رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 34- 3 - الأحد 17/11/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الرابع والثلاثون
3
تم النشر يوم الأحد
17/11/2024
مش هسيبك يا بهجة بس انتي متضغطيش اوي كدة على اعصابك وحاولي تهدي شوية
حاولت المزاح في ردها له:
- حاضر ههدى وابقى زي الفل، بس انت متسبنيس.
زفرة مكتومة حبسها بصدره، ليومىء مجاريًا لها:
- حاضر مش هسيبك
قالها فزادت من ضم رأسه اليها، وبكفها الثانية اشارت لشقيقاتها ينضما اليها ايضًا، لتأخذ جنات الصامتة حتى الان مقعدها بجوار شقيقها ، وعائشة على الفراش من الناحية الاخرى، حتى علقت نجوان بتأثر :
- ربنا ما يفرقكو عن بعض، بس لو ممكن يعني، نأجل العواطف دي شوية، عشان صحتك يا قلبي.
رفع إيهاب رأسه عنها ليقبلها بحنان على جانب وجهها متمتمًا:
- عندها حق، انتي لازم ترتاحي.
في تفهم سريع تابعنه جنات وعائشة يبتعدن عنها قليلًا ، فظهرت الصورة كاملة امامها، وهذا الساخط واقفًا في جانب وحده بصمت مهيب، قطعه قول إيهاب:
- انا بقول مدام اطمنا عليها نسيبها ترتاح وتنام بقى.... كلنا.
وزع ابصاره على الجميع، لتتركز عينيه عليه، فجاء رد الاخر بعند وتحدي:
- عادي تخرجو كلكم، بس انا جوزها
سمع منه إيهاب لتتحفز كل خلاياه، يتوجه اليه وكأنه على وشك الشجار، متناسيًا كل الوعود التي قطعها على نفسه منذ قليل، لتلحق نجوان به مهادنة:
- يا قلبي يا إيهاب احنا كلنا اطمنا عليها، الا هو، خليه ياخد فرصته ولو شوية حتى.
- خمس دقايق.
تمتم بها ملوحًا بأصابع كفه الخمسة امامه مشددًا:
- خمس دقايق وتيجي تحصلنا، خليها تنام بقى وترتاح شوية
قابل الاخر تحذيره باستخفاف مائلا بوجه اليه حتى كاد ان يجعله يعود عن قراره بالخروج، ولكن نجوان لحقت كالعادة تحذره بخفوت:
- يا حبيبي مش عايزين نتخانق ونأثر على نفسيتها، انت نسيت كلام الدكتور.
اوما يستجيب لسحبها مغمغمُا بضيق:
- لا منستش، بس لو عصبها هو بقى ميلومش الا نفسه
- اكيد طبعا ميلومش الا نفسه اكيد.
قالتها تدفعه الخارج وتخرج معه، تغلق الباب على تلك المتسطحة بتعب، وذاك الواقف محله بتربص.
فلم يتحرك سوى بعد مغادرة الجميع، يطالعها من مستوى طوله، وهي تغمض وتفتح عينيها بإجهاد شديد،ثم توسعتا بإجفال حينما تفاجأت به، يخلع عنها سترة حلته ورابطة العنق يلقيهم على طرف التخت قبل ان يخلع عنه حذائه ايضا، فتتسائل هي بدهشة؛
- انت هتعمل ايه؟
تجاهل الرد عليها في البداية، لتجده فجأة انضم بجوارها على الفراش، يندس تحت الغطاء متكئًا على مرفقه يتأملها بصمت، وكأنه لا يصدق ما وصل اليه بعد أحداث اليوم الطويلة، ثم رؤيتها تتبادل معه الحديث الآن، بعد انخلاع قلبه في اللحظات الفائتة، والمحاولات البائسة في افاقتها.
يبدو أنها بالفعل تحملت فوق طاقتها ، وهو ايضًا كان من ضمن تلك الضغوط، بل وأكثرها
- هتفضل تبصلي كدة كتير وانت ساكت؟
جاء رده على قولها بعتاب لا يخفيه:
- واعملك ايه؟ ما انتي اللي فوقتي مفتكرتيش غير اخواتك، وانا ولا اكن هوا حتى في حياتك
تبسمت بضعف لا تصدق غيرته:
- ما هو شيء طبيعي، دول اخواتي يا رياض وانا كنت خايفة من رد فعلهم ولسة برضو
- ولسة ايه؟
قالها واقترب يلمس بإبهامه على وجنتها باشتياق شديد:
- على فكرة بقى مهما كان خوفك عليهم، مش هيجي نص خوفي عليكي في اللحظات اللي فاتت، انا عيشت لحظات من اسوء الكوابيس اللي مرت عليا، هو انتي ازاي اتغلغلتي جوايا كدة؟
ظلت صامتة تتقبل لمساته الحانية، وعقلها يدور بالتساؤلات، تعلم بصدق كل حرف ينطق به، ولكن ما يخيفها حقًا هو اعتراف اليوم على الملأ وتبعاته، وهل هو بالفعل على قدر هذا الاعتراف ام سيأتي الوقت عليه.... ويندم؟
❈-❈-❈
- تحبي اشغلك اغنيه تسليكي، بدل ما انتي بتنفخي كدة ومش متحملة القعدة؟
سألها بتهكم واضح، تأثرا بطريقتها المقصودة في إظهار تأففها منه، لتجيبه بنفس النهج الذي تسير عليه:
- والله انا من رأيي تركز في طريقك وخلاص، لا تسليني ولا اسليك، عايزين نوصل بقى.
- اممم
زام بفمه وبصمت دام لحظات قليلة حتى اختار المكان المناسب، ليضغط على مكابح السيارة يوقفها بعنف، جعل رأسها تندفع للأمام حتى كادت ان تصاب بجبهتها لولا حزام الأمان الذي جعلها ترتد سريعًا لكن بعنف ايضًا، اهتز له جسدها بالكامل، وفور ان استعادت توازنها صرخت به:
- ايه اللي انت عملته ده؟ انت اتجننت؟ ما كنت ادخل بينا في تريلا احسن؟
ترك عجلة القيادة بعدما أوقف المحرك ، ليلتف اليها بجذعه، وابتسامة مريبة ارتسمت على ثغره اثارت بقلبها الخوف، بعدما انتبهت جيدا إلى الظلام الذي يحاوطها من كل الجهات، وتلك المنطقة الخالية من أي صنف بشر، وكأنه ذهب بها الى الصحراء ، لتغلب جزعها وتجأر به:
- ممكن افهم انت وقفتنا هنا ليه؟ والمصحف لو في دماغك حاجة كدة ولا كدة ، لا أكون متصلة حالا بابويا واخويا وفضحاك.
رد ببساطة اذهلتها:
- التليفون في ايدك اهو اتصلي وانا مش همنعك .
رفعته اليها لتهم بالاتصال بالفعل، ولكن اوقفها هذه الثقة التي يتحدث بها، حتى أنه اشعل سيجارة بعدم اكتراث مردفًا:
- قوليلهم وقف بينا في حتة ضلمة وانا شاكة انه بتحرش بيا.
- يا سلام وانت بقى مش هامك رد فعل حد فيهم لما يسمع الكلام ده؟ ايه؟ فاكرهم ارايل وهيسكتولك؟ ولا يمكن هياخفوا منك؟
عقب يزيد من دهشتها :
- لا مش هياخفوا يا غالية عشان مش هيصدقوكي اصلا، ولو عايزة تتأكدي اتصلي زي ما بقولك، بس على شرط تعلي الصوت.
تعلم ما في قرارة نفسها صدق قوله، وهذا ما جعلها تتراجع حتى لا ينتابها الخزي امامه، لتتظاهر بالقوة في مخاطبته:
- طب افهم بقى؟ موقف العربية ليه وفي مكان ضلمة ومقطوع زي ده؟ انا عاوزة أوصل بيتنا ومش ناقصة عطلة، ولا انزل اخدها كعابي احسن وربنا ما يهمني، عشان لو جراتلي حاجة ولا حد اتعرضلي هتشيلها انت
نفض السيجارة من نافذة السيارة، ليعود اليها بهدوء المسيطر قائلًا:
- مش هتقدري تخرجي، عشان قبل ما يحصل هكون كاسر ايدك قبل ما توصل للباب، وانت عارفة ان شيكاغو ما بيهزرش.
ابتعلت رمقها بخوف متعاظم، تشعر بالجفاف يغزو حلقها ومع ذلك تجاهد لعدم اظهار الضعف امامه:
- انت بتعمل معايا كدة ليه؟ غرضك ايه من الأخر؟
اقترب برأسه فارتدت هي بخاصتها للخلف تلتصفق بالباب، ليعلق بابتسامة ساخرة:
- كشيتي في جلدك ولا أكن كلب هيهبشك، اسمعي يا بت، عشان هجيبلك من الأخر، مش معنى انك حلوة حبتين تسوقي فيها، لا اصحي بقى، الحلاوة مالية السوق، ومش معنى اني صابر عليكي، ابقى ضعيف ولا قليل قدامك، انا عامل حساب للرجالة اللي حطيت ايدي في ايدهم،
متحملك عارف ديتك ايه؟ هتلفي تلفي وتيجي على حجري وبرضو هظبطك.
حديثه الحاد اخرج الجزء الشرس بها، لتدفعه بكلتا قبضتيها على صدره هادرة به:
- ولما انا كدة متعنطزة وشيلة تقيلة على قلبك، قابل على نفسك ليه يا حبيبي؟ ما تروح لواحدة من الحلوين اللي مالين السوق دول.
وكأن فعلها أعجبه، تبسم بملئ فمه معقبًا على كلماتها:
- كان نفسي والله بس القلب وما يريد...
توقف برهة ليتابع مؤكدا امام دهشتها:
- اه يا سامية انا قلبي رايدك، بجنانك بعنطزتك بكل عيوبك، كان ممكن أهوى بنت عمك زي باقي شباب الحارة عشان فيها كل المواصفات، لكن انا عمري ما حسيتها ولا اتمنيتها، على الرغم ان شايف عينك لبرا،
واحد غيري كان عمره ما هيبصلك تاني بعد عملتلك الاخيرة لما كنتي هتروحي في داهية، بعد ما شيخ الغبرة خدرك وكان عايز ياخد غرضه، لكن مقدرتش، مجرد بس ما اخوكي لمح خدت ابويا وجرينا جري، ليه؟ عشان شاري .
مجرد ما قريت فاتحتي عليكي وبقيتي تخصيني تاني يوم بعت اللي يربي ابن الكلب ده في سجنه ويحرمه عن صنف النسوان خالص
- قصدك ع الشيخ
- قصدي الزفت الدجال مسموش شيخ، الكلب اللي اتكشفتي قدامه حتى لو ملحقش يقربلك، انا برضو خدت حقك منه.
سهمت ابصارها امامه بشرود مفاجيء، ان تجد من يأتي بحقها من هذا الفاجر والذي كاد ان يضيعها بلا عودة، لهو امر اراحها بشدة، رغم ان هذا الشيء لم يأتي في بالها على الإطلاق ، ذلك لان كل تركيز عائلتها انصب على تأديبها ولم يذكر احد امر الشيخ الذي تم القبض عليه ربما هم استكفوا بعقاب الشرطة في القبض عليه وهي أيضا انشغلت بأمر توريطها بهذا ال.....