشه على اللي بنحبهم خصوصا لما يكونوا مع شخص
معجب بيهم، انا اسفه مش هعمل كده تاني وكل حاجه كبيره وصغيره هعرفها لك بعد كده .
هز رأسه طارق ثم همس لها بتنهيدة عاشقة
= وانتٍ كمان ايا كان اللي قالتهلك زينه واللي مش عاوز اعرفه فخليكي متاكده أن انا كمان بحبك وعمري ما هبص لغيرك تاني... وبعدين انا ما بصيتش اصلا لغيرك اولاني و زينه ولا قصرت معايا في حاجه ولا غيرها الا انتٍ بس مكانك هيفضل محفوظ مهما رحت وجيت..
تحولت نظراتها للاحتقان واندفعت دمائها الثائرة أثر الغيرة في عروقها سريعًا لتحول لون بشرتها للحمرة الملتهبة، وقالت بشراسة
= وانا مش هسمح اصلا لواحده تاخد مكاني ولا انت تفكر تروح لغيري، سامعني! انا لسه عند كلامي اي واحده تفكر تقرب منك هاكلها باسناني
تحول الوجوم الذي كسا ملامحه إلى حماس عجيب، وهتف طارق بإعجاب
= شاطره مش انا حقك براحتك مش همنعك اعملي مبادلك، وبعدين انا حبك حتى كده و انتٍ مجنونه.. وبعشقك حتى وانتٍ بعيد عني وتعباني معاكي .
ردت باشتياق ملتاع دون تفكير وهي تطالعه بنظراتها الرومانسية
= انا عمري ما هبعد عنك تاني يا طارق... انت حياتي و روحي كلها.. بحبك وما تزعلش مني على اي حاجه عملتها .
تنهد بعمق وهو يجوب بنظراته الدقيقة على تفاصيلها التي أثارته كان يتأملها باهتمام، خاصة وأن ملابسها قد منحتها هالة سحرية تأسر الأعين نحوها، كانت مختلفة عن أي مرة هي اليوم تبهره وتجعله يزداد رغبة فيها، ابتلع لعابه الذي سال مقتربًا أكثر منها بوجهه وقال باستسلام واعترف
= وانا بموت فيكي يا حنين، ومش هقدر ابعد عنك تاني ولا اجرحك حقك عليا .
ابتسمت حنين باتساع بينما انحنى طارق برأسه عليها ليقبلها قبلة حارة على شفتيها بث فيها أشواقه وتلهفه على عودتها الى المنزل من جديد أخيراً، بادلته حنين الأشواق
والأحاسيس التي افتقدها منذ غيابها عنه لعدة أشهــر..
سعد طارق بمبادلتها فبدأ في مغازلة حنين بكلماته ومداعبتها بطريقته المعتادة معها لكن هذه المره بشكل افضل وملحوظ حيث كانت تبتسم وتتفاعل معه بسلاسة! نتيجه لحل كل المشاكل والعقود التي كانت بها، لقد استطاع أن يأخذها في عالم خاص بهما فقط، ويشعر فيه انهم عاشقين ويرتويان فيه بالحب والغرام...
غرقت الأخري في بحور من الغرام والعشق، و تذوق طارق طعم السعادة الحقيقية التي كان مفتقدها حتى انه تناسي ما حدث للتو وغضبه وظنه الخطأ.. لكن الآن طوي الاثنين تلك الصفحة المظلمة من حياتها للأبد...
لترسم حنين معه لأول مرة في تاريخ علاقتهما بصمتها في الحب والرغبة... وهذه المرة، من وجهة نظر طارق؟ كانت فتاة ناضجة بحق يستمتع معها وتسعده وليست نصف عذراء.
الـنـهـايــــة.
ولنا لقاء قريب مع الحكاية التالية
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية