رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 20 - 2 - الجمعة 15/11/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل العشرون
2
تم النشر الجمعة
15/11/2024
خروجهم من الفيلا كان تزامناً مع دخول سيارة أصطفت أمام الباب وهبطت منها فتاه عرفتها صفا علي الفور وكيف لا تتعرف علي غريمتها، اقتربت منها فريدة وهي تنظر لها بإستعلاء:
-أنتِ بقي إلي أتجوزها ياسين ؟ ياي بجد بعد فري هانم يبص لواحدة زي بس خلاص الوضع أتصلح ورجعتي بيتي تاني.
رمقتها صفا بإستهزاء وقالت:
-عندك حق فعلاً الوضع رجع لطبعيته فعلاً إلي زي ياسين ما يستهلش واحدة هانم زي أنا يستاهل واحدة مساحة سلالم زيك عارفة أنتوا شكل بعض أوي.
ربتت والدتها علي ظهرها بحنان وقالت:
-يلا يا بنتي خليني نمشي من هنا.
نظرت إلي والدتها بأسف وقالت:
-حاضر يا أمي يلا بينا وأنا أسفة بجد أني دخلتك أو دخلت نفسي مكان زي ده.
غادروا أسفل نظرات فريدة المشتعلة والحرس المراقبين الوضع من آوله لآخره.
نظرت إلي إحدي الحرس وأشارت إلى السيارة وتحدثت بغرور:
-طلع الشنط الجناح بتاعي أنا وياسين بيه.
رد الحارس بإحترام:
-حاضر يا هانم.
غادرت أمام أعينهم فتحدث أحدي الحرس بمقط:
-والله ما عارف أزاي ياسين بيه يطلق ست صفا السكرة عشان الحيزبونة دي ولا عمله فيها هي والست الطيبة أمها الصراحة نزلوا من نظري أوي .
أومأ الآخر وأضاف معقباً:
-عندك حق بس يا سيدي خلينا في حالنا ونمشي أحنا جنب الحيط مش ناقصين كلام من حد.
❈-❈-❈
دلفت إلي الداخل بعصبية شديدة وجدت أحمد يجلس يدندن بسعادة ألقت حقيبة يدها بغيظ وجلست.
رمقها بملل وتسأل:
-مالك في أيه ؟
ردت بغيظ:
-قابلت الحشرة إلي ابنك كان متجوزها وحرقت دمي.
تجاهل حديثها وردد باللامبالاة:
-مممم أنتي جاية متأخرة أصلا ليه المفروض كنتي تدخلي مع ياسين كده الحدث كان هيبقي أقوي.
تنهدت بنفاذ صبر وقالت:
-حدث أيه ؟! هو مشهد تلفزيوني مش كفاية إلي إبنك عمله فيا مخليني أرجع لوحدي بدل ما كان يجي ليا بيت بابا وياخدني معززة مكرمة لا يتصل بيا ويقولي في ظرف ساعة تكوني قدامي ؟ وأدخل قدام الحرس والخدم لوحدي.
رمقها ساخراً وعقب:
-بجد أنتِ مصدقة نفسك ولا ايه؟! أنتي عارفة كويس أوي أنها لعبة ولولا ياسين مش طايقها وعايز ينتقم منها مكنش رجعك أصلاً.
إمتعض وجهها بغيظ، ولكن غيرت مجري الحديث وتسألت بحذر:
-في حاجة مش فاهمها.
ضيق عينيه متسائلاً:
-حاجة أيه إلي مش فاهمها ده لو افترضنا إنك بتفهمي أصلاً.
قلبت عينيها بضجر من سخريته وأسترسلت بإيضاح:
-من حالتها أصلًا واضح أنها بتحب ياسين.
حرك رأسه بإيجاب واستطرد بإبانة:
-هي فعلاً بتحب ياسين مش بس بتحبه لا بتعشقه كمان.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-طيب طالما بتحبه فعلاً ليه أنت عملت كده ؟
رمقها بغيظ وقال:
-عشان مش دي إلي تستاهل تكون مرات أبني فعلاً قومي يلا أطلعي شوفيه وحاولي تخففي عنه وتحسسيه إنك جنبه عايزه ينسي البنت دي في ظرف يومين .
تبسمت بزهو وقالت:
-أطمئن في ظرف ساعتين بس هيرجع سينو حبيبي بعد إذنك.
تنهد الآخر براحة وقال:
-هانت ويرجع ياسين زي ما كان ويطلعك أنتي كمان من حياته ويتجوز إلي تستحقه وتستحق حبه بجد .
❈-❈-❈
صعدت الدرج بخفة واتجهت إلي غرفتهم السابقة، لكن وجدت الغرفة قد تغير الأثاث بالكامل، إمتعض وجهها اتجهت إلي حقيبتها ووضعتها فوق الفراش وقامت بفتحها، وقع نظرها علي دريس من اللون الأحمر المفضل لدي ياسين أخرجته علي الفور وقامت بارتداءه، ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها وتضع العطر المفضل لدي ياسين، تبسمت بإغراء علي مظهرها وغادرت الغرفة واتجهت إلي الجناح الفارغ وكن المؤكد هو جناحه مع غريمتها، فتحت الباب بحذر وجدته مستلقي فوق الفراش أغلقت الباب واتجهت إلي الفراش وما كادت أن تقترب منه وتجلس جواره إلا وفتح الآخر عينيه وانتفض من مكانه كالملسوع وصاح بعصبية:
-خليكي عندك.
تصنم جسدها بفزع وتسألت:
-خير يا حبيبي في أيه ؟
تجاهل حديثها وأشار إلي باب الغرفة بأمر:
-أطلعي بره ورجلك متخطيش عتبة الأوضة دي تاني سامعة ولا لأ.
صاح آخر جملته بعنف جعل جسد الآخري يرتعد وتحرك رأسها بإيجاب:
-حاضر يا حبيبي حاضر خارجة طيب وأنت مش هتيجي معايا ؟
أشار لها بإستحقار وقال:
-بصي يا فريدة وجودك هنا مؤقت يا حلوة رجلك آخرها حدود جناحك وحسك عينك بس مجرد تفكير تقربي مني أو من الاوضة دي أي مكان أنا فيه مش عايز أشوف وشك فيه سمعاني.
عند هذا الحد وصاحت بعصبية:
-هو فيه بالظبط أنا ساكته من الصبح ومستحملة لكن لأ أنا رجعت ليك عشان بحبك يا ياسين مش معني كده إنك تذل وتهين فيا .
انتفض من مكانه بعنف وفي لمح البصر كان يقف أمامها يجذبها من ذراعها بعنف غارزاً أظافره في ذراعيها وهو يصيح موبخاً:
-لأ فوقي يا فريدة أنا عارفك كويس أنتِ ولو بتحبيني ولا عمرك حبتيني أنتي رجعتى ليا علشان فلوسي وبس ويرجعلك لقب حرم ياسين باشا إلي كنتي بتتباهي به أسمعي يا بنت الناس من غير كلام أوضتك هتفضلي مش عايز ألمح ضافر واحد منك ولما ماما ترجع حذاري سامعة بقول تاني حذاري حذاري تفكري تزعليها أو تقفي قدامها وقتها متلوميش إلا نفسك لأني مش هرحمك سامعة ولا مش سامعة.
أنت بآلم وقالت:
-خلاص خلاص سامعة سيب إيدي بقي.
ترك يدها ونظر لها بإحتقار وأشار إلي باب الغرفة بأمر:
-أتفضلي بره بقي.
ترددت كثيراً ولكن تغلبت علي خوفها وتحدثت بحذر:
-هو أحنا مش هنروح نزور بابا وماما ؟
رمقها شذراً وضرب كف بكف مردداً بنفاذ صبر:
-هو أنتي أيه مش بتفهمي ولا دماغك دي أيه ؟ وبعدين يا بنت الحسب والنسب مين إلي المفروض يزور مين؟! بس علي العموم بره مش عايز حد يزورني من الأساس.
غادرت الغرفة بغيظ بينما تهاوي على الفراش مرة آخري مردداً بآلم:
-وحشتيني يا صفا ليه تعملي فيا كده ليه أنا حبيتك…
نهض من مكانه واتجه إلى الخزانة وقام بفتحها يتطلع إلي ملابسها بعينين تفيضان عشقاً كم أرداد ضمها الأن، كما أرد أن يستنشق عبيرها ويغرق نفسه في بحور عشقها لكن يا أسفاه ليس كل ما يتمناه المرء يحدث، مد يده وكاد أن يجذب الملابس ويقوم بتمزيقها لكن توقفت يدها وجذب إحدي الأثواب وجذبه بحرص شديد وقربه من أنفه يتسنشقه بحب ولهفة طفل صغير يشتاق إلي أحضان والدته، أغلق الخزانة وتحرك كالمغيب تجاه الفراش وجلس فوقه والصور مازال بين يديه يتستنشق عطره أبعده عن وأنفه وظل يتأمله بين يديه وهو يتخيل صفا وهي ترتديه عند هذا الحد وأغمض عينيه وقبض بقوة علي الثوب وهو يعنف حاله علي ما يفكر به لازال يفكر بها وقلبه ينبض إليها بعد كل ما فعلته به تباً لك أيها القلب لما تنبض الأن هل سيتفوق القلب علي العقل وتغفر لها؟!
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية