-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 18 - 2 - الجمعة 8/11/2024

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن عشر

2

تم النشر الجمعة

8/11/2024




طرقت باب الغرفة، وانتظرت الأذن بالدخول، دلفت وجدت والدة زوجها تعد الحقيبة تبسمت معقبة:

-تعالي يا صفا تعالي يا حبيبتي محتاجة حاجة ؟


عضت علي شفتيها بإحراج وقالت:

-أحم أيوة.


تركت الأخري ما بيدها وتساءلت:

-خير يا حبيبتي قولي ؟


ردت بخجل:

-أنا وماما هنسيب البيت وهنرجع بيتنا.


تجهم وجه سلوي وتداركت مستفهمة:

-ليه يا صفا في أيه ؟


أسترسلت بإيضاح:

-يعني حضرتك مش موجودة هفضل أنا وماما في البيت إزاي من غير حضرتك أنا وماما ميصحش.


رمقتها سلوي معاتبة:

-أيه الهبل إلي بتقوليه ده بس يا بنتي لأ طبعا ده بيتك ومكانك.


اعترضت صفا بخجل:

-معلش كده أفضل.


تجاهلت سلوي اعتراضها وهتفت بحزم:

-بطلي الكلام الاهبل ده كده عيب ده بيتك يا صفا سامعة بيتك وبعدين أنا واثقة أن ده مش كلامك ده كلام ماما صح ؟!


حركت رأسها بإيجاب وردت:

-الصراحة اه.


تنهدت بقلة حيلة ورددت:

-هي مامتك ليه عاملة حاجز بينا كده أحنا بقينا أهل خلاص يا قلبي فهميها كده.


عقبت بتبرير:

-مش قصدها حاجة يا طنط بس فعلاً أحنا ضيوف هنا .


رمقتها معاتبة وقالت:

-بطلي هبل أحسن أزعل منك أنتوا صحاب بيت ويلا بقي روحي أرتاحي خلاص اطمنا علي ياسين وده المهم وقولي لماما لو قالت كلامها ده تاني هزعل منها ومنك أنتي كمان.


أومأت بإيجاب وتساءلت:

-تحبي أساعد حضرتك في حاجة؟


حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ يا قلبي شكراً.


تبسمت معقبة:

-تصبحي علي خير.


ردت الآخري بحب:

-وأنتِ من أهل الخير يا حبيبتي.

❈-❈-❈

في لندن، يجلس أحمد أمام غرفة ياسين ومن حين لآخر ينظر في هاتفه.


وصلت أخيراً وأقبلت عليه:

-هاي.


رمقها شذراً وقال:

-أتأخرتي كده ليه ؟


قلبت عينيها بضجر وردت:

-عقبال ما جهزت.


شملها بنظرة ذات معني وعقب:

-بردوا جاية باللون الغبي ده؟ مش قولت ليكي ألبسي بروكة ولا طرحة.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-هو حضرتك ليه مش مصدق أن دي الموضة دلوقتي.


تبسم ساخراً وعقب:

-الموضة يبقي شعرك أزرق شبه البغبغان عوض عليا عوض الصابرين يا رب.


امتعض وجهها بغيظ وتساءلت بتلهف:

-ياسين عامل أيه فتح ؟


تبسم بفخر وقال:

-أيوة فتح وبقي زي الفل.


ارتسمت إبتسامة واسعة علي ثغرها وتساءلت:

-طيب والموضوع التاني قولت ليه ؟


قلب عينيه بملل وتدراك مستفهماً:

-يعني بزمتك لو أنا مقولتش لياسين هكون بعت أجيب حضرتك ليه ؟!


ردت بنفاذ صبر وقالت:

-تمام وايه إلي حصل ؟


تبسم بزهو وقال:

-خلاص مبقاش طايق إسمها خلاص وجه دورك وربنا شطارتك.


أومأت بإيجاب وساءلت:

-هو أنا هدخل لوحدي ولا حضرتك هتدخل معايا.


تحدث بجدية:

-أدخلي أنتي وحاولي تتكلمي معاها زي ما اتفقنا.


حركت رأسها بإيجاب وقالت:

-حاضر بعد إذنك.


رد بهدوء:

-أتفضلي.


إتجهت إلي باب الغرفة وطرقت الباب بخفة ودلفت.

❈-❈-❈

بينما في الداخل مستلقي علي الفراش مغمض العينين وداخل قلبه يشعر بنيران مستعرة، أستمع إلى طرق باب الغرفة ظنه والده فتظاهر بالنوم.

فتح الباب ودلفت هي بعنجهية، أغلقت الباب بحذر وخطت تجاهه بغنج وعلي وجهها إبتسامة ماكرة، اقتربت منه ووقفت جواره وقربت يدها تتحسس جبينه، لكن قبل أن تلمس يدها وجه كانت مكبلة بين قبضة يده مما جعلها تصرخ بألم:

-أه إيدي.


اعتدل في جلسته ومازالت يدها بين قبضته رمقها شذراً وصاح موبخاً:

-أنتِ أيه إلي جابك هنا اطلعي بره.


ترك يدها بعنف مما جعلها تتراجع إلي الخلف بألم :

-أه إيدي يا ياسين حرام عليك كنت هتكسرها.


تجاهل حديثها وهتف بإصرار:

-أطلعي بره أيه أنتِ أطرشتي، أنتِ أصلاً بتعملي أيه هنا ؟! أتحننتي ليكي عين أصلا توريني وشك يا زبالة بره بره مش عايز اشوفك قدامي.


بهت وجهها من عصبيته وحاولت أن تتحدث بتبرير:

-ياسين حبيبي أسمعني أنت فاهم غلط اديني فرصة افهمك.


انتفض من فوق الفراش واتجه لها ووجه لا يبشر بالخير جذبها من ذراعها كي يلقيها خارجاً لكن اوقفه حديثها راجية:

-ياسين أنا لسه بحبك.


ترك يدها وتوقف أمامها ظل ينظر لها قليلاً وسرعان ما أنفجر ضاحكاً وهو يحرك رأسه بعدم تصديق:

-لأ والله بتتكلمي جد بتحبيني ؟ إلي هو إزاي بقي ؟ أنا ده كله مش فارق معايا غير حاجة واحدة بس أنتِ عرفتي منين أني هنا وأيه إلي جابك ورايا ؟


دمعت عيناها بدموع كاذبة وقالت:

-أنا بحبك يا ياسين وجيت وراك هنا عشان بحبك أنا عارفة أني غلط لما طلبت الطلاق منك وحصل الي حصل بس غصب عني بجد كنت مصدومه لما قعدت مع نفسي فوقت وعرفتي أني بحبك بجد ، ولو أنا مكنتش بحبك مكنتش هيبقي موجودة جنبك وأنت بتعمل العملية من آول يوم ومن غير علم بابا وماما وده كله عشان بحبك يا ياسين ومش عايزة غيرك حد.


توقف عن الضحك فجأة وتحدث أمراً :

-أطلعي بره سامعة أطلعي بره مش عايز أشوف وشك تاني لأن وقتها متلوميش غير نفسك.


حاولت التحدث لكنه لم يعطيها فرصة وفتح بابا الغرفة عنوة وأخرجها منه بقوة وأغلق الباب خلفها بعنف.

❈-❈-❈

بينما في الخارج، انتفض أحمد  بصدمة، واتجه إلي فريدة متسائلاً بقلق:

-أيه إلي حصل ؟

أشتعل وجهها بغيظ وقالت:

-شوفت إلي حصل إبنك طردني شوفت جرجرني إزاي ورماني بره.

تبسم ساخراً وعقب مشيراً علي رأسها:

-كله من التسريحة المتخلفة ولون البغبغان ده.

دبت على الأرض بغيظ وقالت:

-أحنا في أيه ولا في أيه بس أيه إلي حضرتك بتقوله ده ؟ وإزاي مدخلتش لما سمعت صوت.

تنهد بسأم وأجاب:

-كنت فاكر جنابك هتتصرفي وتسيطري علي الوضع لكن يا فرحتي بيكي ولا نيلتي حاجة.

تجاهلت حديثه وردت بإصرار:

-سيبك من الكلام ده كده خلاص اللعبة انتهت من قبل ما تبتدي؟

تبسم بدهاء وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً برفض:

-لأ ده لسه هتبتدي أطمني.

ضيقت الآخري عيناها بعدم فهم وتساءلت:

-هتبتدي إزاي مش فاهمة هو حضرتك بتفكر في ايه ؟

رمقها شذراً وقال:

-ملكيش فيه أنتي ليكي أكل ولا بحلقة.

صاحت معترضة:

-لأ بقي كفاية كده أنا مش جاية هنا عشان حضرتك تقلل منك أنت ناسي أنا مين ولو مشيت من هنا أنت إلي هتدور عليا مش أنا.

تبسم ساخراً وعقب مشيراً يده بطريقة مسرحية أن الباب مفتوح:

-أتفضل أمشي ومع السلامة أنا مش ماسك فيكي يا شاطر أنتِ إلي عايزاني مش أنا أنتِ إلي عايزة ترجعي لياسين وأيام ياسين فوقي يا شاطرة نبرتك مش عجباني أنتِ هنا عشان مصلحتك أنتِ مش عشان جميلة ليا يعني لو عايزة تمشي بالسلامة والقلب دعيلك.

أخرسها حديثه، ودون أدني كلمه اتجهت إلى إحدي المقاعد وجلست بصمت تام.

تبسم الآخر برضا، وتدارك قائلاً:

-شاطرة أوي أهو كده الكلام أنا هدخل لياسين وأنتِ خليكي قاعدة هنا وفي ظرف دقايق ياسين هو إلي هينادي عليكي ويطلب يشوفك.

تركها متجها إلي الغرفة دون حرف واحد، بينما هي تنظر له نظرات مشتعلة، ولو كانت النظرات تقتل لو وقع الأن مشتعلاً أمامها.

❈-❈-❈

فتح باب الغرفة وولج بلهفة مصطنعة تجاه ياسين الجالس علي الفراش واضعاً وجهه بين كفيه، انقبض أن يكون صاحبه مكروه بالفعل وتسأل بلهفة:

-ياسين مالك يا حبيبي أنت كويس ؟

رفع ياسين رأسه متجاهلاً سؤاله وتحدث بإقتضاب:

-فريدة كانت بتعمل ايه هنا ؟ إزاي حضرتك تسيبها تدخل عادي كده ؟ 

آخذ الآخر نفس عميق وتحدث بنبرة حادة:

-أولاً متنساش إنك بتكلم أبوك وتتكلم بإحترام أكتر من كده أما بقي عن فريدة البنت فعلاً بتحبك يا ياسين وندمانة علي إلي حصل كمان وهي إلي كلمتني عايزة ترجع ليك بس أنت كنت اتجوزت حاولت ابعدها لمن كانت مصره تيجي ليك تستسمحك ومش بس كده لا دي سافرت وراك لغاية هنا من وراء أهلها وأول ما عرفت أنك فتحت جت عشان تبقي أول واحدة تشوفها عنيك.

تبسم ساخراً وعقب:

-حضرتك مقتنع بكلامك ده ؟  حضرتك نسيت إلي هي عملته فيا وأنا في عز الحاجة ليها ؟ ولا أبوها وأمها ؟!  أتخلت عني في أكتر وقت كنت محتاج ليها فيه جاي حضرتك بعد ده كله تقولي بتحبني أنت نسيت هي عملت ايه ؟ لو ناسي أفكرك يا بابا فريدة دبحتني بسكينة باردة سامع دبحتني من غير ما تسمي حسستني أن ناقص في رجولتي أنا أتكسرت علي إيدها وحاي لو ندمانة زي ما حضرتك بتقول وقت الندم عدي وانتهي" ما كسر وتحطم قلبي ، حتي إذا أصلح وترمم ، ستزال الشروخ به وتظل تنزفاً دون توقف" مع الأسف يا بابا أنا وفريدة حكايتنا خلصت ومش هتتفتح تاني.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة