رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 7 - الخميس 21/11/2024
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السابع
تم النشر الخميس
21/11/2024
رد الرجل من الجانب الآخر
_المعلومات اللي وصلتلها ضعيفة جداً لأنهم مش مختلطين بحد في المنطقة وكل اللي وصلت له إنها عايشه مع أمها في بيت على البحر ولها أخ دكتور اسمه حازم
ضغط على أسنانه بغضب جحيمي وخاصة عندما تابع الرجل
_هما عاشوا في المكان ده من سنتين والبنت مكنتش بتظهر نهائي لمدة سنة بعدها بدات تشتغل ممرضة.
حاول جعل صوته ثابتًا وهو يسأله
_وحازم ده سايبهم لوحدهم؟
_لا بيعدي كل يوم عليهم وهو راجع من الشغل وأحياناً بترجع معاه في العربية.
_انت متأكد من المعلومات دي؟
سأله داغر فأجابه بتأكيد
_زي ما قولتلك بالظبط.
أغلق داغر الهاتف وأمسك عصاه وأخذ يضغط عليها كأنه ينفث بها غضبه
إذًا هي اختارت ذلك الطبيب العاشق وهربت معه بعد أن أصيب هو بالعمى.
حسنًا سيجعلها تندم على ذلك اليوم وهو كذلك.
❈-❈-❈
في منزل والد هايدي
لم يحتاج فريد لفطنة كي يعلم حالة ابنته عندما دلفت بحقائبها ودلفت غرفتها القديمة طالبة عدم استجوابها الآن
ولبى رجاءها تاركًا إياها حتى تهدئ
لكن الآن عليه أن يتحدث معها ويعرف ما حدث.
دلف غرفتها فيجدها جالسة في شرفتها شاردة في الفراغ أمامها
جلس بجوارها وهو يتمتم بمزاح
_طيب انتي زعلانة مع جوزك احنا بقا ذنبنا ايه؟
تطلعت إليه بابتسامة مغمزة بالمرارة وقالت
_ومين قالك إني زعلانة معاه؟
عادت بنظرها للفراغ أمامها وأردفت
_أنا زعلانة على نفسي عشان قليت منها كتييير أوي.
تنهد فريد وقال بحكمة
_الزوجة بالنسبة للزوج هي نصه التاني يا هايدي، يعني جزء لا يتجزأ منه، فـ منجيش نعاقب جزء مننا ونتهمه بأنه السبب في شوية مصاعب بنمر بيها.
قطبت جبينها بدهشة وقالت بحيرة
_خفيفة؟ انت بتسمي اللي انا فيه ده مصاعب خفيفة! أومال لو مكنتش عارف كل حاجة.
أيد حديثها
_وانا عشان عارف كل حاجة بقولك أنها مصاعب لو صبرنا عليها وعالجناها هتعدي، ستات كتير أوي عايشة مع اجوازهم وعارفين أن قلبهم مش معاهم ومع ذلك مكملين لأن بينهم اطفال من حقهم يعيشوا بهدوء عشان يكونوا سويين.
قطبت جبينها بعذاب
_بس انا بشر ولما توصل انه عايز يسقطني طبيعي إني انسحب بكرامتي وأشيل من قدامه العقبة اللي منعاه عنها.
لم يتقبل فريد ذلك القرار والذي أغضبه بشدة لكنه لم يبدي لها وقال بمحايدة
_انا معاكي في دي بس انتي برضه غلطتي لما حملتي غصب عنه وانتي عارفة كويس أنه رافض.
_والله يابابا كان غصب عني.
_وليه موضحتيش حاجة زي دي؟
_وضحت وقلت بس أصر على قراره وعشان كده سبت البيت ومشيت وأصريت على الطلاق.
لم يريد الضغط عليها أكثر من ذلك فربت على يدها قائلاً بتروي
_على العموم أنا هسيبك تنامي دلوقت والصباح رباح.
خرج فريد من غرفة ابنته فيجد والدتها تطعم الأطفال
فور خروجه تركت الأولاد وتقدمت منه تسأله
_ها يافريد عرفت حاجة؟
تنهد بتعب ورد بخيبة أمل
_للأسف المرة دي ليها كل الحق وإن هو أصر مفيش حاجة قدامي غير الطلاق.
اتسعت عينيها بصدمة وكررت كلمته
_طلاق؟!
اومأ لها وهو ينظر لأحفاده
_أيوة طلاق.
انسحب بهدوء ودلف مكتبه ثم قام بالاتصال عليه لكن هاتفه قيد الإغلاق
ترك هاتفه على المكتب وأخذ يفكر في حل لتلك المعضلة التي وقعت بها ابنته.
❈-❈-❈
في القاهرة
دلف خليل مكتب المحامي الذي كلفه بمتابعة القضية أثناء غيابه مع ابن أخيه
رحب به الرجل بحفاوة وسأله
_تشرب ايه الأول؟
رد خليل باستياء
_انا مش جايلك عشان اضايف
ازاي ياشكري اسلمك انت بالذات قضية مهمة زي دي وانت تسلمها لمحامي مبتدأ بالبساطة دي، هو ده حفاظك على الأمانة اللي امنتهالك؟
_طيب اهدى وخلينا نتكلم بهدوء
انفعل خليل أكثر ورد بحدة
_هدوء ايه، انت خليت فيها هدوء بعد ما سلمت شاب بريء للموت باديك.
مسح الرجل على وجهه يحاول تهدئة نيران ضميره التي لازالت مشتعلة حتى الآن وقال بثبوت
_صدقني يا خليل الموضوع اكبر مني ومنك دي وصلت لخطف بنتي وتهديدي بقتـ.ـلها
رد خليل باستنكار
_مكنوش هيقدروا يعملوا حاجة لأن آخرهم يهددوا بس، وانا قبلك اتهددت ومع ذلك رفضت استسلم.
قال شكري بمغزى
_عايز تقولي أن حادثة ابن اخوك كانت قضاء وقدر.
أكد خليل بثقة
_ايوة كانت قضاء وقدر وتأكدت بنفسي مع الشرطة من حاجة زي دي
نهض خليل وتابع
_الانسان ده هيفضل ذنبه في رقبتك ليوم الدين
خرج من المكتب رغم نداء شكري عليه ثم استقل سيارته وعاد إلى منزله الذي كان يقطن به قبل سفرهم..
❈-❈-❈
أخذت حقيبتها وخرجت من المنزل بعد أن باءت كل محاولاتها بالفشل
تأخر الوقت وكأنه تعمد ذلك غير عابيء بعودتها إلى منزلها في وقت متأخر وفي ذلك الشتاء القارس.
همت بالخروج من البوابة الرئيسية لكنها توقفت على صوت أحد العمال الموجودين في المنزل وهو يناديها
_آنسة حور.
التفتت حور إليه فوجدته يتقدم منها ويقول باحترام
_كابتن داغر طلب مني أوصل حضرتك بالعربية.
ابتسمت بمجاملة وتمتمت بلباقة
_لأ متشكرة أنا هروح لوحدي.
_معلش مش هينفع لو سيبتك تمشي هتسببيلي مشكلة معاه.
وافقت حور تلك المرة لأنها حقًا متعبة لكن لن تقبلها مرة أخرى.
هي تشعر بالنفور من تواجدها معه تحت سقف واحد ولن تزيد الأمر باستخدام اشياءه.
تطلعت إلى السيارة من الداخل وتذكرت أنها ذلك اليوم الذي خرجت معه بها.
عودة للماضي
كانت تحتسي قهوتها في شرفة غرفتها وصورته لا تترك مخيلتها لحظة واحدة
وتساءلت ما كان ظنه بها عندما رآها مع سليم وهو يقبلها بعد أن أخبرته بأن لا أحد سيكون بانتظارها؟
وضعت الكوب على الطاولة ونهضت لتقف وتشاهد حديقة المنزل وكأنها تشغل نفسها بأشياء أخرى غيره
انتبهت لدخول أحد العاملات بالمنزل وقد ظهر عليها الارتباك عندما وقفت أمامها وكأنها تتردد في اخبارها
فسألتها بحيرة
_في حاجة ياشهد؟
فركت الفتاة يدها بارتباك قبل أن تقول بتلعثم
_أصل … أصل يعني…
قطبت جبينها بدهشة وسألتها
_مالك في ايه؟
تشجعت الفتاة عندما تذكرت عرضه السخي وتمتمت بخفوت
_أصل في واحد برة اسمه كابتن داغر وعايز يشوفك ضروري.
اتسعت عين أسيل بصدمة ولم تتخيل لحظة واحدة ان يكون بتلك الجرأة ويأتي إلى منزلها وبهذا الوقت، ضغطت على شفتيها تفكر هل تذهب إليه وتخبره ألا يفعل ذلك مرة أخرى لأجل سلامته أم ترفض مقابلته وتكون بذلك حرصت على سلامتها أيضًا.
_هو فين؟
سألتها شهد بتوجس
_ليه؟
انفعلت أسيل من ردها وقالت بانفعال
_هو ايه اللي ليه! بقولك هو واقف فين؟
ازداد خوف الفتاة وقالت بوجل
_عند الباب الوراني، وانا راجعه من بره لقيته وقفني بعربيته وسألني أن كنت بشتغل عند حسين بيه افتكرته عايز يقابله بس لقيته بيطلع فلوس كتير من جيبه وبيطلب مني أوصله ليكي وهيديني قد المبلغ ده مرتين، بس أنا والله رفضت اخدهم وقولتله إن حضرتك مش بتاعت الكلام ده فقالي إني أوصلك الرسالة دي وخلاص.
وقفت حائرة لا تعرف ماذا تفعل
لا تنكر أنها تريد رؤيته أيضًا لكن ستكون مخاطرة كبيرة ولن تجازف
_طيب اسمعيني كويس.
ظل جالسًا بسيارته ينظر بساعته بين الحين والآخر
وقد أخذ القلق يتسرب إلى قلبه
هل رفضت مقابلته؟
أم أن الموضوع انتهى بالنسبة إليها منذ ان حطت قدمها خارج السفينة.
ترجل من السيارة واستند بظهره عليها ينظر إلى المنزل بشرود
" حسين النعماني " رجل اعمال لا يعرف في هذه الدنيا سوى المال
تزوج بالفعل من فتاة ايطالية تعرف عليها في مطعم أبيها وتزوجها وجاءت معه مصر ولم يمضي الكثير وعادت لبلدها
هذا ما استطاع بعد عناء الوصول إليه من معلومات عنه.
لكن هي لم يعرف عنها سوى ما أخبرته به بالسفينة وقد تطابق بالفعل ما عرفه عنها.
مرت ساعة أخرى ولم تخرج له مما جعله يفقد الأمل في رؤيتها وينصرف.
ستبحر سفينته بعد غد ويريد أن يراها قبل ذهابه.
انطلق بسيارته بعد أن يأس من مجيئها ولم يعلم بأنها واقفة بالقرب منه تراقبه فقط حتى ابتعد
عادت إلى غرفتها وقد بدأت مشاعرها توضح قليلًا بعد أن رأت بعينيها كيف ظل واقفًا كل ذلك الوقت كي يلمح طيفها
مشاعر متضاربة تتلاعب بذلك القلب الذي لم يختبر العشق يومًا
لقد مر أربعة أيام على وجودها وكل شيء يذكرها بتلك الأيام التي قضتها معه
هي بطبيعتها انطوائية ولم يكن لها أصدقاء يومًا سواء بإيطاليا أو بمصر
لذلك لا تستطيع معرفة حقيقة مشاعرها
هل العشق كما تقرأ عنه بالروايات التي تقرأها سواء إيطالية أو عربية
يتصادف الإثنين وتنشأ بعدها قصة حب يضحوا من أجلها بالكثير
وحاله ليس أفضل من حالها وهو واقفًا في حديقة منزله ينظر إلى الفراغ أمامه
لما رفضت رؤيته؟
لقد ظل اربعة ايام يحوم حول المنزل كي يستطيع الوصول إليها
هل خافت؟
أم أن العاملة خشيت اخبارها؟
ظل كلاهما التفكير والانتظار لا يرأف بهما حتى حينما ابحرت سفينته
ظل طوال رحلته يتنقل بين الأماكن التي تقابلوا بها
وعند كل مكان يؤكد قلبه حقيقة تلك المشاعر الوليدة
رياح أخرى وأمطار وتهيج البحار لكن تلك المرة في وضح النهار
تراست المراسي في المياة كي تحكم السفينة وينطلق هو بمغامرة أخرى من مغامراته.
قفذ ذلك السندباد في المياه يجابه الأمواج وتجابهه يتحدى قوتها وتعانده
فأخذ يغوص في الأعماق متخذًا سلسة المراسي طريقًا له حتى وصل للأعماق
مغامرة قصوى لكن يعلم جيدًا بأنه قادر عليها
وقد كان له ما أراد
إذ وجد تلك المرة صندوق صغير ساقطًا على صخرة كبيرة
ففي كل مرة يخوض تلك المغامرة يخرج بشيء ثمين مثل محار يحتوى على لؤلؤة بالمياه العذبة أو بعض آثار التي سقطت نتيجة عن تحطم سفينة أو أشياء من حروب القراصنة القديمة.
اكتفى هذه المرة بذلك الصندوق وعاد للسفينة.
قرر ألا يفتح إلا وهي معه كي يفتح معه قلبه لها ويعترف بأنه عاشق.
نعم عاشق حتى النخاع مهما أنكر ذلك
عودة للماضي
هكذا أكد لنفسه مرة أخرى وهو واقفًا يتحسس ذلك الصندوق الصغير
ظن لوهلة أنها خرجت من حياته دون رجعه وأكتشف فور سماع صوتها أنه مازال تحت سطوة ذلك العشق
……..
تطلعت أمينة لأبنها بصدمة وقالت بعدم استيعاب
_تسقطها؟ انت اتجننت؟
رد حازم وهو يسقط عينيه أرضًا
_مفيش حل تاني بعد اللي قلته ليكي، الحمل ده في خطر مؤكد على حياتها وانا مقدرش اشوفها بتموت قدام عينيه واقف اتفرج.
_طيب ما تقولها.
_مش هتقدر تتحمل صدمة زي دي، هايدي بتحب الاطفال أوي كانت ديمًا تقولي إن نفسها تخلف طفل كل سنة وشوفتي بنفسك كانت بتحاول تقنعني قد ايه انها تخلف بعد سنة من ولادتها لعلي وعمر صدقيني مش هتتحمل صدمة زي دي.
_بس افضل من صدمتها فيك بعد ماتجبرها انها تسقطه.
زم فمه بضيق وغمغم بتعند
_عادي هتزعل شوية وترجع تاني.
_طيب ولو رفضت؟
شعر حازم بنغصة حادة في قلبه ورد بقلة حيلة
_مش هيكون فيه حل تاني غير إني أجبرها.
تأثرت أمينة بحالة ابنها وهو بين نارين، في كلا الحالتين سيفقدها
هي تعلم جيدًا أنه يحبها لكن عشق أسيل الذي أحتل قلبه منذ الصغر جعله لا يرى حبه الحقيقي لزوجته.
نهض حازم قائلاً
_أنا هعدي على الولاد أجبهم من عند حماتي واروح البيت احاول اقنعها من تاني.
_بلاش تجيب الولاد دلوقت عشان ميحسوش بحاجة ولما تصفوا الأمور بينكم يبقى رجعهم.
أومأ لها واستئذن منها خرجًا من المنزل.
تفاجىء بحور تنزل من سيارة فارهة وفي وقت كهذا
تسمرت حور في مكانها عندما رأته
فلن يدع الأمر يمر مرور الكرام ومن الممكن أن يعلم بعملها معه
ازدردت جفاف حلقها بصعوبة وانتظرت ابتعاد السيارة ثم مرت من أمامه كي تدلف في صمت مطبق
سمح لها بالدخول ثم دلف خلفها ليسألها
_كنتي فين؟
رمشت بعينيها تحاول البحث عن اجابة لكن الكلمات كأنها توقفت في حلقها فعاد يسألها بحدة
_بقولك كنتي فين؟ وعربية مين اللي جاية فيها دي؟
خرجت أمينة على صوته الحاد وهي تسأله
_في ايه ياحازم.
صاح بها بغضب
_اسألي الهانم اللي راجعه في وقت زي ده ومع راجل غريب بسألها مش بترد.
قطبت أمينة حاجبيها بدهشة وسألتها
_مين الراجل ده ياحور؟
اهتزت نظراتها وقد شعرت بانها حشرت في الزاوية ولم تفكر في حازم وما سيفعله عندما يعلم بحقيقة فعلتها فقالت بتلعثم
_دا السواق.
رفع حازم حاجبيه بدهشة مصطنعة
_السواق؟! وسواق مين بقا ان شاء الله ؟
تطلعت إلى امينة تناشدها أن تتصرف هي لكنها لن تستطيع الوقوف امام ابنها وفي مثل ذلك الموقف بالأخص
_أصل دكتور عاصم طلب مني إني اشتغل ممرضة لواحد كفيف والنهاردة كان اول يوم.
زم حازم فمه دلاله على صعوبة تحكمه في غضبه وسألها
_وازاي تعملي حاجة زي دي من غير ما تعرفيني؟
ولا انتي فاكرة عشان سمحتلك بالشغل إنك تتصرفي على كيفك.
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت
_لأ مش كدة بس لقيتها فرصة عشان أبعد الفترة دي لأني صادفت بابا وسليم في المستشفى من يومين…….
_أنا سؤالي واضح ليه وافقتي من غير ما تاخدي أذني الأول؟
عليها أن تكون حذرة في الرد كي لا يتحرى عن الأمر ويعرف الحقيقة لذا تحدثت بثبات
_غلطت ومكنتش اعرف انك هتضايق كدة
بس صدقني شغل المستشفى بقى متعب أوي وانا قلت أنه شغل خفيف وأجر كبير.
كور قبضته بغضب وتمتم باستياء
_ولما انتي شايفة شغل المستشفى متعب اوي كدة ليه أصريتي عليه؟ ولا انتي شايفة اني مقصر معاكم في حاجة؟
تطلعت إليه أسيل بجمود وتمتمت باستنكار
_انت عارف كويس رأيي في الموضوع ده مش هقبل اكون عال على حد واتكلمنا في الموضوع ده كتير.
انا بجد محتاجة الشغل ده وبعدين هو شهر واحد المدة اللي قاعدينها هنا
لم يريد الانفعال عليها لذا حاول بصعوبة التحدث بروية وهو يسألها
_واسمه ايه الشخص ده؟
أغمضت عينيها تحاول السيطرة على دقات قلبها المتسارعة
فإن علم من يكون لن يمر الأمر لكنها تذكرت أنه لا يعرف شيء عن عمه لذا قالت بدون تفكير
_اسمه خليل الحسيني.
اومأ لها وقال بحزم
_من هنا لحد ما اسأل عليه وأعرف كل حاجة عنه مفيش خروج من البيت.
عقدت حاجبيها متسائلة
_يعني ايه؟
_زي ما سمعتي، عايز اعرف مين هو وايه قصته اللي تخليكي تغيري رأيك وتشتغلي ممرضة في البيوت.
انفعلت حور وقالت باندفاع
_حازم، كلامك واضح إنه فيه اتهام.
أكد حديثها وقد خرج نابع من غيرته عليها
_أيوة في اتهام لما توفقي بسهولة إنك تفضلي مع راجل طول النهار وكمان تخبي عليا لازم يكون في اتهام.
زي ما قلت مفيش خروج من البيت نهائي لحد ما اتأكد منه.
خرج من المنزل صافقًا الباب خلفه بعنف مما جعلها تجفل من إصراره
إذا علم من يكون فلن يسمح لها بالخروج خارج المنزل وسيقيدها بتهديده
تطلعت لأمينة وقالت برجاء
_دادة انتي ساكته ليه؟
تنهدت أمينة بتعب منها
_لأن كلامه المرة دي صح ومقدرش اعارضه فيه، انا كمان شكيت من وقت ما قولتي انه في منطقة….. بس سيبتك لما اعرف دماغك فيها ايه.
اهتزت نظراتها وقد وضعها الجميع حقًا في الزاوية وخاصة عندما اردفت أمينة
_ايه اللي خلاكي تدخلي بيته بعد اللي عمله فيكي؟
اقتربت منها أكثر كي تواجهها
_ايه نسيتي بالسهولة دي! ولا الحب رجع يدق في قلبك من جديد.
رمشت بعينيها تريد ان تنشق الأرض وتبتلعها وخاصة عندما تابعت أمينة
_من أمتى وانتي بتخبي عليا يا أسيل؟
تطلعت إليها أسيل وقالت بصدق
_بس انا عمري ما خبيت عليكي وكنت هقولك بس خفت تمنعيني، وعشان تكوني عارفة انا منستش اللي عمله فيا ولا هنساه لكن كل الحكاية إني حبيت أشوفه وهو مذلول قدامي.
لاح الحزن بعينيها وهي تتذكر تفاصيل يومها ومعاملته السيئة لها واردفت
_بس للأسف متغيرش، هو بس مبقاش قادر يواصل التمثيل وبيتعامل بطبيعته اللي كان مخبيها عليا.
تجمعت العبرات داخل عينيها وتمتمت برهبة وهو تحيط جسدها بذراعيها
_مش عارفة أنا ازاي كنت مغفلة أوي كدة وصدقته
كنت مستعدة أحارب الدنيا كلها عشانه
وثقت فيه وحبيته بجنون والآخر دبحني
تطلعت بدموع إلى أمينة وتابعت بقهر
_معقول بعد اللي شفتيه ممكن اسامح ولا اغفر؟
هزت راسها بنفي
_مستحيل حتى لو ركع قدامي.
تأثرت أمينة بدموعها وسألتها بحيرة
_طيب ايه اللي خلاكي توافقي بس.
ردت أسيل وقد تبدلت ملامحها للقهر
_عشان انتقم منه وادمر حياته زي ما دمر حياتي، انا مهما احكيلك مش هقدر اوصلك اللي عمله فيا ولا في ابنه اللي لحد النهاردة لسة متسجلش، ولو قدرنا نخبيه النهاردة عن الناس مش هنقدر نخبيه بكرة.
بعد كل ده تقولي لسة بتحبيه؟!
تنهدت بألم وهي تردف
_اطمني واطمني اوي كمان.
قالت جملتها الأخيرة لتقنع بها نفسها قبل أن تقنع أمينة وهو أبعد ما يكون عن الحقيقة
مازالت تحبه ومازال ذلك الشيء بداخلها يلتمس له الأعذار
لكن أي يعذر ذلك الذي يغفر له تعديه عليها بتلك الوحشية.
لن تغفر ولن تسامح وستواصل انتقامها منه حتى تراه ذليل أمامها…
ظلت أسيل تملس على وجه طفلها وهو نائم مثل الملائكة على الفراش بجوارها
وحده من استطاع أن يهون عليها مرارة الحياة
لكنها أيضاً تشعر بمدى ظلمها له
ولما لا وقد أنجبته طفلاً مجهول الهوية
لا قيد له
أحياناً تشعر بأنها اخطأت عندما رفضت عرض حازم بأن يسجل باسمه
او حتى تسجله على اسم والدها؟
لكن كان عليها الرفض لأجل زوجته
وما كان عليها المغامرة بتسجيله باسم والدها
لذا كان عليها التزام الصمت والصبر ربما تجد حلاً آخر.
تتساءل ماذا ستفعل حينما يكبر ولدها ويسألها عن هويته
من هو ومن والده
فكان الحل الوحيد أمامها هو قتـ.ـله وحينها ستواجه عمه بالحقيقة وستطلب منه اثبات نسب طفلها وحينها ستخبر طفلها بأن والده توفي…
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية