رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 25 - 3 - الثلاثاء 5/11/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الخامس والعشرون
3
تم النشر الثلاثاء
5/11/2024
__"يا حبيبتي أنتِ ليه بتفترضي الشر، أنتِ أتكلمتي معاه طيب وهو رفض؟ لا يبقي متحكميش بقا، وبعدين زي مقولتلك طارق أنا عرفاه، وزي منا كنت عارفة أنه أول ما يحس من ناحيتك بأي حاجه هيتقدم علي طول..... صدقيني هتندمي لو متكلمتيش معاه، ساعتها هيبقي الندم مضاعف...".
كانت تحاول أن تُسلط الضوء على ضرورة المواجهة، وكأنها تدفعها للتخلص من مخاوفها.ظهرت تقضيبة علي وجه الأخرب، وكانت في حالة من الشك، بينما تتلاعب المشاعر المختلفة في قلبها، في محاولة لالتقاط خيوط الأمل وسط الفوضى، سألتها برغبة في التشبث بأي أمل
_"تفتكري كده؟".
_"أفتكر ونص كمان.... والله هو باين عليه بيحبك بجد، احنا مش كنا أتفقنا هنرمي الماضي ورانا ومنفكرش فيه تاني".
خرجت الكلمات ببطء، تتردد كما لو أنها تعكس جدالًا طويلًا بين العقل والقلب:
_"الماضي عمره ما بيتنسي، المجتمع بيفكرنا".
_"ده مجتمع عقيم وجاهل، أي يعني ست مطلقة، وصمة عار هي ولا أي، لا هو عيب ولا حرام... متحبسيش نفسك في قوقعة كلام الناس، أنت لو بتحبيه وهو بيحبك خلاص أنسي الدنيا بالناس اللي فيها..... صحيح هو أنت بجد بتحبيه ولا مجرد انجذاب؟".
_"مكانش ده يبقي حالي، حبيته للأسف غصبن عني".
تُظهر "رانيا "اعترافًا غارقًا في الضعف، ومع ذلك يبقى هناك شعاع من الأمل في عينيها، وكأنها تبدأ في فهم مشاعرها الحقيقية
_"بس خلاص مش مهم أي حاجة تانية، عيشي حياتك يا رانيا وأنسي....، بكره كده كده هييجي يسأل عنك فالنادي زي كل يوم، روحي، وأتكلموا وساعتها هو هيختار"...
تترك بصيص الأمل مفتوحًا أمامها، وتشعر بأن حديثها قد يغير مجرى الأحداث...
❈-❈-❈
." مساء اليوم التالي".
نظرت لنفسها بتمعن، عيناها تلتمعان برضا خفيّ وابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيها. رفعت حاجباً، وكأنها تتحدى انعكاسها، ثم أمالت رأسها قليلاً لتأخذ زاوية جديدة، تتأمل كل تفاصيلها بإعجاب وكأنها ترى نفسها لأول مرة. شعرت بقوة خفية تتصاعد من داخلها، تملأها ثقة لم تعهدها. مدت يدها لتعدل خصلة من شعرها، تأملت النظرة التي تفيض برضا واعتزاز..... رجعت للخلف عدة خطوات لتستطيع رؤية مظهرها كاملاً عبر المرآه.....
فُستان أزرق طويل ينسابُ عليها برقةٍ ينعكس علي بياضِ بشرتها، ذو أكمام عريضة، مُرصع بنقوش بيضاء هادئة جذابة، لتكمل إطلالتها، اختارت" رضوى" تسريحة شعر متموجة تسقط بحرية على كتفيها، مع لمسات من المكياج الناعم الذي يبرز عينيها بشكل لافت...، وضعت لمستها الأخيرة، وهي عطرها الرقيق، من ثُم أقتربت من باب الغُرفة بينما تُنادي علي "مُراد" الجالس بالصالة بالخارج ينتظرها... بعد أن أجبرته يخرج من الغرفة قائلة أنها تقوم بتجهيز مفجأة له، أنتظرها هو بحماس، وصب جم تركيزه علي التفكير في ماذا ستكون مفجاءتها......
_"مُراد، خلصت تعالي ".
نهضَ من مكانه سريعًا، يخطو إلي الغُرفة، بحماس مُفرط....وقف مذهولاً للحظات، وكأن عقله توقف عن استيعاب ما يحدث أمامه. عيناه ثبتت على" رضوى" يتنقل بنظراته بين ملامحها التي غمرتها لمسة خفيفة من الثقة والجاذبية. شعره بالدهشة امتزج بشعور غريب، جعله عاجزاً عن التعبير ولو بكلمة واحدة. ارتفع حاجباه قليلاً، وكأن مفاجأتها له تجاوزت توقعاته تمامًا، وقلبه خفق للحظة سريعة، وكأنما أصابه سحر خفيّ. حاول التحدث لكنه لم يستطع، فقط اكتفى بمراقبتها، ونظرة الإعجاب تملأ عينيه... أبتسمت بثقة داخلية كونَ مظهرها نالَ أستحسانهِ، وبلحظة أختفي أي خجل بداخلها... تحرك يدخل للغرفة كالمسحور فقط يُطالعها بإبتسامة مُتسعة، ينتظر القادم.....
أخيرًا أجبرَ عينيهِ أن تتوقف عن تأمُلها هي، و بدأ بتأمل الغُرفة من حولهِ، والذي لم ينتبهُ لها من الوهلة الأولي بالرغم من أن التغيير بها مُلفتًا جدًا، لكن جمال حبيبتهُ قد سحبَ كل تركيزهِ ناحيتها هي فقط لا غير....
الغُرفة ذات الأضاءة الهادئة، مُزينة بطريقة مُميزة ودافئة، وهنالك في نهاية الغرفة، وُضعت طاولة بها تقريباً طعام عشاء، مع شموع تتوزع بعشوائية علي الطاولة بطريقة سلسلة، دنت منهُ ببطءٍ وقد سحبتهُ من يداهِ إلي الداخل أكثر، وأخذتهُ في رقصة متناغمة هادئة علي أصوات الموسيقي الفرنسية الهادئة
أحست بشيء من الخجل يغمر وجهها،انحنت قليلاً، وكأنها تحاول إخفاء ابتسامتها التي لا تستطيع السيطرة عليها.
"مراد، متبصليش كده ا!"
قالت بصوت خافت، بينما كانت تخفض عينيها. كان ذلك الاندفاع في لحظة ترتيبها لكل هذا قد جعلها تشعر بأنها في عالم آخر، لكن الآن، في مواجهة عينيه، عادت إليها الواقعية.
ابتسم" مراد "وهو يتأملها للحظات، ثم قال بنبرة مرحة:
_"يعني أفهم من كده إن كل ده عشاني؟"
ضحكت وهي تهز رأسها بخفة، ترد بمزاح:
_"لا، الحقيقة أنا كنت بجرب الفستان بس، وقلت أعمل ديكور مناسب عشان الصورة تبقى متكاملة!"
رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة، يضع يده على صدره وكأنه مصدوم:
_"آه، كده؟ طيب خلاص، همشي بقى عشان ما أبوظش الصورة!"
أمسكت يده سريعًا قبل أن يبتعد، تضحك وهي تهمس:
_"مراد!"
نظر إليها طويلًا، ثم قال بصوت أكثر هدوءًا، يحمل شيئًا من الدفء:
_"بجد، شكرًا، كل حاجة هنا… وكل حاجة فيكي، بجد، فوق أي كلام."
لم تستطع الرد للحظات، فقط شعرت بذلك الدفء الذي تسلل إلى قلبها مع كلماته، فابتسمت بخجل، قبل أن تهمس:
_"طب هتفضل واقف كده؟ العشا هيبرد."
ضحك وهو يشير نحو الطاولة:
"أنا مش متأكد إذا كان عندي شهية للأكل، بعد ما حليّت الأول بالحلويات دي!!"
هزت رأسها بابتسامة، ثم سحبته من يده بخفة، لتبدأ ليلتهما التي كانت قد خططت لها بعناية، دون أن تتوقع أن اللحظة نفسها ستفوق كل توقعاتها.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية