رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 22 - 2 - الثلاثاء 19/11/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني والعشرون
2
تم النشر الثلاثاء
19/11/2024
وصلت بسيارتها إلي منزل والديها ركنت السيارة ودلفت إلي الداخل، أستقبلتها والدتها بحرارة وجلسوا سوياً.
تسألت فريدة بفضول:
-هو بابا فين؟
أسترسلت الآخري بإيضاح:
-عنده إجتماع مهم ولسه مرجعش طمنيني أيه الاخبار؟
هتفت بحماس:
-سلوي عايزة تطلق.
صقفت الآخري بفرحة:
-بجد يا فرحة قلبي أخيراً طيب كويس احكيلي كل حاجة ؟
سردت لها كل شئ دار وعلاقتها بياسين.
تنهدت بسأم وقالت:
-وابن سلوي هيفضل سايق العوج لغاية إمتي ؟ أحنا عايزين يحصل حمل في أسرع وقت.
تهكمت الآخري ساخرة وعقبت:
-بقولك مش طايقني أصلا ونايم في اوضة وأنا في اوضة هحمل أزاي بس يا أمي بالمراسلة .
زفرت والدتها بضيق وقالت:
-كده كل الخطط هتبوظ حولي معاه هيلين ده راجل أكيد مش حجر.
انتبهت إلى شئ وتسألت:
-صحيح الباشا جوزك مش ناوي يجي يزورنا ولا أيه ؟ أبوكي مولع والصراحة عنده حق.
قلبت عينيها بضجر وردت:
-لأ رافض بيقول المفروض إنكم أنتم إلي تيجوا تزوروه.
شهقت بصدمة وهتفت بعدم إستيعاب:
-نعم أتجنن ده ولا أيه ؟
حركت رأسها بإيجاب وردت:
-ياسين بقي واحد تاني خالص أنا مش عارفة البنت دي عاملة ليه أيه يا بالظبط تخيلي رفض أن الخدامة تغير ملاية السرير؟
قطبت غدير جبينها بحيرة وتسألت :
-مش فاهمة ليه مش عايز يغير الملاية ليه أيه النتانه دي هو بقي معفن كده ليه ؟
زفرت فريدة بنفاذ صبر وقالت:
-معفن أيه بس يا ماما يا حبيبتي عشان الهانم كانت بتنام عليهم شوفتي الهنا إلي أنا فيه.
أومأت بإيجاب وقالت:
-اه كده فهمت ممكن تكون عاملة ليه عمل ولا ساحرة ليه ولا حاجة الناس دول متعودين على الحاجات البلدي دي ومش بعيد سلوي تكون هي إلي ودتها عند الدجال ده.
حركت رأسها يميناً ويساراً بقلة حيلة وقالت:
-مش عارفة يا ماما مش عارفة لا وأحمد كمان كان هيخلي بيا بس فكرة تهديدك دي خلته يتراجع ويسكت بس بردوا لو سلوى تمسكت في الطلاق هتبقي مصيبة تانية لأن كده مش بعيد ينفذ إلي هي عايزاه ويرجع البنت دي ويصلح كل حاجة ده بيحبها بجنون.
مصمصت شفتيها بتعجب وقالت:
-بيحب فيها أيه بوز الأخص دي بس مش فاهمة.
زفرت بنفاذ صبر وقالت:
-يا أمي فكري معايا في حل للمشكلة الأهم دلوقتي…
❈-❈-❈
فتح باب الشقة وتنحي جانباً كي يسمح لخالته بالدخول خطت هي إلي الداخل تجر أذيال الخيبة وحمل هو الحقائب ودلف خلفها، وضع الحقائب جانباً وجلس جوارها يضمها بحب وقال:
-إهدي يا خالتو أن شاء الله خير.
تنهدت بحزن وقالت:
-أنا هتجنن يا أمير أيه إلي حصل غير ياسين كده ؟ إزاي يطلق صفا لأ وكمان يرجع فريدة ؟
سهم نظراته بشرود وعقب:
-مش عارف يا خالتوا ياسين تحسيه تايه وسرحان مش في واعين مش هو ياسين إلي نعرفه.
تبسمت ساخرة وهتفت بإزدراء:
-وهيكون أيه إلي حصل يا أمير مع الأسف ياسين طلع صورة طبق الأصل من أبوه.
ربت علي ظهرها بحنان وعقب قائلا:
-أنتِ راجعة من السفر تعبانة قومي أرتاحي يا حبيبتي يلا وأنا هنزل اشتري شوية حاجات من السوبر ماركت الشقة فاضية.
أومأت بإيجاب وردت:
-ماشي يا أبني.
❈-❈-❈
مر الليل سريعاً وجاء الصباح حاملاً في طياته الكثير قد يغير حياة البعض ويقلبها من السعادة إلي التعاسة دون أدنى مجهود، في تمام التاسعة صباحاً وتحديداً في شركة الخاصة بياسين يجلس علي كرسي مكتبه يحركه يميناً ويساراً وأمامه يجلس المحامي.
تسأل المحامي بحذر:
-تمام يا باشا أي حاجة تانية حضرتك حابب تضفها؟
هز رأسه بلا وعقب:
-لأ العنوان معاك في القسيمة لو روحت ولقتها مش في البيت يبقي أكيد هتبقي في شغلها في المستشفي.
أومأ بتفهم:
-تمام يا باشا أي أوامر تانية؟
رد بإختصار:
-لأ خلاص أول توصل تيجي تبلغني بإلي حصل.
أومأ رأسه متفهماً واستطرد قائلاً:
-تمام يا باشا بعد إذنك.
أشار له ياسين بالرحيل وأوقف هو مقعده ونظر أمامه بشرود.
❈-❈-❈
أسبوعاً مر عليها وهي طريحة الفراش أما تبكي أو شاردة الطعام تأكله فقط بعد إصرار والدتها ويكون لقمتين لا أكثر حتي عملها وأصدقائها عزفت عنهم وعن العالم أجمع.
صباح يوم جديد أستيقظت صفا علي صوت والدتها الحاني فتحت عيناها بضعف وقالت:
-نعم يا ماما محتاجة حاجة ؟
ربتت والدتها علي ظهرها بحنان وقالت:
-سلامتك في محامي بره عايزك.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-محامي عايزني أنا ليه ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-ياسين إلي بعته.
علي ذكر إسمه أشمئز وجهها ونهضت بوهن وارتدت إسدال الصلاة وخرجت برفقة والدتها وهي تستند على ذراعها.
نهض المحامي معرفا بحاله:
-أنا سليم عدلي محامي ياسين بيه.
أومأت بإيجاب:
-أهلاً بحضرتك.
جلست بضعف ووالدتها جوارها وجلس المحامي وتحدث بعملية:
-ياسين باشا باعتني لحضرتك عشان أخلص إجراءات الطلاق وأسلم لحضرتك الشيك ده وباقي حقوق حضرتك هخلصها ليكي بإذن الله.
لم تمد يدها أو تنظر من الأساس وتحدثت بإقتضاب:
-مش عايزة غير ورقة طلاقي وبس.
تحدث المحامي وقال:
-مينفعش يا مد..
قاطعته بنفاذ صبر:
-قولت عايزة ورقة طلاقي وبس.
تنهد بضيق وقال:
-زي ما تحبي.
تبسمت ساخرة علي حالها وردت:
-بلغ الباشا بتاعك خلي فلوسه تنفعه متلزمنيش.
مد يده بورقة الطلاق:
-أتفضلي.
أخذتها من يده ونهض هو وآخذ آغراضه وأستأذن منهم ورحل.
ألقتها جانباً وأغمضت عيناها بضعف ربتت والدتها علي ظهرها بمؤازرة:
-إهدي يا قلب أمك ده ميستهلش دمعة واحدة من عيونك يا قلب أمك .
تسألت بآلم:
-ليه يعمل فيا كده يا أمي نفسي أعرف ليه كده أنا حبيته معملتش حاجة فيه غير أني حبيته بجد يبقي ده في الآخر إلي يحصل ليا.
لامست كلماتها قلب والدتها وهبط عليه كنصل حاد ينغرس داخل قلبها، ضمتها بحب وهي تردد بثقة في المولي عز وجل أن العوض قادم:
-متندميش علي خير عملتيه يا بنتي حطي في دماغك قاعدة مهمة أوي أنتي بتعاملي ربنا في كل حاجة متننتظريش مقابل من بشر يا بنتي الله جاب الله خد الله عليه العوض يا قلب أمك قومي أتوضي وصلي كده وأدعي ربنا يا بنتي ملناش غيره عوض.
❈-❈-❈
ظل يستمع إلى حديث المحامي والشيك بين يديه يتطلع إليه بشرود، وكلماته آخذت مجراها داخل عقله يترجمها كما يشاء.
لاحظ المحامي شرود فاستطرد موضحاً:
-ده إلي حصل حاولت معاها تاخد الشيك لكن رفضت ومضت علي التنازل.
اومأ بشرود وتسأل:
-هي كويسة ؟
تطلع له المحامي بحيرة وحرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ كان شكلها تعبان ومش قادرة تمشي والدتها كانت سندها.
تنهد بشرود وقال:
-تمام أتفضل أنت وشكراً لحضرتك.
نهض المحامي وغادر بينما ظل هو جالساً ينظر إلي الشيك بين يده بشرود إذا كانت تريد الأموال لما لم تأخذها إذن ؟
-يا تري أيه حكايتك يا صفا ؟ طيب لو بتحبيني فعلاً ليه كدبتي عليا ؟ ممكن حان نيتك كده في الأول طيب لما حبتيني لما مجتيش تصارحيني كنت هسامحك وأغفر ليكي والله كنت هسامحك ونبدأ صفحة جديدة مفيهاش غير أنتِ وأنا.
❈-❈-❈
أنهت نبطشيطها أخيراً، فقذ ظلت طوال الليل من عملية جراحية إلي آخري حتي أصبحت تشعر بخدر بثائر جسدها ولكن ذلك لا يهم المهم لديها أنها ستعود الأن إلي منزلها وتنعم بالنوم والراحة علي فراشها الوثير هذا كان ما يدور في عقله وهي تغادر بوابة المشفي، ولكن يا أسفاه كل هذا أنمحي عندما وجدت " أمير" يقف مستنداً علي سيارته كأنه ينتظر أحد وبالأخص هي ودل علي ذلك الإبتسامة البلهاء التي رسمها علي ثغره، قررت تجاهله وأن تغادر يكفِ ما حدث لصديقتها، خطت بخفة وأكملت طريقها ومرت أمامه دون أن تعطيه أي إهتمام.
لاحظ هو تجاهلها المقصود لها فتبعها ونادها بصوت هادئ:
-دكتورة نور.
إستمعت إلي صوته ولكن تجاهلت هذا وأكملت طريقها، مما جعل الآخر يشتعل غيظاً ويقطع المسافة الفاصلة بينم في خطوة واحدة ويقف أمامها.
كتفت ذراعيها فوق صدرها وتسألت ببرود:
-أفندم حضرتك واقف كده ليه ؟
تخصر الآخر وهو يرمقها بغيظ، وأضاف متسائلاً:
-ممكن أفهم مالك ؟ أنتِ لسه زعلانة مني؟ مش صفا أتكلمت معاكي قبل ما أسافر.
تبسمت ساخرة وعقبت:
-بجد ؟ صفا ؟ لسه فاكر صفا بعد إلي عملتوه فيها أنا مش فاهمة بجد أنتوا جنس ملتكم أيه ؟ وحضرتك جاي بكل بجاحة ليا ؟ أنت فاكر أصلا أني ممكن أبص لواحد زيك بعد إلي عملتوه فيها.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية