-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - اقتباس الفصل 6 الثلاثاء 12/11/2024

 

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

نصف عذراء

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس 

الفصل السادس

تم النشر يوم الثلاثاء

12/11/2024




بعد رحيل طارق دخلت لها والدتها وتوقعت أن تعنفها علي رفضها للرجوع لكنها احتضنت وجهها بين راحتيها ماسحة بأناملها عبراتها وهي تردد بصوت هادئ


= ممكن بلاش تنشفي دماغك وتسمعيني، خلينا نفكر بالعقل انتم الاتنين غلطوا وهو اهو طلعها من حياته عشانك وطلقها عاوزه بقي إيه اكتر من كده بعد ما قال لك مستعد يسمع كل طلباتك ويوافق عليها.. 


حل الوجوم على وجهها وهي ترد مستنكرة


= يا سلام الموضوع بالبساطه دي ثم انا اصلا ما قلتلهوش يطلقها ولا يخليها يعمل مبادله انا خلاص طلعته من حياتي ومش ناويه ارجعله تاني.. أصل الحكايه سهله يروح يدور على غيري ولما لاقي نفسه مش مرتاح معاها يدور على القديمه، وانا أخذه بالحضن واوافق على طول عادي واقول له معلش يا حبيبي ولا يهمك، اوعي تكوني فاكره أنه طلقها عشاني لا هو سابها عشان لقي نفسه مش مبسوط معاها 

هو ولا بيحبني ولا نيله كله كان مجرد كلام .

أبتعدت عنها بهدوء زائف وبدأت تردد بصوت حزين وضعيف لأول مره تظهره 


= انا اكتر واحده عارفه يعني ايه وجع جوزك يتجوز عليكي تحت أي سبب وظرف وجربته، 

واكيد ما نفسيش كمان أنك تدوقي اللي انا ذقته زمان، عمرك سألتي نفسك انا ليه ما اتطلقتش من ابوكي رغم كل اللي عمله حتى المصاريف ما بيدفعش.. مش حبا فيه أكيد انا كرهته من زمان بس لاني لما سابني لوحدي بدات انزل واشتغل واتعامل مع الناس كنت بشوف و بسمع اوسخ معامله اول ما يعرفوا ان جوزي مش موجود واحتمال اكون مطلقه.. عشان كده ما طلبتش الطلاق قلت كده كده ولا هتجوز ولا هشوف حياتي بكوم العيال اللي في رقبتي دول.. واي حد كان يسالني اقول هو ساكن بعيد عننا لكن انا ست متجوزه ولسه على ذمته .


دومًا تسأل نفسها حينما تختلي بها لماذا تقبل أمها بكل ذلك الذل والهوان مع أمثال والدها الذي مع الاسف من أشباه البشر؟ أليس من الأسهل الانفصال و نسيانه مثلما فعل، أليس من الأهون الابتعاد عن ذلك الجحيم؟ ولكن فجاتها والدتها بسال هل يقبل المجتمع بامرأةٍ مطلقة.. وهي ستطلق فقط بعد أشهر معدودة من زواجها؟ وحامل أيضا !. 


نظرت إليها أمها بأسفٍ شديد، ثم استدرت برأسها لتتحدث قائلة بعتابٍ


= الطلاق مش سهل زي ما انتٍ فاكره واللي هيسندك يوم اثنين وثلاثه مع الوقت مش هيكون موجود.. ولو هو كويس دلوقتي معاكي ومستعد يشيل مصاريف ابنك اللي لسه هياجي، بكره لما يزهق من حكايه انك مش عاوزه ترجعيله ويستسلم للامر الواقع هيدور على غيرك زي اي راجل ويتجوز ثالث! ومين عالم لاما هو هيتغير لا أما اللي جايه دي هتحكم عليه ولا يعبرك بقرش واحد و هترجعي تشيلي القرف اللي امك شالته من جديد.. وبكره لما الجديدة تخلف هينسى كمان ابنك زي ما ابوكي عامل معانا دلوقتي


تلك العبارات المقيتة التي ترددها أمها على مسامعها تشعرها بأنها أقل شأنًا خاصة إنها كانت تضع في نفس الموقف من قبل، لكنها اعترضت مبررة موقفها بحذرٍ


= هي الحكايه سايبه في محكمه هرفع عليه قضايا وغصب عنه ملزم يدفع ويكون موجود ويربي معايا، حتي لو اتغير ولا راح شاف غيري مش عاوزه منه حاجه غير انه يشيل مصاريف ابنه ولا انا مع الوقت انزل اشتغل.. بس مش هخلي حد يتحكم فيا، وبعدين الطلاق ساعات بيكون اريح كتير ومش وحش زي ما انتٍ حاطه في دماغك كده انتٍ بس اللي اخترتي الطريق السهل عشان مش عاوزه توجعي دماغك.. لكن انا مش انتٍ . 


ابتسمت أمها بصعوبة وهي تقول لها بهدوء لتخفي ما يشتعل في صدرها من غضب مبررة


=يا ريتك ما تبقيش زيي مش هكره وبعدين ما يعتبر عملت زيك كده قلتله مش عاوزه حاجه ومش هتلوي دراعي وانا اللي هصرف بس الفرق أن ما اتطلقتش، بس عارفه ايه اللي حصل؟ ساق فيها ولما صدق ان انا نزلت اشتغل وشلت عنه حمل العيال وقال كفايه اللي بيصرف عليهم هناك في بيته التاني! و حتى الكام يوم اللي كان بيجيهم ونشوف وشه ويشوف عياله عشان يدينا المصاريف بطلهم  وندمت ندم عمري على اني نزلت اشتغلت واديتله الفرصه دي بس ما عرفتش ارجع! مش ضامنه لما اقعد هيرجع تاني يصرف امتى وانتم كنتم محتاجين مصاريف فما كانش عندي الاختيار اني اجرب واقعد من جديد واستنى اللي يصرف عليا..


فغرتُ ثغرها مشدوهة مما تسمعه منها، كانت صريحة بصورة مزعجة ومؤلمه للغاية لدرجه انها شعرت بالتوجس من القادم بالفعل

أصابها النفور وشعرت بنغصة قوية في أسفل معدتها لتبدأ تردد بشجاعة زائفة 


= بس اكيد الوضع مختلف انا هو عيل واحد، يعني حتى لو اتجوز مش كثير يعني عشان يصرف عليه.. وبعدين الموضوع بيختلف حسب الراجل وتربيته! انا اسفه يعني بس بابا عمره ما كان في طبع الحنيه من الاساس وصفات كتير مش عاوزه اقولها.. بس طارق متهيالي لا.. اكيد مش هيعمل كده . 


اجابتها بهدوءٍ حذر مترقبة ردة فعلها 


= شفتي انتٍ قلتي ايه بنفسك متهيا لك لسه هتتحطي في الوضع وتجربي، وخلي بالك لو اتحطيتي مش هتعرفي ترجعي عشان كده انا بنصحك ما تخيبيش خيبتي! على الاقل الواد لسه شريكي لكن انا ابوكي رماني خالص وما كانش حتى باقي عليا ولا افتكر سنين العشره ولا رجع يقول زي جوزك اسف وانا ندمان... تعرفي ان انا اتمنيتي أنه يعملها كتير كنت بقعد اقول لنفسي ده انتٍ الاصيله برده أكيد الجديده دي هتقرفه في عيشته ويرجعلك..

وكنت برده رغم كل اللي عمله هسامح عشانكم.. بس للاسف ما جاش يا حنين. 


انقبض قلبها بقوة لسماع مثل تلك الأمور تجعلها تشعر بقله الحيله والعجز والخوف، فلم تفهم هل والدتها تقصد ذلك كمحاوله لتنصحها  بالفعل حتى لا تقع بنفس الطريق، فربما هي من مئات الزوجات اللاتي يعانين في صمت، يتجرعون الظلم والقسوة ويصمتون لا مجال للشكوى في حياتهم المريرة وتراها أمها مثلها كل شيء يهون فقط من أجل الصغار حتي لو فاض الكيل، رددت بلا وعي وقد احتقنت الدماء في عروقها


= هو انتٍ عاوزه ايه ارجعله كده بعد ما هان كرامتي وهنت عليه وما لقاش إلا صاحبتي يتجوزها عليا، يا ماما انا اتخدعت في الاثنين

ويا ريت ما حدش يقولي انتٍ السبب الكويس والاصيل مهما يكون حوالي 100 واحد هيعرف ازاي يصون اللي بيحبه... 


ثم تابعت وهي تصيح فيها تدافع عن كرامتها المغتالة على يد زوجها و صديقتها وهي تنظر لها شزرًا 


= وبعدين بلاش الضعف ده هو اللي بيخليهم يركبونا اكتر ما يغور في داهيه إذا كان هو ولا ابويا مش نهايه الكون، انا مش قادره اسامح ولا انسي اللي عمله فيا ولا حتى زينه! صاحبه عمري، انا عارفه انهم مش مسميين نفسهم خاينين عشان اتجوزها يعني بس انا غصب عني ست وهحسبها كده عشان ليا مشاعر وحاسه نفسي مقهوره وما استاهلش الغدر ده.. 


لوت ثغرها بتأففٍ واضح وهي تجيبها بأسف 


= هو فعلا كله حاسبها كده بالذات لما يعرفوا انك كنتي بتمنعي نفسك عنه وهيقولوا احسن ما كان يعمل حاجه حرام ولا عيب مع واحده واتجوزها وده شرع ربنا .


تلألأت العبرات في حدقتها تأثرًا، ثم كفكفت دمعاتها قبل أن تنهمر مرددة


= انا عارفه كل ده! بس هو يعتبر عمل لمصلحته هو مش عشاني، عشان يرضي ربنا اتجوزها بدل ما يقع في الغلط.. بس انا ايه فايدتي من كده؟ ما بسبب ده موجوعه 


هزت رأسها باعتراض وهي تقول بنبرة جاده


= طول ما عماله تفكري في القديم مش هتنسي ولا هتعرفي تدي فرصه ثاني! خلينا واقعين انتٍ مش هتسامحي، بس فكري في كلامي كويس وبالعقل كده عشان خاطر ابنك وعشان خاطر الكلام اللي قلتهلك.. استنزفي فرصك عشان المره الجايه لما تسيبي خالص ما تبقاش فيها راجعه وضميرك يكوني مرتاحه وانتٍ سايبه، وبعدين ما تفتكريش عشان بنتي مش هغلطك برده ايه حكايه انك كنتي بتمنعي جوزك عنك دي، ومش عاوزه يشوف غيرك . 


هوى قلبها في قدماها من الصدمةٍ وبدأت تتحدث بحرج وتوتر علي أمل أن تفهمها في ذلك الأمر الصعب 


=ماما انتٍ مش فاهمه الموضوع.. آآ أنا ما كانش بمزاجي بس ما كنتش حابه اللي بيحصل و مش عاوزه ودي تاني مشكله مخلياني مش عاوز ارجع لاني لسه مش عاوزه واكيد بعد اللي حصل اكتر هلاقي نفسي مش قادره 


تحدثت من زاوية فمها قائلة بامتعاض ساخط


= بطلي بقى هبل واعقلي الكلام وهي الرجاله بتتجوز إلا عشان الموضوع ده لما تمنعيه بقى كانك بتديله فرصه واثنين وثلاثه ان يشوف غيرك.. فكري وحلي الموضوع ده مع نفسك  لازم تقبلي وده حق جوزك عليكي أصلا عشان لما ترجعي ما يعملهاش ثالث مره.. وكل اللي حواليك هيدوا لي كل الأعذار ساعتها، إيه يعني لو جيتي على نفسك شويه و واحده واحده الامور هتتصلح .


ربتت على كتفها بقوة فتألمت بصوت خفيض وهي تشعر بتلك النغصة العنيفة تعصف بها، فكانها تخوض معركة حامية داخلها.. حافظت على بسمتها الباهتة وهي تهمس ببؤس 


= ما فيش فايده ولا انا فاهمه نفسي ولا حد فاهمني...


لكن مع كل ذلك ربما كانت محقة في وجهة نظرها، فما ذنب صغير يأتي إلى الدنيا ليعاني من فراق أبويه، لكن مع الاسف الأمور لم تعد كما كانت في سابق عهدها....


و رغم عنها بدأ عقلها يفكر بكل كلمة قالتها أمها، و تساءلت هل تظل بمنزل والدتها مع طفل لا تعرف مصير مستقبله، أم تصر علي إختيار الإنفصال وتتحمل النتائج! لكن هل من الممكن يتملكها إحساس الندم لانها لم تضحي من أجل من لا يستحق ؟!. 


الإختيار بين هدم المنزل وبين جرح كبريائها حقا كان صعبه للغايه عليها.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة