-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 3 - 1 - الأحد 24/11/2024

 قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل الثالث

1

تم النشر الأحد

24/11/2024

وإن صرت ليلا.. كئيب الظلال فما زلت أعشق فيك النهار

وإن مزقتني رياح الجحود.. فما زال عطرك عندي المزار

(فاروق جويدة) 

❈-❈-❈

"وأبص ل عنيكِ أحس أنهم أكوان مش كون واحد! وكأنى ياذات الروح قضيت فيهم مليون حياه قبل كدا!" 

                           

❈-❈-❈

ومَرّ عامين...

طرقات على باب منزل درويش، تهمّ حفصه بفتح الباب لتجد حبيبة باكية ودمعاتها تغرق وجهها بالكامل

وتفر هاربة للداخل ..تفزع حفصه لرؤيتها هكذا فتدلف خلفها ل تجدها قد دلفت إلى المرحاض..

_حبيية!!! حبيية ردى علىّ! فيه إيه ؟ فيه حاچه حصلت لك فالمِدرسة؟ 


كانت تستمع حبيبة صوت حفصه من داخل المرحاض ممسكة ب الزى الخاص بمدرستها وبه بقعه دماء ، كانت تبكِ بشدة وتشعربالخوف ومازالت حفصه على طرقاتها لباب المرحاض 

_ياحبيبة ردى يابتى متجلجنيش عليكِ


فتحت حبيبة الباب وهى تبكِ ب أحضان حفصه وتردف لها بصوت متهدج 

_إنهاردة كنا فالحصه بتاعت العربي ،والاستاذ جالى اطلعى اكتبى الجزء دا عالسبورة يا حبيبة لزمايلك

ولما طلعت فضلوا يضحكوا جوى عليّا مفهمتش فيه إيه 

وبعدين الاستاذ جالى ادخلى للتخته بتاعتك ،ونده الابلة ميرفت وخلاها تاخدنى أوضة الاساتذة ادتنى زى تانى وجالتلى غيرى فالحمام وجالتلى روحى البيت يا حبيبة ، وفالحمام لاجيت الدم دا وبطنى كانت وچعانى جوى ...ايه دا يا حفصه ؟! وليه البنات بتضحك هو انا تعبانه زى أمى؟! 


قالتها بطفولة ،احتضنتها حفصه بشدة وتمتمت إلى نفسها 

_حجك علىّ ،انا الغلطانه ..كان المفروض افهمك وأوعيكِ من جبل 


رفعت حفصه وجه حبيبة لها ومسحت بيدها الدموع المنهمرة وابتسمت لها قائلة

_كبرتِ يا حبيبة !! بجيتِ آنسة زى العسل 

قامت بضم رأسها إليها بقوة وهى تقول 

_الل بلا أم حاله يُغم يابتى 

تنهدت وأمسكت يدها تهدئها وقالت 

_إنتِ مش عيانة ولا حاچه زى خالتى هناء الله يرحمها، تعالى حنفهمك إيه دا وبعد كديتى تتصرفى إزاى 


نهضا الاثنتين إلى الداخل معا، من الواضح ان حفصه اصبحت ام فعلية ل حبيبة وليست كلمات ,

❈-❈-❈

_أنا هنضيع فالمادة دى وعارف والله !

قالها وليد وهو يتصفح أوراق المادة الدراسية ، أقبل إليه عمار ووضع له كوب من الشاى الساخن وشطيرتين واحدة بالجُبن والاخرى باللحم البقري،إبتسم وليد إليه وقال مداعباً إياه 

_ياسلاااام، بتفكرنى بالحچة ام وليد فحنيتها ياخى 


ضحك عمّاروقال له 

_طيب كُل وأنا چوه فالاوضة بنذاكر ماشى ..

تناول وليد الشطيرة واردف وفمه مملوء بالطعام 

_طيب أما تخلص تعالا ننزل ،مُخى وجف من المذاكرة وزهجت 


اومأ عمار ب رأسه إيجاباً وقال له 

_طب نخلص ونشوف ، عندى شيت كبير 

_ماشى 


أنصرف عمّار إلى غرفته ، وشرع وليد فى إكمال ما بدء إستذكاره حتى رن هاتفه ب إسم أحد زملاءه

_ألو ..

_أيوة يا ويل ،عامل إيه

_بنذاكروا يابوى ،مادة عفشه واقسم بالله

إبتسم زميل وليد من طريقة تحدث وليد باللكنه الصعيدى ف أردف إليه

_معقول ليدو واقفه معاه حاجه ومتضايق..د انت أول الدفعه ياعم


قضم وليد قطعة من الشطيرة واحتسي من كوب الشاى وأردف إلى زميله

_ماهو نج الل چابوكم دا هيخلينى اسجط السنة دى 

قهقه زميله عالياً وأردف له ضاحكاً 

_أنهى مادة دى يا وليد 

_ زفت Statistical analysis and computer application

_اااااه عندك حق هى أصعب مادة عندنا ،بس أنا ممكن اقولك ع حاجه وهتدعيلى 

فيها الناهية


أحتسي وليد باقى الكوب وأردف 

_جول ياسيدى 

_فرح مطاوع ،بنت الدكتور أحمد مطاوع مدرس المادة ...دى مخلصة المادة ومظبطه أمورها والدحيحة رقم اتنين فالدفعه ،روحلها وكلمتين حلوين هتديك الخلاصة


ضحك وليد ساخراً ومن ثم قال له 

_مين فرح دى يابوى ، انا بناخدش بالى من بِنته وبعدين ماتعمل انت كديتى 

_وحياتك عملت بس هى قطر مببتكلمش مع حد ،قولت يمكن تفك معاك وتديك المذكرات والخير يعم علينا كلنا 


أمتعض وليد بوجهه قائلا لزميله

_ايه ياض الچو الراخيص ديتى يا مركوب جديم ،لاه ماليش فالحركات وجلة الادب دى أن شاء الله هنذاكر وهنجدر على أبوها المادة 

_ياعم أسمع منى بس 

_غور ياض بنصايحك المعفنه

_طب والله البت دى الل هتعديك من المادة ، وكمان انت معجبانى واسمرانى وابن ناس اوووه شوف بقا 

_لاه مهشوفش ...سلام يابن المنتول 

.اغلق وليد الهاتف وأمسك الأوراق وهو يتحدث إلى نفسه 

_لا ماهو بصّى هنجدر عليكِ يعنى هنجدر يامادة كلبه 

❈-❈-❈

ليس معني المحبة أن نلتقي كل يوم،وليس عدم اللقاء يعني غير المحبة .

فليس كل لقاء مودة ولا كل غيبة جفوة،قال الامام بن حنبل:

"إن لنا إخواناً لا نراهم إلا في كل عام مرة..نحن اوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم"


على النحو الآخر ، شعر عمّار بالملل من الإستذكار فقام متوجهاً إلى شرفة غرفته 

وأمسك هاتفه ، يقف على رقم ما ولا يستطيع ضغط زر الإتصال

كلما تشجع تراجع! حتى أخذ نفس عميق وضغط الزر !

وعلى الناحية الاخرى يرن هاتف منزل درويش ، فتنادى حبيبة بصوتها 

_حفصه التليفون بيرن 


أجابتها حفصه من داخل المرحاض تتحمم

_رُدى يا حبيية أنا فالحمام 


بدا على قسمات وجه حبيبة الخوف وقالت 

_ابوى محرچ عليا نرد عالتليفون 

_عم درويش مش جاعد ،متخافيش أنا الل بجولك رُدى 


أجابت حبيبه بصوتها الرقيق الذى اصبح مؤخراً انثوى للغاية 

_ الو..

وضع عمار يده على قلبه وهو يتمتم بصوت خافض 

_بسم الله على جلبي

تنهد ببطء واستجمع قواه وتحدث 

_حبيبه؟!

_أيوا مين ؟! 


إبتلع عمار ريقه وأردف ووجهه مُبتسماّ

_أنا عمّاريا حبيبة ، عاملة كيف يابت عمى 

جلست حبيبة إلى المقعد وقالت 

_الحمدلله ياعمار ، كيفك أنت وكيف وليد وعاملين ايه فالچامعة

_زنين يابت عمى ، إنت ِ زينة يا حبيية؟ 

قالها بنبرة صوت خفيضة ، صمتت حبيبة فهى مازالت لاتعلم كيفية التعامل 

ف استكمل عمار

_أومال عمى فين وحفصة؟

_أبوى برة وحفصة فالحمام وهى الل جالتلى أرد 


تمتم عمار الى نفسه 

_أول مرة حفصة تعمل حاچه زينة 

توجه بحديثه إلى حبيبه 

_ماشى يا حبيبة انا كنت عاوز نتطمن عليكم 

_ماشى ياعمار هبجا أجول لابوى ويوصل سلامك ...سلام 

اغلقت الهاتف ، أمسك عمار هاتفه ينظر إلى القمر أمامه بدا واضحاً فى وسط السماء 

ينيرها ب أكملها ، تنهد ومن ثم عاد إلى مذاكرته مرة أخرى 


الصفحة التالية