رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 22 - 4 - الجمعة 1/11/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثاني والعشرون
4
تم النشر الجمعة
1/11/2024
." بالمساء".
كانت الغرفة خافتة الإضاءة، تحمل عبق العناية والحنان. جلست رضوي بجانب مراد الذي كان يتكئ على السرير، وجسده مغطى بالكدمات الناتجة عن الاعتداء الذي تعرض له. كان وجهه متجهمًا قليلاً من الألم، لكن عينيه لم تفارقهما تلك اللمعة التي كانت تخبرها أنه يحتاج إليها.
أمسكت" رضوي"المرهم بين يديها، وشعرت بالخجل يسري في عروقها، فهي لم تكن معتادة على هذه اللحظات الحميمة. نظرت إلى" مراد" وابتسمت بخجل، مما جعله يستجيب بابتسامة هادئة
"عايزاك تكون جامد وتستحمل،"
قالت ذالكَ بصوت خفيض، تخبره أن يكون مستعدًا، بدأت تدهن المرهم بلطف على كدماته، ملامستها كانت حذرة كأنها تخشى أن تؤذيه أكثر. كانت أصابعها تمر على جلده برفق، وهي تشعر بنبضات قلبها تتسارع تحاول ببطءٍ ودقةً، أن تدهن المرهم فوق جلد بشرة كتفهِ العاري، أناملها المُرتبكة تلامس جلد بشرته بحذرٍ وكأنها تتجنب أن تستشعر تفاصيلهُ، لكنها لا تستطيع منع قلبها من الأرتعاش والخفقان، كان صدره يرتفع وينخفض بنعومةٍ تحت لمساتها، ليشعرها وكأن دفء جسده ينساب إليها في كل لمسة.....
تمتمت بنبرة خافتة وهي تحاول أن تتجنب النظر مباشرة إلى صدره العاري:
"معلش، هخلص بسرعة… مش هياخد وقت."
ابتسم مراد بلطف، يميل رأسه قليلاً وكأنه يحاول طمأنتها:
"براحتك، خدي وقتك…".
أخذت نفسًا عميقًا تحاول كبح توترها، مركزة علي مهمة دهن المرهم فقط لا داعي للجانب المنحرف من عقلها أن يعمل الآن بالرغم من أن الأجواء تدفعه للعمل وبشدةٍ، رغمًا عنها تشعر بفقدانها لتوزانها الداخلي بسبب حرارة اللقاء القريب، وتداخل تفاصيله معها وجنتاها توردتا من الخجل بينما عينيها تهربان نحو المرهم متجنبة النظر نحو عينيهِ اللتين كانتا تتابعانها بتمعن وأهتمام هادئ.....
مع كل لمسة، كانت" رضوي" تحاول أن تُشعره بالراحة، وتُخفي خجلها من هذا القرب. وبينما كانت تدهن المرهم، كانت تسرح في أفكارها، تتمنى أن تكون قادرة على محو كل الألم من جسده.....
"مُراد "يمتاز بجسد رياضي مشدود، يتسم بقوة ملحوظة وملامح ذكورية واضحة. عضلاته بارزة، خاصة في منطقة الصدر والكتفين، حيث يضفيان عليه هيبة وجاذبية. ذراعيه، اللذان يتسمان بالقوة، وقد أختفي أحداهما أسفل تلك الجبيرة البيضاء، يتخللها خطوط عضلية دقيقة تظهر كلما تحرك، مما يعطيه مظهرًا ديناميكيًا.....وقد تسللَ لكل ذالك تلك الكدمات البنفسيجية المائلة للأزرق قليلاً، المُنتشرة أعلي كتفهِ وجانبه الأيسر وصدرهِ
بطنه مشدود، يظهر تحديد عضلاته بوضوح، كأنها منحوتة بعناية، ما يعكس التزامه بنمط حياة صحي وتدريب منتظم. ظهره عريض وعضلاته العلوية متناسقة مع بقية جسده، مما يعزز من مظهره القوي.
عندما يتحرك، يبدو كأن كل عضلة تعمل بتوافق مع الأخرى،كل هذا لاحظتهُ وهي تتجنب النظر له ما بالكم أن تعمدت النظر، حتمًا ستخترعُ فنًا جديدًا يُدعي تعرية الأنسان بداخل العقل، بالطبع فن غير محترم بتاتًا..... ولوهلة هي بموقفها هذا حتى لا تحتاج لتعريتهُ بذهنها، هو شبه عاري أمامها بالفعل، عدا من سروال قصير يرتديهِ فقط...... هي تُفسد موقفها الآن من جانب تريد الصمود والأنتهاء سريعًا، ومن جانب آخر عقلها المُنحرف بدأ بالعمل.... نفضت الأفكار الغبية عن رأسها وأسرعت بالأنتهاء بسُرعة لأن الأمر أن أستمر كذالك حتمًا لا يوبخها أحدٍ علي النتائج......
❈-❈-❈
تسقط قطرات المطر كأحجار كريمة من السماء، تُحيي الأرض وترويها بعد جفافٍ طال يُشعر العالم وكأنه يُغسل من كل الأتربة والهموم، وتبدأ الألوان في البروز بشكلٍ أكثر وضوحًا. ينساب المطر برفق، فتتراقص القطرات على أوراق الأشجار، مما يخلق لحنًا لطيفًا يُسمع كهمسات بين الطبيعة.
عندما تتلامس قطرات المطر مع الأسطح المختلفة، تُصدر أصواتًا هادئة ومريحة، كأنها تعزف سمفونية خاصة بالهدوء والسكون. تتجمع برك صغيرة في الطرقات، عاكسةً السماء فوقها، مما يضفي سحرًا خاصًا على المشهد. تعكس هذه البرك أشعة الشمس عندما تخرج بعد العاصفة، فتتكون قوس قزح بألوانه الزاهية، كأنه لوحة فنية مُبهجة.
تتخلل رائحة الأرض بعد المطر، رائحة طينية عذبة تُعطي شعورًا بالانتعاش، كأن الطبيعة تتنفس من جديد. في لحظات هطول المطر، يشعر الإنسان بالسكينة والهدوء، كأنه بعيد عن ضغوط الحياة اليومية، مُستمتعًا بتلك اللحظات الثمينة التي تمنحها الطبيعة....أغلقت الباب الزُجاجي للشُرفة عندما أشتدت درجة تساقط الأمطار مما دفعَ بعض القطرات أن تلامس وجهها.. تركت الستائر مفتوحة، تتأمل أنزلاق القطرات علي الزُجاج....تنهدت بحرارة، من ثم أغلقت الستائر أيضًا.... مُبتعدة عن الشُرفة، التقطت معطفها الشتوي ذو اللون الأبيض، مُتجهة إلي غُرفة المعيشة حيث كان يجلس "مراد"......
وعلي أقدامهِ وضعَ حاسوبهُ، وباليد السليمة كان يُجري بعض الأعمال بتركيز، أقتربت منه تجلس بجوارهِ قائلاً تعرضُ عليه المساعدة:
_" مُمكن أساعدك، إيدك لسه متحسنتشِ مينفعش تضغط عليها كتير كده....".
معها حق هو بالفعل مُتعب، ويشعر بخدلٍ في يدهِ السليمة والمُصابة، لذا أبتسمَ لها بترحيب، مما جعلها تبتسم هي الأخري بحماسٍ بالغ تعتدل في جلستها مقتربة منه أكثر، ملتقطة منه الحاسوب تضعهُ علي قدميها...
مرت دقائق بينما هي أعطت أهتمامها كاملاً للحاسوب أمامها ، تتنقل بين الصفحات بتركيز واضح. كانت تتبع كل حركة يقوم بها "مراد"، الذي استقر بجانبها على الأريكة، مائلًا برأسه على مسندها. كان يبدو شاحبًا ومرهقًا، حيث تنبض عروقه بالإعياء، لكن برغم ذلك، كان يحاول جاهدًا توجيهها.
_"شُوفي، أول حاجة لازم تعرفيها هو ازاي تتعاملي مع الفاكسات...... افتحي هذا البرنامج..."
قال بصوت مبحوح، مشيرًا بإصبعه نحو الشاشة.
أومأت برأسها، تحاول استيعاب كل ما يقوله. كانت تشعر بثقل المسؤولية، فهي تريد أن تتأكد من أنها تؤدي عمله على أكمل وجه. ولكن هناك شيء ما كان يجعل قلبها يتراقص قلقًا؛ كان مراد يعاني، وهي تعرف أنه يحتاج لها الآن أكثر من أي وقت مضى.
_"دلوقتي أول ما يجيلك فاكس من أي شركة من اللي بنتعامل معاهم، هيظهرلك أشعار هنا، هتدوسي علي'فتح'، وبعدين هتلاقيه أتفتحت معاك بسهولة"
تابع "مراد"، بينما كانت "رضوي" تتبع التعليمات بحذر.تقدمت ببطء إلى الجهاز، وضغطت على الزر المطلوب. ظهر الفاكس على الشاشة، وكلمات مراد تتردد في أذنيها، أضافَ مع جهد واضح في صوته:
_"شوفتي، هي دي الوثيقة، هتتأكدي الأول أنها كاملة قبل متردي ".
تنفست "رضوي" بعمق، محاولةً السيطرة على مشاعرها، فهي لم تكن تتعامل مع العمل فقط، بل كانت تشعر بأهمية وجودها بجانبه، تحاول دعمه في محنته:
_"متقلقش هعمل كل حاجه مظبوطة... ثق فيا ".
ابتسم لها برغم الألم، وشعر ببعض من الراحة في قلبه، فوجودها بجانبه كان كفيلًا بتخفيف الهموم:
_" وأنا واثق فيكِ... أنتِ خلاص بقيتي المُساعدة بتاعتي"
أبتسمت تستمر في متابعة التعليمات، بينما كانت تنظر أحيانًا إلى "مراد"، ووجهه الذي يعكس الإعياء. شعرت بأنها محظوظة لأن لديها الفرصة لمساعدته، ولأنها قادرة على أن تكون له السند في هذه اللحظات العصيبة.
ومع كل فاكس يتلقونه، كانت "رضوي" تدرك أنها لا تتعلم فقط كيفية العمل، بل كانت تبني لحظات تعزز علاقتها بـ "مراد"....
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية