رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 19 - 2 - الخميس 21/11/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل التاسع عشر
2
تم النشر يوم الخميس
21/11/2024
داخل النادي، تسير والقلق ينهش قلبها بلا رحمة. لو علم والداها بحديثها السيئ عنه ستكون الطامة الكبرى.
وعلى الرغم من يقينها بأن هيام نصار لن تخبر والدها بشيء إلا أنها تشعر بالقلق وعدم الراحة.
شهقت بقوة عندما اصطدمت بجـ سد صلب، فرفعت عينيها تهتف بغضب: "جرى إيه يا كابتن مش تفتح؟"
أجابها بحدة: "أنا اللي أفتح برضه أنتِ اللي ماشية ومش شايفة قدامك!"
تأملها وليد ملياً فقد كانت فتاة جميلة جداً فهتف بمكر ليحاول استمالتها: "عموماً، أنا آسف يا آنسة."
رفعت حاجبيها بغرور وهتفت بحدة: "بعد إيه بقى بعد ما مناخيري وجعتني؟ وبعدين إيه العضلات اللي عندك دي كلها هو أنت من بتوع كمال الأجسام؟"
اتسعت ابتسامة وليد الماكرة ثم دنا منها يتحـ سس وجنتها الناعمة بأنامله الخشنة قائلاً برغبة: "لا، ماليش حق لازم أطمن على المكان اللي بيوجعك بنفسي. إيه رأيك تيجي لي الشقة النهارده عشان يعني لو الموضوع مستاهل أودّيك لدكتور."
اشتعلت نظرات ليان فرفعت يدها وصفعته بكل قوتها هاتفة بغضب: "لمّ نفسك يا حيو ان يا زبا لة أنت مفكرني واحدة من إياهم ده أنا ليان المنصوري بنت اللوا فريد المنصوري يا حيوان!"
دفعته بقوة ثم أكملت طريقها وهي تلعنه وتسبه.
بينما وقف وليد مكانه يستوعب الصدمة. بأي
حق تصفعه تلك الغـ بية حتى لو كانت ابنة رئيس الجمهورية.
تطاير الشرر من مقلتيه وهو يغمغم متوعداً: "ماشي يا بنت سيادة اللوا إن ما دفعتِ تمن القلم ده غالي اوي ما ابقاش أنا وليد الشامي"
❈-❈-❈
كانت جالسة بجوار صديقتها تروي لها ما حدث بتفاصيله. وبعد أن انتهت هتفت نورسين بدهشة: "طيب هو رائف عرف إزاي؟ انتي عملتي حاجة تخليه يشك فيكي؟"
هزّت ليلى رأسها نفيًا
فاستطردت نورسين: "وما أعتقدش برضو إن uncle حسن هو اللي قاله. عموماً مش دي المشكلة يا ليلى المشكلة إن رائف هيفتكر إنك كنتي بتمثّلي عليه الحب وعمره ما هيصدق إنك حبيتيه بجد."
قاطعتها ليلى بصوت يائس وكلمات متقطعة بسبب نشيجها: "بس والله أنا بحبه اوي يا نور! عمري ما حبيت حد في حياتي زي ما حبيته. عارفة لما كنت بقرب منه كنت بحس بأمان العالم كله كنت بانسى كل الماضي الوحش بتاعي وبفتكر بس اللحظة اللي أنا واقفة فيها قدامه.
ساعات كنت بحسد سيلا على حبه ليها وكنت بتمنى في وقت من الأوقات إني أكون هي."
توقفت للحظة لتلتقط أنفاسها ثم أكملت بصوت منكسر: "إزاي واحدة تلاقي حد يحبها بالشكل ده وما تبادلهوش المشاعر أو حتى تقدر حبه ليها؟ بجد سيلا دي إنسانة غبـ ية!"
لم تستطع إكمال كلماتها وانخرطت في موجة أخرى من البكاء.
فضمتها نور إلى صـ درها وراحت تمسّد على خصلات شعرها بحنو قائلة بصوت مطمئن: "روقي يا ليلى إن شاء الله كل حاجة هتكون كويسة."
ورغم كلمات نور المليئة بالطمأنينة إلا أنها كانت تشعر بالخوف الشديد على تلك المسكينة التي وقعت في حب رائف. فهي تعلم جيدًا أن رائف ربما لن يستطيع أن يغفر لها حتى لو كانت أفعالها خارجة عن إرادتها.
لكنها أقسمت في داخلها أنها ستبقى بجوار ليلى حتى تنتهي تلك المهمة الصعبة، بل وستظل سندًا لها حتى النهاية لأنها تعلم أن فتاة مثل ليلى لا يمكن تعويضها أبدًا.
❈-❈-❈
بعد مرور يومان
استقرت ماجي في قصر نصار. كان الجميع يعاملها بشكل جيد عدا رائف الذي لم يرها حتى الآن فقد تعمّد مغادرة المنزل مبكرًا والعودة في وقت متأخر لتجنب أي مواجهة مع والده أو زوجته الجديدة.
وفي صباح اليوم التالي كانت العائلة ملتفة حول طاولة الإفطار عدا رائف كانوا يأكلون في صمت حتى قطعه هو عندما دخل فجأة قائلاً بصوت عالٍ: "صباح الخير يا عيلة نصار"
رد الجميع بتحية الصباح بصوت منخفض.
اقترب من ماجي التي كانت تجلس على يمين والده وتفحصها مليًا بابتسامة صفراء قبل أن يهتف: "أهلاً بيكِ يا مرات أبويا... منورة عيلة نصار والله سامحيني اني مرحبتش بيكي بطريقة كويسة بس ملحوقة اصل رائف نصار بيفهم في الأصول كويس اوي"
ابتسمت ماجي برقة وقالت بنعومة: "مو مشكلة شكراً كلك ذوق بس انت شاب كتير حلو أكيد بتشبه بيك."
هز رائف كتفيه بلا اهتمام وهو يجلس على الكرسي المقابل لها قائلاً بلهجة جافة: "لا، أنا شبه أمي."
فابتسمت ماجي وهي ترد: "معنى هيك إن أمك الله يرحما كانت مرة كتير حلوة."
كان رائف على وشك الرد لكن صوت والده الصارم أوقفه: "قل لي يا رائف فين كنت اليومين اللي فاتوا بتدخل متأخر وبتخرج بدري حتى الشركة ما بتروحهاش! أقدر أفهم كنت فين الفترة دي كلها؟"
رد رائف بلا مبالاة وهو يدهن المربى على التوست: "مشاوير يا بابا... قصدي يا حسن باشا."
زادت حدة صوت حسن وهو يسأل: "مشاوير إيه يعني؟"
أجابه رائف باقتضاب: "بعدين بعدين هابقى أقولك. المهم دلوقتي أنا كنت عايز آخد سيلا معايا مشوار كده."
خفق قلب ليلى عندما سمعت حديثه وحاولت أن ترد لكنها تنهدت بارتياح عندما رد والدها بسرعة وحزم بعد أن هزت والدتها رأسها نفيًا: "لا يا رائف سيلا مش هتروح معاك لأي مكان وبعدين مش اتفقنا إننا ننهي الموضوع ده؟"
قاطعه رائف بحدة: "إحنا ما اتفقناش ده كلامك إنت وأنا ما وافقتش. يلا يا سيلا!"
رمقها بنظرة حادة جعلتها تنهض دون إرادة تتوجه نحوه كأنها مسلوبة الإرادة لكن والدها نهَرها بعصبية: "سيلا، اقعدي مكانك!"
تنحنحت بحرج قبل أن تقول بصوت متردد: "بعد إذنك يا بابي هشوفه بس عايز إيه وما تقلقش علي ما حدش هيخاف علي بعدكم أكتر من رائف."
ضحك رائف بسخرية على كلامها ولم ينتظر رد والدها بل أمسك بيدها وسحبها إلى الخارج بسرعة
بينما هي كانت تحاول مواكبة خطواته السريعة حتى لا تسقط.
في الداخل
ضرب ماجد الطاولة بيده وهتف بغضب مخاطبًا شقيقه حسن: "شفت ابنك؟ شف لك حل معاه بقى!"
أجابه حسن بشرود: "يا ترى ناوي على إيه يا رائف مش مستريح لك!"
ثم تطلع إلى عيني شقيقه وهتف بجدية: "عموما ما تقلقش على سيلا يا حسن زي ما قالت لك محدش هيحبها ويخاف عليها قد رائف وإن كان على سوء التفاهم اللي حصل بينهم فده طبيعي بيحصل بين أي اتنين مرتبطين وخليك عارف سيلا لرائف، ورائف لسيلا."
❈-❈-❈
"يا ألف نهار أبيض بجد يا فضل؟ أخيرًا يا حبيبي هتتجوز؟"
أطلقت والدته زغرودة فور إنهاء حديثها ثم اقتربت منه لتعانقه بقوة وهي تهتف بسعادة: "ربنا يتمملك على خير يا حبيبي البنت جميلة أدب وجمال وتعليم... تليق بالبشمهندس صحيح."
ابتسم والده ابتسامة بشوشة وقال بفخر: "عرفت تختار يا بشمهندس بس يعني عايزين نخلص موضوع أختك الأول وبعد كده نفضى لك. قلت إيه؟"
رد فضل بابتسامة مطمئنة: "طبعًا يا حاج من غير ما حضرتك تقول أنا أصلاً مش هقدر أبدأ في حاجة غير لما نفرح بندوش الأول. برغم إني الكبير، فكرت إنها أولى بكل قرش دلوقتي لازم نشرفها وما ندخلهاش ناقصة حاجة."
رمقته والدته بنظرات فخر.
بينما اقتربت ندى وجلست بينهم واضعة ذراعيها حول منكبيهما وهتفت بسعادة: "ربنا ما يحرمني منكم أبدًا ويخليكم لي أنتم سندي في الدنيا دي."
قالت والدتها بمزاح: "يا سلام! وأنا بقى يعني البطة السودا؟"
ضحكت ندى ثم نهضت وركضت نحو والدتها ملقية بنفسها في أحضـ انها وهي تستطرد بمرح: "انتي الخير والبركة يا بطة إحنا لنا بركة إلا إنتِ ده إنتِ العمود اللي شايل البيت كله."
ابتعدت سريعًا عن متناول يد والدتها وهي تهتف بمزاح: "ها بقى... هتجوزوني إمتى؟"
ضربتها والدتها على مؤخرة رأسها قائلة بحزم مصطنع: "يا بنت اختشي أخوك قاعد!"
قهقه فضل بقوة وهو يهتف بمزاح: "سيبيها يا ست الكل بكرة تقول يا ريت اللي جرى ما كان لما تلاقي نفسها بتغسل وتكنس وتنضف وهنا كانت عايشة على كفوف الراحة."
أخرجت ندى لسانها له وردت بحدة مصطنعة: "مالكش دعوة اطلع منها بس وهي تعمّر."
قاطعتها والدتها بجديّة: "طب يلا يا أختي خشي اغسلي المواعين اللي مالية الحوض جوه ربنا يستر وجوزك ما يقولش عليكِ معـ فنة."
تطلع إليها فضل مبتسمًا ثم ألقى لها قبـ لة في الهواء.
فهربت بغيظ نحو المطبخ وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة، تاركة الجميع يشيعها بنظرات حب.
فتلك الفتاة كانت مدللتهم، هي البهجة والفرحة التي تضفي على المنزل حياة وسعادة.
❈-❈-❈
عبر الهاتف كان يتحدث معها. هو أخبر رائف أنه سيبلغها بخبر زواج والدها بطريقته الخاصة.
فلو كان رائف هو من أخبرها لربما تركت كل شيء وعادت.
أخذ رحيم نفسًا عميقًا ثم زفره على مهل هاتفًا بجدية غريبة عليه: "رانيا، كنت حابب أقولك حاجة بس أوعديني إنك تكوني هادية."
شعرت بقلق من نبرته فأجابته بهدوء: "أنا مش بحب الطريقة دي يا رحيم قل لي من فضلك في إيه؟ حد من العيلة جراله حاجة؟"
هزّ رأسه نافيًا وكأنه يراها وقال: "لأ خالص، بس يعني في حاجة حصلت ولازم تعرفيها."
ضغطت على شفتها السفلى بقوة ثم قالت بحدة: "ما تنجز يا رحيم ايه شغل ده!"
تنحنح بقوة ثم نطق دفعة واحدة: "باباك متجوز ومراته حامل."
صاحت بقوة أفزعت رحيم: "ناااعم؟! أنت بتقول إيه يا رحيم؟! أنت اتجننت بابا مين اللي متجوز ومراته حامل أكيد بتهزر، صح؟ بس هزارك تقيل اوي المرة دي."
أجابها بهدوء: "صدقيني يا رانيا دا اللي حصل وهي دلوقتي قاعدة عندكم في القصر ولو مش مصدقاني كلمي عمتك هيام واسأليها... أو حتى سيلا بس يا حبيبتي أنا عايزك تعرفي إن ده حق باباكي هو ما عملش حاجة غلط وما ارتكبش جـ ريمة ده حقه اللي ربنا مديهوله ليه أنتِ وأخوك عايزين تحرموه من حقه ده؟ بلاش تكونوا أنانيين يا رانيا."
صمتت تفكر في حديث خطيبها وعلى الرغم من اقتناعها بما قاله إلا أنها شعرت بأن والدها ملكية خاصة لها ولشقيقها أو بالأحرى ملكية عائلية فمن هذه التي تأتي وتأخذه منهم؟
"إيه يا بنتي سرحتي في إيه؟"
ردّت بصوت خافت: "ولا حاجة. اقفل يا رحيم عشان عايزة أقعد مع نفسي شوية."
استجاب رحيم لطلبها وأغلق الهاتف وقلبه يتمـ زق عليها.
كان خائفًا عليها فهو يعلم أن رانيا فتاة حساسة لا تبوح بمشاعرها ودموعها أمام أحد. لكن ماذا عساه أن يفعل لا بد أن تعرف الحقيقة ومن الأفضل أنها عرفتها منه وليس من شقيقها الذي أصبح غريب الأطوار في الفترة الأخيرة.
❈-❈-❈
تلقى حسن مكالمة هاتفية وبمجرد أن رأى الرقم شعر بالخوف. هذا الرقم يعود للطبيب المعالج لابنة شقيقه.
بتردد شديد ضغط زر الإجابة ووضع الهاتف على أذنه.
استمع إلى صوت الطبيب الذي تحدث بحماسة قائلًا: "صديقي ألف مبروك يا حسن باشا سيلا بدأت تستجيب للعلاج وإن شاء الله قريب هتفوق من الغيبوبة."
التقط حسن أنفاسه بسعادة ثم شكر الطبيب وأغلق الهاتف وهو يغمغم: "الحمد لله يا رب وأخيرًا هتنزاح الغمة دي وكل حاجة هترجع زي ما كانت."
❈-❈-❈
تجلس بجواره في السيارة تفرك يديها ببعضهما من شدة التوتر.
أما هو فقد كان جالسًا أمام عجلة القيادة شارد الزهن. لقد استطاع خلال اليومين الماضيين جمع معلومات عن المدعوة ليلى، بدءًا من الحارة التي كانت تقطن بها وحتى محل إقامة والدها الجديد الذي منحه إياه والده.
سادت بينهما لحظات من الصمت حتى قطعته هي بصوت هادئ: "رائف، إحنا رايحين فين؟"
أجابها ببرود وهو يسلط ناظريه على الطريق كأنما يتحدث عن حالة الطقس: "رايحين نتجوز يا حبيبتي."
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية