رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 28 - 4 - الإثنين 18/11/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثامن والعشرون
4
تم النشر الإثنين
18/11/2024
" بعد أسبوع".
بعد مشقة طويلة، وعناء ومثابرة بالحياة، أخيرًا جائت اللحظة التي بمثابة مكفاءة عن كل الألم والمُعاناة التي مضت، وللحق، هي فرحة كانت كفيلة في محو أي تعب مر حتى تعب السنوات الطويلة.... أدمعت عيناي "إسراء" المُتألقة في فستان أحمر لامع، دمعات الفرح، عندما وقعت عينيها علي صديقة طفولتها، والتي بعد أن فرقتهم الحياة عودوا مرة أخري وبقوة ترابط أكبر...
_"الله وأكبر، بسم الله ماشاء الله، عيني عليكِ باردة، أي الحلاوة دي يا رانيا، ربنا يحفظك ياحبيبتي".
كانت تتفدها بفستان زفافها، بعيون لامعة تُقطرُ سعادة حقيقية من أجلها، ضمتها الأخري لأحضانها تشد من أحتضانها، لقد كانت ونعمة الصديقة والأخت، خرجت مم أحضانها تقول من بين دموعها:
_"ربنا يحميكِ، زي البدر في تمامه، أحلي عروسة تشوفها عيني ".
ترقرقت الدموع في عيناي الأخري، فهتفت" إسراء"سريعًا، تزامنها مع رفع المنديل لها تجفف أسفل عينيها سريعًا،:
_"لا لا، الميكاب هيبوظ.... خلاص مفيش دراما النهارده أبوس إيدك، ربنا يفرح قلبك، أنتِ تعبتي كتير ".
_" بجد شكلي حلو يا إسراء، الفستان شكله أي عليّ حلو ولا... أنا مكنتش عايزة أعمل فرح أصلاً بس طارق اللي صمم".
_"متعمليش فرح ده اي بقا، بقي ده كلام؟ لو أنتِ معملتيش فرح مين هيعمل ها؟ أنسي وأفرحي محدش ليه عندك حاجة، سيبك من كلام الناس قولتلك.... أفرحي بقا يا رانيا أنت مستخسرة الفرحة في نفسك ليه بس؟ ".
أبتسمت بهدوء:
_" حاضر ".
_" يحضرلك الخير.... بقولك أي خلي بالك من الولية حماتك أنا مش مرتحالها خالص ".
ضحكت بقوة، وشاركتها الأخري الضحك.....
❈-❈-❈
بعد دقائق وقفت هي متألقة بفستانها الأبيض اللامع وسط الغرفة، تنتظر زوجها وحبيب أيامها... تأملت نفسها للمرة الأخيرة بالمرآه، تتفقد الفستان الذي كان من أختيار" طارق"فستان يُعتبر تحفة فنية تجمع بين الأناقة والرومانسية. يُعانق قوامها برفق، حيث يبدأ بتصميم ضيق عند منطقة الخصر، مما يُبرز جمال منحنيات جسدها. من ثم، يتسع الفستان بسلاسة في الأسفل، ليُعطي مظهرًا غارقًا في النعومة والرقة، مع تنورة طويلة تنسدل على الأرض كقطعة قماش ساحرة.
مصنوع من قماش الدانتيل الفاخر، مع زخارف مُعقدة تتلألأ تحت الأضواء. الجزء العلوي مزين بنقوش رقيقة من الأزهار، مما يُعطي إحساسًا طبيعيًا وهادئًا. الأكمام الشفافة تمنحها لمسة من الرقي، حيث تُظهر ذراعيها النحيلتين بشكل أنيق.
الأبيض الناصع يُضفي إحساسًا بالنقاء والبراءة، مما يُعزز جمال مظهرها ، فيظهر وكأنها تشع ضوءًا خاصًا. التباين بين الدانتيل الأبيض والجلد يُظهر جمالها بشكل مثير،
عندما أرتدتهُ، "رانيا" بدت وكأنها تجسد حلم كل عروس. الجزء العلوي من الفستان يحاوط جسدها برفق، مُبرزًا بينما تنورة الفستان تُعطي انطباعًا بالتدفق والرشاقة، حيث تتحرك برشاقة مع خطواتها، مما يُضفي عليها سحرًا خاصًا.عند الاقتراب من الفستان، تُلاحظون خيوطًا رقيقة من اللمعان تتناثر هنا وهناك، تضفي لمسة سحرية على تصميمه. كل حركة من" رانيا "تُظهر الفستان وكأنه يرقص معها، مما يجعلها تبدو وكأنها جزء من القصة الخيالية في هذا اليوم السعيد.
تُكمل إطلالتها مع إكسسوارات بسيطة، طوق زهور أبيض يزين شعرها المُنسدل، مما يُبرز ملامح وجهها ويُضفي لمسة من الرومانسية.....
كانت متوترة وبشدة، وكأنها مرتها الأولي... هي حقا أعتبرتها مرتها الأولي، كل ما حدث قبل معرفتها به تم مسحه تمامًا، وبدأت برسم حياة ومستقبل معه هو!.
دقائق حتى تهاتفت الفتايات بحماس عندما دخل" طارق"، زاد خجلها أكثر، وتوترها، لفَ حتى أصبحَ مواجهً لها، خفضت عينيها بخجل، ابتسامة واسعة صافية زينت ملامحه الرجولية، ببذلته السوداء التي أبرزت جماله.... رفع كفيها يقبلهم برقة، هامسًا:
_"الجمال ده بتاعي أنا، عايز أخبيه، مش عايز حد يشوفه".
_"متحرجنيش بقا، البنات واقفة".
ضحكَ علي طريقتها وهي تكاد تموتُ خجلاً:
_"حاضر.... عاملك مفجأة هتعجبك أوي أوي".
لمعت عينيها بفضول ولقد نسيت خجلها تسأله:
_"مفجأة أي دي؟ ".
لم يجيبها، بل صاحَ بصوتٍ عالي قائلاً ينادي علي أحدهم بالخارج:
_" تعالَ يا بطل علشان تشوف مامي وهي بالفُستان".
لم تصدق ما سمعت، لفت بثانية ناحية الباب، وجدت صغيرها يهرول ناحيتها بابتسامته المشرقة التي حرمت منها لفترة طويله جداً، انحنت علي قدميها تنزل لمستواه تحتضنهُ بقوةِ وأشتياق:
_"يا حبيبي يا ياسين.... أنت جيت أزاي؟ ".
أشارَ الصغير لـ" طارق"يقول:
_"عمو طارق هو اللي جابني... ".
رفعت رأسها لزوجها تنظر له بعيون ممتنة:
_" ربنا يخليك ليا يا طارق بجد، فرحتي كملت".
_"ولسه هتكلم لما تعرفي أن ياسين مش هيفارق حضنك تاني.... صح يا بطل مش أنتَ مش هتسيب مامي تاني".
أجاب الصغير ببراءة يحتضن رقبة والداته:
_"خالص مالص.... ".
ضمته لأحضانها بقوة أكبر، تحمد ربها علي النعم الكثيرة التي منحها لها كتعويض دفعة واحدة هكذا......
❈-❈-❈
كانت القاعة واسعة ومرتبة بشكل جميل، مع تصميم داخلي يعكس الأناقة والبهجة. السقف عالٍ مزين بثريات لامعة تتدلى برقة، تضيف لمسة من الفخامة للمكان. الأضواء تتلألأ بلطف، مما يخلق جوًا دافئًا ومريحًا
الأرضية مغطاة بسجاد ناعم وملون، مما يمنح القاعة شعورًا بالراحة. في بعض الزوايا، تتواجد بلاطات سيراميك لامعة تعكس الإضاءة، مما يضيف لمسة عصرية.
تزين الجدران بقطع فنية وأزهار اصطناعية ملونة، تضفي لمسة من الحيوية على المكان. كل طاولة تحمل مزهرية صغيرة تحتوي على زهور طبيعية، تتناغم ألوانها مع ديكور القاعة. تضاف لمسات من الريش أو الكريستال إلى الديكورات لتعزيز جمالية المكان.
تتوزع الطاولات بشكل منظم حول القاعة، كل طاولة مغطاة بغطاء أبيض ناعم، مزين بمفرش ملون. الكراسي مُبطنة ومريحة، مع وسائد تضفي لمسة إضافية من الراحة. هناك أيضًا طاولات خاصة للضيوف المميزين، مزينة بشكل خاص مع باقات من الزهور.
في نهاية القاعة، يوجد مسرح صغير مزين بأضواء ملونة وخلفية جميلة. يُخصص هذا المكان لعرض العروض الفنية أو لرقصات العروسين. المنصة مزودة بميكروفونات، مما يتيح للعروسين وأصدقائهم التعبير عن مشاعرهم وتقديم التهاني.
توجد منطقة منفصلة لتقديم الطعام، مزينة بأطباق شهية وأصناف متنوعة تناسب جميع الأذواق. البوفيه مُعد بشكل جميل، مما يشجع الضيوف على الاستمتاع بوجبة لذيذة أثناء الاحتفال......
طلَ العروسين بطلتهم المُبهرة، يسيرون إلي حيث مكانهم المخصص، وكان الصغير يسير خلف والداته، مما ادي إلي أمتعاض وجه"مديحة "ظنًا منها أنه موقف محرج أن يري معازيمها طفل زوجة أبنهم المصونة، طفل من رجل اخر غير ولدها.... لاحظت" رانيا "ذالك همست لـ" طارق":
_"طارق طنط مديحة باين عليها مضايقة أوي من وجود ياسين هنا... ".
_" متشغليش بالك يا حبيبتي، شويه وهتفُك"..
❈-❈-❈
تجتمع الأضواء المتلألئة في قاعة الزفاف، حيث يتداخل ضجيج الضيوف مع موسيقى رومانسية تعزف في الخلفية. الأجواء مفعمة بالحيوية والبهجة، وتعبيرات الحب تملأ المكان، بينما ينشر رائحة الزهور العطرة في الهواء، مما يضيف لمسة سحرية إلى الليلة.
"رانيا"في فستانها الأبيض الباهر، تتألق كنجمة. فستانها الذي يتلألأ مع كل حركة، يعكس الأضواء بشكل مذهل، مما يجعلها تبدو كأميرة. شعرها مرتب بطريقة كلاسيكية، مع لمسة من الزهور الصغيرة التي تُضفي جمالًا إضافيًا على إطلالتها. عينيها تلمعان بفرح، وابتسامتها تعكس سعادتها في هذه الليلة المميزة.
" طارق"، في بدلة أنيقة، يبدو وسيماً وثابتاً، يلتقي نظرات" رانيا"، حيث تظهر عينيه السعادة والفخر. في تلك اللحظة، يُدرك أنهما معًا في بداية رحلة جديدة.
تبدأ مراسم الزفاف، حيث يتجه الجميع نحو العروسين، وتدور الكاميرات لالتقاط كل لحظة جميلة. يجلس الجميع في حالة من الترقب والاهتمام، ويكون هناك هتاف وتشجيع مع كل خطوة جديدة.
رقصة الزفاف:
تبدأ أول رقصة للعروسين، وتلتف الأضواء حولهم. يتبادلان النظرات، يختبئ وراءهما العالم، فقط هما في تلك اللحظة. يُحاكي كل منهما الآخر بخطوات مفعمة بالعاطفة، حيث تتناغم أنفاسهما مع نبض القلوب.....مع هتاف حار من الشباب فالخلفية
بينما بالأسفل بزاوية بالقاعة، وقفت"رضوي "تحتضنُ زوجها الذي يحاوطها بيداه يجذبها لهِ يتمايلون برقة مع نغمات الموسيقي الرومانسية، حيث تألقت الفاتنة الصغيرة بفُستان أسود من الحرير، يصل لكعب قدميها، بأكمام طويلة ذو تصميمات بسيطة، فقط بعض الحبات الؤلؤية علي الصدر وقد كان مُحتشمًا لا يظهر شيئًا من جسدها بناءًا علي رغبة زوجها الغيور.... وأيضًا لم تبالغ بالزينة ولا الحُلي أقترب من أذنيها يهمس:
_" فاكره لما قُولتيلي أنك نفسك نعيش في مكان لوحدنا، نبني في زكرياتنا وأحلامنها ونربي أولادنا... يكون بيت كل لمسة فيه بتعير عننا".
هزت رأسها أيجابيًا، أكملَ يقول:
_"وأنا نويت أحققلك حلمك... بُكره هتنزلي معايا علشان تشوفي شقتك الجديدة يا ست الكُل، علشان تختاري كُل رُكن فيها زي ما أنتِ عايزة ".
لمعت عينيها بالفرحة تحتضنه أكثر قائلة بحماسة:
_" بجد.... أنا بحبك أوي أوي، ربنا ما يحرمني منك ".
_" وأنا بموت فيكِ يقلب وعيون مُراد".
أنسجموا مرة أخري مع الجو العام الرومانسي الذي يطغي علي القاعة حيث يرقصان العروسين، زاغت عينيها قليلاً وشعرت بدوار بسيط يُداهمها فجأة، توقفت فجأة، مما جعل الأخر يقطب جبهته قائلا يسألها:
_"مالك؟ في حاجه ولا أي؟ ".
_" لا مفيش... دوخت فجأة بس، من الرقص بس، وحاسة إني عايزة أرجع، شكل معدتي تعبت من الأكل اللي أكلناه ".
تتواصل الاحتفالات مع الضحكات والرقصات، وتُعبر الوجوه عن السعادة المطلقة. الأصدقاء والعائلة يتبادلون القصص والمشاعر، بينما تتلاشى الأضواء تدريجياً. الليلة تتحول إلى ذكرى خالدة، ليلة العمر التي ستظل محفورة في القلوب، تمثل بداية جديدة مليئة بالحب والأمل.....
❈-❈-❈
بعد انتهاء حفل الزفاف، دخلت" رانيا" وطارق" الفندق حيث كان الضوء الخافت يضيء الردهة بأجواء هادئة ورومانسي، توقف" طارق" عند الباب، ونظر إلى" رانيا" بابتسامة دافئة. قام طارق بفتح الباب، وقبل أن تدخل، جذبها نحوه برفق، مُعطيًا إياها قبلة قصيرة على جبينها.
عندما دخلا الغرفة، كانت الإضاءة خافتة، وعبير الورد يعطر الجو. وضعت" رانيا" حقيبتها الصغيرة جانبًا، ومازال التوتر يطغي عليها، ظلت بمكانها عِند الباب، بينما هو كان قد تحركَ يدخل الحقائب، توجه نحوها بعد أن وضع الحقائب بمكانها، وعانقها من الخلف برفق يطمئنها يود رفع الخجل عنها،وضع رأسه على كتفها،يطبع قبلة حانية هناك شعرت بقلبها ينبض بشدة، وكأن الوقت قد توقف. همس في أذنها:
"حد يقولي إني مُش بحلم يا جدعان...".
لفت نفسها له وقد تخلت عن جزءً من خجلها وليس كله، قائلة بنعومة:
_" لا بالله عليك كفاية أحلام بقا.... خلينا علي أرض الواقع، خلينا نجرب الحقيقة".
بادلها بإبتسامة واسعة، ضمها لأحضانهِ بقوة، شددت هي من أحتضانه أكثر، مغمصة عينيها بإمتنان تدعو ربها أن تدوم عليها تلك السعادة، ويجعلها غير قابلة للزوال.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية