-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 31جـ2 - 3 - الخميس 7/11/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والثلاثون

الجزء الثاني

3

تم النشر يوم الخميس

7/11/2024 



واقف هنا ليه يا سامر؟

القى بنظره نحو المنزل الذي خرجت منه قبل ان يعود اليها، في رسالة واضحة وصلت اليها ليخرج صوته بعد ذلك بما يشبه الأمر:


- تعالي واريا على العربية يا بهجة، انا عايزك في كلمتين. 

أنه قوله، ثم قام بفتح الباب الأمامي ليأخذ مكانه خلف عجلة القيادة، فاتجهت هي إلى الناحية الاخرى لتنضم اليه بشجاعة القبول بالمواجهة مهما واجهها من اتهام 


❈-❈-❈


صدح صوت زغروطة عاليه في قلب محل الصائغ المشهور لتصل إلى المارة في السوق تجذب انتباههم؟ فتبعهها عدد آخر؟ تعبيرا عن فرح المجموعة التي موجودة بالداخل لتبتاع منه الحلي وخاتمي الزواج؟ ولا احد يعلم بتلك المتأففة التي اجبرها شقيقها على المجيء حتى أنه حضر حارسًا كي لا يصدر منها تصرف 

لا يعجبه.


وقد قدم مع والدته بالإضافة إلى والدة العريس الذي كان لا يرفع عينيه عنها ولا يبالي برفضها الواضح؟ حتى أنه ادخل محبس الخطبة بإصبعها عنوة مستغلا دعم شقيقها له الذي كان يتحدث في الخارج عبر الهاتف الاَن، وانشغال البقية في البحث عن الأفضل ضمن باقة من الحلي العصري والثقيل.


- الدبلة على مقاسك بالظبط يا عروسة، وهتاكل من الأيد الحلوة حتة، عشان تعرفي بس زوق العبد لله.


همت لتنزع يدها منه ولكنه شدد يردف بتحذير هامس:

- اهدي كدة وبلاش قنزحة من غير داعي .

همت لتجأر به رافضة ولكن اصطدمت عينيها بخاصتي شقيقها، الذي التفت بالصدفة نحوها، ليظهر وجهه الصارم لها حتى لا تفضحه بفعل ناقص من افعالها، لتعود إلى هذا السمج كما تصفه، تعطيه ردها بقرف، وبصوت خفيض لا يصل الا اليه :


- دبلة مش من مقامي ولا تلزمني من الاساس، قريب اوي هخلعها من ايدي وارميها في اي مقلب زبالة.


تبسم كازًا على اسنانه يرد على قولها بصوت خفيض هو الاخر:

- دا في خيالك المحدود يا حلوة، الدبلة دي مش هتخرج غير بقطع صباعك، وبكرة تقولي شيكاغو قال  


همت ان تقرعه بما يستحقه،  ولكنه اجفلها يرفع كف يدها إلى شفتيه، يقبلها قبلة عميقة اثارت قشعريرة بجلدها، ترى في عيناه تحدي واضح للاعتراض، حتى جالت بعيناها نحو شقيقها ووالدتها فلم تجد منهم ردًا يثلج قلبها، بل ازداد غضبها بترحيب والدة شيكاغو والتي صدحت بزغروطة ذات صوت عالي، لتنفرج شفتيه بابتسامة متوسعة يضغط على كفها التي احتجزها داخل قبضته، متوجهًا نحو الصائغ:


- كدة الدبلة تمام وعاجبة العروسة يا عم جورج، شوف لنا باقي الشبكة بقى وشد حيلك معانا مش هناخد اليوم كله عندك .


- من عنيا يا عم شيكاغو،  بس قول الكلام ده بقى للهوانم، بقالهم ساعة محتارين في خاتم

قالها رجل الصاغة، ليجد الرد من درية ووالدة شيكاغو بالمزاح معه ومع الرجل، وهو يبادلهم بصورة طبيعية، بعدم تأثر على الإطلاق بتلك التي كانت تصارع لنزع كفها من يده، التي اطبقت عليها ككلابة حديدية ، لولا خشيتها من رد فعل شقيقها لكانت صرخت بصوتها حتى ينجدها احد منه، ولكن مهلا ، هي في الأصل لن تستسلم لهذا العته، وفي القادم خطة توشك على تنفيذها، فالتتحلى الاَن بالصبر 


❈-❈-❈


جلست على احدى مقاعد الانتظار منذ ما يقرب من ساعة،  من وقت دخولها معه لتلك المشفى التي يعمل بها، اذعانًا لرغبته، مع انها لا ترى الأمر يستحق،  ولكنها اجبرت خشية ان تصبح شكوكه حقيقية، فطيبة قلبها مازالت تغلبها رغم وقوفها كنمرة شرسة في الدفاع عن حقوق موكليها في المحاكم، إلا ان تلك الصفة التي ورثتها من شقيقتها زهرة،  ليتها ورثت الندالة ايضًا من ابيها، حتى تنفعها في موقف كهذا مع هذا الطبيب الغريب .

وكأنه سمع ما تفكير به، فخرج امامها من غرفة الكشف التي دخلها منذ ما يقرب من ساعة، حتى فاض بها وكادت ان تذهب وتتركه، ليصيبها التعجب الآن وهي تراه مستندًا على ذراع طبيب صديقه، والآخر يرتسم على ملامحه الأسى 


- اه براحة يا رمزي عشان متعبش منك. 

- اهو براحة يا حبيبي، انا بحاول مضركش 

- طبعا يا حبببي انا واثق من كدة، بس اعمل ايه؟ تعبااان. 

- سلامتك يا حبيبي سلامتك. 


كانت تطالعهم بذهول فاغرة فاهها، حتى اذا اقتربا منها هتفت بعدم استيعاب:

- في ايه؟ دا بوكس واحد اللي خده على فكه، مازدتش عليه. 


جلس بجوارها متنهدًا بدراما قائلًا:

- انا مش هتكلم، الدكتور رمزي هو اللي هيشرحلك حالتي 


التقط الآخر الإشارة منه، لتأخذه الجلالة في الاسهاب والشرح لتلك المسكينة التي لا تعلم عن الطب سوى المعلومات العامة. 


- زي ما قولتلك كدة يا أستاذة صفية، الضربة كانت شديدة اوي على رأس الدكتور هشام، اينعم هي كانت في الفك لكنها تقريبًا عملت ما يشبه الارتجاج، نظرا لضعف بنية الدكتور......


اوقفه مشيرا بسبابته ليوضح لها هذه الجزئية:

- ايوة بس في حاجة يا دكتور، انا جامد وشديد على فكرة، هي بس هزة الراس دي اللي متحملتهاش. 


اَزره الاخر يدعمه للنهاية:

- ايوة طبعا يا دكتور وهي دي حاجة محتاجة تشكيك، على العموم يا أستاذة هو محتاج رعاية شديدة اوي في الايام اللي جاية.


- بس انا مش مراته يا سيدي عشان تقولي الكلام ده.

هتفت بها بنفاذ صبر ، ليسارع هو بالرد:


- الدكتور رمزي مش قصده حاجة،  دا بس بيشرحلك حالتي عشان شكلك مش مصدقاني. 


- يا عم اصدقك ولا اكدبك، انا هيهمني امرك في ايه بس؟ الدكتور صاحبك والمستشفى مكان عملك، انا كدة ابقى خليت مسؤوليتي وعملت اكتر من اللي عليا كمان،  عن اذنكم. 


- استني يا دكتورة هتمشي وتسبيني؟

هتف بها يوقفها فور ان استقامت واقفة عن مقعدها لتذهب، لتطالعه باستهجان، جعله يعود لإدعاء المسكنة حتى يكسب تعاطفها:


- قصدي يعني هتمشي من غير ما تطمني عليا، انا مليش حد على فكرة، لا معايا ست ولا أطفال،  ساكن لوحدي في القاهرة وأهلي في الارياف، فالو ممكن تتصلي بيا حتى تطمني عليا، لتجرالي حاجة في الشقة وملقيش اللي يسأل عليا.


- ما هو صاحبك قدامك اهو  ميسألش ليه عليك؟

قالتها تشير بذقنها نحو الطبيب الذي اندمج في اتقان الدور يجاري صديقه:

- للأسف انا طول اليوم مشغول في المستشفى والعمليات، حتى دلوقتي كمان مطلوب في الطواريء عن اذنكم. 


قالها وذهب على الفور ليواصل هشام:

- اهو دا كمان مشي وسابني، للأسف شكلي مش هلاقي حد يسأل عليا، ممكن يا دكتورة تديني رقمك على الاقل لو عوزت حاجة وملقتش اللي يساعدني. 


تطلعت اليه بغيظ شديد حتى ودت ان تنفجر به، فقررت تجاهله والذهاب،  ولكن غلبها قلبها الضعيف 

لتعود سريعًا مخرجة من حقيبتها كارت صغير، وضعته بيده قائلة:

دا الكارت بتاع المكتب، فيه تليفواناتي، انا بديه لأي حد على فكرة طالب مساعدة، ارجو ميبقاش اني مسمعش صوتك خالص غير لو كان الأمر يحتاج بالفعل لمساعدة، عن اذنك، يا ساتر 


وصل اليه غمغمتها الأخيرة بعدما استدارت ذاهبة من امامه، لتبزغ ابتسامة صافيه على زاوية فمه، وقد اسعدها النتيجة التي وصل اليها بعد المجهود الشاق في التمثيل واجبار صديقه كي يحبكها معه، ليقضي أجمل  ثلاث ساعات مع هذه الجميلة الطيبة لدرجة السذاجة رغم ارتدائها ثوب القوة بوجه الجميع، يغمغم بسعادة داخله:


- شكلك محتاجة دراسة يا أستاذة صفية، وانا بحب اوي التعليم والاسكشاف. 


❈-❈-❈


وفي مكان آخر 

وبعدما توقفت السيارة بهم، لم يتركها تنتظر كثيرا ، حتى اخرج لها هاتفها، يثبت الشاشة على تلك الصورة التي آتى من اجلها، فيقدمها اليها بتساؤول.


نظرت هي بها قليلًا تزفر بتعب، وتطالعه بضيق مكشوف سائلة:

- الصورة دي امتى خدتها؟ او بمعنى أصح، مين اللي ادهالك؟ وبلغك ايه عني بالظبط؟

يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة