-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 18 جـ 2 - 2 - الأثنين 25/11/2024

  

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل الثامن عشر 

4

تم النشر يوم الأثنين

25/11/2024

تهللت "وعد" بموافقة أختها لتردف بسعادة لما تسمعه بأذنيها ...

- بجد ... بجد يا "عهد" آجيلك ... بجد والله ...؟!!

لم تصدق سماحها لها برؤيتها بعد كل هذا الغياب لتؤكد "عهد" ذلك ..

- أيوة ... تعالي ...

- حالًا ... حالًا ... جيالك يا أختى ... جيالك ...

أنهت مكالمتها لتجد "عهد" سببًا أخيرًا لتغيبها اليوم عن العمل ، فسوف تقضيه مع أختها التى لم ترها منذ شهور مضت ...


❈-❈-❈


بيت المستشار خالد دويدار ...

غلبه الحماس اليوم كما لو كان يبدأ مغامرة من بدايتها ، مغامرة تحمل طبع آخر وتحدى بداخل نفسه ...

بحُلة رسمية زادت من وسامته وغموض عيناه القاتمتان تجهز "معتصم" للذهاب نحو مقر المخابرات العامة (الجهاز) بأول يوم عمل بعد عودته من مهمته الطويلة بسويسرا ...

رغم جاهزيته لمقابلة السيد "نظمي" وإطلاعه على تفاصيل المهمة كاملة إلا أن حماسه كان يكمن بإتجاه مغاير ، فاليوم سيلتقى معها كزميل عمل لا يمكنها الهروب من واقع يجمعهما معًا من جديد ...

تأنق للغاية ليغادر منزل والديه متجهًا لمبني المخابرات العامة بحزم وقوة ...


❈-❈-❈


مبني المخابرات العامة (الجهاز) ...

دقت خطواته القوية بأرضية الممر معلنة وصول قائدها المغوار الذى لانت له الصعاب وتحدى العراقيل حتى تمام مهمته ، ليست مهمة واحدة بل العديد والعديد من المهمات الخطرة والصعبة التى لا يمكن لسواه إقتناص النجاح من بين أغوار المخاطر ...

دلف "معتصم" بشموخ لداخل مكتب السيد "نظمي" ، شخصيته الفريدة المتمردة جعلته رغم تقديره لرئيسه بالعمل إلا أنه يتعامل بذات القوة التى يتعامل بها مع الآخرون لهذا كان لـ"معتصم" وضع فريد وخاص للغاية ...

بثقة تامة وكلمات قليلة بدأ "معتصم" لقائه مع نظمي" ...

- صباح الخير يا فندم ...

تهلل وجه "نظمي" برؤيته لقناص المهمات وورقته الرابحة ...

- "معتصم" ... حمد الله على السلامه ... تعالي أقعد ...

جلس "معتصم" بالمقعد المقابل لـ"نظمي" وهو يضم شفتيه الممتلئتان بغرور ...

- وصلك الجهاز يا "نظمي" بيه ...؟؟

أعاد "نظمي" جذعه للخلف بأريحية و فخر ليظهر بقية جسده الممتلئ ...

- أكيد ... طبعًا ما أنا عارف أنا بعت مين يخلص المهمة دى ... 

إطراء أسعد "معتصم" لكنه معتاد عليه ، رفع "معتصم" عنيناه المتجولتان بزهو مال للغرور بعض الشيء ...

- شكرًا يا "نظمي" بيه ... أظن كدة أنا أتميت المهمة خارج مصر ...

تذكر "نظمي" وعده لـ"معتصم" قبل سفره الأخير والذى طال كثيرًا بأنه سيُكلفه فيما بعد بمهمات بداخل الوطن وليس بخارجه ، إبتسم "نظمي" بخفة قائلًا ...

- وأنا عند وعدي ... من النهارده شغلك كله جوه مصر ... إختار المجموعة إللي تناسبك من الجهاز وإبدأ .. إحنا محتاجين هنا برضه حد زيك يا "معتصم" ...

لاح طيفها أمام أعينه ليميل برأسه قليلًا بخيلاء فهي بالتأكيد العضو الأول الذى سيضمه لمجموعته القادمة ...

- تمام يا "نظمي" بيه ... أنا حجهز قايمه بأفراد المجموعة وأعرضها على سعادتك ... هو ممكن لحد دلوقتِ أضم الضابط "عهد" ... كانت ممتازة جدًا فى المهمة الأخيرة ...

بترحيب شديد فهو لن يرفض لـ"معتصم" طلب ...

- تمام .. تمام ... إعتبرها معاك .. وأى حد تختاره أنا معنديش مشكلة ...

قطع حديثهم طرقات بباب مكتب "نظمي" ليتتوق "معتصم" للدالف فربما تكون هي ، لكن خُيبَ ظنه حين رأى شاب حديث العهد بالجهاز لم يره من قبل ...

- صباح الخير ... 

أشار "نظمي" له بالدخول وهو يأشر عليه معرفًا "معتصم" به ...

- إتفضل يا "طه" ... ده بقى يا سيدي واحد من الكوادر الجداد ... أظن ممكن يفيدك جدًا يا "معتصم" ...

أثار إسم "معتصم" إنتباه "طه" ليهتف بحماس و إنبهار بشخصية "معتصم" ...

- "معتصم" ...!!! "معتصم دويدار" ... أنا مش مصدق إني قابلتك أخيرًا يا "معتصم" باشا ... ده إنت أيقونة والله ...

بثقة وغرور فهذا طبعه المعتاد ليجيبه بإيمائه خفيفه وخيلاء ...

- شكرًا يا "طه" ...

تقدم "طه" نحو "معتصم" قائلًا بتعظيم لما سمعه عن قدرات هذا الضابط الهائلة ..

- لا حقيقي ... أنا كان نفسي أقابلك بجد ... 

ضحك "معتصم" ضحكته الرزينة ...

- بس كدة ... أدينا إتقابلنا ... ده إحنا ممكن نشتغل مع بعض كمان ...

إتسعت عينا "طه" الضيقتان بتفاجئ ...

- ده يبقى شرف ليا يا فندم ...

عقب "نظمي" برضا ...

- بشاير المجموعة بدأت تبان أهى ...

لاح تساؤل "طه" الذى جاء لأجله ليلقى بسؤاله الذى إسترعى إنتباه "معتصم" الكامل حين نطق "طه" إسم خاطفة قلبه ...

- هي "عهد" مجتش لسه ولا إيه ... ؟؟! أنا قلبت الجهاز كلها عليها ...

ضرب "نظمي" مكتبه بخفة ضاحكًا ...

- يا أخي غلبتنا بالست "عهد" بتاعتك دي ... حتلاقيها زمانها جايه ... هي إللي زى دى بتغيب أبدًا ...

لم يبالي "معتصم" بشئ سوى بكلمة "نظمي" ( بتاعتك) ، كلمة جعلته مرتابًا بالأمر لكنه لم يظهر أى من ظنه إليهم ، وقف "معتصم" يدنو قليلًا من "طه" متسائلًا بهدوء ...

- هو إنت و "عهد" بتشتغلوا مع بعض ...؟!!

أجابه "طه" بحماس وقد لمعت عيناه ببريق أدركه "معتصم" على الفور ...

- لأ ... شغل إيه ... أنا مش بتكلم على الشغل خالص ... إحنا حنتجوز إن شاء الله ...

صاعقة ضربت قلبه بمقتل ، لم يظن أن "عهد" يربطها علاقة من أى نوع بآخر ، لماذا ظن أنها متاحة ولا ينشغل قلبها بغيره ؟؟!!! ، لحظات من الصدمة لم تظهر لمن يتطلعوا به بل إكتفى بحبسها بداخل نفسه ، فغموضه يجعل ملاحظة ما بداخل نفسه لأمر مستحيل للغاية ...

شعور غريب تملكه ، إحساس لم يراوده من قبل ، شعور مؤلم لنفسه وقلبه ... إنها الغيرة ... 

صمت "معتصم" قليلًا قبل أن يردف بنبرة جادة إضطرب إثرها "طه" فقد كان مبتسمًا ممازحًا منذ قليل ...

- تمام يا حضرة الضابط ... 

قالها "معتصم" وهو يتطلع تجاه "طه" بنظرة غريبة لم يفهمها الأخير ثم إستطرد بجدية تامة ...

- ترتيب أفراد المجموعة حتكون على مكتب سيادتك يا "نظمي" بيه بكرة الصبح ...

إتخذ خطوة تجاه باب المكتب للمغادرة قبل أن يلتفت بجانب وجهه فقط تجاه "طه" المحدق به موجهًا له حديثه المقتضب ...

- إنت حتكون معايا ... و ... أكيد حضرة الضابط "عهد" ....

أنهى عبارته مغادرًا وقد تخبط بمشاعره لأول مرة بحياته ، شعر بالضيق والإنقباض لقد ظن أنه سيستعيدها ويخبرها بما تحرك داخله تجاهها ، لكنها لم تكن له إنها لسواه ...

ستعطي مشاعرها وحبها لغيره ، لقد ظن أن قلبيهما تلاقا لينتفض الساكن بين ضلوعهما لكن يبدو أن ظنه لم يكن صحيحًا ...

غصة علقت بقلبه حين علم بأمر زواجها من "طه" معلنًا ضياع فرصته بقربه منها وإصلاح ما أفسده بسيويسرا ...

لقد لعبت الظنون برأسه ونسي أن بعض الظن إثم ...


❈-❈-❈


شقة عهد ...

وقفت وحدي بأوقات لا يتجاوزها المرء إلا جماعة ، إعتدت وحدتي حتى أصبحت هي رفيقتي وسندي ، لكن اليوم على البوح بما كمن بقلبي ، لم أعد أقوى على الكتمان فسوچف أعترف بكل شيء ...

تلهف قلبها لرؤية أختها التى غابت عنها لشهور طويلة ، لأيام عدة قاست بها حنينها وشوقها إليها متحملة بُعدها عنها فربما تشعر بخطأها وتتراجع عما سوف تُججلقى به نفسها ..

صاحب طرقات باب شقتها دقات قلبها التى هتفت معلنة شوقها لأختها لكنها أظهرت قناع البرود والتجاهل خاصتها لتجيب الطارق بوجه جامد صامت ...

فتحت الباب لتجد "وعد" تقف قبالتها بتلك الإبتسامة العريضة والأعين الدامعة ، كانت تود لو تقابلها بنفس المشاعر المرهفة التى تتجلى بملامحها بسهولة لكن الأمر على "عهد" كان صعبًا للغاية ...

لم تعطها "وعد" فرصة لإتخاذ قرار الخطوة الأولى لتلقى بنفسها بأحضان أختها تطوقانها بذراعيها بشوق وإحتياج لقربها وحنانها ...

لم تقاوم "عهد" عناق أختها فقد كانت تحتاجه أكثر منها حتى ولم تظهر ذلك ...

همست "وعد" بنبرتها الرقيقة ...

- وحشتيني أوى أوى ...

تنهدت "عهد" بصمت كما لو أن تنفسها المنتظم براحة وسكينة هو إجابة عن إشتياقها هي أيضًا لها ...

بعض لحظات من الحنين قضبت "عهد" حاجبيها بإستغراب وهو تنظر للفراغ من خلف "وعد" لتتسائل بتعجب ..

- فين "زين" ...؟؟! 

ضغطت "وعد" بأسنانها فوق شفتها السفلية ثم قوست حاجبيها بتأثر قائله ...

- وديته عند خالتي "زكيه" ...

تراجعت "عهد" لخطوة إلي الخلف تطالع وجه أختها بتفحص تود كشف ما تخفيه تلك الضعيفة ..

- ليه ...؟!! مجبتيش إبنك ليه يا "وعد" ...؟!!!

سحبت "وعد" نفسًا متألمًا إنتهى بانتفاضة جسدها كمحاولة فاشلة للتحلى ببعض القوة لهذا اللقاء ...

- عشان عاوزاكِ لوحدنا ... مش عايزة أى حد معانا ...

مدت "عهد" ذراعها لتغلق الباب الذى مازال مفتوحًا قبل أن تردف بجدية وإرتياب بما تخفيه "وعد" ...

- هي إيه الحكاية ...؟! إدخلي ...

تقدمت "وعد" تجاه الداخل فكل شئ حولها مرتب بعناية كما كانت والدتهم تفعل تمامًا ، لم يتغير بالبيت شئ ، وربما ذلك أمر بعث الراحة بداخلها فإحساس الأمان مفقود تمامًا تتمنى أن تتشبث بأى شئ يشعرها به ...

إلتفت "وعد" تجاه "عهد" التى لحقت بها لتبدأ تهاوى قوتها الضعيفة ...

- متزعليش مني يا أختى ... غصب عني ...

يا ليتها لم تنطقها ، فـ"عهد" كانت على وشك الإنفجار وضعف "وعد" حقق لها غايتها ، لتنهال بإنفعالها و حِطدتها على تلك السلبية ...

- غصب عنك ...؟؟!! ليه ... ليه بتعملي فى نفسك وفينا كدة ...؟!! ليه بتعيدي حياة كرهناها ... ليه ضعيفة وخايبة بالشكل ده ... ما إنتِ عارفة كويس الضُعاف بيجري لهم إيه ...؟؟! 

أشارت "عهد" بطول ذراعها نحو الفراغ وهي تنتفض بغضب إشتد له حمرة وجهها لإنفعالها الشديد فقد وقعت إحداهما بالهاوية ...

- مش شايفة إللي حصل لأمك ... ولا لخالتك "زكيه" ...؟!! مش شايفة قدام عينك ضعفهم عمل فيهم إيه ... إنتِ ليه غبية كدة ....؟؟! ليييييه ...؟!!؟

تهدج صدر "وعد" بقوة لتنهار بنشيج وبكاء حاولت ألا تنساق خلفه لكنها لم تقدر على الإطلاق ...

- قلبي خاني يا "عهد" ... غصب عني كنت بدأت أحب "عاطف" ... كنت عايزة حياتنا تمشي ... كان نفسي يبقى ليا زوج بيحبني ويخاف عليا  ... كان نفسي فى بيت إتحرمت منه .....!!!!!!

صوتها المتهدج وإحساسها بالتحسر والندم جعل "عهد" ولأول مرة تشعر بمعنى ضعفها ، لقد فهمت أخيرًا ما معني أن ينساق قلبك رغمًا عنك ، أن يحب من لا يحبك ، لقد أدركت أن النسيان ليس بتلك السهولة ...

لأول مرة تعاطفت مع أختها فقد مرت بمرارة التجربة ، لكن .... إحساسها بالضعف ليس من شيمها ، فلن تستسلم ولن تترك أختها تتخبط بتلك المتاهة ، بل عليها الأخذ بيدها والعبور بها لبر الأمان ...

رفعت "عهد" عنقها للأعلى بشموخ فلن يكسرهما رجل لتعقب بقوة أرادت بثها بـ"وعد" ...

- كان لازم تختارى نفسك ... فوقى من إللي إنتِ فيه .. و إللي إنتِ ناوية عليه ... لازم تكوني قوية وأنا معاكِ ... متخافيش ... هاتي إبنك وتعالي هنا ... أنا حاحميكِ متخافيش ...

زادت شهقاتها وبكائها وهي تحرك رأسها نفيًا حتى أن "عهد" لم تفهم لم ترفض ذلك ...

- مش حينفع ... مقدرش ... مقدرش ...

إحتدت "عهد" بقسوة لتفيق أختها من خنوعها ...

- هو إيه اللي متقدريش ... سيبي لهم البيت ... تعالي هنا ... وقعتي مرة ... مش لازم تقعي كل مرة ... فوقي يا "وعد" فوقي ...

رفعت "وعد" عيناها المغرغرة بالدموع نحو الأعلى قبل أن تردف بإنفعال ...

- إنتِ مش فاهمة حاجة .... مش فاهمة حاجة خالص ...!!!

أجابتها "عهد" بحدة ..

- فهميني ...!!

إرتجف جسد "وعد" بشدة وهي تصرخ معترفة بما لم تستطع كتمانه لأكثر من ذلك ...

- أنا مينفعش أسيب البيت هناك ... مينفعش ... أنا ... أنا ....

- إنتِ إيه ... ؟؟! ما تنطقي ...!!!

بنبرة قوية مهتزة كنفسها الهشة تمامًا ...

- أنا إللي قتلت "عاطف" يا "عهد" ... أنا قتلته ...!!!!!!


...يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة