-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 37 - 3 - الخميس 28/11/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع والثلاثون

3

تم النشر يوم الخميس

28/11/2024 

لقد عرض عليها بالأمس الذهاب معه إلى تركيا، وقضاء الوقت بين أعضاء الفرع الثاني من العائلة، ولكنها رفضت، لسبب واحد، وهو ان تعطيه الفرصة الكاملة ليحدد قراره، رغم يقينها الكامل به، إلا أنها تفضل ان يأتي عن قناعة كاملة منه وحده.


وهي الآن عليها التحرك داخل الوطن، لتفعل ما برأسها، وضعت نظارتها السوداء فوق عينيها، لتغادر صالة المطار، لتذهب نحو وجهتها.


❈-❈-❈


خرجت من البناية التي بها مقر عملها، مكتب المحاماة خاصتها، بعد انتهاء نوبة عملها الصباحية، حتى تعود إلى المنزل، ثم تأتي على ميعاد نوبتها المسائية، مندمجة في الحديث مع إحدى السيدات التي ترافعت عن ابنتها قريبًا وحصلت لها على البراءة:


- ولا يكون عندك فكر يا ام ريهام، انا مش ههدى ولا يرتاح لي بال غير لما اطلعها من القضية وإن شاء الله المرة دي ماتوصلش للنيابة ولا تتحول للمحكمة ، انا شايفة الموضوع ميستاهلش بإذن الله. 


- بجد يا ست المحامية، يعني مش هتشحطط وراها زي ما حصل المرة اللي فاتت .


- بإذن الله مش هيحصل اطمني، بس ياريت توصيها بقى تخف عصبيتها دي شوية، مش اي  حد يكلمها تفتح نفوخه، خليها تتعلم تتجاهل حبتين، دا احنا بنقابل بلاوي ياما في حياتنا. 


سمعت منها المرأة لتردد بعفويتها تدعي:

- من عيوني هقولها وهوصيها كمان، مع انها خدت الأمان من ساعة ما بقت تخرج من الحبس على ايدك،  اللهي يارب يفتحها عليكي ويرزقك بالقضايا لحد ما تبقي محامية قد الدنيا .


- ربنا يخليكي يا ستي، تعالي اوصلك معايا في عربيتي

تلقت المرأة دعوتها بمزيد من الامتنان: 

- لا انا مشواري قريب يا أميرة يا بنت الامرا، روحي انتي، وربنا يكرمك وتلاقي العدل، مسافة ما تلفي راسك تلاقيه في وشك، سلام يا ست المحامية،  الف سلامة 


وتحركت تغادر امامها،  فتتبسم في اثرها صفية متمتمة بسخرية:

- مسافة ما الف الاقيه في وشي كمان، والله انتي عسل يا ام ريري.


تنهدت ضاحكة لتلتف نحو سيارتها، فتجحظ عينيها حينما وجدته امامها، بابتسامته المتسعة متكئًا على سبارتها، يخاطبها ببرود لا يتخلى عنه أبدًا في حضورها:


- أستاذة آنسة صفية، عاملة ايه؟

 ضاقت عينيها بغيظ اختلط بريبة لا تفهمها، لتلتف برأسها للخلف نحو المرأة التي تاهت وسط المارة ثم تعود اليه سائلة:

- هو انت ليك علاقة بام ريري؟

سألها بعدم فهم:

- مين ام ريري؟ 

ضغطت عينيها وقامت بفتحهم سريعًا بإحباط، وقد استوعبت ان الأمر لا يتخطى الصدفة، مما زاد عليها، لتغمغم بغيظ شديد:


- الله يسامحك يا ام ريري، انا شكلي هيحبسلها بنتها المرة دي، عشان استريح منها ومن دعواتها. 


- انتي بتكلمي نفسك،  يا آنسة يا أستاذة صفية؟

نزعها من شرودها بكلماته، لتنفعل به:

- متقولش يا زفته، انت جاي ليه اساسا ها؟ لتكون قاصد توصلني كمان المرة دي؟


أجابها بهدوءه المعتاد:

- بعد الشر عليكي، لا الحقيقة انا مش جاي اوصلك للأسف يعني، انا جايلك بصفة رسمية، اصل امي عايزة تقابلك. 


- نعم!

- بخصوص قضية، اصل خالي واكل ورثها، وهي عايزة اشوفك تدليها بإيه؟ 

- يا سلام، وانت عايزني بقى اقولك في الشارع. 

- لا طبعا انا جاي اخد رأيك الاول، تجيلك ع المكتب ولا على بيتكم احسن. 


صارت بعصبية مرة اخرى، لا تستوعب حديثه.

- بيت ايه اللي تجيني فيه؟ دكتور هشام هي والدتك عايزة ايه بالظبط؟


تنهد يتصنع الجدية في رده لها:

- اشرحلك اكيد يا أستاذة بالتفصيل عشان تشوفي أبعاد الموضوع ، بس كدة يستلزم قعدة بقى، تحبي نرجع فوق على مكتبك،  ولا نخرج برا على اي كافيه او كازينو قريب من هنا،  يا آنسة يا أستاذة صفية؟


❈-❈-❈


دلفت إلى محل الكافيه خاصتهم ، وبعد الترحيب بعائشة والمزاح معها، تجولت تبحث عنها، حتى وجدتها بزاوية مختصرة، بعيدة عن الجميع، ممسكة بهاتفها مندمجة عليه بتركيز على شيء ما، 


- ممكن افهم، سايبة اخواتك وقاعدة لوحدك ليه بقى؟

اجفلت بهجة في البداية لحضورها، لكن سرعان ما استوعبت تجيبها:

- معلش بقى، اصل لقيت نفسي مضايقة قولت اشوف مستقبلي، واديني دخلت اهو على موقع الكلية، يعني مش هبكي ع الاطلال. 


- ومين طلب كدة؟ وهو في اطلال اصلا؟ قومي يا بنت تعالي معايا. 

خطفت منها الهاتف تجبرها على النهوض والتساؤول:

- اروح معاكي فين؟ وانتي خدتي التليفون لي اصلا؟


باغتتها بجذبها من يدها لتسحبها وتجبرها على السير معها:

- هقولك واحنا ماشين، تعالي ياللا .

 حاولت بهجة التوقف بمزيد من الدهشة والاستفسار:

- طب قوليلي طيب، ساحباني ورايحة بيا على فين؟

واصلت نجوان الخروج بها مرددة:

- هفهمك كل حاجة مستعجليش. 


❈-❈-❈


في ذاك القصر الضخم الذي يطل على بحر البوسفور، حيث الجمال والمشاهد الساحرة لذلك الجزء الخاص من المدينة، فلا يسكنه سوى القلة المحظوظة من البشر.


كانت الجلسة التي تجمع بين اثنين افترقا منذ سنوات عديدة، وانفضت صداقة تجمعهما بحكم القرابة وتقارب الأعمار بينهما، ليأتي اليه الأن، وتسحبه أقدامه اليه، يتحدث اليوم ويسهب مخرجًا ما في قلبه، 


- إنت تقريبًا من سني، وتفكيرك نفس تفكيري،  لو كنت مكاني، كنت تقدر تقوم بالخطوة دي؟

فترة من الصمت مرت في تبادل النظرات بين الاثنان، ما بين حيرة وغموض غير مفهوم حتى خرج صوت الأخر:

- طب انت عارف انك عملت اللي كان نفسي اعمله انا في يوم من الايام .


سأله قاطبًا:

- هو ايه اللي كان نفسك تعمله في يوم من الايام؟


تنهد بشجن ليشيح بأبصاره نحو زرقة المياه الصافية امامه من شرفة المنزل العريق، بحنين عاد يذكره بنقطة ما في العقل لا يقوى على نسيانها ابدًا:


- اني اتجوز اللي بحبها يا رياض، انا أعجبت بستات كتير وعاشرت ستات اكتر، واتجوزت ست جميلة وفيها تقريبا كل الصفات اللي يتمناها اي راجل ، بس محبتش في حياتي غير واحدة بس، واحدة عرضت عليها فكرة الجواز في السر زيك كدة،  بس انت حظك كان احسن من حظي لما وافقت وطولتها، انما انا بمجرد عرض الفكرة نفسها خسرتها، وفضلت عليا واحد اقل مني في كل حاجة، لأنها شافت التقدير منه،  اللي ملاقتهوش مني انا .


سأله بفضول وقد استرعى اهتمامه الضعف الذي يلمسه ولاول مرة من شخص مثله:

- مين دي اللي قدرت تهز قلبك؟ لا وكمان لقت اللي تفضله عليك انت؟


اجابه بشرود وقد تمثلت صورتها الجميلة امامه:

- عيون بلون العسل، بشرة خمرية من اجمل ما رأت عيني،  وشخصية معتزة بنفسها وكرامتها، شموخ الجبال ورقة الصبا.


عبر رياض عن دهشته:

- يااه، انت كمان بتقول فيها شعر، والله ما كنت أتوقع أن الكلام ده يطلع منك انت يا عدي، ولا يمكن عشان مطولتهاش زي ما قولت .


صمت الاخر برهة بتفكير متروي قبل ان يرد على سؤاله بسؤال:

- طب ما اخد انا رأيك انت بما انك خضت التجربة فعليا،  بعد ما طولت اللي أعجبت بيها او حبيتها، مش راضي تسيبها ليه دلوقتي. 


اجابه بصدق 

- عشان مش قادر، ان كان الحرمان صعب، فنار القرب والتهديد بالبعد أصعب  بكتير، امال انا سيبت البلد وجايلك ليه؟ عشان مش قادر، مش قادر يا عدي وعايز النصيحة يمكن الاقي عندك الحل


- كنت نفعت نفسي 

قالها الاخير بمزيد من الأسى الذي ارتسم على ملامحه الوسيمة، وجدية تختلف تماما عن العبث الذي يتحلي به معظم الأوقات، بصورة ضاعفت من ذهول الأخر، وتعجبه أيضًا، ليستائل:


- طب ومراتك؟ وولادك ؟ ايه وضعهم بالظبط؟

تبسم يجيبه:

- مراتي بحبها، وولادي بموت فيهم، بس برضو هتفضل البنت اللي بقولك عليها، ليها مكان في القلب عمره ما يتغير ولا ينمحي بأي وقت.


... يتبع بالجزء الثاني من الفصل

يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة