-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 25 - 2 - الأحد 24/11/2024

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر الأحد

24/11/2024


نظر لها قليلاً وسرعان ما أنفجر ضاحكاً وعقب قائلا:

-مراتي! أنتِ فاكرة نفسك مين يا ست مراتي ؟ فوقي لنفسك يا فريدة أظن أنتِ عارفة كويس أوي أنا رجعتك ليه وأنتي موافقة يعني مضربتكيش علي إيدك عشان ترجعي ليا اخلصي بقي عشان تعبان وعايز أنام هتتكلمي ولا هتمشي.

آخذت نفس عميق واستطردت بحذر:

-أنا عايزة أخلف.

أغلق عينيه وفتحها عدة مرات بعدم إستيعاب أمسك طرف أذنه اليمني وأنحني بجزعه قليلاً وتسأل بحيرة:

-أنتِ قولتي أيه أصلي مسمعتش ؟

ردت بهدوء مصطنع:

-عايزة أخلف.

حملق بها بنظرة متهكمة من أعلي رأسها لأغمص قدمها وأسترسل متهكماً:

-عايزة تخلفي طيب وأنا مالي.

أتسعت عيناها بصدمة وتسألت بحيرة:

-هو أيه إلي أنت مالك والبيبي هجيبه أنا أزاي لوحدي يعني؟ 

رفع كتفيه باللامبالاة وقال:

-لما نطلق أبقي خلفي زي ما تخلفي دي مشكلتك أنتِ مش مشكلتي أنا.

رمقته شذراً وصاحت بنفاذ صبر:

-هو أيه إلي مشكلتي أنا يا ياسين مش ده كان حلم حياتنا زمان؟

تبسم بمرارة وأجاب:

-كان فعل ماضي أنا بحمد ربنا أننا مخلفناش يا فريدة مع الأسف كان هيتولد طفل هيفضل مظلوم طول عمره عشان أمه واحدة زيك أنتِ.

أشتعل وجهها غيظاً، وأردفت متهكمة:

-بجد بس ده مكنش كلامك زمانك وأنت بتتحايل عليا وناقص تبوس رجلي عشان الخلفة لآخر يوم حصل بينا خلاف يوم الحادثة كان عشان الخلفة أيه إلي غير كل ده بقي؟

حرك رأسه بيأس ورد:

-بجد؟ بعد كل إلي حصل وحقيقتك إلي بانت بتسألي شوال زي ده ؟ أنتِ أكبر غلطة في حياتي يا فريدة دفعت تمنها ومازالت روحي نامي يا فريدة وحطي في إعتبارك وجودك هنا مؤقت وقريب أوي هتطلعي من حياتي للأبد أنتِ متستهليش تكوني مراتي عشان تكوني أم أولادي.

تهكمت ساخرة وقالت:

-بجد يعني لو أنا مش جديرة أكون مراتك أم أولادي مين بقي إلي جديرة ؟ تكونش حتة الدكتورة إلي نصبت عليك وأنت لسه عايش علي ذكراها ؟

لو كانت النظرات تقتل لوقعت صريعة الأن بعد كلماته الحادة التي تحملق بها :

-مهما عملت فيا هتفضل أحسن منك ونضيفة عنك علي الأقل لو كانت متجوزاني علي الفلوس فهي كانت صريحة في ده مش زيك تعبانة بتلعبي من تحت لتحت احسن لك مش عايز أسمع ولا كلمة تانية منك النهاردة لأن رد فعلي مش هيعجبك، أنهي جملته صافعاً الباب خلفها بحده في وجه الآخري.

❈-❈-❈

تجلس صفا  مع والدتها بذهن شاردة انتبهت والدتها إلي حالتها وتسألت بقلق:

-مالك يا صفا سرحانة فى أيه يا بنتي ؟

-"جالي عريس"

نطقتها صفا ساخرة، بينما عام الحزن علي قلب الآخري وتسألت:

-عريس مين ده يا بنتي؟

ردت صفا بهدوء:

-دكتور زميل ليا في المستشفى.

تنهدت الأخري بمرارة وقالت:

-ربنا يعوض عليكي خير يا بنتي.

حملقت بوالدتها بتردد وقالت:

-شوفت ياسين النهاردة.

إمتعض وجه والدتها وتسألت بضيق:

-عايز أيه منك تاني ؟ مش كفاية إلي عملوا فيكي ؟ قابلتيه فين وقالك أيه ؟

سردت لها الحوار الذي دار مما جعل إبتسامة الآخري تتسع أكثر وهي تقول:

-الحمد لله أن حصل الموقف ده قدامه خليه يعرف قيمتك يا بنتي وأنها مش هتقف عليه وفيه عرسان بتتقدم ليكي.

تبسمت بمرارة وردت:

-والي في بطني ده يا أمي هيبقي وضعه أيه ؟ هو في حد من الأساس يعرف أني متجوزة ؟!

صمتت قليلاً وأكملت حديثها بجدية:

-ماما أنا هدور علي شقة في مكان تاني نعيش فيها عارفة أن الشقة هنا من ريحة بابا الله يرحمه بس ده أفضل حل بكره بطني تكبر والناس هتتكلم حتي لو عارفين أني اتجوزت وأطلقت محدش هيسبني في حالي الأفضل نبعت عن هنا خالص.

تنهدت بحزن وقالت:

-ماشي يا بنتي ده أفضل خلينا نبعد من هنا ونبدأ في مكان جديد وربنا يجعلها بداية خير لينا يا بنتي.

❈-❈-❈

أستيقظ مبكراً وأرتدي ملابسه علي عجاله وهبط الدرج بخفة، وجد والده يحتسي قدح القهوة الصباحية الخاص به، أقترب منه مغمغماً تحية الصباح:

-صباح الخير يا بابا.

ألتفت له أحمد بحيرة وأجاب:

-صباح النور يا حبيبي رايح فين بدري كده؟

تهرب من عينيه ورد بإختصار:

-عندي ميعاد مع عميل.

رمقه والده بعدم إستيعاب وتسأل:

-هتقابل عميل الساعة السابعة الصبح ؟

أومأ بإيجاب:

-أيوة.

تنهد الأخر بقلة حيلة وقال:

-تمام خد بالك من نفسك.

تبسم وقال:

-حاضر.

صمت قليلاً وأكمل حديثه بحدة:

-ياريت تقول لفريدة تلم الدور يا بابا وتبعد عني بلاش تضطرني أتصرف بطريقة مش بتحبها.

زفر الآخير أنفاسه بضيق وتسأل:

-هببت أيه ست فريدة ؟

تهكم ساخراً وعقب:

-عايزة تخلف.

بريق لامع من عين أحمد وتحدث بفرحة:

-طيب ليه لأ يا ياسين ؟ أنا نفسي أشوفك أولادك قبل ما اموت يا أبني.

أتسعت عين ياسين بصدمة وتسأل بعدم إستيعاب:

-نعم أخلف ومن دي؟ حضرتك ناسي إلي عملته فيا دي متصلحس تكون زوجة عشان تكون أم من الأساس.

رد والده بدفاع واهي كل ما يهمه بالحياة أن يري أحفاده وحملهم بيده قبل أن يفارق الحياة:

-يا حبيبي هي دلوقتي متهورة وطايشة فعلاً لكن لما تبقي أم أكيد هتبقي عاقلة أكيد.

تبسم ساخراً وعقب:

-حضرتك مصدق إلي بتقوله؟ أنها ممكن تتغير أو حتي تعقل فريدة هي فريدة وإستحالة تتغير ويلا سلام لازم أمشي عشان متأخرش.

غادر بينما الآخر كان ذهنه شارداً في أمنية تمني تحقيقها منذ زمن ويتمني تحقيقها الأن حتي توصل ذهنه إلي شئ ما وقرر أن يسعي إليه فلم يتبقي في العمر الكثير حتي يتركه يمضي هكذا.

❈-❈-❈

وصل بسيارته إلي المكان المنشود، ركن سيارته جانباً وظل بها وهو يحملق خارجاً بتركيز في المارة بالخارج.


ودعت والدتها وغادرت متجهة إلي عملها الجديد، هبطت سلم العمارة وتحركت تجاه الخارج ووقفت في إنتظار سيارة أجرة تستقلها، بينما الآخر كان يراقب الطريق بصمت حتي رأها أمام عينيه تقف في الجهة المقابلة علي بعد أمتار منه، أدار عجلة القيادة وبدأ بالسير نحوها وتوقف أمامها مباشرة، انتبهت له ونظرت إلي الجهة الآخري.

إمتعض وجهه علي فعلتها تلك وتحدث بنبرة حادة:

-هتفضلي واقفة كتير كده ؟ أتفضلي أركبي ؟

تجاهلت الرد عليه مما جعل الآخر يشتاظ غضباً ويهبط من السيارة ويجذبها من ذراعها بعنف قابضاً علي كفة يدها وتحرك بها إلي الجهة الآخر وقام بفتح باب السيارة ودفعها بها بحده وسط صدمتها وذهولها من فعلته، بينما عاد الآخير إلي مقعده وأستقل مقعد القيادة.

نظرت له بإزدراء وصاحت بعصبية:

-أنت أتجننت أزاي تتجرأ تمسك إيدي وتجرني وراك زي البهيمة كده؟ 

تجاهل الرد عليها وبدأ في قيادة السيارة دون أن يعطي لها بالاً، مما جعلها تردد بتوعد:

-وقف العربية وخليني أنزل يا أما هصوت وأقول إنك خاطفني.

إبتسامة ساخرة أنزوت علي فمه قبل أن يلتفت لها وتحدث متهكماً:

-صوتي براحتك الإزاز عازل للصوت الأحسن تعقلي وتسكتي، عاد بنظراته إلي الطريق أمامه بتركيز.

حملقت به محتقرة إياه لا تدري كيف أحبت شخصاً مثله من قبل؟ شعرت بتقلصات أسفل بطنها مما جعل قلبها ينقبض بخوف وهي تحيط أحشائها بعناية خوفاً من أن يكون أصاب جنينها مكروه من شدة الدفعة ظلت تتنفس بحذر شديد وكل ما يدور داخل عقلها أن يحفظ الله جنينها داخل أحشائها فإذا أصابه مكروه تقسم أنها ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير ولن تسامح ياسين عليها ما بقي من عمرها 


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة