-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 6 - الجمعة 29/11/2024

 

  قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل السادس


تم النشر الجمعة

29/11/2024



نفسي اوضِّب لك ضلوعي فَرْش عُرْسِك ما اتفرشّ لواحدة قبلِك

نامي فيّا،مِدِّي رجليكي ازحميني واحلمي لي وانقشي اسمك على الغضروف حروف

بعشقك رغم الظروف (هشام الجخ)

                              

❈-❈-❈

"أنا كُنت فاكر إن الموضوع دا إتنسى ! دا شكله معشش فيك وعايش جواك لسه"

                              

❈-❈-❈

"اومال مالك يا درويش ،فكرة وچاتك وصدجتها ياك ؟"

قالها الحج عبداللاه بصوته الرخيم موجهاً حديثه إلى درويش إثر جلوسهم بما تُدعى مندرة منزلهم الكبير 

ويجلس معهم مَناع والحج عبدالرحمن والحج محسب اولاد عمومتهم.

نظر درويش إلى الحج عبداللاه وقال له بثقه بعدما نفث دخان الأرجيلة أمامه وقال

_والله بتى وأنا حُر ، عاوز الل يتجدم لها يتاجلها بالدهب ،يچيب وزنها دهب 

يفحت فالصخر عشان يستاهلها ويجدرها 


تدخل محسب فى الحديث وأردف 

_إسمعنى يا ولد عمى ، لسه والله چاينى عريس لبتى زمزم ورفضت مش عشان مهر ودهب وكلام فارغ 

عشان مؤهلة متوسط وبتى ان شاء الله هتتخرج من كليه ومؤهلها عالى 


_هو دا الكلام الصوح ، مش كل ما يچيلك عريس لبتك تجوله الشرط المغفلق ديتى 

قالها مَناع شقيق درويش ، ف رفع الحج عبدالرحمن ذقنه من فوق يديه المتشابكتين المعقوفه على عصاه وردد

_لا حول ولا قوه الا بالله، سيدك نجم الدين والل حصل معاه متخليهوش يچنى على مستجبل بتك 

لا ييچى واحد يستاهلها ويحافظ عليها وانت ترفض عشان منفذش شرطك وتبور وتفضل چمبك 


أردف درويش إلى الحج عبدالرحمن بنبرة جادة

_بِتى مش هتبور 

_عشان حلوة يعنى ؟! بناتنا حلوين وزى الفل متوجفش حال بتك مدام چاها الل يصونها 

بتك ماشاءالله عرسانها كتير رغم صغر سِنها 

قالها الحج عبداللاه ف قام درويش بالاجابة عليه لإنهاء النقاش 

_والله ياناس بتى وأنا حر ، وانا باللى بعمله ديتى عشان مصلحتها 

وزى م أنى عتدخلش ف طريجتكم مع عيالكم حدش يتدخل بينى وبين بِتى !


نظر الجميع إلى بعضهم البعض وعمّ الصمت فلم يجدوا مايقولونه بعدما أنهى درويش النقاش فى أمر إبنته

والشرط الغريب الذى وضعه وأثار غضب أهله وأهل قريته منه .

❈-❈-❈


ب إبتسامة تفتح حفصة باب المنزل وأردفت الى حبيبة 

_كانت حلوة الحنة ؟"

بدأت حبيبة فى تبديل ثيابها وخلع نقابها ، وهى تتنهد حزناً وأجابت ....

_ايوة كانت حلوة  


تعجبت حفصة من طريقة ردها ف اقتربت منها وقالت لها

_اومال شكلك مش مبسوط ليه؟ دا حتى صاحبتك فالمِدرسة ووچعتِ دماغ ابوكِ زم لحد م وداكِ وحدك وأول مرة يعملها


جلست حبيبة إلى فراشها وقالت وهى شاردة

_عارفه ياحفصة شغلوا هناك أغنية أمورتى الحلوة بتاعت صباح ، وأمها جعدت ترجص وياها 

وماسكه ايدها ،وأخواتها حواليها،انا على طول بحس بروح أمى حواليا

وبفتقد وچودها چمبي على طول ،بس إنهاردة حسيت جوى أنى يتيمه ياحفصه وإن لو اتچوزت 

عمرى م هحس زى م صاحبتى حست ..


كلماتها كانت توخز حفصة بقلبها ،دنت منها وقامت باحتضانها بقوة ومن ثم أردفت لها بصوت خفيض على عكس عادتها


_وأنا مش امك الصغيرة زى م بتجولى ؟ او ماما الصُغننه زى م بتجلدى بتوع بحرى يافقر 


ضحك ثغر حبيية ف أكملت حفصة كى تنسيها الشئ الذى احزنها وقالت لها 

_جوليلى وإعترفى ،رجصتِ هناك يارجاصه الموالد ولا لاء؟ 


ابتسمت حبيبة ف استطردت حفصة

_يبجى رجصتى ،مستحيل تعدى وصلتك على خير أبدا ً


كانت خطوات درويش قادمه بدون شعور منهما ،متجه نحو غرفه حبيية وسمع حديثها

_لاه طبعاً، مجومتش ولا رجصت ..هو أنا چسمى مبيصعبش عليا عشان أتضرب من أبوى 

أنا بس رفعت النقاب ..كُنا كُلنا حريم مع بعض وكُنت زهجت منه وخنجنى ، يعنى هو أنا فيّا إيه ازيد من البنات الل هناك


ضحكت حفصة شدة ف دلف درويش فجأة ل تنتفض حبيبه مكانها وتقف حفصة بجانب الحائط مذعورة 

قائلة

_چيت ميتى ياعمى؟! 

كان ينظر درويش الى حبيبة وكرات النار تتقاذف من نظراته ، خلع عمامته وساعة اليد

وأمسكها من ذراعها يلويه عكسياً وبيده الاخرى يسدد عدة لكمات بظهرها فتأوهت حبيبه وقالت له ب توسل كعهدها 

_والله يابوى م عملت حاچه ...فيه إيه يابوى


_يابت الكلب ،جايلك روحى ومتتحركيش من مكانك ،تجومى ترفعى نقابك واكيد زغردتى ودم دخل عليكِ وكلامى مبيتسمعش

يجولوا ايه ، بت درويش متربتش! 

_يابوى محدش شافنى رچالة ولا شباب ..البيت كان زحمة والنقاب كتمنى والله ما اجصد


تبكى حبيبة بشدة من الآم الضرب وتحاول حفصه تخليصها من يده ولكن بلا فائدة ، تتحدث حبيبة والدموع تنهمر على وجنتها

_والله يابابا كلهم بنات ،والله م كان فيه حد 

_ولو جولت لاه يعنى لاه يا جليلة الرباية ،والله لاموتك 


تصاعدت توسلات حبيية أن يتركها ،ومحاولات حفصة فى إبعاده عنها ولكن هيهات 

قد تغيب عن وعيّه وقد نالت جرعتها ككل مرة على أسباب يراها والدها فقط أنها تستحق ،تستحق المها

عذابها،صراخها...تستحق لعنها لنفسها بيوم ولدت به!

❈-❈-❈

جلس عمّار يفكر بما يعتمل بصدره وحيداً بحديقة الفاكهة خاصتهم ، فقد مرّت الأيام والشهور وتخرج هو ووليد ..وسرعان م سحبا ملفهما من الجامعة إذ تقدما آباءهم بطلب لأحد اعضاء مجلس الشعب النائب عن قريتهم وعلاوة على ذلك فهو يمتد لهم بصلة قرابة ، كان طلبهما بتوظيفهما واحد ب الادارة الهندسية بمجلس المدينة والآخر بأحد البنوك.

ومن الواضح انه سيتم قبولهم حتماً ، تقديراتهم عالية بالجامعة ومن عائلات معروفه زائد الطلب المقدم من النائب .

ولم يكتفِ كلاً من الحج عبدالرحمن والحج عبداللاه بهذا ، ف أرادوا تثبيتهم على اراضى صلبه ،فنهاراً بوظيفتهم وليلاً مكتب هندسي يقوما ب أدارته .

وفى هذا الوقت كان العمال يعملوا بالمكتب على قدمِ وساق حتى يتم تجهيزه والعمل به ، كبرا وتخرجا ومن ثم اعفاء من الجيش والوظيفه .

الايام تدور حقاً بسرعة البرق ، كل هذا كان يدور ب رأس عمار حتى وقع نظره على "عقرب " يمشى بجانب قدمه فقام بقتله وهو يلعن ويسب ،هذا الامر معتاد لهم .

دلف إليه همام وعمار يقتل العقرب ف أخذ يضحك 

_هتسب وتلعن فمين يابو عمو ؟ فالعجرب !


نظر عمار وهو مبتسماً ناحية همام ، وسلم عليه وأجلسه بجانبه وأردف

_عامل ايه ياهمام 

_اهو يابشمهندس ..جاعد مستنى أى مدرسة ترد عليا وبدى دروس خصوصيه لحد م ربك يفرچها 

_ربنا يسهلك الأمور يارب 

_لينا وليكم يارب 


أخذ ينظر همام حوله وسأل عمار 

_اومال فين نصّك التانى  ؟ من النوادر اشوفك لوحدك !

❈-❈-❈

_إسمعى يا وزغه ونفذى الل هجوله بالحرف وحيسك عينك تجولى لحد ولا أمك ولا جدك وجدتك 

فاهمه ! 


إلتوت شفتى مسك وهى تنظر إلى خالها وليد وقالت بنبرة استفزازيه له

_عاوز ايه يا خال ؟ 

أمسكها وليد من أذنها وقال وهو يحذرها 

_إسمعى كويس،العيد الأسبوع الچاى وطبعا سيادتك إنت وشلة البنات المعفنه اصحابك خارچين

تاكلوا الكشرى وتشربوا جصب وتلبسوا فساتين آه يا ليل بتاعتكم 


طرقت مسك كف على كفها ووضعته على صدرها وقالت متعجبه

_ايوة يا خال هتعملوا كدى فيه حاچة؟! 

_ايوة فى ، تعرفى تروحى لبيت عمك درويش وتخلى حبيبة تخرچ معاكم الخروچة دى ؟! 


تعجبت مسك ورفعت إحد حاجبيها وقالت 

_حبيبة! حبيبة عتخرجش مع حد ومحدش عيشوفها وأصلا هى مش صاحبتى جوى ..دا فين وفين بنشوفها ونكلمها لما تبجا رايحة الدرس 


نظر وليد إلى السماء وقال بنفاذ صبر

_يارب صبرنى ،،( عاد ب نظره إلى مسك) اسمعى يا بجرة روحى بس واتحايلى على عمك درويش وخليه يوافج ..عارفه يامسك لو دا حصل ،ورجه ب 200چنيه يابت المركوب هديهالك دا غير العيدية !

لمعت عين مِسك وأحبت الفكرة فقالت له 

_خليهم 300ياخال ويوم العيد بليل اخد اللابتوب بتاعك نشوف عليه أفلام وأنا هخرچها معايا والفهها الاقصر كلها !! 


قام وليد بضربها صفعه على خلف رأسها وقال ممتعضاً

_ماشى يابت الزوبوط ! ماشى ،هتروحى ميتى بجى

_سيبنى نخطط يا خال ايا هو دى 


تركها وليد وصدره مُنشرحاً ثم هاتف عمّار ليجده بالحديقة مع همام فينضم إليهم ..

_مساء الخير يا دحش منك له 


ضحك الاثنين فقال همام 

_اهلا بسيادة المحاسب فالبنك الكابير،مين كدكم ياعم هتتوظفوا وكمان يبجالكم مكتب خاص

بنات البلد هتتخانج عليكم خنااج 


قام وليد بلكزه فى ذراعه وقال له ضاحكاً

_عايزينش بنات بس بلاش جر ونج وحياة الل چابوك 


تدخل عمار بالحديث وأردف الى همام 

_كمل ياهمام ،عتجول عتكتب شعر! 


أهتم وليد بالحديث ف أردف همام 

_مش شعر بالمعنى الحرفي ، خواطر مثلا حچات عنحسها ونكتبوها 

قام عمّار بمداعبة همام بالحديث ، ف اقترب منه وقام بلكم احد كتفيه بكتفه وقال

_الخواطر والحچات الل تحسها دى تتكتبش غير لو كنت عتحب ياهمّام 


ابتسم همام بخجل ف احمرت أذناه ،فضحك وليد وقال 

_عتتكسف عيب على شنبك يا وِلد،يبجى عتحب يابو كرم ..مين جول 


شرد همام وأردف بحزن 

_وياريتها حاسه ..

_دم داخل عليها يعنى عتحسش 

قالها وليد بعدما شرد عمار فى وجه همام ضحك رغماً عنه على مقولة وليد ف أردف إليه

_م تسيبه يكمل يا جحش انت،جول ياهمام كمّل كانت معاك فالچامعة ولا من بنات البلد 


على شروده همام فى الفضاء أمامه ، تنهد تنهيدة طويلة ومن ثم أردف بصوته الهادئ 

_ويفيد ايه هى مين ولا حبيتها من ميتى ، انا لا متوظف ولا شجتى چاهزة ولا معاى يكفى مهر ولا يفتح بيت!

صمت ثلاثتهم ،فقطع الصمت وليد وأردف 

_عمى كرم فاتحه ياهمام ،جوله فيه بت عچبانى وعاوز نخطبها خليه يساعدك 

وانا هنكلم ابوى يشوفلك حد يتوسطلك تتوظف فمدرسة ،اومال نسيبوك يعنى يا ولد عمى ! 


ربت همام على كتف وليد مُبتسماً وأردف له 

_عمك كرم يجدرش يا وليد ، شوف احنا كام واحد ولسه البنات چهاز ومصاريف وتعليم ..متنساش اننا الفرع الفقرى فالعيله يابوعمو 


نظرا عمار ووليد الى بعضهما البعض ، فقال عمار 

_الراجل يا همام بنفسه ، بكرة تتوظف فمدرسه وتعمل فلوس لحالك وتتجدم لحبيبتك وتخطبها وتبجا من نصيبك لا تستنى عمى كرم ولا تستنى حد ،وبعدين انتو مش الفرع الفقرى ولا حاچه كلنا عيلة واحدة 

وكلنا بيت واحد وحدانا الأرض والبيوت والاملاك ،بس متوزعة زى م ربنا عاوز 


صفق وليد وأردف وهو يقول ساخراً

_طبعاً دروس الدين الل بياخدها الشيخ عمار مع الشيخ عبداللطيف عملت مفعول وبجينا نجول قال الله وقال الرسول وندى مواعظ 


نظر عمار له بتحدِ وقال 

_حافظ اكتر منك فالقرآن ولا لاه ! ومداوم عالدروس عنك فالمسجد ولا لاه 

يبجى تخرس وخشمك ميچبش هوا چاك لكمه تلكمك 


ضحك همام ووليد ، ف أردف وليد إلى همام قائلا 

_م تسمعنا حاچه من الشعر بتاعك الل عتكتبه فالمخفية الل عتحسش دى 


عبس وجه همام وأردف مُحدثاً وليد

_متجولش عليها كديتى يا وليد نزعل منك بعدين

_خلااااص يعنى هى الملكة اليزابيث،تلاجيها بت صفرا وعرقوبها يدبح الشرشارة

والشج فرجلها يدخل حنش 

_طب والله اجوم !


نهض همام غاضباً ف أجلساه وليد وعمار ،بينما كان يقوم عمار بتهدئته 

_بيهزر معاك يابوهمام تبجاش خلجك ضيق كديتى ،دا وليد يعنى البرود عادى يعنى 


نظر وليد إلى عماروأردف 

_دم أما يتلافاك انت التانى ( نظر إلى همام) يلا سمعنا الخواطر 


تنهد همام واردف مبتسما ينظر أمامه فالفضاء 

_وحين التقينا  عاد الفؤاد حائراً تلَعثم الكلام من فميِ سمه ثمانيه وعشرين  حرفاَ لم يستطيعوا البوح بما داخلى سوا اربع غاليتى ..احبك

حازت كلماته إعجاب وليد وعمار ،بينما شرد عمار بذكرى جعلت قلبه تتسارع دقاته شوقاً

_حبيبة! 


كانت هى فى طريقها إلى مكان الدرس الخاص بها تنظر للارض طيله طريقها ولا توجد رفيقه معها ،رفعت بصرها لتجده عمار ف تتلعثم بالرد

_عمار ! نعم فى حاچه؟!

_جالولى لبست النقاب ..بس مصدجتش بجالى كاتير مشوفتكيش يابت عمى 

كيفك وكيف صحتك والدراسة 


أخذت حبيبة تتلفت حولها وقالت له بنبرة خائفه وصوتها يهتز خلف نقابها 

_مينفعش نوجف معاك فالشارع عيب ،وكمان ابوى بيضربنى 


همت بالمسير وتخطته فقال هو

_طب طمنينى عليكِ بأى حاچه،انا مش عاوز نأذيكِ والله


أجابته وهى فى طريقها دون الالتفات إليه

_انا كويسه وبخير الحمدلله 


وقفت ل ثانيه ونظرت له وقالت

_إنت عرفتنى كيف ؟! 


تنهد عمار ونظر إلى وجهها المخفى ولكنه مطبوع بعقله ووجدانه وأردف

_من عيونك ! دا إنت اتولدت على يدى كيف معرفكيش ! 


اهتزت حبيبة ومضت بطريقها من دون رد ، ظل عمار مكانه حتى اختفت عن أنظاره ، استفاق من شروده خينما ناداه وليد وقال له 

_أيا يابو عمار فيينك عنجول الوووو من الصبح 

_معاكم ..


نظر عمار إلى همام وقال له بجدية 

_إسمع يا همام ، لو عتحب حبيبتك صوح وعاوزها متخليش أى حد أو اى حاجه تاخدها منك 

حتى لو كان عشان تطولها توزنها بالدهب ! 


تعجب وليد ف أردف إلى عمار وقد اختلجت نبرة صوته

_ايشمعنا وزن الدهب،تجصد إيه ياعمار


ارتبك عمار وشاح بعينيه بعيداً  وقال لوليد

_اجصد حتى لو مهرها صعب ، لازم يوصل وميسبهاش حتى لو هيفحت بيده فالصخر 

ميستسلمش.


هدأت نبضات وليد ،اختلط عليه الامر واعتقد شيئاً آخر ..بينما صمت الثلاثة كل واحد منهم هائم ب واديه 

وبحبيبته بعيدة المنال .

❈-❈-❈

هو صبرٌ على أمل أن يصبح السقفُ واحد ، والحلم واحد ، والمشاركة معه ، والسعادة منه ، والطمأنينة فى النظر إليه ، ويا ليتك تعلم! 

أبتسم ثغر زمزم وأردفت إثرتحدثها هاتفياً مع صديقتها 

_بتتكلمى چد ! يعنى چاته الوظيفه خلاص وجرب يفتح المكتب بتاعه 


أردفت صديقتها عبر الهاتف 

_والله دا الكلام الل سمعته من أمل اخت وليد ،جالت لى بالخرف وليد وعمار چاتهم الوظايف والمكتب خلص 

والفرح داير فبيتهم من يومين ،يعنى ابوكى مجالش ؟! 


قفزت زمزم مكانها على الفراش فرحاً ومن ثم انكبت على وجهها تتحدث مبتسمه 

_مجالش ،ولو جال بيحكى مع امى بس ..يعنى خلاص كدا 

مفاضلش حاچه ..

_بس جولى يارب لما ينوى عالچواز ييچى يتجدملك يا معدولة ،ميكونش كل ديتى وانتِ ولا على باله اصلاً


أعتدلت زمزم بجلستها وأردفت متأففه

_متجوليش كدا ، اومال الل حكتهولك يبجا ايه؟! 

_ايه الل حكتيه ، كنتِ فالاقصر عتكشفوا لأمك وشافكم ووجفلكم مواصله وركب معاكم وراح لحد م خلصتوا كشف وچاب الدوا وچابكم لحد هنيتى ...مچدعة وولد عمكم فيها ايه دى؟! 


أومأت زمزم رأسها بالرفض وأردفت 

_لاه مش مچدعة ،انا متأكدة انه بيعمل كديتى يتلكك عشانى 

_ويمكن عشان عبلة اختك ! 


انزعجت زمزم من تحطيم صديقها بالقول ف أردفت إليها مدافعه عن معتقدها

_لاه مش عبلة ،اليوم دا مكانش معانا عبلة وكمانى جعد يحكى معاى 

_دا كان بيتطمن على أمك ! اجولك تخليش مخى يروح منى 


تأففت زمزم وهمت ب اغلاق المكالمة 

_اجولك اجفلى، انا متأكدة من الل حساه ومتأكده ان هييجى اليوم الل هيجمعنا بيت وسقف واحد

وابجى مرته ..والله جريب ،عمرى م جولت يارب وخذلنى ! 

همت زمزم بالذهاب ناحية النافذة وفتحتها ، ونظرت إلى المنزل البعيد عن نظرها نسبياً لكنها تنظر فى اتجاهه مع قولها 

_يارب جرب البَعيد ، جلبي عاوزه يارب متحرمنيش من جربه فحلالك .


❈-❈-❈

سبحان بارِيكِ الذي

أخلاكِ من كل العِلل

وغدَا الفؤاد بعلمه

مأواكِ يا زهوَ المُقل

هل يا تُرى أقداره 

تخفي لنا أيّ أمل !

أو يا تُرى قد دسّ لي

باللوح قديم الأزل !

لوحٌ حوَت أسطاره 

دِقَّ الحوادث والجَلل

جمعَ شتاتي بعد ما 

يأسٌ به غلب الأمل!

سأظلّ دوما أرتجي

وصلا بكِ قبل الأجل

وصلا على هدي النبي

وصلا بما الله أحل ( لقائله) 

كانت تقرأ حبيبة آخر خطاب وجدته مطوى بخزانتها ف دلفت حفصه دفعه واحدة لتشعر حبيبة بالذعر فتخبئه خلف ظهرها، وقفت حفصة تنظر لها وتنظر ليداها المخبئتان خلف ظهرها 

وتحدثت بنبرة صارمه 

_مخبية ايه ورا ضهرك يا حبيبة ؟

تلعثمت حبيبة ودق الخوف قلبها كادت تشعر بالدوار من شدة الرعب ،ف اقتربت حفصة

_ورينى 


اعطتها حبيبة الخطاب وهى تتعتع بالحديث وتردف

_انا والله م اعرف مين بيجيب الچوابات دى هنا ومن مين 

سرعان ذهبت ناحية خزانتها واخرجت المزيد من الخطابات ، همت حفصه بغلق باب الغرفة جيداً واوصدته بالمفتاح لتتأكد من عدم دخول عمها درويش ف أى لحظة ،امسكت الخطابات اخذت تقرأهم واحد تلو الاخر ووجها عابس ومن ثم نظرت إلى حبيبة 


_من ميتى؟ وليه مجولتليش؟ 

_كنت خايفه

_من إيه

_تجولى لابوى 

_ودلوك لو كان ابوكِ مكانى كان جطع رقبتك فيها ، ينفع كدا دا صح يا حبيبة 


خجلت حبيبة ونظرت إلى الارض تشعر بالاسف ، فقالت حفصه وهى تفكر

_محدش غريب عيدخل ولا يخرچ علينا ولا ع اوضتك ،متأكدة بتلاجيهم هنا ولا فكراسه دروسك ؟


بخوف قالت حبيبة مدافعه 

_لا والله هنا فالدولاب دايما بلجاهم ، وبعدين فالدروس مفيش غير بنات وعتدينى ابلوات مش اساتذة 


صمتت حفصه وامسكت بجميع الخطابات ، وخرجت تتهمس ف شعرت ان مازال درويش بالخارج

ذهبت ناحية المطبخ وقامت بحرقهم جميعاً وإثر حرقهم كانت تفكر من مَن اتت هذه الخطابات 

ومن وضعها حتى تذكرت ،أم بخيته!


ذهبت على الفور لغرفة حبيبة واردفت لها بجدية 

_إسمعِ يا حبيبة ، انتِ شاطرة فمدرستك وچدعة وجايبه مجموع كابير وان شاء الله هتبجى داكتورة زى م إنت عاوزة ، حب وكلام فارغ مش بتاعنا ولا طريجنا ولا طريج بت محترمه ومرباية!

والل عمل كديتى هعرفه وهطلع عينه بعون الله عشان لو محترم يحترم نفسه ودى اسمها جلة أدب 


نظرت حبيبه لها بتوسل 

_هتجولى لابوى ؟!


قامت حفصه بضمها بحنان لصدرها وأردفت

_وانا ميتى كنت سبب ف أذيتك من ابوكِ


رفعت رأسها لها وقالت 

_متخبيش حاچه علي تانى ..جوليلى كل حاچه عشان منرچعش نجول ياريت الل چرى م كان 

الحب حاچه كويسه أما يكون حلالك ويستاهل يا حبيبة

غير كديتى حرام ، وفوق دا كله مش أى حد يستاهل جلبك

سمعانى يا حبيبة؟ سمعانى يابتى 


عانقتها حبيبة بشدة وأردفت لها بحنو

_سامعه يا أمى .. ماما الصغننه 


ابتسما الاثنين بينما شردت حفصه فى صاحب الخطابات المجهولة ..


❈-❈-❈ 

(بڤيلا بقرب الكُليه الحربية _مصر الجديدة)


بيديه يقوم بترتيب مرآته ،يضع زجاجتين العطر بجانب بعضهما

فرشاة شعره بمكانها ..يقوم بترتيب درج خزانته رغم ترتيبه 

ينظر إلى المرآه ، شاب ثلاثينى ذو بشرى بيضاء 

يخلو وجهه من وجود شارب او لحيه فهو جرودى أى نادر نمو الشعر فى وجهه 

يتمتع بمقلتين سوداويتين عميقتين ، شعر كثيف اسود 

جسده ممتلئ بعض الشئ وطوله متوسط ..

ارتدى ملابسه وهبط لاسفل ليجد والدته تتناول قهوتها ببهو المنزل أمام التلفاز ..حيّاها ب ابتسامته القصيرة وكأنها تحيه عسكرية واردف

_صباح الخير 


نظرت السيدة المُسنة إليه وقالت ممسكه بفنجان قهوتها

_صباح الخير ي إلياس، هنده لهم اقولهم عالفطار حالاً


هز إلياس رأسه نافياً مردفا إليها

_لاء عندى شغل وارتباطات كتير ، وبعدين انا كذا مرة اظبط حاجتى وراهم مش بيشتغلوا بذمه ولا ضمير


انزعجت والدته وأردفت

_يوووه ،إنت الل عندك وسواس نضافه ووسواس قهرى ان الحاجه مش مظبوطه الا بايدك 

هيعملولك إيه،انا متأكدة انهم عاملين كل حاجه ف أوضتك عالشعراية إنت بس الل بيتهيألك 


نهض إلياس من مكانه واردف متعجلاً يحمل اغراضه 

_طيب ، محدش يستنى عالغدا هتأخر لبليل


فى طريقه للذهاب ،فقالت والدته 

_إعمل حسابك عالسفر بكره ،متنساش 


وقف إلياس وأردف لها بتساؤل 

_مش فاهم ايه الل يخلينا نروح الاقصر دلوقت ! احنا مروحناش من وانا فثانوى تقريباً 


نهضت الأم وقالت له 

_اديك قولتها ،من امتى مروحناش .. ودى بلدى وبلدك وبلد جدودك 

مش عايشين فالقاهرة ننسى اصلنا،وأنا اهلى وحشونى أوى وجايين ع بالى 


تأفق إلياس ف أكملت هى

_وانا قولتلهم وعرفتهم ، انى جاية وزمانهم عملوا حسابهم 

_تدبيسه يعنى 


ضحكت الأم وقالت 

_إحسبها زى م تحسبها بقا ،المهم منتأخرش بكرة 


تركها بعدما أومأ برأسه ان لافائده من الحديث فقد اخذت قرارها بشأن السفر ولا رجعة ، خرج إلى سيارتها

وأستقلها بعدما مسح المقود ب المناديل المبللة عدة مرات والمفتاح ،قام بقيادتها وإلى مقصده..،

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة