رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 10- 3 - الثلاثاء 5/11/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل العاشر
3
تم النشر الثلاثاء
5/11/2024
أحست ميلا بأنفاسها تضيق من الغضب والخوف في آنٍ واحد، فتحدته بصوت مرتجف لكنها حاولت إظهار قوتها
ميلا : إنت مفكر إنك تقدر تتحكم في حياتي؟! دة بعدك وبعيد عن شنبك يا يمان يا فهد
تقدم يمان نحوها ورفع رأسها بلطف وكأنه يحاول إستمالتها ولو قليلا لكنها شعرت بقبضة غضب مختلطة بحزن عميق في عينيه
يمان :هنشوف طيب مين هيقدر ومين هيتحكم في مين ، انما دلوقتي خلينا نشوف إذا كنتي فعلاً قادرة وتكملي في عندك ده لحد إمتي .
انهارت الكلمات بينهما لتسود لحظة صمت مشحونة بالمشاعر المعقدة، ثم استدار عنها مبتعدًا، تاركًا إياها وسط أفكارها المتناقضة، لا تعلم كيف يمكنها الخروج من هذه المتاهة التي وضعها فيها هذه الداهيه ..تركها مأججه بنار إعجاب وكره وحب مشاعر مختلطه لا تعلم من أين لها هي ولكنها بالاخير تكون له هو في نفس الوقت..فأردفت بغضب وهي تسأله.
ميلا :إنت عاوز إيه مني
ليرد بكل خبث وهو يبتسم بسخريه بينما يعطيها ظهره
يمان : عاوزك!!
أخذت تنظر حولها فلم تجد الا وسائد الاريكه فدفعتها تباعا بظهره
ميلا :أنت سافل ومنحط وقليل الأدب
انحني هو يلملم وسائد الاريكه ويضعها بأماكنها المعتاده وهو يردف
يمان :عارف !!
ميلا : ضيف عليهم إنك بارد ولوح ثلج متحرك.
يمان : زودي زي مانتي عايزة ...الشتيمة ما بتلزقش .
هدأت ميلا عندما فتح لها مقعد طاوله الطعام يدعوها للجلوس .
يمان :خلينا نقعد ونتكلم ..وزي ما قلت قبل كده ..يمكن نتفق .
لبت الدعوه عندما تركها وابتعد الي الجهه الاخري من الطاوله ثم سألته.
ميلا : قبل أي حاجه ..إنت ليه قلتلي أن خالي عمل حادثه
أخرج يمان حافظه تبغه وكاد أن يشعل إحداهم الا أنها همهمت برفض.فوضعهم بجانبه علي الطاوله .
يمان : آه سوري نسيت إنك ما بتدخنيش وما بتحبيش ريحه الدخان .
تنهد وهو يفتح القداحه ويغلقها عده مرات قاصدا توترها
يمان :كنت حابب أتأكد من ولائك لخالك
نظرت له وهي ترفع شفتها العليا بسخريه.
ميلا :ولائي ....ده خالي ..مش واحد من الشارع .
أكمل وهو مازال يشغل ويغلق القداحه .
يمان :بس اللي أعرفه إنكم طول عمركم بعاد عن بعض
قاطعته هي بغضب .
نظرت ميلا لما يفعله وكأنه يستجوبها ويجعلها تحت ضغط
ميلا : إنت عاوز توصل لأيه بالظبط .
فآجأها بالسؤال التالي وحقا هي لم تكن تتوقعه .
يمان : هو ابوكي كان بيحب أمك ؟
جعدت ملامحها ونظرت له بحيره من أمرها.
ميلا : أبوكي.....وأمك ؟
إبتعد يمان عنها ووقف بجوار النافذه وفتحها وتناول قداحته وحافظه تبغه وتناول إحداهم وكأنه يريد الهرب من نظراتها التي تريد أن تفتك بها إنتقاما من والدها من جهه ..والجهه الاخري تريد أن تعانقها وتقبلها من جهه اخري .
أشعل يمان التبغ وزفر دخانه بالنافذه وهو ما زال معطيها ظهره
يمان :أقصد والدك كان بيحب والدتك وكأن مخلص ليها.والعكس ..هل والدتك كانت بتحب والدك ومخلصه ليه
التمعت الدموع بعينيها وهي تردف
ميلا :كل اللي أقدر أقولهولك إن بابا ساب الدنيا بحالها و كل العز بتاع عيله العماريه وسافر مع ماما فرنسا وبدؤا مع بعض من الصفر ولما مات ... مات علي دراعها ودمه إتصفي أدامها وما رضيتش تسيبه وتهرب وهي اللي وقفت وأخدت عزاه رغم إن الكل حذرها ان ممكن حد من عيلتك يتعرض لها بالاذي ..وبردو هي هي والدتي اللي لما عرفت إنها عندها المرض اللعين كانت فرحانه إنها هتموت وتروحله وما فكرتش تتعالج في بدايات ظهوره .
ابتلع ريقه من قصه العشق الخرافي التي تسردها أمامه بكل وقاحه وتتبجح أمامه بفخر وبكل عنجهيه وفاء وإخلاص الثنائي بكل تفاني وهي تغفل تفاصيل صغيره أدت إلي سؤاله هذا .
إستدار لها ونظر إلي دموع عينيها بتمعن فتحرك إليها بحذر وحمل إليها علبه المحارم الورقيه وأردف
بمان : ربنا يرحمهم .
أطفأ سيجارته وجلس أمامها علي الطرف الآخر من الطاوله مرو أخري
يمان : بصي يا ميلا
نظرت له بإهتمام لانه نطق بإسمها للمرة الاولي منذ لقائهم بباريس .
يمان :أنا راجل متعلم ومتحضر وموضوع الطار ده انتهي من قاموسي وقت ما والدك وأخوكي توفوا ..فمش أنا الراجل اللي هياخد طاره من واحده ست لا حول لها ولا قوه ويتيمه الاب والام كمان .
ابتسمت ميلا رغما عنها لثير فضوله .
يمان :بتضحكي علي إيه .
ميلا : سوري ...أصلك أبهرتني بأخلاقك...واللي أعرفه عنك إنك ما عندكش أخلاق أصلا .
أغمض عينيه بقله صبر ورجع بظهره للوراء واردف من بين أسنانه .
يمان :وإنتي إيه اللي تعرفيه عني بقا .
ميلا : بصراحه اللي أعرفه مش كتير ...بس اللي شوفته من شويه منك إنت ومديره مكتبك يأكدلي أخلاقك العاليه .يا يمان بيه .
صفع الطاوله من أمامه ونظر لها بغضب فبادلته النظره بتحدي إكبر و أردفت .
ميلا : إتهيألي نكمل كلامنا ...إحنا كنا بنقول إنك متحضر وعندك أخلاق وكدا
تنحنح وخلع معطفه من إثر الحراره التي إنتابته من حديثها البغيض عنه ثم اردف
يمان : أنا وخالك شاكين ان في طرف تالت في الموضوع عاوز يولع موضوع الطار من جديد ومش عاوز موضوع النسب يتم بأي شكل من الأشكال.
عادت ميلا بذاكرتها لليوم التي اختطفت به في الصعيد
ميلا : أه فعلا ..الراجل اللي خطفتي هو خدرني بس لما حطني في الشوال كنت بدأت أفوق وسمعته وهو بيقول لواحد إسمه محمود إنه هيرميني عند دوار عيله الفهد علشان الدنيا تولع بين العيلتين تاني .
وقف يمان وكأنه حصل علي جائزه كبري واردف
يمان :إنتي متأكده من الكلام اللي بتقوليه ده
ميلا :أيوه .طبعا متأكده.
يمان :إنتي تعرفي ان الراجل اللي خطفك حد هربه برده من جوة دوار العماريه إمبارح
وقفت ميلا وهي تبلع لوعابها بقلق .
ميلا :إنت بتقول إيه
يمان :ده اللي حصل .
ميلا :معني كده إن فيه خاين في دوار العماريه .
يمان : إنتي بتشكي في حد
ميلا :مش بالظبط...بس باسل إبن عمي كان بيبصلي بنظرات خوفتني منه شويه .
إقترب منها يمان وجلس بجوارها بعدما لمس رعبها بعد ما أخبرها له
يمان :إهدي ...أنتي هنا في حمايتي أنا وآدم ...إحنا لما عرفنا باللي حصل إمبارح شكينا أكيد في حاجه هتحصل أنا أخدت أول طياره وجيت علي القاهره وهو أصر إنك ترجعي القاهره .وفعلا حصل اللي حصل ....بس هو وصاحبه مدير شركه الأمن كانوا محتفظين بتليفون اللي خطفك وأنا كلمت كذا حد يتحري عن أرقام التليفونات اللي كانت في سجل المكالمات وهو قالي إن كان من ضمنهم واحد اسمه محمود فعلا.وانشاء الله ده هيساعدنا في اللي جي .
نظرت له ببرود بعدما جففت مخاط انفها
ميلا :هو إيه اللي جاي .
يمان : أنا وانتي هنتجوز .
مسحت علي وجهها بقله صبر وقبل أن تتحدث أكمل
يمان : أنا بلغت جدك والعيله النهارده الصبح بقراري ..وهما رحبوا بيه ووافقوا .
ميلا : طيب طالما هما رحبوا بقا روح اتجوزهم هما.
يمان :بطلي عند وإسمعيني للآخر ..يزن مش هيقدر يحميكي وانا مش عاوز أدخل أخويا لعبه أكبر منه..الطار مش سهل زي ما إنتي فاكرة .. ويزيد ويزن هيكونوا أول ناس هتتأذي لو ما وافقتيش.
وقفت ميلا وهي تنظر له بإشمئزاز
ميلا :يمان بيه ...أنا وأنت مستحيل نتجوز..أو حتي مستحيل نكون لبعض بأي شكل ..إنت حياتك غير حياتي ..أنا واحده مسالمه عاوزة اعيش حياتي بطريقتي وعاوزه اتجوز حد بيحبني وبيحترمني وعلي العكس اتجوز واحد احبه وأحترمه مش واحد زيك لا عنده دين ولا أخلاق وعنده علاقات قذره مع ستات أقذر ..وفاتح مكتبه بيت دعاره .
حمحم بغضب ووقف ينظر بعينيها وكأنه يستعطفها
يمان :أكيد أي راجل قبل الجواز بيبقي عنده علاقات بس لما بيتجوز مراته وشطارتها ممكن تخليه ما يفارقيش حضنها وهي هي برده اللي ممكن تطفشه بره البيت وتخليه يعمل علاقات مع غيرها .
نظرت له بغضب فحينما طرح يمان موضوع الزواج بجدية على ميلا، صدمته بردّها القاطع ورفضها له دون تردد علي عكس ما توقعه منها كان يري انها ستوافق وستجاريه في طلبه . رفعت رأسها بعزة وصرامة
ميلا :مش فاهمه إزاي ممكن أقبل أتجوز حد مش قادر حتي يستقر في علاقة واحدة! أنت بتدخل علاقات كتير وكأن الموضوع عادي بالنسبه لك عادي … إزاي أأمنك علي نفسي انا مش عارفه ؟
شعر يمان بجرأة كلماتها وكأنها صفعة، لكنه حاول السيطرة على مشاعره وسألها
يمان : يعني إيه مش فاهم .
تنهدت ميلا بنبرة حازمة ومضت في حديثها
ميلا :يعني اللي هتجوزه لازم يكون صادق، عنده مبدأ، ويعرف يعني إيه التزام… شخص قلبه مش متقلب وعينيه مش بتدور على غيري مهما جار عليا الزمن ولا اتشوه جمالي .لازم يكون بيحبني ويكون الحب عنده حاجة كبيرة مش حاجة مؤقتة..ولما يآخد غرضه مني يدور علي غيري
ظل يمان صامتاً للحظات، وهو يحدق بها بنظرة عميقة، محاولاً استيعاب تلك الكلمات القاسية، لكنها بالنسبة له كانت واقعًا عليه تقبله
يمان :أفهم من كده إنك بترفضي.
ميلا :طبعا برفض وبشده كمان
كان سيتحدث ولكن طرق الباب طرقات خفيفه جعلها تتساهل
ميلا :إنت مستني حد
يمان :آه مش قولتلك عزمك علي الغدا
فتح يمان الباب وكانت ليل متأنقه ومتألقه في ملابس شتويه جذابه .
ليل :جبتلك الغداء يا يمان بيه .
بعدما استقبلت ليل مديره مكتبه مكالمة منه بعدما خروجه من الشركه يخبرها أن تعد له غداء فخم ومعه بعض العصائر الطازجة..وتحضره الي بيت المزرعه ..شعرت بمزيج من الإثارة والتخطيط الماكر، فأعدت غداءً فاخراً وأحضرت معه العصائر كما طلب. ومع أفكارها المتشابكة، حاولت اللعب على طريقتها، فوضعت في الطعام المنشطات الجنسيه والقليل من المخدر مما جعلها تعتقد أنه سيقربها منه دون أن يدري وتستطيع أن تحمل بولي عهد جديد من يمان الفهد .
لكنها، وعند وصولها إلى المنزل النائي، تفاجأت برؤية ميلا هناك بالفعل، تتحدث مع يمان بجديه . حاولت الحفاظ على رباطة جأشها، لكنها شعرت بالغيرة والغضب الشديد. سارع يمان بأخذ الطعام منها ببرود عند رؤيتها ، شاكراً إياها ومطالباً إياها بالمغادرة.
ليل :آسفه يا يمان بيه ما كنتش أعرف انك معك حد
على مضض غادرت ليل وهي تعتصر غضبها وخيبة أملها في خطتها. أما في الداخل، فقد جلس يمان وميلا يتناولان الطعام، ولم يعلم أيٌّ منهما بمكائد ليل المدسوسة. ومع مرور الوقت، تخلل الجو مشاعر غريبة أثّرت عليهما، واختلطت العواطف، لتقترب مشاعرهما المكبوتة وتظهر علي السطح..ليبادر يمان
يمان: أنتِ فاكرة إنكِ ممكن تبعدي عني؟! ده مش هيحصل أبدًا، أنا مش ناوي أسمح لحد إنه يقرب منك ولا يقف بيننا، حتى لو كان الحد ده إنتي نفسك .
في الصباح
استيقظ يمان وهو يشعر بصداع حاد يغمر رأسه، وعيناه تبحثان عن تفسير لهذا الخدر الذي يسري في جسده. أخذ يرمش ببطء، يحاول تذكر ما حدث ليلة أمس، ليجد ميلا إلى جواره عاريه هي الاخري ، تملكه شعور بالذهول، وجحظت عيناه وهو يحاول استيعاب الموقف. قلبه ينبض بسرعة، تلاحقه تساؤلات كثيرة ومشاعر متضاربة.
اقترب منها بهدوء، وهمس بتردد خائفا من رده فعلها وهو ينادي عليها .
يمان :ميلا ..ميلا
كانت نائمه تحت تأثير المخدر فحاول مساعدتها في إرتداء ملابسها الا إنها تململت بين ذراعيه وفتحت عينيها متأمله ما يحدث حولها وعندما أيقنت ما حدث صرخت بأعلي صوت لها
ميلا :إنت عملت إيه .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة زين، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية